الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الكردستانية

فينوس فائق

2009 / 8 / 27
القضية الكردية


قد لا يهم القارئ الكويتي ما يحدث في هذه اللحظة في كردستان العراق، وقد لا يعنيه إن كان اليمين يحكم أو اليسار، وقد لا يندرج في خانة اهتماماته أن أسعار المواد الغذائية والكماليات في ارتفاع رهيب في كردستان، مقابل تدني الأوضاع المعيشية وانخفاض الدخل القومي، وقد لا يولي الكثير من الاهتمام لارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ولجوئهم إلى بلدان المهجر سنويا بالمئات.. إلخ، فهذه العناوين ومحتوياتها نجدها على الكثير من صفحات الجرائد في غالبية بلدان المنطقة.. لكنني على يقين من أن تجربة يوم 25 تموز الماضي باعتبارها أول تجربة من نوعها في كردستان العراق، وفي عموم العراق بشكل عام ستجذب هذا القارئ الكويتي المطلع على كل مجريات الأحداث السياسية وتطوراتها في المنطقة..
ومع أن العام 2009 سمي بعام الانتخابات، لكن أهم تجربة انتخابية أعجبت بها هي التجربة الكويتية، وتحديداً تجربة النساء الكويتيات واقتحامهن البرلمان بجدارتهن.. في حين إن برلمان كردستان وفي دورة 2005 التي استمرت حتى هذا العام كانت هناك 26 امرأة عضوة في البرلمان من مجموع 111 عضوا برلمانيا، وهذه نسبة جيدة. ومع أن قانون التمثيل النسبي في كردستان قد تم تعديله من 25% إلى 30 % من مجموع أعضاء البرلمان للدورة البرلمانية الجديدة..
إلا أن ما يجعل التجربة الكردستانية بنظري ناجحة، وأظن بنظر دول المنطقة، ومن ضمنها الكويت، أن جناحي الإصلاح وقائمة التغيير قد شاركا في الانتخابات البرلمانية،
ما مكنهما من كسر جليد الاتجاه الحزبي الواحد، واختيار التحالف الأبدي (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) الذي كاد يعيد إلى أذهاننا تجربة البيعة الصدامية. وما جاءت به هذه الانتخابات أيضاً أنها علّمت المواطن الكردي أن منصب رئاسة الإقليم ليس قصراً على شخص البرزاني فقط، وإنما من حق كل مواطن عادي أن يرشح نفسه لهذا المنصب.
أهم تجربة في هذه الانتخابات تتمثل باقتحام قوائم مختلفة، وأهمها قائمتا التغيير والإصلاح والخدمات، ما أفسح المجال أمام ظهور أصوات المعارضة داخل البرلمان، فقد فازت قائمة التغيير بخمسة وعشرين مقعدا، وقائمة الإصلاح والخدمات نالت ثلاثة عشر كرسيا، في حين كانت الـ 111 مقعدا سابقاً من نصيب الحزبين المتحالفين الحاكمين مناصفة، وبالتالي يتم تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزراية مناصفة، بحيث لم يكن هناك أي مجال لظهور أصوات أخرى، واتجاهات مختلفة ومخالفة، وكان الطريق مسدوداً أمام الأصوات المعارضة، لكن هذه الانتخابات، ومع تكامل وعي الناخب الكردي، فقد تم التغلب على هذا النظام الصدئ وهذا الجمود، وعلى ثقافة سلطة واحدة وزعيم أوحد إلى الأبد، والتي انتقلت إليهم من نظام صدام حسين، وكادوا يورثونه إلى الأجيال القادمة..

ديوانية الجمعة في جريدة أوان الكويتية، الجمعة 21/8/2009 العدد:638
www.venusfaiq.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة