الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروع السياسي .. مجرد دليل عمل

أبو الحسن سلام

2009 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل مشروع سياسي لابد أن يستهدف المستقبل الأرفع والأنفع للواقع المعيش ..
فهل عين المشروع المسمى بالإسلامي على واقعنا المعيش أم عينه على الماضي وهل ماضي النظام الإسلامي على مدي ألف عام ونيّف جعل كرامة العربي أو المسلم هي الأرفع بين شعوب الأرض وحياته هي الأنفع للمجتمعات التي مازال يحكمها منذ بدء غزوه لها، والأنفع للإنسانية ؟! إننا نستورد كل شيء حتى الطعام والملبس ولعب الأطفال والسيارات والأدوية وكل الأجهزة والتكنولوجيا الحديثة ، ويفخر كبير مشايخنا قبيل وفاته بأن (الله سخر الغرب لنا ينتجون لنا ما نحتاج إليه) هل من لديه مشروع لتغيير حياة الناس من البؤس والعوز والمرض والجهل والمسألة عاجز عن إنتاج المعرفة ومستكف بمعرفة الغيب وتفاسير جوقةالعمائم في الكتب الصفراء أو على شاشات التلفزيون ؟!!
تحضرني قصة طريفة حدثت مع إحدى الزميلات وهي أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة الإسكندرية عندما أرادت إرسال رسالة عاجلة فاتصلت هاتفيا بمكتب للمراسلات العاجلة :
• ( آلو .. إنت إرجنت ؟!) * ( إنشاء الله) * (أنت إرجنت؟!) *(إنشاء الله) *(إرجنت ولا مش إرجنت؟ ) * (إنشاء الله) - فما كان منها إلاّ أن أغلقت سماعة الهاتف –
• هذا هو الفرق بين ثقافة من لديه مشروع فعلا ومن يرى في المشيئة مشروع أمة بأسرها تعيش التخلف منذ أكثر من ألف عام !!
المشروع السياسي يستهدف المستقبل لا الماضي والمستقبل مسيرة جهود مدنية حضارية فاعلة ومتفاعلة إلى الأمام ، لا إلى الخلف ولا يوجد مشروع سياسي أو غير سياسي لا ينطلق من نقد الذات. هل هناك منطق (مقولة لها إسناد) تقول إن تقدم الأمم يتحقق في السير بقفانا ؟!! المشروع السياسي لابد أن ينطلق من الواقع المعيش ومعطياته لا بالقفز إلى الخلف ولا بالقفز إلى الأمام و بارتكان إلى مشيئة غيبية، حتى يرتفع بمستويات ذلك المجتمع الذي شرعه؛ ليصبح قادرا على إنتاج المعارف الجديدة لا لوك أو اجترار معارف السلف ، أو معارف الغرب أو الشرق وهل الاجترار صفة الكائن الإنساني؟!
كل مشروع هو مجرد صورة تعبر عن إرادة مستقبلية، قيد التحقق والتحقيق . ولا تحقيق ولا تحقق لإرادة ما دون استطاعة بشرية مادية ومعنوية . ولا استطاعة في عصر العولمة دون تعاضد الأنظمة المدنية التي تعيش تحت طائلة السماوات المفتوحة ، فلا أحد مطلق اليد في عالمنا الآني المعيش ، ولا استطاعة دون تخطيط وخبرة وحركة واسعة تتلمس إرادة أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير ، لا مصلحة شوفونية لحفنة من المنتفعين المنتفخين بالشعارات وبفضول إحسان عوائد نفطية زائلة ، نظير السير حفاة على سطور تفاسير نص السلف الصالح( لهم الطالح للأغلبية المستضعفة .) فأي مشروع للمضطجعين على وسائد الموروث ( أكل ومرعى وقلة صنعة وخلق الله عايشين في الجوع وقال إيه قال عندنا مشروع !! ) ( كانوا في جره وطلعوا لبره )
ما يسمى بالمشروع الإسلامي أشبه ما يكون بالبحر الميت، نافع في السياحة وبوصفه ملاّحة وطبابة لبعض الأمراض الجلدية. هو مجرد مشروع ذهني . من قال إن من لا يملك مخططا ولا برامج إصلاحية لما أفسده الحكام العرب بقادر على أن يغير شيئا ، إذا كان مشلولا عن أن يصلح مجرد الإصلاح ما أفسدته أنظمة الحكام المسلمين بإهمالها لمصالح شعوبها إلى حد نزع كرامتهم الإنسانية . ماذا لدي الإسلاميين من خطط للتعامل مع السياحة الوافدة المتزايدة إلى بلاد العرب وهي الثروة والصناعة المستقبلية التي لا يمتلكون غيرها بعد تصفية الصناعة البسيطة القائمة وتجريف الأرض الزراعية والتوقف عن زراعة أهم محاصيلهم ( قطن –قمح –أرز ، ليزرعوا بديلا عنها الكانتالوب والفراولة واللب وبعد تقطيع أشجار البرتقال) ماذا لديهم بخصوص حقوق المواطنة دون تفريق بين دين ودين ، ماهي حلولهم لمشكلات( البطالة – التعليم – الصحة – الأسعار الملتهبة في ازدياد مع الأجور المتدنية، ماذا لديهم لتوفير ماء الشرب الآدمي ؟ ماذا لديهم لمنع المسرطنات والأدوية الفاسدة التي تمرض بدلا من الشفاء ماذا لديهم من حلول لمشكلة البلهارسيا ، سكان المقابر والأرصفة ، أطفال الشوارع ، الدعارة المعلنة على الفضائيات ، ابتزار شركات الهواتف المحمولة للسذج ، العشوائيات ، الكوارث البيئية ، الرشاوى ، الاختلاسات والسرقات ، الحرائق ، تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة ، الاحتكار المقنن، الاستيلاء على الأراضي، رغيف الخبز ....!!!) هذه مجرد مشكلات قائمة واجب إصلاحها حتى يصبح للإنسان العربي كرامة الإنسان ، هل لديهم خطط لإصلاح ذلك ؟ لا بالقطع ، فأي مشروع مستقبلي يمكن الزعم به قبل ذلك .
أنظر إلى ( حماس وفلسطين والسودان والعراق والصومال وحزب الله وباكستان وأفغانستان أليست تلك بلادا للمسلمين؟ وهم حكامه أو من يولون حكامهم سلبا أم إيجابا ؟ ماذا ترى من حال شعوبها غير المرض والفقر والنوم في العراء والأطفال والنساء المشردين ، انظر إلى أعداد المتسولين في الميادين والشوارع ، هل هذا من الإسلام في شيء . إذا كان ذلكم كله بسبب الأنظمة التي حكامها مسلمين، فأي إسلام ؟! ارجع نظرك إلى ألف عام ونيف مضت حيث الدولة الإسلامية على مر العصور هل بعد الخلفاء الراشدين والخليفة الأموي التاسع ( عمر بن عبد العزيز) ما يقترب مجرد الاقتراب من شريعة الإسلام . انظر إلى فتاوي العمائم وأخيرها تحليل زواج المسيار، وتحريم نوم النساء إلى جوار الحائط لأن الحائط مذكر, وانظر إلى من كفروا كل شيء حتى ( ميكي ماوس) في الفيلم الكارتوني، لأنه فأر، والفئران شياطين واجب شرعي قتلها. هو مشروع تكفير إذا لو كان للبحر الميت مستقبل غير السياحة أو شق قناة إليه تصل البحر الأحمر بالمتوسط عبر دولة فلسطين المغتصبة ، فسوف يكون لمشروع المكفراتية مستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية