الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة في النص الإلهي

جمان حلاّوي

2009 / 9 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لو افترضنا جدلا" بوجود الإله ذلك الكائن أو الشيء غير المحدد ماديا": حجما" و مكانا" و زمانا" , لنفترض ذلك وليتحملني القاري العزيز بوجوده , وتصفحنا كتبه المنزّلة والتي كتبها بذلك الذكاء الإلهي لوجدنا أنفسنا وكأننا جالسون في أ حد الأسواق العربية إذ ليس هناك سوى الرجال يتحركون ويبيعون ويقرقرون الأركيلة ولا نلاحظ وجود للمرأة على الإطلاق , وان ظهرت فهي متلفلفة بالسواد القاتم من رأسها حتى أخمص قدميها وتراها مسرعة تختفي في أحد الأزقة خجلة منهارة من أعين الرجال . هكذا الكتب الإلهية !! إذ انك ومن أول صفحة تفتتح بها التوراة أو العهد القديم لا يظهر أمامك سوى كلمة الرب ( الذكر ) الذكي القادر المقتدر وحين يشمـّر عن ساعديه ويخلق الأشياء يخلق آدم ( الذكر ) ، وأما حواء فقد خلقها كوعاء حاضن لأبناء آدم فقط وليس لها دور في النقاش الحاسم بين الرب وآدم وإبليس ( الذكور الثلاثة ) أمام الملائكة , وبعده نوح وغيره. وان جميع أنبياء العهدين القديم والجديد هم من الذكور أما المرأة فأما مهمّشة تحمل المكر والغواية كحواء أو الهزيمة والإذلال مثل (هاجر) زوج إبراهيم الرجل المتسلط المزواج القاسي المتجبر الذي أراد ذبح ابنه المسكين , أو خائنة شبقية كزوجة العزيز في أسطورة (يوسف ) أو مغتصبة مثل( مريم)تطلب الرحمة حين تقول في النص القرآني :قالت أنـّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا( آية20) ...
إنها تتوسل للرب أن يتركها شريفة غير مثلومة لكنه وبقسوة الرجل المسيطر المتجبر السادي :قال ربك هو عليّ هين .... وكان أمرا" مقضيا (آية21) .. إذ انه لم يستمع حتى لصوت إنسانيتها بل اعتبر الأمر هينا" إضافة إلى أن الأمر منتهي ويجب أن ينفذ .. فتنهار مريم وتختفي بالجنين في مكان قصي , ثم تحاور نفسها على فعلتها الشنعاء التي لم تفعلها راضية بل مغتصبة من قوة قاهرة لا تردع فتقول : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا" منسيا( آية23)... إنها عملية اغتصاب كاملة ومدانة .. وكان فعل الاغتصاب لا يحمل النموذج الإلهي التقليدي في النفخ بالروح كما ذكر في الكتب كيف خلق الإله البشر الآخرين بل يذكر النص القرآني : فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا (آية17)..أي إن الرب قام بالفعل الجسدي وليس النفخ .. قام بالإيلاج الجنسي!! لذا لم تخرج مريم المسكينة الطفل وقتها كما في القرار الإلهي (كن فيكون ) .. لا ، إنها حملته تسعة شهور كأي طفل يولد لأن الفعل كان آدميا" وليس إلهيا" ، كانت هناك رغبة في التمتع بالجسد وليس لولادة نبي مرسل أو مهما يكون . إنها جريمة اغتصاب لم يحاسب عليها النص الإلهي ولا على فاعلها !!

أما الدستور في النص القرآني حول حقوق المرأة ( فيا سلام !!) اقرأ وتفرج :

- للرجل مثل حظ الأنثيين( آية11 سورة النساء )

- و قرن في بيوتكن ولا تبرجن .....( وتبقى المنابر الثقافية والإعلامية والبرلمانية والمنابر القضائية حكرا" على الرجال !!)

- ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة (آية 228سورة البقرة) .. (لماذا!!!)

- وان تمتعتم بهن آتوهن أجورهن فريضة(آية24 سورة النساء)... ( وكأن النساء وعاء للمتعة السريعة مقابل اجر !!)

- فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ( آية3 سورة النساء) !!

- الرجال قوامون على النساء ( آية34 سورة النساء )

- فالصالحات قانتات ( أي خانعات) ... والتي تخافون نشوزهن ( أي صاحبات الشخصية المدركة واللواتي يحملن رأيا واعيا" ضد تسلط الرجل ) فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن( آية 34 سورة النساء ) !!!!!!( أية نذالة هذه في استعمال الضرب حلا" للتفاهم الأسري يعطيها النص الديني، ثم أنه مصطلح قاسي بهمجية مرفوضة ، ولو قبلنا بذلك على مضض فأنا لم أقرأ بالمقابل في القرآن أو شبيهه من الكتب يعطي الصلاحية للمرأة لضرب الرجل إذا أساء وما أكثر إساءات الرجل ، فالضرب عملية قسرية بدائية بدوية بداوة القرآن وواضعه إذ كيف يتم طرح هكذا مفهوم بربري في كتاب يزعم انه انزل رحمة للعالمين ، وان صاحبه حمل لقبي الرحمن والرحيم في أن تضرب المرأة بكل تلك السهولة وفي داخل الأسرة ( وليس في ساحة المعركة مثلا لتخفيف صدمة الكلمة على الأقل!!!!! )

هذا غيض من فيض في تحقير المرأة / الأم / الزوجة / /الأخت المدافعة الحنون/ البنت التي يفرض عليها الحجاب رمز الاهانة والانحطاط جبرا" وزجرا" وكما طرح في الكتب والنصوص الدينية وممارسات أولياء النص الديني الجهلاء أصحاب اللحى المنفرة آكلي خمس المانح المسكين .
هذا قليل من كثير لم يفسره الناس (بل علقوه في رقبة عالم !!) ، ولو فكروا وبتجرد من الموروث الديني المتراكم لرأيت براميل الازبال ملآى بهذه الكتب!!!

إن ما ظهر لنا من عجالة طرح نقول أن ظهور الدين كان طارئا" ناشزا" على المجتمع المشاعي الأول حيث الجماعات البدائية متكدسة في الكهوف ترعاهم الأم الكبيرة وتحتضنهم وتمنحهم السكينة والهدوء من ظواهر الطبيعة المرعبة كالبراكين والبروق والسيول المهلكة , لذا نجد إن المرأة الأم قد تخلدت في منحوتات تلك الحقبة في تماثيل تجسد ها وهي تحتضن ثدييها الكبيرين المعطاءين للحليب / للحياة , لكن اكتشاف الزراعة وخروج الرجل للحرث واستخراج الطعام الجديد طيب الطعم ومكوث المرأة التي لا تنفك حاملا تسعة شهور في السنة أضحت الرجل قواما عليها وعلى العبيد الذين هزموا بمعركة خاسرة مع جماعة الأب الذي تنحى مختفيا في مكان ما معطيا" أوامره للأبناء بإدارة الإقطاعيات التي استعبد فيها المهزومون و قمع للمرأة/ الأم بل وحتى قتلها إن لم تنجب العديد من الذكور أبناء الأب الخفي أو الغائب بالموت الطبيعي أو بالاغتيال ليبقى رمز الإله الغائب ذو السطوة المبهمة المنيعة التي تحملها رؤوس السياط . فتحولت المرأة إلى الدرجة الثانية في المجتمع القبلي الإقطاعي إن لم تكن بمستوى العبيد الذين ليس لهم أية حقوق ..

وهناك عوامل غير اقتصادية أدت بالرجل المتسلط الذي يدير قبيلة كبيرة تخضع لها القبائل المنهارة والمهزومة والذي خلق إلها" يعطيه صلاحية فرض قراراته الجائرة في الاستعباد واختيار طريقة العقاب عن طريق عرّاف القبيلة المتواطئ.. هناك عوامل أخرى لها مفعولها الموازي للعامل الاقتصادي الاستغلالي في التاريخ الانثروبولوجي وكما طرحه ( فرويد ) بكل اندفاع المفكر المتمكن الموازي للمادية التاريخية ذات المنحى العلمي التجريبي إلا وهو الجنس .. فتسلط الرجل على المرأة وكما وظفه الأب المتسلط في كتابه الإلهي المفترض وجعلها أمام الملأ كائنا" دونيا" محقـّرا"، يعطيه بالمقابل اللذة في أن يدفن رأسه في صدرها في الليل حين يحل النوم , إنها الثنيوية والازدواجية في عقل الإنسان .. موجبا"- سالبة / سالبا" – موجبة , إذ لا يمكن أن يفكر الفرد دون أن يوازن حواسه : حين يفكر بالله يفكر بنقيضه الشيطان وحين يفكر بالضوء يتبادر له الظلام ليقارن ، وعندما يرى الجمال يقارنه بقبح رآه في مكان ما ليجده ويقرره جميلا"..
هذا من ناحية أما الفاعل الجنسي في ثنيوية عقل الإنسان فهو العامل الوحيد الذي يقرب الأب من الزوجة المضطهدة( بفتح الهاء ) , فسلطة الرجل وتحقيره للمرأة أن لم تكن فاعلة أمام القبيلة يكون الفراش الليلي غير فاعل أيضا"، لذا نلاحظ دائما" في الأساطير والحكايات ( والتي كتبها الرجل أيضا" ) كيف تحاك المؤامرات والدسائس من قبل نساء الملك لتبرزنه ذات الجبروت المتسلط ليختارها بالذات دون غيرها إلى الفراش لتتسلط علية وتقهر جبروته بجسدها المتمنع ( وليس بفكرها ) لكنها في النهاية وفي نفس المكان تكون ضحية اغتصاب من الزوج دون إعطاء الحقوق ...

والنتيجة فالمرأة في النص الديني هي الكائن ذو الوضع الدوني في عقلية الرجل / الذكر الذي وضّف ذلك النص ليخدم وجوده الحياتي داخل مجتمع يسيطر عليه تحت رعاية هذا النص نفسه الذي صاغه وأعتبره منزلا" من الغائب الخفي المقدس والذي وضع تحته خطا" احمر لا يمكن تجاوزه .
جمان حلاّوي / أميركا
Email/ [email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افضل مافي المقال
عمرو اسماعيل ( 2009 / 9 / 4 - 14:32 )
انه لم يفرق بين الكتب السماوية في نظرتها للمرأة بل ونظرتها لأشياء أخري كثيرة

اخر الافلام

.. عادات وتقاليد الزواج في مصر .. مراسلة -صباح العربية- تكشفهم


.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ




.. هبة المُقلي 25 عاماً من بلدة ميس الجبل وسكان بيروت


.. سارة المُقلي إحدى مؤسسات المقهى




.. نهروان رفاعي 26 عاماً من مدينة زحلة