الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها

فاطمه قاسم

2009 / 8 / 29
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


هذه تحية لروح القائد الوطني الكبير ابو علي مصطفى في ذكرى اسشهاده الثامنة ،حين قامت اسرائيل باستهدافه على نحو خاص ،ربما لان اختياره وقراره ان ياتي الى فلسطين ،وان يعمل فوق الارض الفلسطينية بين اهله وشعبه قد ازعجهم كثيرا ،لان الاسرايلين لا يهتمون بالشعارات الكبيرة ،والجمل العالية الوتيرة ،بل يهتمون بالفعل على الارض ،والتعاطي مع التفاصيل وحشد الذاكرة الوطنية نحو الواقع بكل ضروراته واشتراطاته وليس نحو الاوهام والرهانات الخيالية التي غالبا ما تكون خاسرة .
مازلت اذكر حين التقيت الاخ العزيز ابو علي مصطفى حين جاء الى غزة وقد اقترح الاصدقاء ان يقام له حفل استقبال بجمعية الشبان المسيحين ،لتخليصه من توافد الالاف للقائه والترحيب به ،والذي لم يكن ممكنا بالطبع ان يلبي ابو علي مصطفى الاف الدعوات الحارة له للاحتفال به من قبل اصدقائه ومحبيه والمعجبين به والراغبين في اظهار اعتزازهم بوجوده بينهم في غزة ،لم يكن ممكنا تلبية تلك الدعوات بالالاف من افراد وجماعات وفصائل ومؤسسات ترى جميعها ان لها الحق في الاحتفاء بذلك القائد الوطني الشجاع ،المسكون بفلسطينيته ،وبقوة انتمائه ،وبهذا القدر المشع من الصفاء الوطني .
وقتها كنت احضر رسالة الدكتوراة عن السمات الشخصية للقيادة الفلسطينية ،وقد اهتم ابو علي مصطفى كثيرا بكوني قطعت هذا الشوط في المجال الاكاديمي ،فقد تعرفت عليه وانا طفلة ، سالته اذا كان بالامكان ان اعطيه نسخة من الاستبيان الذي اعددته في مجال هذه الرسالة ،ففرح بذلك وعندما غادر القطاع الى الضفة الغربية بعد انتهاء زيارته ،اعتقدت ان مشاغله ومسئولياته الكبيرة ستنسيه موضوع الاستبيان ،ولكني فوجئت انه جاء من اعطاني الاستبيان وقد اجاب عليه ابو علي مصطفى بكل الاهتمام والجدية .احببت في ذكرى استشهاده الثامنة ،ان اذكر هذه الجزئية الصغيرة لكي اسلط الضوء على واحدة من الخصائص والمزايا الشخصية للقيادة الوطنية ،وكيف ان نموذج تلك القيادة ،تهتم بالاستراتيجي والتفصيلي في ان واحد ،وتحيط بحلم الانسان الفلسطيني في كل حالاته وتجلياته ،وتحترم الجهد الذي يبذله الانسان الفلسطيني بصفته فلسطينيا دون الوقوع في الافق المحدود للحسابات الفصائلية الضيقة ،او اختناق اللحظة المازومة ،او الاستعاضة ببعد واحد للصراع عن بقية الابعاد الاخرى .
مدرسة الواقعية الثورية التي كان يمثلها ذلك القائد الفلسطيني الشجاع ابو علي مصطفى ،هي نفسها مدرسة ياسر عرفات ،وجورج حبش ،وخليل الوزير ،وصلاح خلف ،ونمط كامل من القادة الشهداء الذين لايحسبون انفسهم داخل علب الايديولوجيا ،ولا يرهنون انفسهم لحالة التعالي على شعبهم ،والتافف من الخوض في غماربحيرات الفعل الانساني رغم درجة المخاطرة المحسوبة والمجازفات المتوقعة لذلك .
اعتقد ان ابو علي مصطفى كان يعرف منذ وطات قدماه ارض الوطن عادا من منفى امتد الى عشرات السنين ،ان فعله هذا اكثر خطورة في الحسابات الف مرة من اولئك الذين يتاجرون بمقولات سطحية مفادها انهم لايريدون ان يكونوا تحت بنادق الاحتلال بينما هم يقودون شعبا يعيش كله تحت وطاة الاحتلال ،وتكمن رسالته الكبرى في التحرر من ذلك .
نعم
كان ابو علي مصطفى يعرف خطورة ما يفعله ،ان يكون مع شعبه ،وفوق ارضه ،يحاول ثم يحاول ،ان يضيء قناديل ،ويتفاعل مع التفاصيل ،ويضع بذوره في الارض ،ارض الوطن الذي عشقه حتى الشهادة .
لروحك السلام ايها الاخ الحبيب ،والقائد المتميز ،والانسان الشجاع ،وها نحن في ذكرى استشهادك نستضيء بك ،ونتذكرك بقوة في اشد اللحظات صعوبة ،فهل هناك خلود اروع من ذلك ؟
في كل مرة تحل ذكرى استشهادك ،فانك تضيء ذاكرتنا الوطنية بضياء اقوى من اشتعال البرق واقوى ابهارا ،نتعلم منك ومن مسيرتك الوطنية ،وهذا هو مجد الشهداء الكبار.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا


.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج


.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين




.. الألعاب الأولمبية: تحقيق حول مدى التزام الحكومة الفرنسية بوع