الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين حرية الاعتقاد يا مصر؟

أشرف عبد القادر

2009 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حادثة الإمساك بـ 150 مفطر في رمضان في اسوان يجب أن لا تمر علينا مرور الكرام، فلأول مرة نسمع أن الشرطة المصرية تلقى القبض على 150 مفطراً في رمضان، فالمتأسلمون تغلغلوا في كل مؤسسات الدولة بما فيها الشرطة ويسعون لتنفيذ مخططهم الرهيب بتحويل مصر إلى دولة دينية، فالنقابات كلها تقريباً متخونجة،ولكن المحزن أن تكون الشرطة أيضاً متأسلمة،فهذا يضر بنا كمسلمين ويضر أكثر بإخواننا في الله والوطن الأقباط،فالمفروض في رجل الشرطة الحياد والنزاهة،لكن عندما نراه ينحاز لجماعة “محظورة” بالقانون،أو ينحاز لأبناء دينه ضد أبناء وطنه،فهو ما لا نقبله منه،لأنه بذلك خرج عن أداء وظيفته، فلقد ذكرت في أحد مقالاتي في أحداث الفتنة الطائفية في الهجوم الذي حدث على كنيسة في الإسكندرية،أن ضابط الشرطة هو الذي قال للجماهير الهائجة “نحن نحرس الكنيسة من الأمام ،اهجموا أنتم من على السور من الخلف”،هذا الضابط وأمثاله كثيرون، وهم الذين سيخربون مصر بفكرهم التفريقي الكريه،وبتواطئهم الإجرامي مع جماعة الاخوان المسلمين الذين تسللوا للتعليم والإعلام وخربوهما.

الحادث لم يكن عفوياً،بل كان مقصوداً،وما هو إلا بالون اختبار، اختبار لرد فعل الشعب المصري على قيام الدولة الدينية، بالون لمعرفة رد فعل أجهزة الدولة والمثقفين،لأن أذناب عاكف لو رأوا استجابة من الشعب فسوف ينتقلون إلى المرحلة الثانية وهي المرور بعربة الشرطة للقبض على كل من هو جالس على المقهي وقت الصلاة، ثم بعد ذلك أمر التجار بغلق متاجرهم لأداء الصلاة، لتقوم في مصر “شرطة دينية” وتلغي مصر دستورها وقانونها الوضعي، ليحكم هتلر مصر باسم الخلافة والشريعة،وتتحول مصر إلى أفغانستان طالبان أو إلى سودان الترابي أو إلى إيران الملالي حيث الدين عسر لا يسر،وحيث طرد نواب الله على الأرض الله من قلوب المسلمين.

المحزن حقا هو ان نرى وزير داخلية مصر يختار هو أيضاً العسر على اليسر،وكأنه لا يعرف أن القرآن الكريم لم يفرض على من جاهر بفطر رمضان أي عقاب بدني . بل طالبه فقط بالاحتكام إلى ضميره أي بالكفاره عن صومه تحت رقابة إيمانه الفردي لا غير. قال الإمام محمد عبده: « نحن لا ندافع عن الإسلام بأكثر مما دافع به الإسلام عن نفسه ».

لنكن واقعيين،ما هو حال المسلمين في شهر رمضان، فهم بين متكاسل أو متثائب، أو نائم في نهار رمضان ... فينهار الانتاج والاقتصاد،ويزداد الاستهلاك ومعه أمراض الكلى والأمعاء.

ديننا صالح لكل زمان ومكان ولكن بشرط اعمال العقل فيه وعدم الوقوف أمام النصوص صماً وعمياناً، نحن بحاجة لكل الطاقات الخلاقة والمبدعة،وكل ما يعطل هذه الطاقات باسم الدين يجب أن يكون فيه نظر، لأن المصدر الثالث للتشريع هو “الإجتهاد”، فهل يتسلح فقهائنا بالشجاعة الأدبية والدينية ويصدرون فتاوى تيسر الدين قدوة بالرسول وبصاحابته الميامين،انطلاقاً من “فقه المصالح” للفرد والمجتمع؟ فهل نمتلك هذه الجرأة ونصدر فتوي بأن من لا يقدر على الصوم يفطر، وأن من يؤثر الصوم على انتاجه يفطر، حتى لا نرى المسلمين في نهار رمضان ما بين نائم،ومتكاسل أو متثائب وكأنهم سكارى وما هم بسكارى،لكن ارهاق الصيام شديد،ونترك مشاكل السماء من جنة ونار لرب السماء،ونحاول حل مشاكلنا على الأرض بالعمل الصالح الذي هو التنمية والتعليم التنويري العقلاني المتجاوب مع حوق الإنسان،وإعلام الإنارة لا اعلام الإثارة المتأسلم،والمحافظة على البيئة وإعطاء المرأة حقوقها المهضومة،وكذلك إعطاء اخوتنا في الله والوطن حقوقهم الدينية والمدنية المهدورة، خدمة لمصرنا الخالدة،التي كانت « أم الدنيا » فجعلناها في آخر أمم الدنيا،عندما تركناها للإخوان المسلمين يخرّبونها من الداخل،كما تخرّب السوسة حبوب الذرة.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العصبية والجهل
محمد أحمد ( 2011 / 1 / 16 - 22:29 )
أفكار الكاتب هذه ابتليت بها أيما ابتلاء من كلام التنوير والتأسلم والظلامية وووو
أفكار ظالمة وظلامية وتنم عن الجهل والتعصب المخفي من وراء السطور وتدل على ازدواجية الخطاب والإنفعال النفسي الشديد وعدم القدرة على إزالة الغشاء عن العقل والتخلص من استعباد أفكار الآخرين ... فلا الإخوان على حق ولا الترابي على الحق ولا المتنورين ولا المأسلمين ولا العلمانيين ولا التقدميين ولا الحكومات كل في واد يهيمون وعند ربهم يختصمون ، فاللهم كلام الأميين والفلاحين ولا كلام السفهاء المتنورين

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah