الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدويل القضيه العراقيه ... جاء متأخراٌ

عارف الماضي

2009 / 9 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في التاسع من نيسان من عام 2003 تم دخول بغداد من قبل قوات اطلسيه على رأسها الولايات المتحده الامريكيه وكما هو معروف للجميع ,وقد تم اسقاط النظام القائم الموجود اّن ذاك.. واختلفت التسميات حول وصف تلك العمليه العسكريه.. لذلك اليوم الاكثر اثارةً في تاريخ العراق الحديث فبعد ان سادت ثقافه في المنطقه العربيه مفادها بان الاستعمار القديم غير سياسته في احتواء الدول او الانظمه او المعسكرات المضاده له باستخدام القوه .. بل ان الاخير بدل سياسته, واصبح يستخدم اساليب اكثر حضارتاً في احتلال تلك الدول او الانظمه وهي سياسة الاحتواء الاقتصادي.. وقد نجحت امريكا وبعض حلفائها في ذلك الطريق الجديد في استبدال بعض الانظمه وتغيير طريقة ادارة الاقتصاد من الاسلوب الاشتراكي الى نقيضه الرأسمالي والمتمثل في اقتصاد السوق او خصصة القطاع العام قدر الامكان0
وبعد احداث 11 سبتنمبر والتي استهدفت فيه القاعده مركز التجاره العالمي واهداف امريكيه حيويه .. والتي سببت صدمه كبيره للامركيين.. شعبا وحكومةً.. كادت أن تجعل امريكا تفقد صوابها بعد ان اعلنت احد قنوات الاذاعه الغربيه بان امريكا بدأت بعد ساعات من الاحداث الداميه .. والضربات الغير متوقعه والتي انتجت خسائر بشريه كبيره تجاوزت ثلاثة الاف شخص.. بعمليات مطارده واسعة النطاق عبر العالم للارهابيين والذين كانوا السبب المباشر اومايعتقد بانها حاضنات مفترضه لتلك الجماعات التي سببت الهجمات المرعبه. لامريكا والغرب عامةً..0
وبعد عدة اشهر قامت امريكا و الحلف الاطلسي باحتلال افغانستان .. واسقاط نظام طلبان وحليفه العقائدي تنظيم القاعده.. بقيادة اسامه بن لادن0 ومازلت تلك الحرب .. بنيرانها .. ودخانها .. ورمادها.. حتى اللحظه....0
وفي العراق صاحب القضيه..وعنوان المعاناة .. والألم.. والجرح الدائم... قََبل العراقيين بالامر الواقع رغم عدم رضى الكثيرين للاسلوب الذي تم فيه اسقاط نظام البعث , حيث تمنوا ان يحصل التغيير من الداخل , رغم رؤية الاخرين لأستحالة ذلك التغير لما يتمتع به النظام المذكور من اجهزه امنيه وتنظيمات حزبيه تمسك بالامور بقبضه من حديد0
وبعدهذه المقدمه المتواضعه لحيثيات بحثنا هذا والاسباب الموجبه لسرد مثل تلك المواضيع التي مازالت تقلق مضاجع الفقراء والاغنياء على حد سواء.. بودنا ان نُذّكر بفكره .. قد طرحها الكثير من المثقفين غير المزايدين بالوطنيه.. الى وهي اعطاء دور بارز للمنظمه الدوليه.. في تحديد شكل النظام السياسي.. وطبيعته والذي يجب عليه القيام بواجباته في اشغال الساحه العراقيه بعد الفراغ الذي تركه اندثار النظام السابق ومنظماته ومؤسساته المختلفه, بدلا من التسرع في المضي في سياسة اقحام الشعب العراقي بما لن يتعود عليه ولن يتفاعل معه وهو اختيار قياداته الفوقيه والميدانيه وباراده شعبيه.. وفق النمط الديمقراطي.. والذي سبب طبعا تلك الفوضى العارمه في كل الميادين الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه, والتي خلفت مايقارب (مليون) ضحيه قتلت اغلبها بدم بارد لأسباب غير اخلاقيه تتعلق بالاختلافات الطبيعيه بين الناس , والتي تتمحور بين التباين والتلون المذهبي والعرقي
واحياننا المناطقي. ولايمكننا في هذا المقال المحدد ان نبين كافة النتائج السلبيه والتي ظهرت نتيجة غياب سلطة القانون والتدمير الهائل التي تعرضت له البنيه التحتيه لمختلف القطاعات والمتضرره اصلا قبل دخول الاحتلال,
ولايمكن لاي قاص او روائي اوكاتب ان يغفل يوما ما الدور الخطير والتي قامت به دول جوار العراق في سياسة
الايذاء المتعمده لشعب العراق واغراقه في مستنقع الدماء, اننا نؤكد حقيقة , مفادها ان تدويل القضيه العراقيه كان واجبا وليس (مُستحباً) ومنذ دخول القوات الاجنبيه.. لاسيما وان الامم المتحده.. قد اعلنت عن موقفها الرسمي والذي يبين وضع العراق السياسي في تلك المرحله وباعتباره دوله .. محتله والزمت الطرف المحتل بالحفاظ على دماء وحقوق وثروات العراق, ان تدويل القضيه العراقيه, كان حقيقه لاتريد ان تعترف بها بعض الكتل السياسيه المذهبيه والتي راهنت على تحمل مسؤلياتها في المشاركه الفعاله في ادارة المجتمع والدوله العراقيه دون تدخل الامم المتحده وبشكل رسمي, ولكن معطيات الاحداث المفجعه والخسائر الفادحه والمعانات الرهيبه والثمن الباهض
والذي دفعه الشعب العراقي وخلال السنوات السته الماضيه, اثبت فشل تلك الأجندات, بعد ان استغلت تلك الكتل غياب الوعي الانتخابي للأغلبيه من العراقيين, واللذين لن يعرفوا قبل هذا الزمن ان يختاروا قياداتهم بانفسهم, بل انشغل البعض في القصاص من ابناء جلدته وباعتبارهم اعداء مفترضين وفق الأملات الجديده والذي وجد بعض البسطاء.. انفسهم.. في ذلك المنزلق الخطير دون وعي واراده حقيقيه!0
وبعد تلك السنيين العجاف من تاريخ العراق, نسمع تصاعد الدعوات من هذا الطرف الحكومي او ذاك والتي تروج لتدويل بعض الملفات الملحه والخطيره, وكان اخرها هو ماعرف بالاربعاء الدامي, والذي اتهمت به الحكومه السوريه علننا من قبل كافة تشكيلات السلطات العراقيه , والذي كان من ابرزها السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي,والذي يدعوا لتشكيل لجنه من مجلس الامن تحقق في التفجيرات الاخيره, والذي سبب في ردود فعل هستريه من الجانب السوري وعلى اعلى المستويات, عندما قال الرئيس بشار الاسد بأن تلك( الاتهامات غير اخلاقيه) وهذا يؤكد الرعب والصدمه واللتان تعرضت لهما سوريا اثر تلك الاتهامات الخطيره والتي اكد الجانب العراقي على توثيقها بعدة وسائل ماديه دامغه تؤكد تورط سوريا في تدريب وارسال ودعم الارهابين وايوائها علننا لمطلوبين اغلبهم من البعثين العراقيين, واللذين مازالوا يمارسون دورهم العدائي ضد العراق, ولن يكن هذا الملف الامني هو الملف الوحيد والمرشح للتدويل, حيث دعا البعض الى تدويل ملفات اخرى لن تقل خطوره عن سابقها وهو ملف المياه والذي اصبح يهدد البلاد بشكل لن يسبق له مثيل , حيث ان شح المياه والتي ظهرت بوادرها الخطيره منذ الربيع الفائت, قد سبب في الحاق اكبر الخسائر في القطاع الزراعي وقطاعات اخرى كالقطاع الصناعي , وقطاعات خدميه اخرى كالكهرباء, اضافة الى ارتفاع نسبة الملوحه بشكل كبير في الفرات ودجله وشط العرب ,ونتائج غير محسوبه اخرى على صحة الانسان, وقد لعبت تركيا وايران دور البطوله في هذا التحدي الخطير لمستقبل العراق ووجوده, مما جعلنا من الموالين الاقوياء لعرض هذا الموضوع وبكل قوه على الامم المتحده ومنظماتها المتخصصه وكذلك الجامعه العربيه ودول عدم الانحياز والمنظمات الدوليه الاخرى 0واليوم وبعد ان فشلت المساعي التركيه والتي قام بها وزير خارجيتها (احمد اوغلو), في حلحلة الوضع واقناع العراق بحل القضيه اقليمياٌ , وعربياً بدلا من ادراج سوريا في قضيه مشابه لقضية اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق.. والتي .. مازالت تقلق الجانب السوري بشكل كبير.. فان الجامعه العربيه وعلى رأسها امينها العام عمرو موسى قد سارعوا لعقد اجتماع وزاري , دعي اليه الجانب التركي , لغرض عقد اجتماع رباعي , يقنع الجانب العراقي بالتراجع عن مطلبه بعرض القضيه على اروقة مجلس الامن الدولي والمضي في تدويل القضيه.. بعد ان لاحظت العديد من الاطراف العربيه.. جدية العراق .. في تدويل القضيه لوضع حد لسفك الدماء والذي اصبح ميزه للشارع العراقي.. دون تحريك ساكن لكثير من تلك الاطراف والتي تتباكى على العراقيين... دون ان تعمل على وضع حد لتسلل الارهابين عبر حدودها0
اننا ندعوا جميع الاطراف بما فيهم .. من يمثل الشعب العراقي ان لايجاملوا مره اخرى على حساب الدم العراقي.. وان تكون الدماء الغزيره والتي سالت في بغداد.. في اربعاءها الدامي.. اخر محطه لمثل تلك الجرائم الكبرى والتي تعرض لها هذا الشعب المسالم... وان يحصلوا على ضمانات فعليه.. من قبل الدول والانظمه بتسليم
القتله .. وتجفيف كل منابع الارهاب على اراضيها... ولايقبل أي عذر .. خلافاً لما ذكر000








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في أورلاندو


.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج




.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت


.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط