الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن الانتظار

كاظم الحسن

2009 / 9 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ربما ان التكيف والتأقلم مع اوضاع شديدة القسوة يتطلب شيئا من الانتظار والصبر ولا يخلو من الاذعان للقدروالمصير املا في التغيير من داخل التاريخ او من خارجه وفق مانرغب ونتمنى .. ولكن مالم يؤخذ في الحسبان هو ضياع العمر في لجة الانتظار الذي يأكل من جرف الحياة ،حتى تبدو الثمار وان اتت في غير موسمها لاتحمل نكهة وطعم القطاف ولذة الحصول على الاشياء بل ان بريقها يضحى باهتاوخافتا لايثير الدهشة .
في العادة يطلق على الطيور البرية ، تسمية دقيقة وبليغة وهي الطيور الحرة لانها لاتنتظر ان تأتيها الاشياء فهي تبحث عنها ولاسيما طعامها في حين ان الطيور الداجنة يستهلكها الانتظار وهي لاتعيش لذاتها ، وبذالك تكون اقرب الى جدلية السيد والعبد التي تكلم عنها نيتشة ولتي تعني ان العبد يعيش لكي يحقق رغبات سيده وليس رغباته وهذا يؤدي بطبيعة الحال الى جعل الكائنات المستعبدة اسيرة نظامها الاجتماعي الراكد الذي يضيق عليها الخنا ق ويشل من حركتها وينمط من حياتها ويضعف من قدراتها على مواجهة الاخطار والمصاعب اتي تعترض حياتها .
لهذا نرى المجتمعات الحرة منقذها من الداخل اى نظام المؤسسات في حين ان معظم المجتمعات الشرقية تبحث عن الدكتاتور في خلاصها من اوضاعها المزرية وهي بذلك تكرس العبوديةوتبقي احوالها بذات السوء الذي كانت عليه لان في الحرية تتعدد الخيارات والبدائل ، وينمو العقل باضطراد مايكسبه فضيلة اختيار الاحسن والاجود في مسالك الحياة .
المشكلة في الانتظار ان الانسان في مجتمعات العبودية يعتقد ان الزمن ايجابي على الرغم من ركودها وجمودها ون الفرصة سوف تطرق بابه عاجلا ام اجلا ومقولات من نوع ( لايصح الا الصحيح ) ، ( ماتضيق الاتفرج) ( لاتظل غائمة دومالابد ان تصحو يوما ) ، ( يا ازمة اشتدي تنفرجي ) ، ( لك الصافي ) او (هي تصفى ) لابد ان تتحقق .
ولقد كان وصف امين عام الامم المتحدة الحالي دقيقا وبليغا في وصفه الاليات التي تدار بها ازمات العراق، حين قال : ( لايجب المراهنة على الزمن في حل ومعالجة ازمات العراق عن طريق الاعتقاد بان الازمات تحل نفسها بنفسها ) .
ولهذا نرى ترحيل الامات والمشاكل الى اجل غير مسمى املا بان الانتظار سوف يحلحلها ويخفف من وطأتها من دون الاهتمام بنتائج هذا الانتظار الذي يؤدي الى الاحباط والشعور بالغبن والاحتقان ازاء استحقاقات لاتحتمل التأخير والانتظار .
بل ان دول النطقة قامت على انتظار وحدة هلامية من البحر الى النهر واهملت استحقاقات تاريخية من التنمية البشرية الى الاقتصادية، وفي المدارس تجد من يقف في الامتحانات امام السؤال الاول متجاهلا باقي الاسئلة الى ان يقرع الجرس دون ان يجيب عن اي سؤال !
والاتحاد السوفيتي السابق قامت ايديولوجيته على اساس انتظار نهاية الرأسمالية لكي تتحقق وعود الرفاهية والوفرة والازدهار الاقتصادي ولقد تفكك الاتحاد السوفيتي وتحققت الوعود في الدول الرأسمالية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -