الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عبدالسلام ياسين- : الاستبداد والتسلط الداخليين :

عزيز العرباوي

2009 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمكن أن نتصور وجود جماعة العدل والإحسان دون شيخها ومؤسسها، شيخ الرؤى والأحلام وأضغاثها، "عبد السلام ياسين" صاحب أسطورة مخاطبة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ومبدع العديد من الكتب والمؤلفات التي تنهج في أسلوبها ونهجها الفكري والثقافي أسلوبا ونهجا واحدا ووحيدا، يؤدي في آخر المطاف إلى رسم طريق واحد ومنهج فكري يتسم بجذب أكبر عدد ممكن من المريدين الذين يؤمنون بأفكار الشيخ وعظمته وخوارقه وإنتاجه الفكري والديني الذي لا يعلو عليه أي فكر أو إنسان. ولا يمكن أن نفهم وضع وتركيبة هذه الجماعة إلا إذا حاولنا التوغل في أفكار البعض من المقربين من شيخ الجماعة أو محاولة خلق حوار مع بعض المريدين الذين لهم باع طويل في حضور جلسات الشيخ وخطاباته وادعاءاته، ولذلك كان هذا المقال الذي سنحاول فيه الحديث عن بعض الجوانب التي تؤطر الجماعة المذكورة ومن خلالها يتم تسييرها وفق خصوصياتها وبنيتها الفكرية والمفاهيمية .

إن القدرة الكبير ةالتي تمتاز بها الجماعة في جذب وتأطير مريديها، والتي نراها واضحة في التزام تيارها الطلابي في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى الموازية، وحتى في قدرة الخطاب الخرافي الذي يتبناه شيخها في كل مناسبة وكل حين. فكل هذا يضعها في مكانة الفاعل الكبير سياسيا ودينيا في المغرب. ومن هنا يدفع المرء دفعا تلقائيا لتتبع كل خصوصياتها ونقد أفكار أهلها ومباديء تأسيسها وظهورها بين ظهرانينا .

لقد قلنا في مقام سابق أن مكانة شيخ الجماعة في عقول وقلوب قواعد الجماعة بل وضحنا بالواقع كيف أصبح في مرتبة الإله والمعبود في مفهوم المريدين، وإنه بالمطلق يرى إليه على أنه فوق الشبهات وبعيد عن كل فعل أو قول مشين. والدليل على هذا الحديث ما كان يقوم به أهل الجماعة من أعضاء مجلس الإرشاد والتيار الطلابي وقواعدها الأخرى المختلفة من تظاهرات واختلاق لمسيرات وحوادث في كل مكان عندما كان الشيخ في الإقامة الجبرية بمدينة "سلا" في التسعينيات في عهد الملك الراحل "الحسن الثاني". ويسجل البعض أن تركيبة الجماعة حاليا لا تمت أبدا إلى مباديء الديمقراطية والقيم الموافقة لها. فالرجل سيد الجميع فيها، يراسها ويتحكم في مجلس إرشادها، ويحكمها بيد من حديد هو وأهله من أولاده وأنسبائه دون إفساح المجال لباقي القواعد أن تصعد إلى دواليب تسييرها. فأمرهم يقتصر فقط على الانتماء والانبطاح عند هامة الشيخ وتقبيل يديه ورجليه في السراء والضراء .

إن الشيخ "عبد السلام ياسين" لا يختلف عن بعض حكامنا العرب الذين جاؤوا إلى السلطة على ظهور الدبابات وفي أيديهم الأسلحة، فاستبدوا وفرضوا سيطرتهم على البلاد وخيراتها واستباحوا كل شيء تحت مسميات عديدة انطلقوا فيها من بعض القرآن وبعض التراث الإسلامي االذي يفرض على المسلمين طاعة أولي الأمر وعدم رفض أي أمر لهم حتى ولو كان ضد مصالحهم اتقاء للفتنة. والشيخ ياسين لا يبتعد في سيطرته على الجماعة وسلطاتها التنفيذية، عن ما ينتهجه حكامنا العرب في بلدانهم، بل وصل به الأمر إلى منح العديد من السلطات فيها إلى أفراد عائلته صغيرهم وكبيرهم، بعيدهم وقريبهم، وهذا ما يجعلنا نتحفظ على كل ما يشاع أن الجماعة المذكورة أكبر فصيل سياسي في المغرببحيث نسمع ونقرأ أن عدد قواعدها كبير جدا يعد بالملايين .

إن التحفظ الذي نعلنه يرى مبرره في تراجع التأييد والتعاطف مع جماعات وحركات الإسلام السياسي، من خلال ما تعيشه المجتمعات من عدم الثقة، والتخوف من خطاباتها ومبادئها وقراراتها وفتاويها بعدما أصبحنا كلنا ضحايا لإرهابيين يدعون التدين والتقية، سرعان ما ترى على محياهم الكره والحقد على الجميع، ولعل موقفنا الواضح من كل الجماعات الإسلامية التي تنهج سياسة النفاق والمراوغة في التعامل والمنافسة بين باقي أقطاب السياسة الأخرى، هذا الموقف يعطينا الحق في نقد مثل هذه السلوكات والقرارات والأفعال التي لا تمت للديمقراطية بأية صلة .

وما يجعلنا ننتقد سلوك الجماعة وشيخها هو منطقها الفكري والسياسي المعلنين، مما يدفعنا إلى أن ننكر أي تقدم في تحقيق انفتاح على الآخرين الذين يختلفون معها، ومع قيمها ومبادئها التي تتسع للجميع دون إقصاء لأي طرف. ورغم التغيير الذي يعرفه العالم سياسيا وفكريا وثقافيا، وخاصة العالم العربي والإسلامي، فإن شيخ الجماعة لا يستطيع أن يتغير، أو بالأحرى لا يريد أن يتغير، لأن الاستبداد هو ثقافته، وهو وسيلته في الحكم داخل الجماعة والسيطرة على رقاب المريدين المساكين، فهم يمثلون عينة لمجتمع متخلف وأمي لا يمشي إلا بالسيطرة والاستبداد. والشيخ يعلم علما يقينا بهذا الأمر، لذلك فهو يؤسس لهذا العمل ويفتي في كل حين وآن بحلول زمن الخلافة والإمارة الإسلامية، بل يتبنى منهج "المهدي بن تومرت" رغم صمته عن هذا الحديث خشية أن يقوض مجهوداته في هذا الشأن ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتفق، ولكن..
زكرياء الفاضل ( 2009 / 9 / 12 - 08:47 )
قد أتفق مع كاتب المقال في الكثير مما جاء في مقاله بخصوص شخصية عبد السلام ياسين و جماعته، إلا أنني أخالفه الرأي من حيث زاوية النظرة لهذا الزعيم السياسي المغرب و تنظيمه السياسي. حسب رأيي يجب النظر إليه لا كشيخ و إنما كزعيم سياسي مناهض للنظام يعتمد النهج السلفي كتكتيك للتأثير في الجماهير و استقطابها قصد تنمية عضلات قوته السياسية في وقفته ضد النظام. و هذا يعني، رغم أنني لا أشاطره الفكر، أنه رجل سياسي مناضل حسب قناعاته الفكرية و السياسية، فالإنسان ابن بيئته. إن عبد السلام ياسين استطاع أن يحقق ما لم تحققه كل القوى اليسارية المغربية و أقصد تحقيق، فعلا، شعبية كبيرة داخل طبقات المجتمع لمسحوقة. كما أنه رفض الدخول في لعبة الديمقراطية المخزنية التي سقطت ضحيتها كل أحزاب اليسار المغربي. و لست هنا بصدد الدفاع عن عبد السلام ياسين و جماعته، فأفكاري حوله معروفة من خلال ما نشر لي بموقع هسبريس، و إنما أنا أحاول تحليل و تقييم ما عرفته القوى الوطنية التقدمية من فشل في تبليغ رسالتها للجماهير المناضلة. و إني أعتقد أن هذه الجماهير بحدسها الفطري عزفت عن قوى اليسار الوطنية لضعف هذه الأخيرة و لكونها ليست في مستوى مسئوليتها و رسالتها التاريخية. و هذا بدوره ناتج عن تلك النظرة السلفية المتحجرة لهذه الأحزاب التي ما


2 - الى السيد زكريا الفاضل
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 9 / 12 - 11:14 )
انا ايضا اتفق معك على ان لكل مرحلة تاريخية شعاراتها ورموزها لكن الا ترى معي ان البضاعة التي تروجها جماعة الشيخ عبد السلام الحاحي منتهية الصلاحية وبالتالي اقتناؤها مضر بالمستهلك ومفيد فقط للبائع؟
الا ترى ان مهمة فضح هدا التحايل ملقاة على الديموقراطيين الحقيقيين و المثقفين المتنورين حفاظا على سلامة المجتمع ؟؟
ان اي موقف لامبالي اومتسامح مع بائعي الأوهام للناس هو موفق مشارك في المؤامرة ضد الفقراء والكادحين من ابناء هدا الشعب المقهور

تحياتي الخالصة لك وللسيد العرباوي


3 - حسبي الله ونعم الوكيل
المختار ن آسفي ( 2011 / 2 / 21 - 06:19 )
بسم الله الرحمن الرحيم اود ان اقول شئ مهما وهو ان جماعة العدل والإحسان الضالة الداخلة في 72 فرقة التي ستدخل النار انهم اصبحوا من اتباع ابليس لعنة الله عليهم اجمعين حتى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تهكموا عليه واصبحوا يروه في اليقضة ويرون الصحابة اريد ان اسأل الضال عبد سلام ياسين و اش معمرك شفتي جبريل وعزرائيل و....... وربط شوية راك كثرة ياولد القحبة الله ينزل عليك النعلة ياولد الزانيو ياغوة لقحاب راه كولشي عاق بيك ياولد الزنى يالجاهل ولكن انا غادي نفضح مك والله اينعلك وينعل كل كم تبعك وخل الإسلام

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا