الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عيد ميلاد ليلى- لرشيد المشهراوي عن الالم الفلسطيني

محمد عبيدو

2009 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فيلم "عيد ميلاد ليلى" لمخرجه الفلسطيني رشيد مشهراوي،الطويل المنتج المشترك بين فلسطين، تونس، هولندا، المغرب سنة 2008، قوبل بحفاوة بالغة لدى عرضه بمهرجانات السينما. وعلى مدار الـ 81 دقيقة من عمر هذا الفيلم الروائي بحس وثائقي ، قدم الفلسطنيين برام الله كما هم في الحياة بدون صورة الميديا الاعلامية المتررة التي تصلنا عنهم برغم القسوة التي كانت حاضرة . انه فيلم يريك شيء لا تراه بنشرات الاخبار حيث نرى الفلسطينيين بمشهد واحد , بينما نراه سينمائيا بمشهد مختلف .
وتدور احداث عيد ميلاد ليلى من حول شخصية فلسطينية محورية بالفيلم هي ابوليلى(اداء رائع جدا وعميق الصدق من محمد بكري) كان قاضيا في دولة عربية ولكن لان الحكومة لم تعد تستطيع ان تدفع مرتبه فإنه اجبر على أن يعمل سائق تاكسي وفي يوم عيد ميلاد ابنته ليلى(نور زوبي) السابع تصر زوجته ( أرين العمري) على أن يعود للمنزل مبكرا ومعه هدية وكعكة، ولكن الحياة اليومية في فلسطين فوضوية تاخذه في إتجاهات عديدة قبل أن يصل إلى المنزل . حكايات صغيرة يرويها الفيلم كلما تغيرت هوية الراكب في التاكسي فهناك السجين السابق او زوجة الشهيد او العاشقان الشابان اللذان لا يجدان مكانا يلتقيان فيه فيقرران استقلال سيارة الاجرة ... وتركب هذه الحكايات مجتمعة صورة ساخرة للحياة في المكان لا تخلو من الكوميديا السوداء . وتنتهي بالمصادفات والحوادث التي تجعل ابو ليلى يعود الى بيته بسيارة الاجرة المحملة بشرائط الزينة والورد , وبقالب الكاتو والشمع وعقد اشتراه من طفل يمتهن البيع بين السياراتن ويرفض اخذ النقود بلا مقابل . الفيلم سهل بشكله وعميق بفكره وذكي بقاربته للواقع السياسي والاجتماعي باشارات لماحة وعلى عكس فيلمه الاول " حتى اشعار اخر " الذي تدور احداثه كاملة داخل منزل فلسطيني بغزة اثناء الحصار وحظر التجوال , هذا الفيلم مفتوح خارج البيوت على شوارع المدينة , ان يرينا رام الله كما لم نرها من قبل , مدينة تنبض حياة وتحفل بالمتناقضات وتتحدى الاحتلال الذي لا نراه مباشرة ولكن نحس بثقله في كل تفاصيل الفيلم . كما يتميز هذا الفيلم بقيامه على المفارقات والمصادفات القوية التي توصلنا الى ما يسمى الكوميديا السوداء
المخرج رشيد مشهراوي يقول" شخصية ابوليلى تعكس مواجهة بين القاض الذي تستحوذ عليه قيم القانون والنظام وبين الفوضى بسبب الاحتلال الاسرائيلي. احاول ان اصنع بعض الامل بإلقاء ضوء قليل على العناصر الإيجابية والواعدة التي تبشر بمستقبل أفضل وأن اعطي الجمهور فرصة أن يشعروا بهذه الحقبة الفريدة من حياتنا حيث وطأة الاحتلال قسمت الفلسطنيين إيديولوجيا وجغرافيا وزادت من عدم قدرتهم على التعامل مع تفاصيل الحياة اليومية. وبما ان الفيلم مزيج من الواقع والخيال فقد قررت ان آخذ من الواقع عبثه وقسوته وأن استمد من الخيال بهجته وجماله، الجمال الذي مازال أحد أقوى خصائص بلدنا". ويقول " احاول في عملي ان يكون كل فيلم لي هو فيلم اول لان كل فيلم عنده افكاره وطريقته . وبهذا الفيلم بنيت على افلام سابقة عملتها انطلاقا من مسؤليتي تجاه هذه الافلام انا كمخرج اريد ان اضيف شيئا على الموجود لا ان اكرر . وكان هناك قرارا اخر ان ابرز فلسطين كما احبها وكما اراها . لان الناس تعودت ان ترى اماكن الاحداث كما هي بالاعلام . احببت ان اعمل فيلم بسيط واحببت ان اخترع قليل من الامل لانه بدونه لن نعمل شيء .
رشيد مشهراوي من مواليد 1962 نشأ بقطاع غزة وهو الذي علم نفسه بنفسه صنع الأفلام، حيث بدأ يعمل في صناعة السينما وعمره 18 سنة . في العام 1993 اخرج " حتى اشعار اخر" اول افلامه الروائية الطويلة وحصل به على جائزة اليونسكو من مهرجان كان والهرم الذهبي بمهرجان القاهرة .أفلام مشهراوي ترسم صورة لحياته تحت الاحتلال السرائيلي من مخيم اللاجئين وهي الأماكن التي انبعثت منها الإنتفاضة وكذلك التي انبعثت منها فكر مشهراوي السينمائي ، افلامه الاخرى منها الروائي الطويل مثل تذكرة الى القدس ( 2002 ) و انتظار ) ومنها الوثائقي مثل : مباشر من فلسطين و اخي عرفات وجميعها حازت على اشادة النقاد وحصلت على عدة جوائز دولية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟