الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا دمرنا تجربة التعليم الالكتروني

وائل فاضل علي

2009 / 9 / 3
المجتمع المدني


د. وائل فاضل علي
أخصائي نفسي وأستاذ جامعي
قد يستغرب البعض من عنوان المقال هذا ، وقبل البدء في الحديث لابد لي أن أوضح بأنني لا اقصد أي طرف محدد بهذا المقال بل كل من ساهم بتدمير هذه التجربة العلمية الرائدة وقد أكون إنا منهم !!!
أما كيف ولماذا فلنعد إلى موضوعنا الأساس . انطلقت هذه التجربة وفرحنا بها كثيرا وفرح بها الكثير والكثير من أبناء مجتمعنا العربي بصورة خاصة وعلى الأخص منهم المقيمين في دول أوربا ، وفرح أكثر حملة الشهادات العليا من الأساتذة الأفاضل والباحثين الذين توقعوا بأنهم سيقدمون شيئا يعيد لهم حلمهم الذي ضاع في أوطانهم لأسباب عديدة ونخص منهم هنا الأساتذة العراقيين الذين يملئون بقاع الأرض والغالبية منهم بلا عمل يصون حقوقهم وموقعهم وشهاداتهم التي يحملونها والذين تعبوا وجهدوا أنفسهم من اجل الحصول عليها . المهم في الأمر هذا الاستبشار وهذه الفرحة بدأت تأخذ مجرى أخر وكيف لا وقد لاحظوا كيف أن الغالبية العظمى من مؤسسي هذه الجامعات المفتوحة في أوربا وهم من حملة الشهادات العليا ولهم ألقاب علمية (جميعهم بدرجة بروفيسور) والأدهى والأعم إن غالبيتهم من العراقيين ، أقول إن الأساتذة الكرام قد تحولوا عن نهجهم هذا وأصبح منح الشهادات بدون ضمير ولا رقيب مقابل حفنة من الدولارات أو ألف يورو لتمنح شهادة ويا ليتها كانت شهادة إعدادية أو تعليم أولي لكنها شهادات عليا ماجستير ودكتوراه ويا مكثرها هذه الأيام من خلال هذه المحلات عفوا الجامعات .
وسنقدم الآن بعض الأمثلة وهي فيض من غيض عن ما يحصل في بعض من هذه الجامعات أو الأكاديميات فمثلا أن تعطي إحداها شهادة ماجستير لشخص لا يحمل شهادة إعدادية ولم يقدم بحثا أو قام بإجراء امتحان شامل أو رسالة ماجستير ، والأخرى تمنح شهادة دكتوراه في ستة شهور وبالمقابل أخذت منه أجور دراسة كاملة!!! وأخرى تقول للأستاذ بان تأخذ الطلبة أنت في كل المواد وتقييمهم ومن ثم تشرف عليهم سواء في الماجستير أو الدكتوراه لا بل حتى في الدراسات الأولية(يعني كرسته وعمل) ، وأخرى تمنح شهادات بالجملة فتحاول تصديق كل خمسين أو عشرين رسالة دكتوراه وماجستير مع بعض ولم يتجاوز عمر هذه الجامعة سنتين أو سنتين ونيف بحيث تعجبت الجهات الأوربية المسئولة عن التصديق من سرعة منح الشهادات وقررت إيقاف التصديق !!!وغيرها من الأمثلة التي لا سبيل لحصرها أو عدها!!! ونلقي باللوم على وزارة التعليم العالي العراقية لأنها لا تعترف بالشهادات هذه أو بالجامعات أو حتى تقوم بدعمها فكيف يمكن لها أن تقوم بذلك وهي ترى وتسمع ما يحدث وما يجري فيها أليست هذه جريمة أن تعترف أو حتى توافق أي وزارة تعليم بهذا ؟!
والأدهى والأمر من هذا كله إن غالبية هذه الجامعات لا يوجد مقر لها فهي إما إن تدار من مخازن أو من البيوت ومن غرف النوم ولا يوجد للكثير منها مواقع الكترونية غير الدعاية الفارغة التي تستغل عقول الناس سابقا فتقول إننا مع الجامعات العالمية الأمريكية أو الأوربية أو حتى مع جامعات المريخ لدينا عقود ومواثيق واعترافات منها ويا سبحان الله !!
أما عن كيفية تأسيس هذه الجامعات ولماذا هذا العدد الكبير منها والتي للأساتذة العراقيين من درجة (بروفيسور) ومع الأسف أقولها لان من يتفق على تأسيس جامعة معينة مفتوحة فيعملون معا لمدة معين ثم يختلفون على أمور مادية وليس علمية أو إدارية أو منهجية لا بل يرون إن هذه التجارة مربحة فينفصل المؤسسون ليعمل كل بمفرده محل عفوا جامعة خاصة به وهكذا . أهذا هو التعليم الذي تلقيتموه يا أساتذتنا ويا قدوتنا هل هذا منهجكم في الحياة وفي العلم ؟ يقول الرسول الكريم (ص) يحاسب المرء عن أربع منها عمله وعلمه فأين انتم من هذا كله ؟ وتشارك هنا في هذه رابطة أو اتحاد الجامعات العربية حيث المهم عندها هو دفع الاشتراك أو رسوم الموافقة دون متابعة ما يجري أو القيام بخطوات مثل سحب الاعتراف أو غيره فالمهم إنها قبضت المبلغ والسلام. عندما أنشأت أوائل الأكاديميات ومنها الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك (وهنا لابد أن نشير إلى إننا لا ندافع عن هذه الأكاديمية ونعلم إن بها أخطاء ولكنها تبقى أفضل من غيرها لالتزامها العلمي مع الطلبة على اقل تقدير من حيث لديهم قاعات دراسية ومناقشات علنية لرسائل الدراسات العليا) استبشرنا خيرا لما تقدمه من معلومات للطلاب عبر قاعات دراسية وما فيها من أسماء لامعة كبيرة لأساتذة نحلم بان نستمع لهم يوما وبعد مدة اصبح كل واحد منهم مؤسسا لجامعة أخرى للتنافس المادي وليس العلمي ومع كثير من الأسف . ومنهم من يقوم بالاتصال مع الطلبة من اجل حثهم على ترك تلك والانضمام إليهم لاتهم أسهل وارخص ولهم اتفاق مع جامعة ألواق واق للاعتراف بشهاداتهم !! هذا الأسلوب الأكاديمي الحديث الذي يتبعه بعض الأساتذة العراقيين (أقولها وفي قلبي الم كبير منها)
أساتذتي الأفاضل إنا لا أتهجم عليكم أو على عملكم ولست بحاقد عليكم ولكن أقول لكم إنكم اساذتنا وقدوة لنا فلنقف معا يدا بيد ولنعمل معا من اجل إن نغير هذه الصورة القاتمة عما عملناه واقترفناه بحق العلم وأهله نعم طعم اليورو لذيذ والدولار لذيذ لكن مقابل أخلاقكم وعلمكم ومكانتكم لا يساوي شيئا . أرجوكم أن تعيدوا النظر بمنهاج حياتكم وأوفوا العلم حقه فمن غير المعقول أن يعين مزور لشهادة دكتوراه لا يعرف في أي تخصص هو رئيسا لقسم أهذا هو العلم أم انه مجرد لا غاضة طرف معين على حساب العلم ؟ ابن انتم وأين ما نفتخر به من أمجاد وتلمذة على أيديكم ؟
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واعلم بان هناك الآن من يحد سكينه ليتهمني بإشكال الاتهام فأقول نعم أنا موافق ولكني على الأقل وجدت الطريق السليم واعمل به وأسير عليه وادعوكم مخلصا كتلميذ لأساتذته أن تفكروا بهذا قبل وان تفكروا بعقلكم الكبير الذي نثق فيه لا بالعاطفة قبل أي رد أو تكفير لكاتب المقال ، ولنعمل معا من اجل عودة سمعة الأستاذ العراقي الشريف المناضل البطل كما كانت عليه والمشهورة بحدته وحنبليته أليس هذا ما علمتمونا عليه كما ادعوكم مخلصا إلى عقد مؤتمر يضم غالبية الفر قاء من مؤسسي ومدراء هذا النوع من التعليم من اجل رسم خطة مستقبلية ووضع قوانين مشتركة تتفقون عليها ومن ثم توحدون خطواتكم وعملكم على وفق هذا المبدأ لكم مني كل تحية وتقدير واحترام .
تلميذكم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الساعة | اعتقال 4 مسؤولين في أنقرة بتهمة التآمر ضد سيا


.. فرحان حق: الأمم المتحدة شكلت لجنة لتقصي الحقائق في الهجوم عل




.. الأونروا تحقق في لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي


.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا




.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر