الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزتي تانيا تقبلي محبتي الدائمة اولا ،واختلافي في الراي معك ثانيا

سهام فوزي

2009 / 9 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في مقالة الامس والتي كانت بعنوان اذا كانت امراتان فما مصير الثانية تطرقت الاخت العزيزة تانيا الي موضوع جدا هام وهو موضوع تعدد الزوجات ورغم اتفاقي الدائم مع العزيزة تانيا في اغلب الامور التي تكتبها ،الا انني اليوم لا املك الا ان اختلف معها فيما ورد في مقالتها .
لن ادخل في الحكمة من اباحه التعدد ومغزاه فهذا امر يحتاج الي متخصصين بالفقه والشريعة وانا لست منهم وقد تكون العزيزة تانيا بحكم دراستها الحقوقية اكثر علما مني بهذا الجانب ،ولكني ساتناول الموضوع من جوانب اخري تانيا تنحصر في النقاط التاليه:
اولا التاكيد علي انه يجب ان يكون في حياة كل رجل اما صديقة او حبيبه او عشيقة ولذلك فمن الأفضل ان يتزوج الرجل بثانية وهنا اسال هل صداقة الرجل مع المراة هي مبرر كافي للزواج باخري ،ان العصر الذي نعيش فيه وتواجد المراة الي جانب الرجل في ميادين العمل والدراسة والحياة قد تؤدي الي نشوء صداقة بريئة بينهما لا تختلف في شيئ عن صداقة المراة مع المراة او صداقة الرجل مع الرجل وبالتالي فوجود الصديقة كما فهمته انا لا يستتبع بالضرورة زيجة ثانية ،واسمحي لي تانيا ان اسالك ما الذي يمنع ان تكون الزوجة الأولي هي ذاتها الصديقة والحبيبة والعشيقة لزوجها ولماذا الافتراض بعجزها ان تكون كل نساء العالم لزوجها ،او تعلمين امرا لقد سال نزار قباني في احد اللقاءات الصحفيه وعلي ما اظن انها كانت في جريدة كويتيه كيف استطاع وهو صاحب القصائد الشهيره عن المراة ان يخلص لسيدة واحده وكان السؤال تحديدا عن زوجته السيده بلقيس فقال بانها كانت تعني له نساء العالم اجمع فقد كان يري فيها كل نساء الارض وعندما سال عن عدم زواجه من اخري بعد رحيلها اجاب بان الحب الذي منحته اياه بلقيس اغناه عن كل العلاقات النسائية وان ذكراها في غيابها تحجب وجود اي انثي وتغنيه وتكفيه ومن لم يقرا فينا قصيدته الرائعه بلقيس التي لا تزال تبكي الكثيرين ،الم يكن نزار وغيره رجلا ومع ذلك فقد غلبته طبيعته الانسانيه لان زواجه كان قائما علي الحب فاكتفي بواحده في حياتها ومماتها ،ان هذه التقطة تقودني الي النقطة التي تليها عزيزتي تانيا لماذا الافتراض بان هناك امران لا ثالث لهما اما الزواج او الزنا ،وهل هذا الافتراض يتفق مع الحكمة من الزواج بانه قائم علي المودة والرحمة والسكن اي السكينة ،اي مودة في ظل خوف المراة من ان يقوم زوجها بالزواج عليها دونما اي مبرر سوي انه رغب في ذلك واي رحمة خاصة وان اغلب الزيجات الثانية تكون من رجال كبار في السن وفتيات صغار فاي رحمة هنا للزوجه الاولي التي تكون قد وصلت الي العمر الذي يجب ان تستمتع فيه بحياتها مع زوجها بعد ان يكون الابناء قد كبروا واشتد ساعدهم واستقلوا بحياتهم افي هذا الوقت يكون من الرحمة ان تفاجا المراة بدخول ثانية اصغر منها واجمل الي حياة زوجها وبالتالي استئثارها بقلب الزوج دون زوجته الاولي،حتي وان رايتي ان مرض الزوجه الاولي قد يكون مبررا للزواج الثاني وفي هذا في راي الكثيرون رحمة بالزوجه الاولي فلا يطلقها زوجها ورحمة بالزوج ،الا تعتقدين ان مرض الزوجه هو ابتلاء لا ذنب لها فيه يستوجب من شريك حياتها ان يقف الي جوارها ويقوي من عزيمتها بدلا من يتركها اهذا هو العدل والانصاف .
ثانيا: الافتراض بان كل الرجال في الغرب لهم عشيقات وان الزوجه الغربيه مخدوعه هو تعميم خاطئ ،ففي الغرب العلاقة بين الرجل والمراة هي علاقة مقدسه حتي وان كانت بلا زواج وخيانة احد طرفيها لهذه العلاقة تقابل باستنكار شديد من المجتمع كله ،فاساس العلاقة هناك بين الرجل والمراة هو الشراكه بمعناها الحقيقي وتقوم علي الحب والصراحه المطلقة وان شعر احد طرفيها بعدم قدرته علي الاستمرار في هذه العلاقه فانه يصارح شريكه واكرر حتي ولم يكن الزواج هو الرابط بانه لا يستطيع الاستمرار في هذه العلاقة ويذهب كل منهما في طريقه ولهذا نجد ان الصداقة بين اطراف العلاقة تبقي حتي بعد انفصام العلاقة الزوجية بينهما لانها لم تكن قائمة الا علي الحب والتفاهم وهذا هو جوهر العلاقة الزوجية في رايي ،فالزواج هو حياة كاملة متكاملة تبدا بالحب وبه تستمر وتزدهر وتقوم علي الاخلاص والوفاء للشريك والتمسك به مهما كانت الظروف فكيف يمكن ان يتوافر الحب والوفاء مع التعدد عزيزتي تانيا وهل يمكن للمرء ان يتسع قلبه لكي يستوعب اكثر من حب وكما قال المثل المصري الشهير صاحب بالين كداب وصاحب تلاته منافق
ثالثا :ترين تانيا ان المراة في الزواج الثاني لها حق القبول والرفض وبالتالي لا يصح القول بان الرجل قد ظلم المراة وهنا وهذا ما استغربته حقيقة اقتصر حديثك عن الزوجة الثانية ،فماذا عن الزوجة الاولي ايحق لها هنا القبول او الرفض ،ايحق لها ان تمنع زوجها من الزواج باخري ان رفضت هذا الوضع وهل سيستجيب الزوج ام انها ستوضع في اختيار اخر اما ان تقبل علي مضض في الغالب بهذا الزواج او انها تلجا للطلاق وبهذا ستزيد نسبة المطلقات التي رايتي ان التعدد هو حل لها ،الا تعتقدين بان الزواج من اخري مهما كانت مبرراته هو ظلم للزوجة الاولي بكل المقاييس وظلم للابناء الذين سيحرمون من تواجد الاب الدائم معهم ، الا تعتقدين ان الزواج الاخر قد يؤدي الي وجود اخوان واخوات يحملون اسم ذات الاب ولكنهم لا يعرفون بعضهم البعض او وهو كثيرا ما يحدث يكرهون بعضهم البعض ،اذا الظلم هنا متعدد الجوانب هو ظلم للزوجه الاولي وظلم للابناء وفي كثير من الاحيان يكون ظلم للزوجة الثانية التي قد تبقي مجهولة في كثير من الحالات
رابعا :عزيزتي تانيا اعترفتي بان الطبيعة البشرية ستجعل من الصعب علي اي سيدة ان تتقبل ان تشاركها اخري في زوجها ولكنك طالبتي ان تتسامي الزوجه الاولي فوق مشاعرها وتترك الحكم لانسانيتها فمادام في مقدورها ان تسعد غيرها فلتفعل وهنا اسالك ومن المنطلق الانساني البحت انحن بشر ام ملائكة وقديسين لنضحي ونسعد الغير ونشقي انفسنا ،اتقبلين انت بهذا الوضع .؟ لا اعتقد تانيا فالطبيعة البشرية تعترف بان الشعور بالغيرة هو امر طبيعي في كل البشر وبالتالي لا يمكن الا في حالات نادره ان تقبل امراة ان تشاركها اخري في زوجها خاصة وان كانت تحبه وساقول لك امرا لو كان بامكان المراة ان تقبل وتتحمل هذا الشعور ما كان الرسول صلي الله عليه وسلم ليرفض زواج الامام علي باخري وهو زوج السيده فاطمة :الم يقل ان السيده فاطمة هي جزء منه وان ما يؤذيها يؤذيه اليس في هذا منع ولو بطريقة مباشرة واقرار بالاذي الذي يسببه الزواج من اخري للزوجه الاولي
اخيتي تانيا اعتذر لاختلافي معك في الراي هذه المرة ولكني حقا اري بان الزواج الصحيح هو الزواج القائم علي الحب والامان من الغدر وهو الزواج القائم علي علاقة بين طرفين اثنين لا ثالث لهما وهذا هو الزواج الذي يدفع طرفيه الي الامام كي يحققا دورهما الحقيقي في مجتمعاتهما وصدقيني تانيا ان الرجل لا يسعي دائما لوجود امراة اخري في حياته فهناك الكثير من الرجال الذين وقفوا مع زوجاتهم وشريكات حياتهم دونما ان تكون هناك ثانية في حياتهم ،او تعلمين لولا وقوف شريك حياتي معي في مرضي الذي دام لفترة ليست بالقصيرة ما كنت الان هنا اكتب اليكم ،ولولا شريك حياتي ووقوفه ودعمه لي المتواصل في كتاباتي ودراستي رغم انها تاخذ الكثير من وقتي ما كنت لاحقق شيئا ،اعذريني تانيا فليست الثانية هي القاعدة بالنسبة لكل الرجال
تحياتي الدائمة لك وبانتظار المزيد من مقالاتك الرائعه حتي وان اختلفنا مؤقتا في الراي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ظلام الأمس تكشفه انوار اليوم
مصلح آلمعمار ( 2009 / 9 / 9 - 16:22 )
بين ظلام الأمس وشعاع اليوم الساطع تألقت السيدة الفاضله سهام في محاضرتها الأخلاقيه الواردة في مقالتها هذه لتعلم فيها خريجي كليات الحقوق المبادئ الأساسيه لأحترام المرأة وحقوقها الأنسانيه ، حقا يا استاذة سهام انك تفوقت بأنسانيتك وآحترامك للمرأة على جميع التعاليم الدينيه الخاصه بتعدد الزوجات وملكات اليمين المخجله ، لقد قال سيد الأسياد وقاضي القضاة قبل الفي عام ، ان الخالق من البدء جعلهما ذكرا وآنثى لذلك يترك الرجل اباه وآمه ويتحد بأمرأته فيصير الأثنان جسدا واحدا وليس اثنان وما جمعه الله لا يفرقه الأنسان .... هذه هي الأخلاق وآلمبادئ الساميه لبناء المجتمع السليم الخالي من اي عوق او تشويه ، اما المشاكل الأجتماعيه بين الرجل وآلمرأة فآلقوانين المدنيه موجوده لمن يريد اللجوء اليها ، تحيه لقلمك المستنير يا اختنا الفاضله سهام مع التقدير


2 - اشكرك استاذ مصلح
سهام فوزي ( 2009 / 9 / 9 - 18:03 )
اشكرك استاذ مصلح علي مرورك الكريم علي مقالتي وما اعطيتني اياه من وقتك الثمين لتكتب لي تعليقك ولكن اسمح لي بان اقول لك بان هذه المقاله ليست محاضرة اخلاقيه بقدر ماهي صرخة انسانية تحاول ان تسلط الضوء علي واقع مرير ،واعتقد اننا جميعا من يؤيد التعدد ومن يرفضه نقر انه صعب علي اي نفس انسانية ولكن كل يري الامور وفق منطق معين يستحق ان نستمع له ونحاوره ونحاول ان نقنعه بارائنا ويحاول هو ان يقنعنا برايه وبهذا نثري المناقشه .
اشكر اخي مرورك الكريم وبانتظار تعليقاتك علي ما اكتب حتي استفيد واتعلم من ارائك


3 - أتفق معك
رشا ممتاز ( 2009 / 9 / 9 - 18:27 )
الرائعة سهام كتبت ما رغبت فى كتابته للصديقة العزيزة تانيا وعطلنى انشغالى الشديد هذه الايام
بل و لأكون منصفة لك ولمقالك الرائع أقول وبأمانة أنك استطعت بقتدار ان تعبرى عن ما فى نفسى أكثر منى
تحياتى لقلمك المبدع ولشخصك الكريم
وكنت أتمنى أن تستطيع الغالية تانيا الرد ولكن أنتظر منها ردا على اميلى وسوف أنقله هذه المرة بعد اذن الادارة.
تحياتى ومحبتى


4 - يسعدني اتفاقنا عزيزتي رشا
سهام فوزي ( 2009 / 9 / 9 - 19:01 )
عزيزتي رشا اسعدني مرورك الكريم وتفضلك بالتعليق علي مقالتي ،كما اسعدني اكثر اتفاقك معي في وجهة نظري هذه وبانتظار رد الغاليه تانيا حيث ان ردها بكل تاكيد سيثري نقاش هذا الموضوع الجوهري وان كنت اناشد اداره الحوار المتمدن برفع الحظر الوارد علي الزميلة تانيا فيما يتعلق بردها علي موضوعي هذا فبغير الراي والراي الآخر لن يكون لما كتبت معني علي الاقل بالنسبة لي
تحياتي لك عزيزتي رشا وبانتظار جديدك وكذلك بانتظار تعليق الفاضلة تانيا فبكل تاكيد فان تعليقها سيضيف الينا الكثير


5 - الانثى هي مركز كونها
سلام الشمري ( 2009 / 9 / 9 - 20:29 )
الامر عند الانثى (بشرية او غير ذلك) انها تعتبر نفسها مركزا لكونها الخاص, فهي ترفض ان يكون هناك مركزاً ثانيا يشاطرها السيادة فيه
انها لاترفض الضرة فقط بل ترفض اي انثى اخرى قد تؤثر على تماسك منظورها الكوني
فالانثى الامريكية مثلا, ترفض ان تكون هيلاري كلنتون او اي انثى اخرى رئيسة لدولة تقع ضمن كونها الخاص
لن تقبل الانثى اية انثى اخرى الا بالقوة اما قوة العلاقات الاجتماعية او بالسقوط المباشر في صراع يدوي معها
اطلب من تجمع انثوي اجماع حول انثى منهن كانت ام لا في امر يخصهن ام لا واستمع ماذا سيجري
هل يختلف الذكور؟
..نعم فأكوأنهم اكثر تجريدا وابعد عن دنيا الواقع من اكوان الاناث
لذلك فهم اسرع انخداعاً بالمفاهيم المجردة مئل المفاهيم السياسية او المبادئ من الاناث وهم اسرع انسلاخاً منها من الاناث
ليس هناك افضلية لاحدهما على الآخر
فكلاهما يعتبر ناجحاً في مكانه من كونه الخاص
او في الكون الحقيقي




6 - السيدة المحترمة سهام فوزي
رياض اسماعيل ( 2009 / 9 / 9 - 21:18 )
أشكرك من قلبي على مقالك الرائع ومشاعرك الانسانية
أشد ما أزعجني في مقال السيدة تانيا هو تصنيف الرجل اما زاني أو معدد وكذلك وصف غرائزه بالحيوانية
هل هذه مبادئ نربي أولادنا عليها؟
النسبة الأكبر من الرجال ليسوا زناة وليسوا معددين ويهتمون بزوجاتهم وأسرهم أحسن اهتمام
أنا متزوج منذ 23 سنة والله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري لن أزني ولن أفكر بأية امرأة أخرى
تحياتي


7 - الامر لا يتعلق بالسيادة
سهام فوزي ( 2009 / 9 / 9 - 22:36 )
الامر لا بتعلق برغبة المراة بان لا تكون ناقصة السيادة وانما يتعلق بكونها ترفض ان تكون ناقصة الانسانية ،فالزواج الناجح هو القائم علي الحب والمشاركه والتعاون وكل المشاعر الجميلة التي تتوق لها النفس البشرية وكل تلك الامور لا يمكن ان تتواجد مع التعدد
شكرا لتعليقك الكريم


8 - السيد رياض الفاضل اتفق معك
سهام فوزي ( 2009 / 9 / 9 - 22:46 )
استاذ رياض اشكر لك تعليقك الانساني واتفق معك تماما صعوبة التعميم بان كل الرجال يبحثون عن اخري ايا ما كان مسمي البحث زواج اخر او غيره ،فهناك رجال لا يقبلون بذلك ولا يتناسون انهم بشر فيا سيدي النفس البشرية السوية سواء كانت لرجل او لانثي لن تشعر بالاستقرار او الحب سوي مع شريك واحد فقط ،
سيدي اعترف لك بانني ارفض تماما التعميم الوارد في مقالة السيده تانيا فاعتقد ان الكثير الكثير من الرجال يرفض منطق التعدد والرجل كما الانثي ان وجد الحب الحقيقي والاستقرار فانه لن
يضحي بهما ابدا مهما كانت الاسباب والدوافع
تقبل سيدي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم ولتقديرك وحبك لشريكة حياتك الذي لمسته من خلال تعليقكم الرائع واتمني صادقة ان يستمر هذا الحب والوفاء حتي تحتفلا معا به عمرا طويلا
تحياتي لك استاذي الكريم وبانتظار ارائك الدائمة التي حتما ستضيف ليا الكثير

اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام