الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا تضيع جهودكم هباء منثورا

ابراهيم علاء الدين

2009 / 8 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما زلت اؤكد "وعن قناعة تامة بمعظم نظريات علم الاجتماع والاقتصاد السياسي وفي مقدمتها النظرية الماركسية" على ان الاقتصاد هو اللاعب الرئيسي في تشكيل ثقافات المجتمع "الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للتاريخ" وبناء على هذه القناعة اعتبر ان الكثير من الجهود "وهي مخلصة بكل تاكيد" التي تتمحور حول الدور الثقافي في تطور المجتمعات تذهب هدرا وهباء منثورا.
فالوعي الاجتماعي المتوارث سيظل يتوارث طالما ان مكوناته الرئيسية متوارثة وجوهر هذه المكونات هو الوضع الاقتصادي.
ففي معظم بلاد العرب ما زالت طبيعة الاقتصادات فيها متداخلة بين الاقتصاد الرعوي (القبلي) والريفي وهو مرحلة اكثر تطورا من اقتصاد البادية والاقتصاد الهامشي القائم على اعادة تصنيع بعض المنتجات الغربية ويتداخل مع الاقتصاد التجاري القائم على تسويق منتجات الغرب الراسمالي (وكالات تجارية) . وهذا الخليط من النشاط الاقتصادي يطلق عليه في علم الاقتصاد السياسي بالاقتصاد المشوه.
والاقتصاد المشوه ينتج مجتمع مشوه، ويفرز نظاما سياسيا مشوها، وقيما اجتماعية مشوهة، يغلب عليه طابع التقليد والخوف بل والرعب من الجديد أي جديد، هذا المجتمع يمكن وصفه بانه "لا حول له ولا قوة" ويتميز بخضوعه للقدرية والاتكالية والكسل واللامباة ، ويعزز هذه المنظومة الفكرية القيمية قوى طبقية عليا (النظام السياسي)، الذي يجد برجال الدين اوثق حلفائه باعتبارهم يقومون بدور مركزي في اخضاع المجتمع لاارداة الطبقة الحاكمة باعتبارها جزء من ارادة الله.
والاكثر مدعاة الى الاهتمام ويستوجب اعادة النظر ببعض المسلمات ان هذا النمط من المجتمعات ذات الاقتصاد المشوه تنتج قوى سياسية مشوهة (اقصد منظمات وجماعات ومؤسسات) تقف موقف المعارضة من النظام السياسي وتبدي اعتراضاتها على البؤس والظلم الذي يحيق بغالبية مكونات المجتمع، ولكنها تنطلق من نفس منطلقات الطبقات الحاكمة، أي تنطلق من التسليم بالواقع الاقتصادي القائم، وبدلا من العمل على تغييره نجدها تتخذ مواقف سياسية عقيمة وكأن التغيير يأتي من خلال المطالبات والمناشدات او بمجرد تسجيل المواقف مع او ضد، ، بالاضافة الى ضعف ادواتها ووسائلها التنظيمية وعدم قدرة نشاطها الدعوي عن ملامسة وجدان الغالبية العظمى من افراد المجتمع وما يكتنزه من منظومة الوعي الثقافي والفكري والسلوكي.
فقوى المعارضة عموما ما هي الا افراز لذات المجتمع المشوه ، وثقافتها مستمدة من ثقافة المجتمع ، والصورة المحفورة في مخيلتها لا تختلف الا من حيث الشكل عن الصورة المختزنة في وعي المجتمع، حتى لو رفعت شعارات الديمقراطية او الليبرالية او العلمانية.
وهنا قد ينبري البعض وكثير منهم يتصدروا بعض الوسائل الاعلامية للدفاع عن وجهة النظر التي تقول ان تغيير المجتمع يبدأ بتغيير وعيه ، وان ذلك لا يتحقق الا من خلال اوسع حملة توعية ثقافية وفكرية.
ولا يدرك هؤلاء ان المواطن المصري في ضواحي القاهرة او دمشق او بغداد او الدار البيضاء "الذي يعتصره الجوع والفاقه والمرض والعوز والحاجة" كل ما يهمه هو ان يسد جوع اطفاله، .. ان يذهب الى منزله وهو يحمل بعض ارغفة الخبر، .. ولا يضطر للهرب من وجه صاحب الشقة المتواضعة لانه متخلف عن سداد الايجار، وان لا يخفض رأسه ويكتنفه بعض الذل عندما تطلب منه زوجته مصروفا لاطفاله لدى ذهابهم الى المدرسة.
وطالما ان ما يسمعه لا يوفر له هذه الاحتياجات المتواضعة فانه لن يعيره ادنى اهتمام لانه ببساطة يريد ان يأكل قبل أي شيء آخر.
لكن ما سبق قوله سيجد من يعترض عليه ايضا ويعتبره نوعا من الدعوة للنضال المطلبي لتحسين احوال الناس، والكثير من القوى السياسية وجل المثقفين من كل التيارات يزدروا النضال المطلبي ويعتبره البعض يؤدي الى انحراف النضال من وجهته السياسية الى وجهته المطلبية .. وكأن الشعوب لا تستيطع الا ممارسة شكل واحد من اشكال النضال .. اما سياسي او مطلبي جماهير .. او ثقافي، ويبدو ان البعض وبغض النظر عن الافصاح بعبارات واضحة وصريحة او غامضة مشوشة يرى بان النموذج الصيني باقامة طوق من العزلة عن العالم لاقامة ثورة ثقافية هو النموذج الانسب لتغيير الوعي الاجتماعي.
ويبدي بعض المثقفين حيرتهم واستيائهم وفي حالات كثيرة كفرهم وازدرائهم للجماهير لانها لا تفهم خطابهم الثقافي الاعلامي، وانها تنحني كالخراف امام الخطاب الديني الاصولي. وتعطي اصواتها لتيارات الاسلام السياسي في الانتخابات العامة.
ولا يدرك هؤلاء ان ازدهار الخطاب الديني للتيارات السياسية الاسلامية ينسجم اشد الانسجام مع طبيعة الاقتصاد المشوه، ويلتقي بحميمية لا مثيل لها مع الوعي الاجتماعي المشوه، الناتج عن الاقتصاد المشوه.
لذا نرى ان النجاح الباهر للخطاب الاسلامي مرتبط باهتمام القوى السياسية الاسلامية بتلبية بعض احتياجات مجتمعات الهامش سواء على شكل معونات عينية او مساعدات مادية او تعبئة روحية قائمة على الدعوة الى الصبر " الصبر مفتاح الفرج .. وما بعد الضيق الا الفرج". وفي اخر المطاف فان الجنة بانتظارهم ....!!! وبالطبع كلهم فقراء".
وبدلا من تصدي القوى "التقدمية" ان جاز التعبير والتي تشمل " القوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية واليسار عموما" للواقع بتفاصيله والعمل على معالجة الخلل الهيكلي بالاقتصادات الوطنية وربط خطابهم الثقافي والاعلامي بالواقع المعاش، نراهم يصولون ويجولون في سجالات نظرية معزولة تماما عن نبض الجماهير وهمومها واحتياجاتها. قيل في وصفه قديما "يعيشون في برج عاجي".
وهذا الخطاب ذو الطابع النرجسي غير الواقعي الفاقد لادنى مقومات القدرة على "تحريك ولو قشة من مكانها" اذا لم يكن ضارا كونه يهدر طاقات وامكانيات قوى خيرة وتمتلك القدرة على الفعل الايجابي، فانه لن يؤدي الى تحقيق الغايات والاهداف التي يسعى لها الكثير من المفكرين الرائعين الذين اكن لهم كل تقدير واحترام.
فهناك الاف القضايا ذات الصلة بالاقتصادات الوطنية التي تتطلب التصدي لها سياسيا وعمليا على الارض، فمعدلات الفقر تتصاعد في بلادنا بشدة، وعدد الذين يسقطون الى مستنقعات الفقر من الطبقة الوسطى يكاد ينهي وجود هذه الطبقة التي تعتبر رافعة التغيير في أي مجتمع، فيما يزداد الفقراء فقرا وبؤسا كل يوم.
ففي مصر مثلا تفيد تقارير رسمية موثقة بان عدد العاهرات ارتفع ليصل الى نحو مليون عاهرة جلهن من مجتمعات الهامش واوساط الطبقات المعدمة، وهذا الوضع لا يختلف عما هي الحال في لبنان او المغرب او الاردن او تونس او سوريا وحتى في الخليج.
ومن الظواهر ايضا ان رواتب الطبقة الوسطى في معظم البلدان العربية تنحدر بقوة فعلى سبيل المثال فان الراتب الاساسي لموظف في مؤسسة حكومية في مصر لا يزيد عن 250 جنيها في الشهر، وراتب الموظف في تونس 250 دينار تونسيا فيما اجرة المنزل 120 دينارا، وفي الاردن متوسط رواتب العاملين في القطاع العام تبلغ نحو 250 دينارا اردنيا فيما اجرة المسكن في منطقة فقيرة لا يقل عن 100 دينار. اما ارتفاع الاسعار في بيروت فانها تبتلع الراتب الاعلى قليلا والذي يصل الى 500 دولار.
ومن المظاهر الاخرى في المجتمع العربي الاتكالية والقدرية والامراض الاجتماعية الاخرى التي ادت الى تضخم الجهاز الوظيفي الحكومي (بطالة مقنعة) وسيادة المنهج البيروقراطي في ادارتها.
ففي مصر مثلا تفيد الدراسات المختصة ان فترة العمل الحقيقية للموظف المصري في الدوائر الحكومية لا تزيد عن 30 دقيقة في اليوم علما بان عدد موظفي الحكومة يزيد عن 5 ملايين موظف يشكلون نحو 20% بالمائة من اجمالي قوة العمل المصرية. وباقي الدول العربية ليست احسن حالا بل ربما هناك ما هو اسوأ، حيث تصل الى عشر دقائق فقط في بعض الدول الخليجية.
وتفيد مصادر اقتصادية رسمية وعلى لسان السيد رئيس وزراء مصر انه من المتوقع ان يبلغ العجز في الميزانية العامة للدولة هذا العام حوالي 100 مليار جنيه، أي حوالي 5ر8 % من اجمالي الناتج القومي الاجمالي البالغ 2ر1 ترليون جنيه. ومن الجدير بالذكر ان انخفاض النمو في الناتج القومي الاجمالي بنسبة 1% يعني فقدان 176 الف فرصة عمل.
فيما العجز في الميزانية العامة حتى شهر يوليو الماضي في الاردن بلغ حوالي 900 مليون دينار. والعجوزات في موازنات كافة الدول بما فيها التي تعتبر ثرية (دول النفط) هي بذات المستوى اذا لم تكن اعلى في بعضها مما اجبرها على خفض النفقات العامة التي انعكست بدورها على النشاط الاقتصادي برمته (ففي الكويت مثلا ولاول مرة تضطر الدولة الى الاقرار بوجود بطالة سافرة "المسرحين".

تراجعات حادة في النمو بمعظم الدول العربية مما يعني زيادة عدد العاطلين عن العمل حيث تتراوح نسبة البطالة ما بين 10 الى 25 بالمائة وتصل في قطاع غزة مثلا الى 75% . وهذا يعني المزيد من الانخفاض في مستويات الدخل والمعيشة وارتفاع - أي زيادة الفقر - التي تؤدي الى المزيد من الانهيارات في مستويات التعليم والصحة والخبرة البشرية وازدياد معدلات الجريمة بانواعها وهيمنة الواسطة والمحسوبية ، والفساد المالي والاداري والاخلاقي.
وبالرغم من الجنوح المبني على الامنيات اكثر منه على الواقع الذي جنح اليه العديد من مثقفي اليسار والمتأسلمين على السواء حول انهيار النظام الراسمالي عشية انفجار الازمة المالية في بدايات السنة الماضية، فان التطورات تؤكد عدم صوابية تلك التحليلات التي اشعلت امالا بمجيء عصر جديد وانتصار ( تارة الاسلام السياسي .. وتارة اليسار العالمي) فها هي العديد من الدول الراسمالية تعلن وان بتحفظ تجاوز الازمة وبدء انتعاش اقتصاداتها من جديد.
ولم يرى الكثير من المثقفين (التقدميون) على وجه الخصوص ان من اخطر نتائج الازمة المالية العالمية كان تمكن الدول الغنية من تحقيق مكاسب كبرى جراء انخفاض اسعار المواد الاولية من ناحية وعدم قدرة اقتصاداتها في حال استعادتها عافيتها على ان تكون رافعة لاقتصادات الدول الفقيرة، مما سيؤدي الى ازمة افقار عالمية سوف يكون نصيب شعوب دول المنطقة منها كبيرا جدا نظرا لازدياد عدد الفقراء وارتفاع الاسعار من جديد عندما تتعافى الاقتصادات الرأسمالية تماما .
ولا اعرف سببا باستثناء استغراق المثقفين بالسجالات النظرية لعدم اهتمام الكثير ان لم يكن معظم المشتغلون بشؤون الفكر والسياسة بالتركيز على عدم قدرة الحكومات العربية القيام بأي مبادرة حقيقية لتحقيق اصلاحات هيكلية في الاقتصاد المشوه، وعدم تصويبهم النقد الى النهج الحكومي الاقتصادي والذي لا يتجاوز دوره تسيير الامور او مواجهة مآزق وصعوبات وازمات آنية ووقتية واحيانا فورية، ولا تتوفر لديها أي اهتمام بوضع سياسات استباقية تتضمن برامجا وخططا لمواجهة اوضاع بعيدة المدى.
وهذا يجعل من الصعب جدا طرح مشاريع رأسمالية كبرى في معظم الدول العربية مما يضيق الفرص على رجال الاعمال العرب ويدفعهم للبحث عن فرص استثمارية خارج اوطانهم (هذا اذا افترضنا ان المشاريع التي تطرحها الحكومات تكون فيها الفرص متكافئة ولا تتدخل الواسطة والمحسوبية وعلاقات الشراكة السرية بين رموز السلطة وبعض رجال الاعمال).
ولذلك فان من الصعب ان يكون هناك توافق حقيقي لاستثمار الراسمال العربي في الدول العربية حيث معظم الاعمال المتاحة هي ذات طابع تجاري او خدماتي قائمة على استيراد وتسويق السلع والخدمات من الدول المتقدمة (وكلاء سلع وخدمات اجنبية). فيما يبحث الراسمال عن سوقه الخاصة بشروطه واستقلاليته النسبية، وفي اطاره الوطني.
وذلك لان النظام السياسي في معظم دول العرب تتعارض مصالحه مع مصلحة توسع قاعدة رجال الاعمال والراسمال المحلي لان ذلك سوف يؤدي الى توسيع قاعدة المشاركة بالسلطة مما يؤدي الى تقويض بعض الاحتكارات السلطوية والتحالفات القائمة.

وامام هذه الصورة الماساوية فمن الصعوبة بمكان ان يتوفر ولو القليل من التفاؤل بقدرة الحكومات على اتخاذ أي خطوات فعلية لمواجهة الامراض المتفشية في الادارة الحكومية وعدم قدرتها على وضع الخطط بعيدة المدى، او استثمارها لمواردها الاقتصادية، او اتخاذ أي مبادرة لمواجهة ضعف الكادر البشري وندرة الخبرات، وضعف انتاجية الموظف، وتردي منتجات التعليم وهامشية دور مراكز ومؤسسات البحث العلمي الخ.
هذا الوضع الذي لا ندعي باننا قدمنا سوى صورة مختصرة موجزة عنه بعيد كل البعد عن اهتمامات من يعتبروا انفسهم رواد التجديد والتغيير سواء كانوا افرادا او مؤسسات ممن ينتموا الى التيارات التقدمية، ولا يخطر ببالهم ان هذا الوضع المزري والمتجه نحو الاسوأ يعتبر ارضا نموذجية خصبة لتغلغل تيارات الاسلام السياسي الساعية الى أسلمة المجتمع، وتعظيم منظومة القيم التراثية والاعراف التقليدية، وحصر الثقافة والعلوم بالثقافة والعلوم الدينية، في اطار جهودها لاقامة نظامها السياسي، مما يدمر أي فرصة على التجديد والتغيير والتطوير، بل بالعكس تماما يتم تهميش الثروة البشرية ويجعلها غير قادرة على الابداع والانتاج وتضعف همة المجتمع فتسود القدرية والاتكالية في كل مجالات الحياة ومنها ما يتعلق بالاقتصاد وتردي نمط الانتاج .
بعد ما تقدم هل يمكن لاحد ان يفيدنا بكيف يمكن بث وعي جديد في اوساط المجتمعات العربية في ظل هذه الاوضاع..؟؟
وكيف يمكن للسجالات النظرية ان تزحزح الوعي المتغلغل حتى الثمالة في وجدان الانسان العربي او غير العربي المقيم في هذه الدول وبغض النظر عن دينه او لونه او جنسه..؟؟
هل يدلني احد على كيف يمكن ان يحرر الرجل المرأة وهو ذاته عبدا مستعبدا يرزح تحت غياهب الفقر والعوز والحاجة .. واضيف ايضا تحت غياهب الجهل وسطوة الاسطورة والقيم البائدة.. بالاضافة الى هيمنة رجال الدين وخطابهم الفكري والسياسي؟؟
وكيف يمكن لحركة سياسية مهما اتصف به اعضائها من صفات البطولة والعطاء والتضحية ان تستقطب الجماهير فيما خطابها الاعلامي ودورها الدعائي غارق في العمومات النظرية ..؟؟
الا تتطلب عمليات تغيير وتجديد الوعي الاجتماعي بمواجهة الخطاب الاصولي الديني (الديني عموما) ان يتصدى دعاة التغيير الى مناقشات واسعة للوضع الاقتصادي الذي ينتج هذا الوعي المتخلف وان يتضمن ذلك وضع برامج كفاحية عملية تدعى الجماهير لتبنيها والعمل على تحقيقها وعندما اقول الجماهير فانني اقصد جميع من لهم مصلحة من كافة الطبقات ومن بينهم رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال انطلاقا من قناعة اؤمن بها ان القوة الوحيدة القادرة على بناء الاوطان باسلوب حضاري وحديث وعصري ومتطور هي الرأسمالية الوطنية. ولكن بشرط ان تطمئن بانها جزء اصيل من النسيج الاجتماعي والوطني.

ختاما اعتقد بان الجهود يجب ان تنصب على نقاش الواقع المجتمعي بكل تفاصيله وفي مقدمته الوضع الاقتصادي فبدون تطوير الاقتصاد الوطني من اقتصاد مشوه الى اقتصاد انتاجي ابداعي يمتلك القدرة على مراكمة راس المال ويطور الخبرات بما تتناسب مع تطوره وبالاهتمام بالتنمية البشرية كاول المهام المطلوب التصدي لها فان كل ما تتضمنه السجالات النظرية لا تخرج عن كونها دردشات لن تحرك "قشة من مكانها"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلقة مفرغة
رياض اسماعيل ( 2009 / 8 / 28 - 01:35 )
صحيح أن الاقتصاد المشوه ينتج مجتمعآ مشوهآ ولكن العكس أيضآ صحيح فالمجتمع المشوه بالغيبيات الدينية ينتج بدوره اقتصادآ مشوهآ
فالمفاهيم الدينية التي تدعوا الى التكاثر السكاني الأهوج والتي تعطل طاقات المرأة وتمنعها من القيام بدورها الكامل في المجتمع بسبب حصر مهمتها في البيت وبسبب انتهاك حقوقها المدنية تؤدي بدورها الى اقتصاد مشوه وهكذا ندور بحلقة مفرغة
لم يعد هنالك وقت لاضاعته و لايجوز أن ننتظر حتى يتعافى الاقتصاد
يجب التصدي لكل السلبيات في المجتمع سياسية كانت أم اقتصادية أم دينية والا لن يبقى شيء اسمه وطن


2 - لا خلاف حول هذه النقطة
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 8 / 28 - 07:00 )
الأخ رياض
لا أعتقد بوجود خلاف حول هذه النقطة فالبنى التحتية تؤسس لبناءها الفوقي وهناك علاقة جدلية بين الأثنين فبالرغم من أن البناء الفوقي أوالوعي الأجتماعي قد يؤثر فيالقاعدة الأقتصادية إلا أن الدور الحاسم هو لطبيعة علاقات الأنتاج التي تخلق وعيا إجتماعيا يتناسب مع تلك العلاقات ويلعب الوعي الأجتماعي دورا في عمل الحراك المجتمعي لتغير طبيعة علاقات الأنتاج والتي إن تغيرت فإنها سوف تغير الوعي الأجتماعي ليصبح منسجما مع علاقات الأنتاج الجديدة وهكذا يتجلى الترابط الديالكتيكي بين الأثنين. أتفق مع الأخ إبرهيم حول هذه النقطة.


3 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 8 / 28 - 10:38 )
العزيز إبراهيم ، شئ جيد عودتك للكتابة ، لكن لا تغلق باب التعليقات . مع التحية لك.


4 - اتفق معك ولكن
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 28 - 11:36 )
الاستاذ الفاضل ابراهيم علاء الدين مرحبا بعودتك والق حمد الله على السلامة
اتفق معك فى كون الاقتصاد يلعب دورا حيويا و هاما فى مشروع التقدم ولكن الاقتصاد لا يأتى من فراغ هناك حكومات مستبده وفسادا مستشرى وشعوب مغيبة تتفرج على ما يحدث من بعيد وكأن الامر لا يعنيها .
تحياتى


5 - أنا مع الأستاذ سيمون
شامل عبد العزيز ( 2009 / 8 / 28 - 11:59 )
الأستاذ إبراهيم . مرحباً بعودتك وأتمنى كما قال الأستاذ سيمون بعدم غلق باب التعليقات فلابد أن يكون هناك نقاط من خلالها يتم التلاقح الفكري بين الكاتب والقاريء بشرط أن تدور في نفس الموضوع وبدون الخروج عن ما ورد في أصل المقالة وهذا ما يثري الحواربالرغم من اختلاف وجهات النظر وهذا شيء صحي
شكراً جزيلاً لك ولكل المشاركين
مع التقدير


6 - الحوار المتمدن بيتنا الذي لا نستغني عنه
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 8 / 28 - 17:48 )
العزيز الاستاذ رياض اشكر تفضلك بالتعليق على المقال وقد توقفت طويلا اما ما ورد فيه وخصوصا عنوانه -حلقة مفرغة- والعبارة شديدة الصلة بالسؤال الازلي ايمها اسبق الانتاج الفكري (اي النى الفوقية)
او الانتاج المادي (اي البنى التحتية) ...؟؟
علما بان الترابط الجدلي بين البنيتين لا يمكن الفصل بينهما فكل منها تؤثر تاثيرا عميقا بالاخرى لكنني اتفق مع وجهة نظر المادية التاريخية التي تفيد بان الانتاج الفكري جاء نتيجة سعي الانسان لتوفير احتياجاته المادية مما يخلق وعيا معنا يتم استخدامه تاليا في تطوير الانتاج ومن ثم يحدث التطور في نمط الانتاج تطويرا في الانتاج الفكري وهلم جرى
وعلى كل حال فقد ادت ملاحظاتك الى ما يشبهالعصف الفكري انطلاقا من ضرورة المزيد من الحوار حول هذا الموضوع مما دفعني لكتابة مقال كان تعليقك هو الحافز والمحرك لي امل ان ينشر بعد غد
شكرا لحضرتك اخي رياض املا دوام التواصل
الاخ العزيز عبد الحميد العاني
اتفق مع ما جاء بتعليق حضرتك وقد عملت على التوسع فيه من خلال افراد مقال خاص له شاكرا لك مساهماتك ودورك السياسي الملموس في مناقشة قضايا العراق ووضعنا بصورة تفاصيل مجريات الاحداث هناك
الرفيق العزيز سيمون بعد تقديم خالص التحية والتقدير احيط حضرتك علما بانني لست دائما

اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة