الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الدين هو سبب تخلف الدول العربية ..؟؟

ابراهيم علاء الدين

2009 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



احيانا تجذبك مساهمات رائعة على احد المقالات اما للتوسع في ذات المضمون الذي تضمنه المقال، او يدفعك لتوضيح عددا من النقاط التي تطرح بشكل ذكي تحمل وجهة نظر معارضة او متعارضة او مختلفة بهذه الدرجة او تلك مع وجهة نظرك، وهذا الحوار المتمدن الذي يقوم على مباديء وقيم الحوار الاخلاقي الديمقراطي والبعيد عن الازدراء والشتيمة ، حيث يجبر أي كاتب ولو من باب الالتزام الاخلاقي وتقدير مساهمات الاخرين على تناول تلك الملاحظات اما بالرد على التعليق في الجزء المخصص للتعليقات او يفرد لها مقالا خاصا والذي يقرر هذا او ذاك جدية المساهمات من ناحية وحيوية واهمية مضمون المساهمة (التعليق).
وقد استوقفتني الملاحظات التي عرضها عدد من السادة الكرام على مقال الامس (المنشور بالحوار المتمدن تحت عنوان كيف يمكن تغيير الافكار السائدة في المجتمع). ونظرا لاهميتها وجدت ضرورة لافرد لها مقالا خاصا.

واول هذه الملاحظات تلك التي تقدم بها استاذ تحت اسم "قاريء" ..ومن ابرز ملاحظاته "يشترك الكاتب الكريم مع غيره- حسب ما تيسر لي من فهم – بارجاع أسباب الكثبر من مظاهر التخلف لأسباب مادية وأقنصادية وعليه فليسمح سيادته لي بالأختلاف معه فأنا أميل لعكس السبب والنتيجة فلا أعتقد أن كثير من مجتمعاتنا العربية والتي لديها الحاجة الملحة حتي في القطاع الغني منها للأخذ بقواعد الحضارة والرقي للتعاون مع الأخريين الا أنها تجنح لأفكار غيبية تميل لأنتظار خيرات يسخرها الخالق تنزل من السماء هدية لقوم يتقون بدلا من احياء قيم العمل" ..( انتهت الفقرة).
وقد لفت نظري في هذه الفقرة جملة " حسب ما تيسر لي" مما يشير الى التواضع الجم من قبل السيد قاريء، مما يدفعني لان اقدم شكري واحترامي وتقديري لشخص "قاريء" الكريم).

لكن الموقف الاساسي في الفقرة السالفة الذكر تلك المتعلقة بالفكر الغيبي (واظن ان المقصود به الفكر الديني) واعتباره مسؤولا عن التخلف في بلاد العرب.

اما الملاحظة الثانية فقد ذكرها الاستاذ رياض اسماعيل وجاءت في ذات السياق السابق حيث قال في مداخلته " اراؤك حول دور البنية التحتية والاقتصاد في تطور المجتمع مستمدة من تجارب و صراع حدث في مجتمع مختلف عن مجتمعنا وهو المجتمع الأوروبي ولا أعتقد أنه يمكن اسقاط تلك التجربة على مجتمعنا وذلك لأن عناصر الصراع مختلفة .. هناك مسيحية وهنا اسلام وهنا مربط الفرس، بتاريخها كله لم تصل أوربا الى درجة التخلف والانحطاط الذي وصل اليه المجتمع الاسلامي في عصور المماليك والعثمانيين. والتخلف عندهم كان له مكون اقتصادي أهم من المكون الفكري لهذا السبب كان من السهل على الأوربيين الانتقال الى عصر النهضة بفضل تطوير وسائل الانتاج بينما عندنا التخلف أساسه فكري ديني فتعاليم الاسلام صارمة وقاسية وتتدخل بكل شيء ولا تترك أي حيز للتفكير والابداع، كل الأجوبة جاهزة وعبادات لا تنتهي وتستهلك وقت وطاقة الناس، احتقار للمرأة وتعطيل لطاقاتها وتمييز بين الناس ، باختصار الشرخ عندنا كبير ووصل الى كل بيت ، الدين فرق أزواجا وفرق أخوة وفرق أصحابآ. (انتهت مداخلة الاخ رياض).

ما هو جوهر الفلسفة
وليسمج لي الاستاذان "قاريء" ورياض ان اختلف معهما ايضا .. حيث ان الجنوح نحو الافكار الغيبية هو نتيجة منطقية بل حتمية لطبيعة الانتاج المادي للمجتمعات.
لذلك نجد هذ الافكار الغيبية ليست مزدهرة في بلاد العرب فقط ، وانما في جميع الدول ذات الاقتصادات المشابهة للاقتصادات العربية، في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، ممن تسمى بدول العالم الثالث، فما بالنا بدول جنوب الصحراء، وهذا التشابه قائم رغم اختلاف الاديان (مسلم ومسيحي وهندوسي وبوذي) . وهذا يعني من وجهة نظري ان سبب التخلف هو مادي صرف.

ورأيي هذا مستمد من تفسيري لماهية الفلسفة وفق وجهة النظر الماركسية ومفادها ان التاريخ شهد فلسفات كثيرة وضعها فلاسفة كل منهم يمثل طبقة اجتماعية مختلفة ولكن كافة الفلسفات التي ظهرت في كل العصور تنقسم الى قسمين اساسيين هما : المادية .. و المثالية.
وتقوم الفلسفة المادية على اساس ان كل ما هو موجود بالكون هو مستقل وخارج عن وعي الانسان. ويعتبروا ان المادة ازلية لم يخلقها احد (تنفي اساس جميع الاديان التي تؤمن بقصة الخلق وادم وحواء والرسل والانبياء) وان الوعي هو نتاج التطور التاريخي للمادة
اما الفلسفة المثالية فتقوم على ان كل ما هو موجود في الكن موجود في وعي الانسان. وان الوعي بالتالي سبق المادة ، وان المادة مجرد نتاج ثانوي عن الوعي الذي انتج كافة الموجودات في الكون. ومن بين الفلاسفة المثاليين من يطلق عليهم بالفلاسفة الذاتيون الذين يرون ان العالم خلقه وعي انسان مفرد هو الذات، فيما هناك فريق اخر من الفلاسفة المثاليون يطلق عليهم الفلاسفة الموضوعيين يعتقدوا ان الكون خلقه وعي موضوعي خارج عن وعي الانسان .
وفيما يرى الفلاسفة الماديون انهم يستطيعون معرفة العالم وان معارف الانسان يجب الوثوق بها، وأن عقل الانسان قادر على معرفة جوهر الاشياء، فيما اغلب الفلاسفة المثاليين ينكروا امكانية معرفة العالم "اللأدريين" وبعض هؤلاء يعتقد ان الانسان لا يعرف العالم الموضوعي وانما يعرف افكاره.
وعلى مر العصور كان هناك تضاد وصراع بين الفلسفتين في تحديد المسالة الاساسية وهي هل المادة انتجت الوعي ام الوعي اوجد المادة. وايضا شمل التضاد والصراع الفلسفتين سؤال : هل يمكن للانسان معرفة العالم؟؟.
أي ان المسالة المركزية للفلسفة هي مسالة العلاقة بين المادة والفكر. فالفلسفة المادية تعارض بشدة الافكار الغيبية بينما الفلسفة المثالية تعارض العلم وتعتبره وهما غير واقعي.

الاديان – فلسفة مثالية
وبناء على هذا العرض السريع لمفهوم الفلسفة وكما اكد معظم الفلاسفة فلا يمكن تفسير سيرورة تاريخ المجتمعات البشرية الا بناء على احدى الفلسفتين اما المادية او المثالية.
ولما كان الدين وهو جزء رئيسي من مكونات الفكر الغيبي ينتمي للفلسفة المثالية التي ترى بان الوعي هو سيد الكون .. فالوعي بل والايمان بالذات الالهية هو جوهر الاديان السماوية الثلاث وبالتالي هو جوهر المعرفة وكينونتها لتصبح مصادر الاديان العهد القديم والعهد الجديد والقران هي التي تفسر وتوضح مسار التاريخ منذ "خلق الله اول انسان – آدم" وهي التي تفسر التاريخ الحاضر والتاريخ المستقبلي الى "ان يرسل الله ياجوج وماجوج ليكنسا الارض من البشر".
وهذا الوعي المثالي رافق الانسان في معظم حياته منذ ان خرج من طور اجداده "القردة" وحتى اليوم وسوف يظل الى ان "يرث الله الارض وما عليها" ومع ذلك مرت البشرية بعدد من العصور الرئيسية وكل عصر يتميز بشدة عن العصر الذي سبقه كما يقول ماركس " العصر المشاعي البدائي حين كان الصيد نمط الانتاج السائد، العصر الرعوي حيث استانس الانسان بعض الماشية بعد ان تمكن من ابقاء بعض صيده حيا ولم يقتله مما خلق فائض انتاج فبدأ باستثماره مما قلل من اعتماده على الصيد، ومع تطور عصر الرعي وبناء على احتياجات المواشي للغذاء بدأ الانسان بانتاج طعام الماشية، وتطور انتاجه لينتج غذاء الانسان ذاته، فاصبح يأكل اللحوم والنبات ليتميز عن باقي الاحياء حيث انه الوحيد بين الاحياء الذي يأكل اللحوم والنبات، وهكذا انتقل الانسان الى عصر الاقطاع ، ومن ثم ومن احشاء عصر الاقطاع ظهر عصر الراسمالية الصناعية والذي تدرج من المشغل الصغير (المانيفاكتورة) الى الانتاج الكبير وما زال يتدرج في تطوره رغم وصوله الى مرحلة الامبريالية التي اعتبرتها الماركسية اعلى مراحلها".
اذن المسيرة التاريخية للبشرية تؤكد انه في ظل وجود الوعي المثالي (الفكر الديني والوثني على السواء)، تمكنت البشرية من التقدم والتطور، وقول الاستاذ رياض بان اوروبا لم تشهد تخلفا كما شهدت بلاد المسلمين في عصر المماليك والعثمانيين ففيه عدم دقة كبير .. يكفي ان اشير هنا الى ان ايطاليا مثلا كانت نحو 400 مملكة متقاتلة متصارعة قبل ان يوحدها "غارليبلدي" وكذلك المانيا في فترة نشوء الدولة القومية.
وهناك الاف الامثلة التاريخية التي تؤكد وحشية المجتمع الاقطاعي وتخلفه وهيمنة وتسلط رجال الكنيسة على المجتمع الذي كان ينقسم الى احرار وعبيد ..
وهنا لا بد من التوضيح بان المسالة ليست اسقاطا لهذه التجربة او تلك وانما استخدام اسس وقواعد الفلسفة المادية في تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية .. حيث ان اسس وقواعد المسيرة الانسانية واحدة في كل اصقاع الارض مع بعض الاختلافات الهامشية.
فتعاليم الدين المسيحي في عصر هيمنة الكنيسة على العالم لم تكن اقل صرامة او قسوة من تعاليم الاسلام، وكانت تتدخل في كل شيء ولا تترك حيزا للتفكير والابداع ، والمسيحية مثل الاسلام كانت لديها الاجوبة جاهزة وتحث على عبادات لا تنتهي وتستهلك وقت وطاقة الناس، وكانت تحتقر المرأة وتعطل طاقتها وتميز بين الناس على اساس ليس الدين فحسب بل وعلى اساس المذهب (الصراع الضاري بين الكاثوليك والبروتوستانت) والحروب الدينية بين المذاهب اكثر من ان تحصى في هذه العجالة، كما ان المسيحية الاصولية في العصور الوسطى فرقت بين الزوج وزوجه وبين الاخ واخيه وبين الام وابنها وبين الاصحاب والاصدقاء وكل ذلك مستمد من تعاليم الله الحليم العليم الكريم وعلى اساس مدى ايمانك بهذه الكنيسة او تلك ومدى ايمان الانسان بتعاليم الله او الرب او يسوع. اذن علينا الا نغالي في ادانة دين وانصاف اخر فكلها متشابهة الى حد التطابق على الاقل بالنسبة للايمان والعبادات ودرجة الالتزام بعلم الغيب.


اما الملاحظة الثانية التي لفتت نظري فكانت ايضا من مساهمة الاستاذ رياض تلك التي جاء فيها " والتخلف عندهم (يقصد الاوروبيون) كان له مكون اقتصادي أهم من المكون الفكري لهذا السبب كان من السهل على الأوربيين الانتقال الى عصر النهضة بفضل تطوير وسائل الانتاج".
وفي هذه الفقرة ايضا عدم دقة كبير...!! فلا يمكن ابدا الا وان يكون هناك انسجام تام بين طرق ووسائل الانتاج وعلاقات الانتاج وبين الفكر، فالصراع بين البرجوازية الصاعدة وبين الاقطاع المتسلط والمهيمن والمتحالف مع الكنيسة هو الذي ادى الى تطوير الفكر لدى طليعة مفكريى اوروبا في تلك العصور، فكما ذكرنا في مقال امس فان فولتير وجان جاك روسو اشهر رواد النهضة الاوروبية كانا ممثلان مخلصان للبرجوازية الصاعدة وكانا بمثابة المدفعية تقصف بفكرها افكار الاقطاع الكنسي. مستندين على انجازات البرجوازية وتطويرها لنمط الانتاج المادي (الاقتصادي).

هولندا واسرائيل ومصر
اما الملاحظة الثالثة التي استوقفتني فقد وردت في مساهمة الاستاذ "قاريء" وتساءل فيها عن سبب تقدم هولندا واسرائيل وعدم تمكن مصر من التطور وبعبارة اخرى ظلت اسيرة التخلف .. وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى الموارد الطبيعية والبشرية في مصر اكبر بما لا يقاس بموارد هولندا او اسرائيل الا انها تخلفت ولم تستطع تطوير نمط انتاجها والانتقال الى الاقتصاد الرأسمالي ولذلك سبب رئيسي وجوهري ليست الافكار طرفا فيه .. كيف ذلك ..؟؟
كانت مصر كغيرها من الدول القومية الصاعدة بعد الحرب العالمية الثانية وتمكنت البرجوازية المصرية من انجاز الاستقلال كدولة قومية .. وبدأت البرجوازية المصرية تمارس نشاطها الاقتصادي وظهرت في بداية الاربعينات ما يشبه النهضة الاقتصادية ورافقها نهضة فكرية وفنية وعلمية وجاءت الحرب العالمية الثانية لتضعف من وتائرها بشدة .. ثم عادت لتستكمل دورها وحققت انجازات لا باس بها على طريق بناء الاقتصاد الوطني المتطور.. لكن البرجوازية الصغيرة بقيادة العسكر والتي سيطرت على السلطة في ثورة 23 يوليو احبطت بل دمرت توجهات وامال وقدرات الطبقة البرجوازية من خلال القوانين الاشتراكية فانزوت البرجوازية الوطنية لتترك الساحة تماما للبرجوازية الصغير التي تمكنت من اقامة ديكتاتورية البيروقراطية واستبدلت الراسمالية الوطنية براسمالية الدولة "القطاع العام" فكانت النتيجة مدمرة لسياق التطور الطبيعي الذي كان سائدا فتراجعت قيم الحرية والعدالة والمساواة وساد الاستبداد ليعيد من جديد انتاج الافكار الغيبية.
وهذا بالتاكيد لم يحصل في هولندا واسرائيل مع الاختلاف بينهما فهولندا نما اقتصادها بشكل طبيعي رغم الحرب العلامية الثانية وفواجعها وظلت الطبقة الراسمالية الوطنية تقود الاقتصاد الوطني وبانسجام تام مع مصالحها وبدافع تطوير قدراتها وهيمنتها الاقتصادية وبانسجام مع جيرانها وبالاستفادة من المعونات الامريكية تمكنت من تحقيق نهضة اقتصادية لا تقل عن النهضة التي حققتها الدول الاوروبية الاخرى.
اما اسرائيل فان اقتصادها قام اساسا على خدمة الحرب اي اقتصاد ذو طابع عسكري انتج مجتمعا عسكريا بكل مكوناته الفكرية .. فالفكر الصهيوني الذي انشأ اسرائيل وقادها وما زال يقودها هو فكر عسكري قائم على الحرب والاستيلاء على املاك الغير
ولذلك فان الانتاج العسكري الاسرائيلي يشكل نسبة رئيسية في الناتج الاجمالي للاقتصاد الاسرائيلي..
اما الحقيقة الاكيدة ايضا فهي ان طبيعة الانتاج هي التي تنتج الافكار فاذا كان طبيعة الانتاج في هولندا محليا ووطنيا واصيلا فانه باسرائيل كان مستوردا جاهزا، فقد استوردت اسرائيل نمط الانتاج ووسائله وقواه في ذات الوقت.

التطور في ظل التمييز العنصري
الملاحظة الرابعة وردت ايضا في سياق مساهمة الاستاذ "قاريء" وتساءل فيها " هل ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تجيد توظيف مواردها هل هي قيم المساواة واحترام الحريات أم ان العكس هو الصحيح..؟".
والجواب هو ان الولايات المتحدة تمكنت من توظيف مواردها طبقا لما يتناسب مع مصالح الطبقات الراسمالية الامريكية .. وحتى عهد قريب جدا لم يكن في الولايات المتحدة قيم للمساواة واحترام الحريات .. فالتمييز العنصري لم يتم الغاؤه الا في النصف الثاني من القرن الماضي وما زالت اثاره باقية حتى الان .. فالسود كانوا اشبه بالعبيد الارقاء حتى وقت قريب ..بينما المساواة والحريات فكانت للابيض فقط دون الاسود
ولم يتم تحرير العبيد ومساواة السود بالبيض في امريكا الا ايضا لخدمة السيد الراسمالي الذي لم تعد ثروته تستمد من الاقطاعيات الزراعية الكبيرة، واصبح يريد عمالا مهرة وموظفين اكفاء ومستهلكين قادرين على شراء انتاجه .. وهذه اسباب مادية ايضا وليست نتاجا فكريا ..
واسوق هنا مثلين للتاكيد على وجهة نظري من روسيا والصين وكلتاهما قام نظامهما على اساس ديكتاتورية البروليتاريا ولم تكن هناك قيم للمساواة او احترام الحريات ومع ذلك تمكنتا من اقامة بنية تحتية راسمالية (راسمالية الدولة) وتمكنتا من بناء اقتصاد متطور لا يختلف كثيرا من حيث اسسه وطبيعته وعلاقاته الاجتماعية عن نمط الانتاج الراسمالي لذلك اندمجت روسيا بسرعة هائلة في الاقتصاد الراسمالي العالمي .. كما اندمج الاقتصاد الصيني ايضا بالاقتصاد الراسمالي بل اصبحت البلدان ركنا اساسيا في دول المنظومة الاقتصاية الراسمالية المتطورة.

الملاحظة الخامسة وردت في مساهمة الاستاذ عوني حيث يطالب بقيام قيادة واعية بفرض التطور قسرا على المجتمع ويقدم مثلا على ذلك الرئيس التونسي بورقيبة.
وليسمح لي الاخ عوني بالاختلاف معه لان مضمون فكرته تلتقي تقريبا مع الفكر الاصولي الاسلامي الذي ما زال ينادي على صلاح الدين لينهض من قبره ليحرر القدس. وبعضهم ينتظر المهدي ليخلص البشرية من الظلم والتسلط.
وهذا لن يتحقق فلن ينهض صلاح الدين من قبره وحتى لو خرج فلن يتمكن من القيام بما قام به في بداية الالف الميلادي الثاني، فالدنيا تغيرت بما لاتستطيع مئات المجلدات ان تحتوي تفاصيل التغيرات.
كما ان الرئيس بورقيبة وبالرغم من احترامي لبعد نظره في مواجهة الاصولية الاسلامية الا ان ما قام به لم يضع تونس على طريق التطور الراسمالي المعاصر والحديث فما زالت تونس تئن كباقي بلدان العرب في ظل التخلف والبؤس والفقر والبطالة وديكتاتورية البيروقراطية.

ثراء البلدان لا يعني تطورها
الملاحظة الاخيرة وردت في مساهمة الاخ Sir Galahad جاء فيها قوله " يبدو ألامر واضح أنه حين تتباين المجتمعات في درجه رقيها المادي والاجتماعي رغم تشابه في الموارد الطبيعيه فلا بد من استنتاج ان السبب انساني لا غير".
اعتقد من سياق العبارة ان السيد sir يقصد بكلمة انساني معنى فكري .. أي انه يريد القول .. يبدو الامر ..... الى ان يصل الى فلا بد من الاستنتاج ان السبب فكري لا غير..!
ومع انني اكدت في السطور السابقة ان الفكر هو نتاج للمادة أي للواقع الاقتصادي وما يفرزه من قيم وعلاقات انتاج ومفاهيم أي ما ينتجه من وعي .. لكنني اجد من الضروري التوضيح ان امتلاك بلد ما للموارد الطبيعية ان البلد غنيا .. البلاد تصبح غنية اذا استمرت مواردها، فالنفط موجود في باطن الارض في الخليج منذ قرون وقرون ومع ذلك كانت معظم دول الخليج قبل 70 سنة من الان تئن تحت وطأة الفقر والحاجة وتقطنها مجتمعات بدوية بدائية.
ولان مستوى تطور المجتمع الانتاجي لم يكن بحاجة الى مجرد التفكير في هذا المورد الطبيعي الموجود تحت اقدامهم فان وعيهم لم يطرح مطلقا ولا حتى نظريا البحث عن هذا المورد .. ولذلك فان من اكتشف النفط هم الاوروبيون والامريكان وذلك نظرا لحاجة الاقتصادات المتطورة التي في تلك البلدان لمصادر جديدة ورخيصة للطاقة بديلا للفحم لادارة مصانعها العملاقة.
ومن الاهمية بمكان الاشارة الى ان استثمار الموارد الطبيعية قد يؤدي الى ثراء الطبقات السائدة ولكنه لا يعني تطور نمط الانتاج .. فالسعودية او الكويت من اغنى دول العالم ولكن اقتصاداتها ريعية هامشية متخلفة وبالتالي لا زال الوعي الاجتماعي هناك متخلفا رغم الثراء الفردي او الجماعي .. وذلك يؤكد للمرة الالف ان الوعي يتطور بقدر تطور نمط الانتاج .
ولعل الفقرة السابقة تتضمن توضيحا لاحدى الملاحظات التي تقدم بها احد الاخوة على مقال سابق وجاء فيها انه من الافضل الا يتطور الاقتصاد في البلدان المتخلفة لانها ستقوم بتصدير الارهاب وتصدير الثورة الخ ، فاطمئن الاخ وكل من يشاركه الراي بان تطور نمط الانتاج كفيل بكنس الفكر الاصولي الارهابي بكل مسمياته وانواعه وتبريراته .. وتطور نمط الانتاج هو المقدمة الضرورية لاقامة الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية والليبرالية.
الولايات الامريكية الخمسين وحدها الاقتصاد بما اوجده من طرق ووسائل مواصلات لتصدير المنتجات بين الولايات، ايطاليا وحدها الاقتصاد وكذلك المانيا .. والممالك السبعة الماليزية وحدها الاقتصاد .. اما الانقسام والاقتتال والحروب الاهلية في الكثير من دول العالم فسببه ايضا الاقتصاد حيث لا يوجد اقتصاد مركزي فكل شيخ قبيلة او عشيرة يمتلك اقتصاده الخاص ويريد ان يقيم دولته الخاصة.
مركزية الاقتصاد .. يخلق دولة مركزية .. فيما بعثرة الاقتصاد يؤدي الى قيام امارة غزة الحمساوية ودولة رام الله قيد الانشاء. واذا لم تتمكن الحكومة العراقية على مركزة الاقتصاد الوطني فقد نجد ثلاث دول عراقية ..
فالاقتصاد المركزي يوحد البشر بغض النظر عن العقيدة اوالجنس او اللون او العرق .
وايضا الاستقلال الوطني الناجز للدول لا يمكن ان يتحقق الا بالاستقلال الاقتصادي

ملاحظة : كان المفترض ان يكون مقال اليوم خاص بالاجابة على سؤال انتهى اليه المقال السابق وهو : من هي القوى التي تستطيع تغيير المجتمعات المتخلفة والانتقال بها الة مجتمعات متطورة ...؟؟
فاعتذر وامل ان يكون ذلك في مقال قادم .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذ ابراهيم
رياض اسماعيل ( 2009 / 9 / 7 - 23:23 )
أشكرك شكرآ جزيلآ على ردك المهذب والمفصل وأنا في الحقيقة أعتبر هذه الحوارات فرصة كبيرة لي للاستفادة والاستزادة والتعلم وأنا لست متعمقآ بالنظريات الاقتصادية والاجتماعية والماركسية فأنا انسان عادي وعملي يستهلك معظم وقتي ولكني أحاول أن أتعامل مع مشاكل مجتمعي وأن أساهم بقدر ما أستطيع لتغيير الواقع الذي نعيشه
وأحاول أن أكون بسيطآ واضحآ مباشرآ ومن هذا المنطلق سأحاول أن أبدي رأيي التالي
بغض النظر عن كل النظريات الاقتصادية والاجتماعية دعنا ننظر الى وضعنا الحالي من زحف أصولي كاسح مدعوم بأموال البترول وسيطرة الدعاة على فضائياتنا ومواقع النت وبقية وسائل الاعلام لدرجة أصبحت اذا رفعت حجرآ في أقصى أقاصي الوطن سيطلع لك داعية رأسه مثل الثعبان الأقرع
أمام هذه الهجمة الشرسة هل يمكن أن نبقى ساكتين؟ من يحمي أولادنا من هؤلاء المتوحشين؟ هل نستطيع حمايتهم باعطائهم دروسآ عن الماركسية والنظرية المادية وأهمية تطوير وسائل الانتاج؟
هل تريدنا أن ننتظر حتى يتحسن اقتصادنا وتتحسن وسائل انتاجنا؟ صدقني لن يبقى هناك شيء اسمه وطن ولن يبقى الا خرائب وجلابيب ولحى ونقاب
أريد لأولادي وطنآ أفضل، أريد أن أحميهم من الغربان وكل ما أدعو اليه هو أن نعمل على نقد كل الأمور السلبية معآ
ما المشكلة أن ننقد الدين ونع


2 - الاستاذ المحترم رياض
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 9 / 7 - 23:52 )
اولا يشرفني جدا ان تقبل صداقتي .. واتشرف جدا بالتعرف على شخصيات مهمومة بهموم الوطن ومشغولة بالبحث عن حلول لمشاكله ومشاكل شعبه..
ومن المؤكد يا صديقي ان وجهات النظر لا بد وان تتابين في رؤيتها لتراتبية الاولويات في نضالها لتحقيق الاهداف العليا وهذه ظاهرة ايجابية وصحية ومطلوبة
ولكن وكما تفضلت با استاذ رياض كما انه لا يمكننا انتظار حدوث التحول الاقتصادي ومن ثم الاجتماعي فايضا لا يمكننا ان نلقي جانبا النضال من اجل تطوير البنية التحتية لبلادنا الى ان ننتهي من القضاء على اخر ملتحي
ان معركتنا من اجل بلادنا تتطلب النضال في مختلف الميادين في نفس الوقت .. فالنضال السياسي ضد تيارات واحزاب الاسلام السياسي يجب ان تتم في نفس الوقت مع النضال الايديولوجي ضد الافكار والمفاهيم الغيبية التي تبثها كل الاديان ارضية كانت او سماوية .. وبنفس الوقت علينا ان نناضل ضد ديكتاتورية البيروقراطية السلطوية وفسادها وتسلطها وعفنها ..
فالنضال يا صديقي شامل لا انفصال بين مكوناته ولا توجد فترات زمنية لهذا الجانب وذاك الجانب
ولكن علينا ان نمسك بالمفصل الرئيسي وهو من وجهة نظري قضية بناء اسس مجتمع تسمح له بالتطور ويمكن للانسان فيه ان يحيا حياة كريمة من الناحية الاقتصادية .. فالفقر يا سيدي هو الذي يوفر المنا


3 - الفقر ليس شرطاً للتخلف
سمير ( 2009 / 9 / 8 - 01:14 )
والدليل على ذلك انتشار الفكر الغيبي والخرافي الإسلامي في دول النفط !


4 - وجهة نظر
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 8 - 04:13 )
الأستاذ إبراهيم
أشكر لك الجهد المبذول ولكني آخذ عليك عدم الاحتكام للعقل الناقد في بلورة الأفكار الاستراتيجية، وأقصد بذلك وجهة نظر د. طارق حجي التي سبق وان علق بها على مقال سابق تطرح فيه نفس أطروحاتك منذ زمن بعيد، وهي أن التطور المادي يسبق التطور الفكري، وربما أجد نفسي أكثر ميلاً لوجهة نظر د. طارق حجي وسأوضح جهة نظري، لكن يجب الاهتمام بأن المسألة بين أنواع التطور جدلية فيسهم كل منها في تطور الآخر، إذ لا يمكن نفي أن التطور المادي يؤدي إلى تطور فكري، ولكني ما زلت مصراً أن الأساس في تطور المعرفة هو الفكر ومنجزات العقل الإنساني لا المادة، أي أنني هنا في خلاف حقيقي مع التفسير الماركسي الذي اعتمدت عليه ردحاً من الزمن الغابر.
عند مناقشة مثال اكتشاف ابن الهيثم لآلية الرؤية في العين، كان الطرح ( المقدس ) آنذاك هو الطرح اليوناني القديم الذي ينص على أن العين تصدر شعاعاً ضوئياً للأجسام وبذلك يمكن رؤيتها. ابن الهيثم واعتماداً على التحليل الأرسطي اكتشف ان العكس هو ما يحدث، ذلك لأننا لو سلمنا بأن العين هي من يرسل أشعة الضوء للجسم لتمكنا من رؤية الأجسام في الظلام.
هذا جهد فكري وعقلي منظم وليس جهداً مادياً، ولو حاولنا مناقشة التطورات المادية لاكتشاف ابن الهيثم لعجزنا عن حصرها في عدسات الرؤية


5 - العلاقة بين الابداع والالحاد
فضولي ( 2009 / 9 / 8 - 06:55 )

ورد في تعليق الاستاذ صلاح يوسف هذا النص:
(أشكر لك الجهد المبذول ولكني آخذ عليك عدم الاحتكام للعقل الناقد في بلورة الأفكار الاستراتيجية،)
وهو يوجه هذا الكلام للاستاذ ابراهيم علاء الدين، وانا ارى ان الاستاذ صلاح يوسف اولى بأن يحتكم للعقل الناقد في بلورة الافكار الاستراتيجية، فقد وضع للابداع شرطا لا يمت بصلة للعملية الابداعية وهو الالحاد، وكأن الايمان بخالق او عدمه عامل اساسي في الابداع وقد اورد اسماءً ألصق بهم تهمة الالحاد دون تمحيص دقيق لافكار هؤلاء الفلاسفة وربما انه يخلط بين الايمان بدين ما وبين الالحاد.
وانا ارى ان الايمان بخالق او بعدمه مسألة خاصة لا ترتبط بالابداع فلسفيا كان ام علميا وفنيا كان ام ادبيا والتاريخ حافل بمبدعين مؤمنين ومثلهم مبدعين ملحدين.
فقولنا بعلاقة الالحاد بالاابداع تسطيح لمفهوم الابداع الا اذاكان للاستاذ صلاح يوسف مفاهيم خاصة للابداع والالحاد.


6 - السيد فضولي
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 8 - 07:29 )
أشكر لك الاهتمام وكذلك التعليق الجاد، ولكن اسمح لي أن أدافع عن وجهة نظري إزاء ما تفضلت به.
تختلف مدارس علم النفس على تعريف الإبداع ولكنها تتفق تقريباً على ملامح وخصائص للعملية الإبداعية أهمها التفكير خارج النطاق التاريخي السائد والمعروف، ولعلك تتفق معي أن الدين يدخل ضمن نطاق السائد والمعروف تاريخياً. المؤمن مكبل بالمقدسات كمطلقات وحقائق لاتقبل النقد، وهو ما يلقي بظلال سوداء على مجمل عمليات التفكير العادية قبل الإبداعية.
أما اتهامك لي بلصق الأسماء فهو مجازفة منك دون تحر كاف للموضوع، حيث سأوضح أشياء أخرى تتعلق بهؤلاء.
ابن سينا ( صاحب القانون في الطب ومؤلفات في الفلسفة والمطلق - أحرقت معظمها بعد مذابح المعتزلة ) تساءل بكل جرأة: لماذا خلق الله الكون ؟ هل كان الله يعوض نقصاً لديه بهذا الخلق ؟ الله لو صح وجوده كامل .. إذن الكون غير مخلوق !!
ثم تأمل معي هذه السلسلة المنطقية لأبي حيان التوحيدي حينما سئل عن الله فأجاب:
الله شيء او لا شيء ( الثالث المرفوع حسب أرسطو )
الشيء يمكن قياسه
الله لا يمكن قياسه
إذن الله لا شيء !!
أبو بكر الرازي عرف عنه أنه لم يؤمن ولم يسلم طيلة حياته بمخلوقات غير مرئية كالجن والملائكة !!
ابن الرواندي كتب متهكماً على مسألة نزول الملائكة في


7 - 99 % من علماء الفلك المعاصرون هم ملحدون 100%
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 8 - 07:35 )
ذلك لأن المؤمن لا يمتلك أي دوافع حقيقية للبحث، وطالما أن المؤمن يسلم بصحة نظرية خلق الكون في ستة أيام فلماذا يبحث عن فرضيات أخرى ؟ نسيت ان أشير إلى عدد من المبدعين المعاصرين أمثال آينشتاين وأديسون وماكسويل ودافينشي وماركس وبيكون ومئات غيرهم - هم ملحدون. نحن نتحدث عن المخترعين والمبتكرين ولا نتحدث عن الدهماء الذين تعج بهم الكرة الأرضية. هم فئة نادرة جداً في جميع المجتمعات.


8 - الدين!!!
مايسترو ( 2009 / 9 / 8 - 10:43 )
رداً على سؤالك، هل الدين هو سبب تخلف الدول العربية؟، والجواب هو بالتأكيد نعم، بل حتى أنه السبب في تخلف كل الشعوب التي مازالت تؤمن بالمقدس وخرافاته، ولم تتطور الدول كدول إلا بعد ان ابتعدت عن كل ما يخص الأديان.


9 - الأستاذ صلاح يوسف
بحراني ( 2009 / 9 / 8 - 13:45 )
و لو أني أعلم بأن الأستاذ إبراهيم ، لا يريد جر الموضوع لجدالات نظرية في الرد على الأستاذ طارق حجي و إدعائه المطلق بأن الفكر يسبق المادة ، و لكن فاليسمح لي الأستاذ إبراهيم بهذه المداخلة..
أعتقد أستاذ صلاح بأنك لا تنكر هذه الحقيقية الفلسفية و التي قلب بها ماركس جدل هيغل ليوقفه على رأسه ( المادة تسبق الفكر)!! هذه حقائق نراها نحن الناس العاديون في حياتنا اليومية من أمثالي الذين يقتطفون الفكر من هنا و هناك.. و نجدها ألذ من فكرة ألله خلق المادة و الفكر معا و بنفس الوقت!!
فيما يخص مسألة علاقة الفكر بالمادة .. لم يقول ماركس بأن الفكر لا يستطيع خلق مادة.. بل أكد على أن الفكر قادر على (تطوير و تطويع) المادة و أكد كثيرا و كثيرا ، كما تفضلت أنت على العلاقة الجدلية بين الإثنين ، و هو ما يؤكده أيضا الأستاذ إبراهيم..
و لكن الأستاذ طارق نفى الجدل و إدعى بأن الفكر أولا و هذا النفي يجرنا لهيجل حيث يقول إذن الله أولا!!.. و على المدعي البينه !!!
الأستاذ طارق أعطى أمثلة عن الحضارة الفرعونية و قال وصلنا فكرها و نحن لا نعرف عنها شيء.. فلا نعرف كيف يسمح لنفسه و هو المفكر بأخذ مثل هو لا يعرف عنه شيء للدلالة على موضوع كهذا!!
و مثله الثاني كان عن عصر النهضة الأوربية .. و إستدل بالفن و الشعر و قا


10 - شكراً يا سيد بحراني
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 8 - 15:52 )
أخشى أننا قد أثقلنا على الأستاذ إبراهيم، ولكن قراءتي لما تفضلت به جعلتني أشعر ببعض الإحباط، لكن لا بأس، فمثالك الذي طرحته يدل على أنك موسيقي، ولي هنا ملاحظة. أليس السلم الموسيقي - على تواضع معلوماتي - هو فكرة متقدمة نتاج إحساس وجداني، وأن هذا السلم لا يختلف باختلاف الآلات ؟ تطوير آلات موسيقية جديدة لا يعني أفكاراً جديدة في الجوهر، ولو سألنا كيف وجد البيانو لكانت الإجابة دون تردد هي: فكرة .. مجرد فكرة. تحياتي


11 - العزيز دكتور صلاح
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 9 / 8 - 16:03 )
تحية واحترام مع جزيل الكر لمساهمتكم القيمة .. ومنالواضح ان كل مناينحو منحى خاصا تجاه احدى الفلسفتين اللتين عرفهما علم الفلسفة وهماالفلسفة المادية والفلسفة المثالية.. لذا لايسعني الا ان اقدر واحترم وجهة نظرك رغم اختلافي معها
وما يشفع لكلينا اننا نتفق على ان العلاقة بين المادة والفكر هي علاقة جدلية .. وليجتهد كل منا مااستطاع وفق وجهة نظره في مساعي تخليص بلادنا من التخلف الذي تعيش فيه.
فقط اكتفي بتقديم مثال من زماننا المعاصر فمرض انفلونزا الخنازير بدأ يتفشى بين البشر وفي مختلف بلاد العالم منذ عدة اشهر .. مما دفع العلماء الى البحث عن علاج مضاد له .. اليس المرض اذن هو واقع مادي وملموس .. وبناء على هذا الواقع بدأ العلماء يبحثون عن المعرفة التي تكشف كنههة وكيفية مواجهته نظريا .. لتاخذ هذه المعرفة طريقها نحو التطبيق فتنتج مادة العلاج ..؟
ارجو ان تدقق النظر دكتورنا العزيز في هذا المثل .. فاذا قال لك ان الفكر يسبق المادة .. فلن يكون لدي اي اعتراض لكن من حقي مخالفتك الراي ..
شكرا جزيلا عزيزي دكتور صلاح لمساهمتك القيمة
وتقبل تحياتي


12 - لا علاقة بين العقيدة والابداع
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 9 / 8 - 16:16 )
الاستاذ فضولي .. تحياتي واحتراماتي من المؤكد انه ليس للعقيدة علاقة بينها وبين الابداع او التخلف .. .. وليس ادل على ذلك بان مئات العلماء الذين ساهموا بالعصر الحديث في احداث ثورات علمية هم من اليهود الملتزمين وليسوا ملحدين .. ومثلهم علماء مسيحيون وليسوا ملحدين ..
لكن هناك فرق قد لا ينتبه له كثيرون اما قصدا او عن غير قصد بين اتباع دين ما وبين المتدينين .. فليس كل المسلمين متدينين بل بالعكس الاغلبية الساحقة يوجد بينها وبين التدين مسافة بعيدة .. وهم علمانيون بطبيعتهم ولا تستوقفهم كثيرا لا قصة الخلق ولا يوم القيامة .. وهذه الاغلبية تضم فئات من كل الطبقات والملل والنحل والمذاهب .. وكذلك الامر في المسيحية واليهودية وايضا في البوذية والهندوسية وغيرها من الاديان.
فاذا كان المسلمون في العصور المتاخرة ليس لهم حضور في الاكتشافات العلمية فليس ذلك لانهم مسلمون .. والا لوجدنا عند الهندوس او البوذيين او اتباع كونفوشيوس ، او مسيحيوا امريكا اللاتينية وافريقا وغيرها من الديانات لهم حضور ولهم دور في الاكتشافات العلمية .. ولما كانت معظم التطورات والابداعات العلمية قام بها علماء من دول اوروبا وامريكا المتفوقة اقتصاديا وماديا .. مما يؤكد ان ظهور العلماء والمبدعين والمكتشفين مرهون ومشروط بالتطور الما


13 - الفقر والتخلف
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 9 / 8 - 16:23 )
العزيز سمير تحية واحترام
اخالفك الراي يا عزيزي فالتخلف قرين الفقر .. وهناك فرق بين فقر الاوطان وفقر الشعوب فالمثل الذي تفضلت به عن دول الخليج فانه ينبغى ملاحظة ان دول الخليج (النظام) هي الغنية وليست الشعوب .. فاذا كان احدا يتصور ان الشعب السعودي غني فهو مخطيء .. الطبقة السائدة هي الغنية صحيح لكن اغلبية السكان يئنون تحت وطأة متطلبات المعيشة .. يكفي الاشارة الى ان نحو90 بالمائة من الكويتيين مدينين للبنوك وشركات التمويل وان نحو نصفهم مطلوب القبض عليه.لعدم تسديد التزاماتهم المالية
تقبل تحياتي


14 - عنزة ولو طارت
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 9 / 8 - 16:30 )
الاخ مايسترو .. لا احد يطالبك بتغيير قناعاتك .. ولا احد يجروء على ان يقول لك انه ليس من حقك ان تعتقد بما تراه صحيحا .. فاذا كنت ترى بان الدين هو سبب التخلف فلك ما تراه .. لكن ارجوك ان تدقق النظر بعبارة -ولم تتطور الدول كدول إلا بعد ان ابتعدت عن كل ما يخص الأديان.--؟
ففي هذه العبارة الكثير مما يستدعي الدهشة والاستغراب .. فكل الدول المتقدمة وعلى راسها الولايات المتحدة يدين معظم سكانها بالمسيحية والصين بالوذية والكونفوشيوسة واوروبا وروسيا بالمسيحية ..؟؟
واذا كنت تقصد فصل الدين عن الدولة فان هذا لم يتحقق الا في اطار النهضة الصناعية الراسمالية
مع التقدير


15 - شكرا استاذ بحراني
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 9 / 8 - 16:41 )
مع خالص التقدير معلنا اتفاقي التام مع مضمون ما جاء في مساهمتك القيمة ..
واضيف بان الانترنت ومساهمته الهائلة موجودا في الواقع وها نحن نستخدمه بفعالية ونتبادل الراي من خلال ما تسمى بالشبكة العنكبوتية .. ولكن ملايين البشر لا يدركون كيف يستخدم (لايعرفون استخدامه) .. ومن بينهم ملايين الاطفال .
فهل هذا يعني ان الانترنت غير موجود..؟؟ طبعا لا انه موجود .. لكن اذا كان وعي الاميين والاطفال غير موجود لااستخدامه اي عدم توفر او الفكر بكيفية استخدامه فان هذا لا يمنع ابدا ان يتعلم الاطفال وكل من يريد من الاميين كيفية استخدامه اي امتلاك الوعي بهذا الخصوص .. مما يجعل من الوعي نتيجة لوجود مادي واقعي ملموس ..
تحياتي الحارة مع اطيب الامنيات


16 - الأستاذ إبراهيم
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 8 - 18:06 )
مثالك حول الفيروسات مهم جداً. صحيح ان الفيروسات واقع مادي ملموس، لكنها كانت منذ الأزل ولمدة مئات من آلاف السنين كانت هذه الفيروسات تفتك بالإنسان، فلماذا لم يكتشف ما يسمى باللقاحات سوى في القرن التاسع عشر ؟ أي لولا الفكر النوعي في التفكير ولولا التطور في فهم بيولوجيا الأحياء لما كنا قد حصلنا على لقاح واحد. سآخذ مثالاً أوضح: لعلك تتفق معي أن المعادن موجودة في باطن الأرض منذ نشأتها ومنها اليورانيوم، فلماذا لم يكتشف الإنسان القديم الطاقة الذرية ؟ وجود المادة في حد ذاته بشكل مستقل لا يعني أي تقدم ولا يعني أي تطور.
أما عند الحديث عن علاقة الإلحاد بالإبداع، فقد أوضحت بأمثلة تحليلية كيف أن المعتقدات القديمة تصنع حائلاً أمام العقل وقد تضلله، وفي فلسفة العلم نحن لا نخاطب أشباحاً بل منجزات أوصلت البشرية إلى المريخ. لقد قلت سابقاً في تعليقي ان المبدعين أقلة وندرة في كل المجتمعات، فما علاقة ذلك يا استاذ إبراهيم بإيمان الدهماء والعامة سواء كانوا أمريكان أم روس ؟ لقد أوضحت بأمثلة من تاريخ العلماء قضية تفكيرهم وتحديهم للمقدسات، ولكنك للأسف فضلت تجاهل ذلك.
لا أعلم من أين أتيت بإيمان العلماء اليهود ؟ آينشتاين مثلاً ؟ سمي لي من المبدعين والمخترعين مؤمنين كما فعلت انا وسميت ملحدين، وأضف عندك، آرنس


17 - أستاذ صلاح
بحراني ( 2009 / 9 / 8 - 18:24 )
نعم لي إهتمام كبير بالموسيقى..
السلم الموسيقي الذي نسمعه الآن و المكون من 7 نغمات و الثامنة مكررة، للأولى .. لم يكن هو بذاته في عصور سابقة.. فقد إختلف بإختلاف الشعوب و الحضارات أي بإختلاف الآلات الموسيقية..
بل هناك الآن من الشعوب ما يتكون موسيقاها من سلم بـ 5 درجات و 4 درجات إلخ..
و لكن هي ذائقة الإنسان و تفاعل الحضارات،، فلا شك بأن الحمار يسمع صوته على أنه أعذب الأصوات!!!
يقول بيتهوفن عن نفسه أن كل موسيقاه مأخوذة من الطبيعة.. فإحدى سيموفونياته الباستورال,, سمع إحدى الطيور يتغنى بها فكتبها على الورق ميلوديا و هو يستمع للطائر!! ثم أتى للبيت و كتب لها الهارموني..
طبعا الهارموني هو حاجة وجدانية إنسانية لا تستطيع الطبيعة فعله .. فلو تخيلت نفسك في حديقة مع بحر و حيوانات و طيور فسوف تسمع ما بين الجميل القبيح ( النشاز) ايضا!! و لكنه ليس نشاز في الطبيعة..
قبل وجود الوجدان كان السمع و النغم.. و من المستحيل أن تعلم الأصم الموسيقى.. أو الأبكم الغناء .. إلا إذا أصلحت عيبهم المادي,,
تحياتي القلبية للجميع


18 - تجربه بسيطه
Sir Galahad ( 2009 / 9 / 8 - 18:29 )
أولا تحياتي للجميع
رأيت منذ فتره قصيره تفاصيل تجربه بسيطه لاختبار مدي ذكاء بعض الطيور
وضع الباحث امام كل طائر اناء زجاجي عميق وضيق
glass cylinder
وبه قليل من الماء وتسبح فيه بعض الديدان وبجانب الإناء عدة اشياء من بينها بعض الحصي والاحجار الصغيره

وبملاحظه الطائر وجد أنه يحول الوصول الي الديدان بتجربه وضع منقاره في الاناء وبالطبع لا يصل الي الدود

وأخيرا أخذ أحد الاحجار والقاها بالأناء ثم جرب الوصول الي الدود وعندما لم يصل أضاف حجرا ثم اخر الي أن وصل وأكل الدود

كان هذا نوع من الطيور وكان هناك نوع أخر لم يصل الي أي حل ولم يأكل

أظن أن هذا مثال واضح علي أن الفكره تأتي أولا حتي في عالم الحيوان والطير


19 - السيد بحراني
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 8 - 18:41 )
موضوعنا لم يكن تاريخ الموسيقى ولا تاريخ تطورها-، ورغم ذلك بودي أن أسألك سؤالاً بريئاً: كيف عرفت ان الحمار يسمع صوته أعذب الأصوات ؟؟؟؟؟؟
وثمة نصيحة بسيطة، حاول قراءة الموضوع والردود جيداً قبل التعليق/ إلا إذا كنت ستوضح لنا أنك موسيقي فذ وتعرف النهاوند والعجم والسيكا وفي هذه الحالة أفضل أن تقوم بكتابة مقال حول تاريخ الموسيقى وسأكون من اول القراء.


20 - ابراهيم علاء الدين
T. khoury ( 2009 / 9 / 8 - 19:51 )
What Mr Ibrahim is trying to do is manipulating and deforming the concepts of secularism in order to save his poor Islam after he felt the end of the darkness of his Islam by the revolution of the internrt.
I strongly believe that the reason behind the miserable situation of Arab and Muslims is the Islam and people like you .

thanks


21 - أستاذ صلاح..
بحراني ( 2009 / 9 / 8 - 20:05 )
عني قرأت مواضيع الأستاذ إبراهيم حول هذه السلسلة منذ البدء.. و لو ترجع قليلا لوجدت بأن لي مداخلات بها أيضا..
عني لست كاتب و لم أحاول أن اكون.. و لكني قارئ نهم.. و قد إنطلقت أنت من قول الأستاذ طارق حجي.. و فكرته في موضوع سابق.. فرددت أنا بأمثلته .. التي إستند عليها و هي الفن سبق التطور المادي في عصر النهضة!!
أما سؤالك البريء .. فارجوك أستاذنا إقلب السؤال ليكون ( ما أدراك بأن الحمار لا يجد بصوته أنه أعذب الأصوات)..
بالنسبة لنا كبشر فإن أنكر الأصوات لصوت الحمير.. و لكن هذا في علاقتنا نحن البشر بالطبيعة .. أي المسألة نسبية .. و لكن هذا لا ينفي الواقع الخارج عن ذواتنا و المنفصل عنها فصوت الحمار هو صوت طوره عبر ملايين السنوات لتوافق حاجاته .. و ليس حاجاتنا.. مما يعني بأن الطبيعة تطور نفسها وفقا لحاجاتها و ليس لأن البشر يريدون ذلك لأفكارهم..
و حاولت أيضا أن أجيب على سؤالك هل السلم يختلف .. فقلت نعم يختلف .. و بالتالي يختلف الجوهر أيضا.. فالمسألة ليست بعيدة عن تحليل ماركس بتحول التغيرات الكمية لتغيرات كيفية ...
و أعدك أني أقرأ بتمعن أكثر في المرات القادمة فقد قرأت كل الردود قراءة تصورية
شكرا و ألف تحية قبل غلق التعليقات


22 - السيد بحراني
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 9 - 02:16 )
لحسن الحظ أن التعليقات ما زالت مفتوحة لكي أدلي ببعض الملاحظات. موجز مقال الأستاذ إبراهيم أن التطور الاقتصادي والمادي للإنسان يخلق تطوراً فكرياً وهو غير صحيح بالمطلق، فالإنسان هو الذي طور الاقتصاد والإنتاج المادي عبر تفكيره الخلاق والعلمي وليس العكس. أوضحنا أن العقل التحليلي والتجريبي هو الأساس الصحيح للتطور بعكس العقل الغيبي والخرافي الفاقد لأي قدرة على التغيير. هذا محور حرث البحر الذي يحاول الأستاذ إبراهيم تمريره فقط لكي يبريء الإسلام من تهمة التخلف. بالمقابل وبدلاً من مناقشة هذه الأمور بجدية رحت تدخلنا في متاهة النغمات السبعة والخمسة ونظرية التطور الداوريني وأصبحت خبيراً في لغات الحمير وأصواتها ولا أعلم ما علاقة كل ذلك بالموضوع.
بإمكانك أن تصبح كاتباً إذا تخليت عن مبدأ المعارضة المسبقة والتحزب المسبق ومعلوماتك ليست سيئة، فقط تحتاج لنمط تفكير أكثر موضوعية ودقة، وتحياتي الخالصة لك.

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال