الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستكشف( فاليه ) يقع في غرام ( معاني ) البغدادية

محمود شاكر شبلي

2009 / 8 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد قصة حب مخيبة قرر الأيطالي ( بيترو ديللا فاليه ) بدء صفحة جديدة من صفحات حياته الزاخرة بالأستكشافات والمغامرات , حيث توجه لأستكشاف اسرار العالم بعد فشله في استكشاف أسرار المراة , فأخرجه سحر الشرق وغموضه من عزلته في مدينة روما ورمى به في عرض البحر في 8 حزيران عام 1614 .
زار اسطنبول أولا ودوّن الكثير مما راه وسمعه عن عادات شعبها وتقاليدهم وأغانيهم وملابسهم وبعث برسائل مهمة الى صديقه الشاعر (ماريو سكيبانو ) , تلك الرسائل القيمة التي تعتبر مفتاحا مهما لمن جاء من بعده من المهتمين بمعرفة أسرار الشرق الغامضة , ثم عرج على بغداد مدينة السحر , بغداد الف ليلة وليلة التي كان لها حظا كبيرا من أهتمامه وأوضح أن مدينة بغداد لم تبن على أنقاض مدينة بابل القديمة كما كان شائعا انذاك وانما هي مدينة حديثة بناها العرب المسلمون .
درس فاليه التراث الغني للعراق كما درس كل البلدان التي مرّ بها , فقد اختلط بالناس وتعرف على وجهائهم وألم بلغاتهم , و تعلّم العربية والكلدانية والتركية والفارسية .
عاش فاليه في بغداد تجربة فريدة غيرت مجرى حياته الا وهي وقوعه في غرام فتاة بغدادية اسمها (الست معاني جويريده ).
فقد تعرف فاليه بعد وصوله الى بغداد عام 1616 الى عائلة بغدادية ووقع في غرام ابنتها الحسناء و التي تمكن بعد جهد كبير أن يقنع أهلها بالزواج منها ومصاحبتها له في رحلته المضنية لأستكشاف أسرار الشرق , حيث صحبها معه عند زيارته لبابل وأور ومن هناك أرسل وصفا دقيقا لتلك المدن في عدة رسائل الى صديقه الشاعر.
وزار مدينة كربلاء ووصف المرقد الطاهر للامام الحسين (ع)وأخيه العباس(ع) .
.
ورغم مشقة السفر لم يفتقد فاليه رومانسية شبان روما التي كانت توحيها لهم حضارتهم العريقة ونظم قصيدة (اكليل جويريده) التي يتغزل فيها بمحبوبته البغدادية الجميلة أثناء الطريق الى أصفهان , ثم طلب من أحد الرسامين أن يرسم صورة لحبيبته ليرسلها الى عائلته في ايطاليا ليريهم وجه معشوقته البغدادية ولكن الصورة لم تكتمل بعد أن غادر الرسام ومع ذلك فقد قام فاليه بأرسالها الى ايطاليا ليفرح عائلته برؤية وجه حبيبة ولدهم المستكشف العاشق وكأنه أراد أن يقول لهم هذه صورة لم تكتمل لسعادة لم تكتمل , فقد اصيبت ( معاني) بحمى شديدة تسببت في اجهاض حملها ثم موتها في كانون الأول عام 1621 عن عمر 23 عاما .
ولكن صدمة فالية بموت زوجته جعلته يتصرف بغرابة حيث قام بتحنيط جثة زوجته وحملها معه في تابوت من خشب الصندل تجوب معه الأفاق طيلة أربع سنين زار فيها بلاد فارس والهند وسوريا و البحر العربي وأخيرا أوصلها الى روما ودفنها في مقبرة عائلته .
عاد فاليه الى روما بعد 12 عاما من مغادرتها حاملا معه الى جانب جثة زوجته المحنطة كنزا من المعلومات التي تحل طلاسم الشرق أصبحت فيما بعد مصدرا مهما للمستكشفين والرحالة والباحثين , وأصبح قصر ديللا فاليه في روما متحفا يؤمه الباحثين في اسرار الشرق , ومزارا للعاشقين الذين أستهوتهم قصة الحب والوفاء .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل