الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى رحيل عبد الغني بوستة: لا نبدل الرجال بشسع النعال

محمد الخباشي

2009 / 9 / 14
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بعد ايام سيلتف حبل الزمان مرة اضافية بعد العقد الاول على رحيلك ايها القائد العظيم. رحلت، وانت محظوظ، قبل ان ترى القبيلة تتناثر وتسقط الى وادي سحيق. انت محظوظ لأنك رحلت في عزك وعنفوانك، ولم تكن شاهدا على الزمن الرديء، حيث تحول الرجال العظام الى ادنى من شسع النعال. انت الآن هناك استرحت من ألام الانهيار والتيه القاتل. رحلت وتركت فراغا بملء البحر، ولا يستطيع ان ينكر هدا الا من هو جدير بالاحتقار. قالوا عنك كل ما ارادوا، وكتبوا من المدكرات ما استطاعوا، وتكالبوا، وعصفت رياح من كلام في اماكن تعرفها ونعرفها نحن ايضا. ولكن لم يستطيعوا ان يقدموا مثالا لرجل يستحق ان نبدله بشع نعالك. اعرف اك لا تقبل ان اقول عنك هدا الكلام، لأنك ابن ناس، ولأنك بحر من التواضع. حين التقيتك اول مرة، وأنا في بداياتي الاولى، رايت في عناقك الحار وفي عينيك، نظرة تقول انتم المستقبل. ادركت دلك حين حظرت لاول مرة والتاريخ محفور في الداكرة، حين قلبت الطاولة على الحرس القديم، ولا اطن ان احدا نسي تاريخ 30 اكتوبر 94. تأكدت ايضا حين كنت الوحيد الدي جاء لتحية جمع الشباب في يوم دافئ من مارس، جمع ربيع القبيلة في ربيع السنة. وتأكدت ايضا حين بدأت تنسال الاحداث والمقالات والمدكرات ورحلات الشتاء والصيف، التي انتهت الى ما نتألم له اليوم. فطوبى لك ايها العزيز لأنك رحلت كي لا تكون شاهدا على السقوط ورحيل القبيلة في الظلام.
كتبت عنك بضعة سطور لأن الاقدار شاءت ان ترحل انت واحد الاشحاص من القبيلة. سمعت وقتها من الكلام، بعضه ينم عن ندالة وبعضه عن غباء وبعضه صمت، لكن اكثر من تجرأ قال ان في المقال رسالة الى بعض الاشخاص. قالوا انني تعمدت ان اضع صورتك على اليسار، ولدلك مدلول واضح. وانت الان هناك في دار الحق، اقول لك انني ما قصدت دلك وما قصدت اي شيء غير ما كتبت. وما كتبت سوى ما احس به من عظمتك ونبلك. واقسم انني بكيت وتأثرت اشد التأثر حين ابلغت برحيلك بضع ساعات على انفاسك الاخيرة.
انت محظوظ لأنك رحلت قبل ان تكون شاهدا على قوم صاموا دهرا فأفطروا على بصلة، او نطقوا كفرا. رجال امضوا ماعرفت من التضحيات، وكانوا جزءا مما سميته سيلا من الشهداء ونهرا من الدموع والدماء.... فانتهى الامر الى ما نراه اليوم. حالتهم لا تسر عدوا ولا صديق. كنت، انت وكثير من الشباب، ضوكة في حلقهم، فكان الجهاد الاكبر حتى اغتالوك. نعم قتلوك بجرعات متتالية من خيبات الامل، ورحلات الشتاء والصيف. وقتها كنت تصارع المرض وتصارع الطعنات من الخلف. انتهى الامر كما تعرف الى الالهام الكبير،وقتها بدلوا الرجال بشسع النعال، فكان الموت الرحيم. وانتهى كل شيء هناك وانفضت كل من كان يعرفك ونسوا القبيلة الى ابد الابدين. صار داك انجاز مهم للجيل المتعب نحو تشتيت القبيلة وباكورة المخطط الطويل النفس.
حلمت بمغرب الحرية، ينال فيه كل مواطن حقه وكرامته، مغرب سيد على نفسه وثرواته، مغرب يكون فيه لكل مواطن ليمونة وحية طماطم وسمكة. ولاجل دلك اخترت حياة المنفى على حساب حياة هانئة ورفاهية لا يرتاح فيها ضميرك ما دام يعيش مشرد خلف سور حديقة دارك.بعثوا اليك رسائل كثيرة، تلقيت منها البعض، والبعض الاخر بقي حتى رحيلك وفهمناه نحن.
وحلت فيل ان ترى جدار برلين يسقط متأخرا لدى قبيلتنا، تدكر جيدا ان انتعاشنا كان ابان القوط المدوي للانحاد السوفياتي، على عكس الحركات الاخرى، حيث موجات الارتداد والتخلي عن الاشتراكية. عكس كل هؤلاء، كنا اكثر تشبتا بالاشتراكية. ومن سخرية القدر، حين بدأت الحركات الاشتراكية تعيد تسجيل حضورها بقوة على الصعيد الدولي، انكفأنا نحن الى ما قبل سان سيمون. ةبدأت تخجلنا الايديولوجية العمالية التي اصبحوا يسمونها اللغة الخشبية. اكثر من دلك عملوا على لي عنق التاريخ عنوة حتى يعيد نفسه. ها نحن الان ايها العزيز نعيش اسوأ مما كنتم عليه ابان لجوءك الى المنفى، وباتث اسباب احياء الاختيار الثوري اشبه بانطلاقتكم الاولى.
ليس بمقدوري ان استمر في شكواي اليك ايها العزيز، فلتهدأ روحك الطاهرة وعلى قبيلتك المنتهية السلام.
مع تحياتي الخالصة الى الاخت حياة برادة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم