الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشك بوجود الأديان والشعوب المنغلقة والسبب في ذلك

زاهد الشرقى

2009 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتمنى البعض لو أن الوقت يبقى ليلا,حتى يتمكنوا من التلاعب والتربص بالناس وزرع الفتن والأحقاد وسلب حقوقهم,لكن تبقى الحكمة من مجيء النهار , هي السلاح الأفضل لمحاربة الفاشلين والمستفيدين من قمع الحريات والحق والمساواة والعدل والإنصاف.
ورجال الدين المستفيد الأول من بقاء الليل في حياة الناس , فنراهم يتكلمون ويصدرون الأحكام وفق مصالحهم وشهواتهم فقط, ويقولون أنهم يريدون الخير والحقيقة للناس, ولكن الصواب أنهم يريدون ما تشتهي أنفسهم وأفكارهم فقط,فنشاهدهم في الحياة وبين الناس في صورة العابد المحب لله, ولكنهم في الواقع يسرقون ويتاجرون بدين الله وينهبون عباد الله,ولقد نصب هؤلاء أنفسهم مدافعين وخائفين على الأديان, وفي نفس الوقت هم المستفيد وبطرق عديدة ومتنوعة من تلك الأديان,متخذين من مبدأ (الدفاع عن الفكر الخاص بالمسائل الدنيوية والحياتية) شعارا لهم, وحرصا منهم على الدين والناس والشعوب وكل المجتمعات,وهنا تتجلى اكبر وأعظم صورة للجهل في أفكار رجال الدين والأساس الذي ينطلقون منه في تحقيق غاياتهم.
فالأديان لايمكن الدفاع عنها في نطاق الفكر الخاص بالمسائل الدنيوية أو الحياتية,فالدين ينبغي ويتحتم أن يظل قائما بحد ذاته, أذا أخذنا بنظر الاعتبار عدم وجود دين واحد, بل أديان متعددة تتحارب فيما بينها في ميدان الدين نفسه,وهذه الأديان اتخذت لها مذاهب ومسميات وتفرعات عديدة ظهرت من الدين الواحد نفسه,مما ولد تشابك وصراع ديني بين الجميع, وحتى بين المذاهب والتفرعات والمسميات التي خرجت من دين واحد,وهذا الصراع مع الأسف الشديد ساهم وكان الأساس لظهور(التطرف الديني . الإرهاب . المتاجرة بأمور الدين لأغراض شخصية من قبل رجال الدين أنفسهم),وكذلك ظهرت أفكار وتيارات دينية أخرى جل اهتمامها وأساسها منصب على محاربة الأقليات والمعتقدات الدينية الأخرى , وهذه التداخلات والتفرعات في الأديان والتشريعات التي تخدم مصالح أناس معدودين على حساب الآخرين , والتناحر الذي أسس له رجال الدين واستفادوا منه, ساهم في وجود تفكير عند البعض بأن الغاية الأساسية لوجود الأديان في الحياة قد سادها بعض الشك.
وهذا الشك سوف يتوسع أكثر, ويزداد المنتمين لهذا الفكر وكيف لا وهم يشاهدون تلك المذاهب والتفرعات والمسميات التي خرجت وأسس لها رجال الدين من الأديان الأساسية , تنهش في الحق والعدل والمساواة وحرية الإنسان وتقيده بصورة مخيفة جدا,وكذلك زاد الشك أيضا عندما استخدم رجال الدين مبدأ العقاب والترهيب للناس, وهذا المبدأ يجعل الأديان تشكل ضربا من ضروب الشر التي تملا العالم ألان مع الأسف الشديد,والسبب ، أن أولئك الشن لم يبلغوا بعد درجة كافية من النضج الفكري والثقافي وحتى الأخلاقي هم وحدهم الذين مازالوا يتمسكون بالمعايير والعناوين الدينية العقابية فقد ضد الناس, وهي معايير بالأساس تخدم مصالح ومطامع رجال الدين, والتي تناهض بطبيعتها جميع المعايير الإنسانية الخيرة التي يجب أن تسود العالم اجمع, كل تلك الأسباب أوجدت الشك لدى الكثيرين في الغاية الأساسية لوجود الأديان في حياة الإنسان.
ترى هل هذا الصراع حول الأمور الحياتية بين مذاهب وتفرعات الأديان , وحتى الصراع داخل الدين الواحد, والذي ساهم رجال الدين في تأسيسه وتطويره وتغذيته بالتخريف والتأويل, والابتعاد عن أساس ومنهج الأديان, كل تلك الأمور هل كان الشك بالأديان هو الناتج لها فقط, أم ساهمت في أمور أخرى؟
الجواب نعم ساهمت تلك الأمور والصراعات في أن تتخذ بعض الشعوب والمجتمعات طريق خطر جدا ومظلم, وهنا وجدت من وجهة نظري أن أطلق على تلك الحالة تسمية(( الشعوب والمجتمعات المنغلقة )).
إذا ماهي الشعوب والمجتمعات المنغلقة ومن أسس لها؟
هذه الشعوب والمجتمعات هي بالأساس من صنيعة رجال الدين, لأن الانغلاق الذي تعيش فيه جاء من خلال الضغط الذي استخدمه رجال الدين على الناس,مستغلين التحريف بالكتب السماوية والأديان , وكذلك مستفيدين من صنيعتهم ,وهذه الصنيعة هي المذاهب والتفرعات التي أسسوا لها , وأوجدوها في الأديان والدين الواحد,وهو ضغط يراد به الحفاظ على التقاليد والعادات الاجتماعية الدينية التي تخدم مصالح رجال الدين,بحيث يحاول هؤلاء إبقاء(العقل البشري) للناس سجينا داخل دائرته,والبيئة التي يعيش بها, وقد تصل مراحل المحافظة على تلك العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية المتخلفة إلى حد( التطرف والعنف),وذلك عندما يجعل رجال الدين الناس تعتقد بأن كل تطور في أمور الحياة يجعل غضب الله عليهم كبيرا ! فيلجأ هؤلاء مع الأسف إلى العنف والتطرف ضرورة وعنوان لحياتهم في سبيل البقاء في قفص تلك الأفكار البدائية التي زرعها رجال الدين,وهي أفكار لاتخدم ولا تجدر بالشخصية الإنسانية والتطور الذي تمر به الحياة بمختلف تفاصيلها.
وهنا أطلق ندائي إلى كل الشعوب التي ابتلت رجال الدين أو التي يحكمها مذهب أو متفرع من دين واحد,وأقول انهضوا ألان لأن الألم الذي فيكم هو احد الأسلحة لمواجهة تلك الخرافات والأساطير , فالألم هو عامل أساس في إيقاظ الأحاسيس عند الإنسان, وهو قوة ودافع للإنسان المظلوم في أن يطالب بحقه من الظالم,وكذلك الإرادة لان الإنسان مهما كان جنسه أو عرقه أو ديانته يملك ارداة حرة تدفعه إلى التخلص من كل شيء سيء في حياته,وان يقيم لنفسه مكانه عليا في الحياة ويواكب التطور والحرية وتحقيق حياة وعالم أفضل من ذلك الذي أسس له رجال الدين,وحرية الاختيار تغني الإنسان عن ( الشر) الذي يريد أن يوسعه المفسدون من رجال الدين,ولا ننسى الوعي والإدراك وهو قوة للإنسان في أي مكان وزمان , تدفعه هذه القوة والإدراك إلى التوقف عن الانطواء تحت جناح إنسان أخر أو تصديق ثرثرته الفارغة , وهذه الثرثرة هي كلام رجال الدين, وحتى السعادة والحب والعدل وحرية المرأة التي سرقها المتسترين بالأديان الأساسية والمتلاعبين بتلك الأديان, كل تلك الأمور التي سرقوها من الناس, يستطيع الإنسان إرجاعها بأن نقهر عوامل ( الترهيب والتخويف) التي دأب رجال الدين على التلويح بها في وجه الآخرين, وذلك بالوقوف بوجهها بالشجاعة والإقدام.
ختاما..
سلاما لكل الحريات وسلاما لكل من يحترم النفس البشرية وحق الإنسان في العيش وسلاما إلى المرأة الرائعة.

ســــــــلام

زاهد الشرقى















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخوف من المجهول
حب لاينتهي ( 2009 / 9 / 12 - 12:14 )
اؤيد كل كلامك
وانا اعتقد
لولا خوف الانسان من المجهول ما ظهرت تلك الاديان المزعومة ولا ظهرت تلك الفئة المضلله للبشر لتضع للناس البسطاء منهجا
مهما كان غريبا ومهما كان خياليا ومهما كان خارج عن الطبيعة
للاسف صدقهم اجدادنا البسطاء
واتبعوا تلك الفئة المضلله, لعدم وجود العلم في زمانهم
والافظع انه
ما زالت احفاد تلك الناس البسطاء يتبعون نفس الاساطير


2 - إلى الكاتب العزيز أخي زاهد
نضال ( 2009 / 9 / 12 - 23:58 )
أجدادنا البسطاء الذين -غرر بهم-كانوا بناء الحضارة وعلى أيديهم نهضت القيم الإنسانية السامية رغم أنهم كانوا بسطاء -ومغرر بهم-...أخي الكريم نحن محتاجون لقراءة التأريخ بصورة موضوعية بعيدا عن التحيز والأحكام المسبقة المستهلكة الذي لاكهاكثير من الدجالين الذين أدعوا ظلما وبهتانا أنهم حماة الدين ومحتكري الفضيلة.ولكن لايعني ذلك أن نسيء للاديان بسب تجاوزات وممارسات سلبية من بعض المنتمين لتلك الأديان.فمن الاجحاف أن نتهم الدين الإسلامي برؤيته التسامحية الناهضة وفكره الخلاق واحترامه واعترافه بالأديان التي سبقته وكذلك الدين المسيحي لتجاوزات سلبية تصدر من هنا وهناك من قساوسة ورجال دين جهلة.فكما يوجد هؤلاء الحمقى يوجد رجال دين صالحون ونهضويون وتنويريون في كلتا الديانتين فبدل ان نسب الظلام أخي الكريم دعنا نتعاون بقلوب صافية وعقول منفتحة لعلنا نوقد شمعة في هذا النفق المعتم.تقبل مني مروري بكل ود ولك أجمل التحايا في شهر الرحمة والغفران.
دمتَ سالما في رعاية المعبود. .


3 - شكرا للمرور
زاهد الشرقى ( 2009 / 9 / 13 - 08:03 )
اولا الى حب لاينتهي: شكرا للمرور الكريم
وأنا معكم فى وجود الظلام مع الاسف في حياة الكثيرين, ولكن يبقى النور هو الامل فى النجاة والتخلص من كل السلبيات التي تجتاح حياة البسطاء , وبمختلف التسميات.
ومع ذلك انا واثق بأن النفس البشريه معطاء بالحب والامل والحياة التى يستحقها الانسان. تحياتي ودمتم بود ولكم مني باقة من الامل
والحب والتقدير والخير.

زاهد الشرقى
**************************
السيد / السيدة نضال:شكرا للمرور الطيب , واما موضوع التأريخ فهنا تكمن احيانا المشاكل التي وقعت نتائجها على البسطاء؟ فالتأريخ مع الاسف حرف وتم التلاعب به وفق شهوات البعض السيء ورغباتهم ,وهنا علينا أن نتخذ من التطور والعلم والمعرفه مجال للتفريق والتمييز بين الجيد والسيء, في كل مجال وكل مفصل من الحياة هناك أناس جيدون, ولكن العلة تمكن فى ان الجيد احيانا يسكت خوفا من الاخرين او يصمت من اجل مكسب متحقق له من خلال مسايرة موكب الاخرين من المتلاعبين بالدين او المتنفعين به, ونحن لسنا ببعيدين عن حياتنا وما نراه من صمت لمختلف الجرائم التي تكون بأسم الدين ولعل العراق اكبر دليل على ذلك .
ولكوني من العراق اتألم وانا اشاهد البعض ممن يدعون الدين يتخذون من هذا البلد الجريح

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah