الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 1/3

تنزيه العقيلي

2009 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا ثبت لنا وجود الله سبحانه وتعالى، يأتي السؤال: هل هناك بالضرورة شيء اسمه دين؟ أي هل أنزل الله فعلا وحيا من السماء، وكلف أفرادا من نوع الإنسان لتبليغ هذا الوحي وهذه الرسالة إلى بقية الناس، فجعل ذلك ملزما لهم اعتقادا وسلوكا؟ بتعبير آخر، إذا ثبتت لدينا حقيقتان؛ حقيقة التوحيد، وحقيقة المعاد، فهل تثبت النبوة، كلازم لهما أو لإحداهما، فتكون واجبة عقلية كوجوبهما، أم تبقى ممكنا من ممكنات ىالعقل، وخاضعة لاختبار صدق التحقق؟ هذا ما يجب دراسته دراسة فلسفية محضة، فالفلسفة ميدانها الحقيقي، وليس ميدانها العلوم الدينية، ولا العلوم الطبيعية. نعم يمكن ضم علم التاريخ كميدان ثان ومعضد للفلسفة، سواء تعضيدا في الإثبات، أو تعضيدا في النفي، أو قد ينتهي البحث الفلسفي إلى تساوي إمكان التحقق وعدمه، فيستعين بالبحث التاريخي للحكم بالإثبات أو النفي.

الحقائق العقلية المستقلة قبل التثبت من النبوات والأديان:
قبل هذا نرجع إلى بقية ما افترضنا فيه أنه مما يمكن، أو يجب أن يتعقله العقل مستقلا، وهو: كمال الله، عدل الله، وحكمته، ولطفه، الحياة ما بعد الحياة، الجزاء ثوابا أو عقابا في تلك الحياة.



كمال الخالق:

من خلال التأمل في نظام الكون وسعته وعظمته وجماله وإتقانه وجميع كمالاته، نجدنا مضطرين إلى الإذعان لوجوب اتصاف خالق هذه الكمالات بهذه السعة، وبهذا الإتقان، وهذا الجمال، أن يكون أكمل من كل الكمالات، أي متصفا بالكمال المطلق. وهذا الاستنتاج متأت من حقيقة أن الكمالات في عالم الإنسان خصوصا، بل وفي عموم عالم أو عوالم الإمكان متفاوتة، وبالتالي نسبية، ففوق كل كمال ما هو أكمل منه فيما هو كامل فيه، ولذا فإن المفيض على الوجودات الكاملة كمالا نسبيا ومتفاوتا ومتصاعدا، لا بد أن يكون الأكمل منها جميعا في العظمة، والقوة، والقدرة، والإرادة، والعقل، والعلم، والحكمة، والعدل، والرحمة، والخالقية، والإبداع، والجمال، والاستقلال، وغيرها. وعندما يكون الأكمل منها جميعا، لا بد أن يكون الأكمل من كل ما هو موجود، وكل ما وُجـِد، وكل ما سيوجَد، أو يكون ممكن الوجود، حتى على نحو الافتراض، أي بقطع النظر عن التحقق الفعلي أو عدم التحقق. وهذا لا يكون، إلا إذا كان هذا الخالق الكامل كاملا كمالا مطلقا، ولا يكون للنسبية محل ولا معنى عنده، وهكذا هو الأمر لأي حد من الحدود. هذا إضافة إلى أن الكمال المطلق من لوازم واجب الوجود، الذي بدونه ما كان ليكون ثمة وجود، لاستحالة تسلسل العلل تراجعيا إلى ما نهاية، أو الأصح إلى ما لا بداية. ومن لوازم الكمال المطلق العدل غير المحدود، والحكمة غير المحدودة، والقدرة غير المحدودة، والعلم غير المحدود، والإرادة غير المحدودة، والحرية غير المحدودة.



عدل الخالق:

العدل أمر لازم للكمال، فلا يمكن أن نقر بكمال الخالق، وننفي عنه العدل، أو الحكمة، لأن نفيهما، أو نفي أحدهما، أو جعلهما نسبيين، غير مطلقين، وبالتالي ناقصين، يتنافى مع ضرورة كماله الواجبة عقلا. واستحالة الكمال النسبي على واجب الوجود، لأن الكمال النسبي يعني بالضرورة اشتماله على نسبة من النقص، والنقص محال على واجب الوجود، لأن افتراض هذا النقص النسبي، يعني أحد الاحتمالات الآتية: إما إنه لا يدرك هذا النقص، وهذا يعني نسبية علمه، وبالتالي جهله بنسبة ما، والجهل محال عليه. وإما إنه يدرك ذلك، وغير قادر على سد نقصه، وهذا يعني نسبية قدرته، وبالتالي عجزه بنسبة ما، والعجز محال عليه. وإما إنه يدرك ذلك، وقادر عليه، إلا أنه لا يسد هذا النقص، لا لشيء، إلا هكذا، لأنه لا يريد، وهذا يعني نسبية حكمته، وبالتالي عبثيته بنسبة ما، والعبثية محالة عليه. إذن كل من ذلك محال على واجب الوجود، الذي لا بد له أن يكون كاملا كمالا مطلقا، ومتنزها عن أي نقص.



الحياة الأخرى:

وقد أوجزنا بهذا العنوان كلا من وجود حياة بعد هذه الحياة، ووجود الجزاء فيها ثوابا وعقابا لكل من يستحق، ومن أي منها، بالقدر الذي يستحق. وتجنبنا قاصدين مصطلح «المعاد»، أو «البعث»، أو «القيامة»، لأن «الحياة الأخرى» أكثر حيادية، بقطع النظر عما إذا كانت بصورة إعادة الحياة، أو بعثها من جديد، أو بصورة التحول في لحظة الموت الجسدي من صورة للحياة إلى صورة وطبيعة أخرى للحياة. فواضح أن الحياة ما بعد هذه الحياة أمر لازم للعدل، فمن غيرها يكون خلق هذه الحياة، التي تسميها الأديان بالحياة الدنيا أو بعالـَم الشهادة أو عالـَم المحسوسات، منافيا للعدل ومنافيا للحكمة، فيكون ظلما أو عبثا أو كليهما، وفاعل الظلم ظالم بالضرورة، أي فاقد لكمال العدل، وفاعل الفعل العبثي عابث بالضرورة، أي فاقد لكمال الحكمة.

العنوان الصالح لمسؤولية الإنسان
إذن عندما يعلم الإنسان - حتى مع افتراض عدم بلوغه شيء من وحي السماء، على فرض وجود ثمة وحي من السماء - بأن هناك ربا خالقا مُبدئا مُعيدا عادلا مجازيا مثيبا معاقبا، فلا بد له من أن يختار لنفسه ما يقره عقله وضميره، وما فيه نجاته في الحياة الثانية المرتقبة، وأن يكون العمل الصالح أي السلوك الإنساني هو الخط الذي يتخذه مسارا لحياته، ولنستعر هنا النص القرآني الذي يُعبِّر عن هذا المعنى بعبارة: «من آمن بالله واليوم الآخر وعمل عملا صالحا، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون». إذن هذه العناصر الثلاثة، التي يمثل الأولان منهما عنصر الإيمان، والثالث عنصر العمل أي:

1. الإيمان بالله.

2. الإيمان باليوم الآخر، أو لنقل بالحياة الأخرى.

3. العمل الصالح (الاستقامة على خط الإنسانية).

هي التي تعبر عن علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بإنسانيته، المتمثلة به هو، وببقية أفراد جنسه الشركاء له في عمارة الأرض. ولكن المصطلح المحايد دينيا، والملتزم فقط بلوازم العقل لما بعد هذه الحياة، كما ذكر آنفا، هو الحياة الأخرى، أو الحياة ما بعد هذه الحياة، وليس بالضرورة (المعاد) كمصطلح خاص بالإسلام، والذي يعني البعث روحا وجسدا، والذي هو من الممكنات العقلية، كصيغة من الصيغ الممكنة للحياة ما بعد هذه الحياة. ثم هذان الإيمانان هما من ضرورات العقل الفلسفي، ولو بعد إمعان النظر وإعمال العقل، والعمل المترتب عليهما من ضرورات العقل الأخلاقي، وكل ذلك لا يحتاج بالضرورة إلى تبليغ من رسول مرسل، بل قد يكفي ما سمي بالرسول الباطني، ألا هو عقل وضمير الإنسان، أي كل من ملكتي التمييز بين الصواب والخطأ، والتمييز بين الخير والشر. ولكن يبقى العنصر الثالث أي العمل الصالح أي الإنساني القائم على أساس العدل الذي لا يتحقق إلا بشرط الحد الأدنى، وهو معاملة كل للآخر بمثل ما يحب أن يُعامَل به. لأن عدم إدراك النظرية الحق يمكن أن يكون لقصور في الذهن أو لغفلة، والقاصر والغافل لا يحاسبان بمعايير العدل على قصورهما وغفلتهما، طالما كانت القضية تدور مدار النظرية، إنما الذي يحاسب هو المقصر في حقوق الآخرين.



الله بين حقيقة التوحد والتوحيد
الفرق بين التوحُّد والتوحيد، أن التوحد الذي يشمل معنيي عدم التعدد، وعدم التجزؤ، أو الوحدانية أو الأحدية أو التفرد يمثل حقيقة مجردة، آمن بها الناس أم لم يؤمنوا، ورتب من آمن بها الأثر العملي على ذلك الإيمان، أم لم يفعل، بينما التوحيد، يعني الموقف النظري، والعاطفي، والعملي، للإنسان المؤمن تجاه هذه الحقيقة. فالتوحيد النظري هو الإيمان بواحدية ووحدانية الله، أي استحالة تجزئه واستحالة تعدده. والتوحيد العاطفي هو استشعار الحب والخشوع والتوكل والثقة والرضا والتسليم تجاه الله، بما يناسب عظمته وجلاله وجماله وكماله. أما التوحيد العملي أو السلوكي، فبمعنى الطاعة لله في أوامره ونواهيه التي يتعرف عليها الإنسان بعقله وفطرته، أو بتبليغ مبلغ خارجي. والطاعة بمعناها الفلسفي لا الديني، هي انسجام الإنسان مع حقيقة إنسانيته، والسعي المتواصل في استكمالها في مسيرة تأنسن متواصلة ومتكاملة وكادحة. وبتعبير آخر هي تحول الإنسان من حقيقة عبوديته التكوينية الجبرية، إلى واقع عبوديته السلوكية الاختيارية، أو من العبودية إلى العبادة، أو من البنوة غير الواعية، أو البنوة العاقّة، إلى البنوة الواعية البارة. ورُبّ غير عارف لله عابد له بتجسيده لإنسانيته، خير من عارف عابد شكلا لا جوهرا، قد ابتعد عن الله رغم عبادته الشكلية له، ذلك بابتعاده عن إنسانيته.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسئلة في حاجة الي إجابات
محمد البدري ( 2009 / 9 / 13 - 18:52 )
سؤال لم يرد لاحد ممن صدقوا النبوات وقت اعلانها وهو: إذا كان الله موجودا فلماذا لم يتبدي للجميع مثلما ادعي الانبياء انهم وكلاء عنه لانه تبدي لهم وخاطبهم؟ ولماذا لم يدرك ان الحروب الدينية كلها قامت لان خياراته للبعض بالنبوة هو عسف بباقي البشر ومن حقهم ان يكون خيارهم مختلف. فإذا كان عادلا فلماذا لم يعدل بين البشر في اعلانه عن ذاته؟ فأين الكمال وهو يري الشر والفساد يضرب فب كل مكان رغم هيمنته الكاملة علي الوجود؟ إنها اسئلة تحتاج الي مقالات ومقالات ولمن له القدرة فلسفيا علي الاجابة عنها. ويبقي السؤال هل الكتب بلغات محدده والتي قال الانبياء عنها انها كلمة الله كافية لحل مشكلات البشرية المتعددة اللغات والثقافات ام ان أجزاء كبيرة منها هي من الادب الانساني المحلي الذي لا فائدة منه في نظر باقي الشعوب والحضارات والذي يمكن تجاوزه في اي ثقافة كانت.


2 - الى محمد البدري
ابو الرايات ( 2009 / 9 / 13 - 21:02 )
يبدو ان محمد البدري لم يستوعب الموضوع لنقص ادواته


3 - تعليق
ابو محمد العراقي ( 2009 / 9 / 14 - 01:18 )
ما دامت كل المعتقدات والاديان هي اقوى من الموروثات الجينية في طبيعة عملها وهذه حقيقة لا يمكن الطعن فيها فعليه فان انسجام انسانية الانسان مع انسانيته ستكون هي المعيار يوم الجزاء شكرا للسيد الكاتب وانا بانتظار المزيد بغارغ الصبر تحياتي وسلامي وقبلاتي


4 - للمناقشة
خليل الخالد ( 2009 / 9 / 14 - 02:02 )
تحية للكاتب
بالنسبة لتوحيد الاله فهذا امر موجود في الاسلام, وهو من معنى كلمة توحيد تجميع في واحد, فمثلا شقة من خمس غرف متجاورة انا اقوم بالتوحيد اذا ازلت الجدران فتصبح الشقة غرفة واحدة,
او خمس كتل من العجين, اذا كنت اريد ان اوحدهم في كتلة واحدة فعلي ان اجمعهم مع بعض وتوحيدهم, وهذا بالحقيقة ما جاء به الاسلام, اذا ان الناس كانوا يعبدون الهة كثيرة, فجاءت فكرت الاسلام بتوحيد الالهة في اله واحد تحت اسم اشهرهم وهو الله.
التوحيد شيئ و الواحد شيئ اخر و الواحد الاحد شيئ ثالث.
فقط احببت ان اسلط بعض الضوء على هذا الجزء, ولك مني كل الحب و التقدير


5 - رد على رقم 2
عباس علي ( 2009 / 9 / 14 - 06:49 )
أولا أتقدم بالشكر للأستاذ كاتب المقالة التي أجاد في أسلوب بحثها وطرحها للقاريء رغم أختلافي معه في وجودية ألله من عدمه ... ولكنك أيها المعلق رقم 2 المدعو أبو الرايات فأقول لك أنه من العيب أن تعيب في شيء دون بيان ألأسباب ... الكاتب أظهر أدواته البينة ... فأرنا أنت أدواتك الموهومة ؟؟


6 - جمع المنتاقضات محال
عباس علي ( 2009 / 9 / 14 - 07:36 )
لقد فشلت كل النظريات التي تناولت في بحثها أصل الكون وألأنسان بدأ من سفر التكوين الهزيل ونظريات ألأديان السماوية في نشوء الكون وبدء الخلق.. وحتى النظريات العلمية سواء نظرية النشوء وألأرتقاء لجارلس داروين أونظرية ألأنفجار الكوني وحتى نظرية التصميم الذكي .. ولعدم وجود أجابة مقنعة قاطعة فسيبقى ألأنسان يعيش وهم ألأديان التي زرعت في نفسه رعب جهنم ... أثيتت ألأديان ألأبراهمية فشلها الرهيب في أسلوب طرح حقيقة وجود الله الذي تدعي وجوده .. فجاءت ألأديان ألأبر اهمية السماوية متناقضة تماما فيما بينها .. بل وتنفي كل منها ألأخرى وتنبذها مثلها مثل السرقة التي أكتشفت بعد أختلاف اللصوص (ألأنبياء ) في ما بينهم ... تناقض ألأديان ألأبراهيمية يقودنا ألى تناقض ألأله ذاته وسقوطه .. لأن جمع المتناقضات محال


7 - تعليق 6
ahmed ( 2009 / 9 / 14 - 10:57 )
فجاءت ألأديان ألأبر اهمية السماوية متناقضة تماما فيما بينها .. بل وتنفي كل منها ألأخرى وتنبذها مثلها مثل السرقة التي أكتشفت بعد أختلاف اللصوص (ألأنبياء ) في ما بينهم ... تناقض ألأديان ألأبراهيمية يقودنا ألى تناقض ألأله ذاته وسقوطه .. لأن جمع المتناقضات محال

من اين جئت بهذا وكيف تراءلك بان الرسالات السماوية(الابراهيمية)متناقضة ياشاطر
عيب حبيبى


8 - الممكن الواجب الوجود قد يتبدد كذلك
وسام هاشم أحمد ( 2009 / 9 / 14 - 18:56 )
تحيات العقل والعقلانية، بل تحيات الأنسنة والإنسانية المهمومة بالحياة على الأرض، الأرض التي لا أرض سواها وسط كوكبة النجوم السيارة منذ أن تخلقت قبل مليارات السنين، وقبل أن يوجد الإنسان، ذاك الذي اصطلح على تسميته آدم وزوجه حواء قبل ملايين السنين. ومن يومها والعالم المنبثق على مهل وخطوة خطوة، لم يكن محكوما للديانات، قدر ما خضع لتنظيمه البدائي الخاص، لمنطقه الخاص وأخلاقياته الخاصة التي بقيت واستمرت لا بفعل إله ولا بفعل رسل أو أنبياء، تلك مرحلة كان الإنسان فيها سيد نفسه، بل سيد الكون، قبل أن تبدأ مرحلة من الصراعات الطويلة على الأرض والكلأ والمراعي والأنهار، فكان أن تحولت التجمعات القبلية والعشائرية المنظمة إلى شكل من أشكال التنظيم البدائي، كانت الأمومية هي القوّامة التي قادت مجتمعاتنا البشرية فترة طويلة من الزمن، إلى أن لاح فجر السيطرة الأبوية فكانت هيمنة البطريركية الذكورية، هي الشكل الذي امتزج فيه الرب /الإله مع هيمنة رب القبيلة أو العشيرة التي ابتنت لنفسها نظامها الخاص الذي اقتربت فيه من بيئة النبي/ الرسول مبعوث الآلهة لا الإله الواحد الذي لم يكن عقل تلك المرحلة قد واءم فيه بين قدرة الواحد على فرض هيمنته البطريركية على المجموع.

هكذا نشأت الديانات، من رحم الهيمنة والسيطرات المتل

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ