الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدل والإحسان والخوف من المثقف :

عزيز العرباوي

2009 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يحق لنا متابعة أداء المؤسسات ونقد الأفكار الشائعة داخل المجتمع أم يحرم علينا طرق بابا البحث النقد والتوجه إلى أفراد المجتمع بالكلمة لتوضيح واقع سياسي وفكري وديني يوغل في متاهات عدة قد تودي به إلى الهلاك؟ وهل لنا الحق في سبر أغوار جماعات دينية وسياسية وحركات إيديولوجية تعامل المجتمع بوجهين أو أكثر فتعطي للناس وجه التقية، وفي بعض الأحوال _ عندما تريد إظهار قوتها_ تعطي وجه المواجهة والإقصاء والمحاربة على أساس لا يمت للدين والديمقراطية بأية صلة ؟ .

وإذا ما سلمنا بهذا الحق، فإننا نصطدم بعدة عراقيل، منها السرية التي تحيط بها نفسها كل الجماعات والحركات والمؤسسات، هدفا منها في التغطية على أفكار وسياسات محددة وتريدها سرية حتى يتسنى لها تحقيق الأهداف التي سطرتها من قبل دون شوشرة أو متابعة من الدولة أو من أي جهاز آخر. لذلك يصعب على المثقف والباحث التعامل لسبر أغوار أفكار هذه الأجهزة والتمكن من إبداء رأيه، وتقديمها للرأي العام وللناس بطريقة قريبة إلى الحقيقة أو هي والحقيقة سواء، لكن بالمقابل، ألا يجب على هذه الأجهزة سواء كانت قانونية أو غير قانونية، شرعية أو غير شرعية، أن تظهر حقيقتها ومباديء تأسيسها دون كذب أو مداهنة أو نفاق وفي تعاملها مع المجتمع ككل، وخاصة المثقفين منهم، خلافا لتعاملها مع أجهزة الدولة التي تتابع خطواتها وتحركاتها، كالمخابرات والسلطات الأمنية ... وغيرها .

وتبقى جماعة العدل والإحسان، الجهاز السياسي والديني الغير معترف به قانونيا، تمثل هذا الجانب من السرية في التعامل مع أجهزة الدولة ومع المثقفين والمتتبعين والمعارضين لها سواء بسواء، فهي تضمر أكثر مما تبين، وتسر أكثر مما تعلن، فالتقية عنوان مواجهاتها مع الجميع دولة ومجتمعا، حتى ليخيل إلينا أنها تضمر بعض الأفكار والقرارات عن بعض مريديها لعدم ثقتها في الكل. ولأنها قائمة على مباديء عامة كالأخوة والتربية والصحبة كما تدعي في منهاجها التأسيسي، وهذه الأمور يفترض فيها أن تكون عناوين للصراحة والحقيقة بين أفراد الجماعة أولا، ثم مع المجتمع ككل ثانيا لكسب ثقته وتعاطفه، نجد أن أعضاء الجماعة المتحكمين فيها يحاولون قدر المستطاع إضمار الكثير من الأفكار والأمور خوفا من انتشارها بين الناس، فتعم الفوضى داخل الجماعة وبالتالي تتفتت مفاصلها وقوتها المفترضة هباء ...

إن الخوف الذي تعانيه الجماعة من الجميع، هو خوف مرضي يؤدي إلى فقدان الثقة لديها في الكل دون استثناء، وهو خوف تتعمق دلالته عندما تدرك أنه ليس خوفا جزافيا أو عاديا، أو أنه خوف من ليس له أهداف شيطانية يصعب عليه تحقيقها في جو من الصراحة والحقيقة والشراكة مع الجميع. وهنا يدرك أهل الجماعة بالخصوص أن أول السقوط في حالة إبعاد الخوف عنهم، هو الضياع والتشتت والانحلال داخلها إذا ما عرف المريدون والناس المتعاطفون معها كل الأسرار والحقائق التي تأسست عليها الجماعة، والأهداف المضمرة التي يمكن من خلالها السيطرة على السلطة وعلى الناس والحياة الجديدة بأكملها، وسجنها ضمن غيتوهات فكرية ودينية وثقافية تقليدية ورجعية .

فالقصد من الخوف ليس هو الضعف في مواجهة هؤلاء وخاصة المثقفين المتنورين، وإنما يتوضح من خلال ما تنطوي عليه سياسة الجماعة وفكرها ومبادئها المضمرة والتي تدفع غالبية أعضاء الجماعة إلى سلوك التقية والظهور بمظهر المتعايش والمحب لكل الأطياف الفكرية والسياسية المختلفة معها، ولكن الحقيقة غير هذا بتاتا، بحيث مازلنا نعيش أحداثا كثيرة يكون أبطالها عدليون يظهرون مدى الحقد الذي يتوغل فيهم ضد كل متنور أو حداثي يدخل معهم في حوار واختلاف فكري أو غيره. ومثل هذه السلوكات قد تؤدي إلى زيادة اتساع الهوة الموجودة أصلا بين الاتجاهين عوض ردمها وخلق ثقافة الحوار وترك الناس في حرية لاختيار الأفضل للوثوق به دون استعمال لأي إيديولوجية أو مقدس من المقدسات الدينية التي تكبل حرية الناس في الاختيار والتنقية ...

وهذا يعني أن أغلب مريدي الجماعة من أصحاب الفئات الاجتماعية البسيطة كالفلاحين والبائعين المتجولين وأصحاب المهن البسيطة التي لا تحتاج إلى مستوى مدرسي عال، كالصباغة والنجارة ... وغيرها. بل نجد أغلب المثقفين ومن يحسبون على فئة النخبة المتعلمة التي تنتمي إلى الجماعة المذكورة هي في مستوى تسيير دواليبها والمتحكمة في قراراتها ومواقفها، ومن هنا نستنتج أن الجماعة تعتمد في نظامها الداخلي على فئات فئات معينة لها مستوى تعليمي عال لتسيير وتنفيذ أفكارها ومبادئها، ومن المستبعد جدا أن نجد فئات بسيطة من المجتمع ترقى إلى مستوى التسيير داخلها، وهذا يدفعنا إلى الإيمان بمسألة الخوف لديها يدفعها إلى إبعاد كل أمر يضعفها ويكون سببا في تشتتها ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بداية النهاية
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 9 / 4 - 11:25 )
سيد عزيز اشكرك على هدا المقال الكاشف لضبابية وحربائية هدا التنظيم الخارج عن الشرعية والقانون
فعلا ما قلته صحيح فمعظم اعمال العنف التي عرفتها الجامعات المغربية مند بداية الثمانينات الى اليوم هي من تخطيط وتنفيد مخدري هده الجماعة الضالة عن العصر (اعدامات- اختطافات ....)
اما في المجتمع فهي تسلك اسلوب المهادنة وا دعاء العمل السلمي وعرض عضلاتها امام امام السلطة من خلال الإستعراضات المنظمة وفق النمودج الفاشي او النازي
عن عمق حركية هده الجماعة فهو سياسي اي استهداف السلطة بدعوى اقامة(( شرع الله)) وهدا ليس بخاف عن الدولة وحتى المواطنين لكن وامام تنامي الرفض العام لهدا الطرح التخريبي وحزم الدولة في التصدي لها وتجفيف منابعها( معالجة اسباب ومظاهر انتشار الفقر -البطالة- الحرمان -سوء احوال السكن...) فقد لجات الىالجانب الأخلاقي في الدعوة في افق طلب وصل الإيداع للحصول على نصيبها في الغنيمة التي تسيل لعاب(( مثقفي)) الجماعة وينتظرون انهاء مراسيم دفن ((المعلم)) لجني المحصول والإستمتاع بالدنيا على حساب الدين والمغفلين المدمنين على استهلاك اوهام زعيمهم المدعو عبد السلام ياسين


تحياتي الخالصة

اخر الافلام

.. إزاى تحمى ابنك من الأفكار المتطرفة ؟.. داعية إسلامى يكشف الت


.. موجز أخبار السابعة مساءً - قوات الاحتلال تقمع آلاف المصلين ف




.. 60-Al-Aanaam


.. هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة الإلحاد والتطرف والعلاق




.. 59-Al-Aanaam