الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيتامينات -والعادة الشهرية - والجنس في المناهج المدرسية

ضياء حميو

2009 / 9 / 18
المجتمع المدني


القاعدة الذهبية في التربية المدرسية الدنماركية تقول " إن أثمن مانملك هي عقول الأجيال الناشئة ".
ولكي تكون هذه العقول مبدعة فلابد لها من أن تكون حرة،والبداية..و لكي تكون صحيحة فلابد من أن تبدأ من رياض الأطفال ومن ثم المدرسة الابتدائية.
الجسد بالنسبة للطفل بشكل مبسط هو المحور، والعالم يدور حوله، وتتحدد علاقته بالأشياء المحيطة به من خلال تأثيرها عليه أو العكس.
ولكن كيف للطفل أن يفهم ويتفهم الآخر الذي يحيط به من دون أن يفهم طبيعة وتطور آلية عمل جسده هو؟!
الجواب التربوي يقول : " من دون ذلك لايمكن.!
. سيكون فهمه أنانيا، قاصرا، ومشوها "مسخا"..!!.

مثال تربوي (1)الصف الأول الابتدائي 7 سنوات

يقول المعلم ( سيكون حديثنا في هذا اليوم والأيام القادمة عن الفيتامينات وأهميتها لأجسادنا ونمونا وفي أي نوع من أنواع الطعام توجد)...ثم وبمرافقة الصور التوضيحية الملونة..يسهب في حديثه الذي يشترك فيه الجميع..ومن ثم يستدرك :( اسمعوا...البعض منا يكره أن يشرب الحليب..ولكنه مهم جدا في نموا عظامنا..خصوصا ونحن ننموا كل يوم ..وان لم نشرب الحليب...ستنمو عظامنا ضعيفة وليّنة، سهلة الكسر في كل مره نقوم بها بحركة في اللعب...عدم شرب الحليب سيؤثر على حرية حركتنا في اللعب...قد نكره الحليب ولكن تذكروا أهميته في بناء عظام قوية..ومن ثم في لعب شيّق ).

مثال تربوي (2 ) الصف الرابع الابتدائي10 -11 سنة.

تقول المعلمة : ( اليوم سيكون حديثنا عن الـ Menstrution العادة الشهرية ،هل يعرف أحدكم عنها شيئا؟!)..يبتسم بعض الأطفال خجلا وخصوصا الفتيات..فيما يقول احدهم:"انه اليوم الذي يقوم به والده بشؤون المطبخ جميعها لان أمه تكون مريضة"...وآخر يقول :" انه اليوم الذي يكون فيه مزاج أخته الكبرى غريب"..تبتسم المعلمة وتقول:"إن هذا شيء طبيعي وقريبا ستأتي هذه "العادة" لأغلب فتيات صفنا في هذا العمر ولهذا لابد من أن تعرفوا كيف ولماذا تحدث هذه العملية لهن وحسب"...تشرح المعلمة آلية عمل الجهاز التناسلي الأنثوي..الرحم والمبايض والبويضة.. والهرمونات الجديدة وصولا إلى "العادة الشهرية "...ثم تقول ( يجب أن لانرتبك أو نحس بالذنب أو نخجل حين تأتي " العادة الشهرية "...بل يجب أن نفرح لان معنى هذا إن أجسادنا تنموا بشكل طبيعي...قد تكون مزعجه ولكن ..هكذا هو نمو أجسادنا...وقد يتغير مزاجنا..فلا تقلقوا ..ستعتادون على هذا الأمر...فقط اخبروا عوائلكم ومعلمتكم حين تأتي لكم وسنساعدكم بكل مانستطيع..أما الأولاد..فيجب أن يتفهموا ويتعاملوا بلطف أكثر مع زميلاتهم..لان تغيرات في الهرمونات قد تسبب سلوكا آخر غير المعتاد لديهن..وسيأتي دور الأولاد في هذه التغيرات بعد البنات بسنتين ربما..ولذا لابد من أن نفهم ونتفهم ذلك منذ الآن ونساعد بعضنا البعض)...يسأل احد التلاميذ بخبث طفولة بريء عن " الجنس "...تبتسم المعلمة...وتقول ( هذه الموضوعة ...سندرسها سوية..حين يحين أوانها..وسنتحدث عنها بالتفصيل عند الذكور والإناث..وعن الغريزة المصاحبة لها...والأمراض أيضا..وطريقة الوقاية منها...وسنتحدث بصراحة عن كل مايخص نمونا وأجسادنا وأفكارنا..اطرحوا ماتشاؤون من أسئلة في ذهنكم.. انتم أحرار وكل شيء في أوانه).









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جرت رياحنا عكس ماأشتت سفننا
علي السعيد ( 2009 / 9 / 18 - 19:16 )
تحية لك سيدي ...ضياء
أقرأ مقالك وأتذكر الاسلوب والطريقة الخاطئة في نشأتنا وتربيتنا .يعلمنا المعلم عن دور الشرطي في حماية المواطن ..وعمري منذ كنت طفلا وحتى اليوم في مقتبل الستينات , ماشاهدت ولا تلمست شرطيا قام بدور انساني ووطني في بلدي ..!وعن دور شرطي المرور وهو الشرطي الوحيد الذي قد اتعاطف معه لكثرة وقوفه في الشمس الحارقة وتقلبات الطقس السيئة .لكنه جاء يوم ويختطف كل ورقة من جيبي , منها المالية وسنوية السيارة والاجازة , دون سبب منطقي أو مخالفة تذكر سوى البلطجة .ولذلك اصبحت مدارسنا تركز على ازدواجيتنا وامراضنا المزمنه .في منتصف السبعينات , كنت في درسدن , ولكوني متخلفا في كل شيء , فقد حاسبني طفلا لايتعدى عمره الثمان سنوات عن وردة جوري اشتهيت قطفها من حدائق الطريق .وبعد تأقلمي هناك واستعادة آدميتي حضرت دروسا لمشاهدة اطفال روضة كانوا عرا ة فصوبت كامرتي اليهم لالتقط احلى وأجمل اللقطات .ومن خلال الكاميرا دعتني احدى المربيات لحضور بعض الدروس ومنهادروس التعريف الجنسي للاطف عندما يكونوا عراة..والسؤال الذي كان موجها لي كيف تنمو وتربوا اطفالكم ؟تلعثمت وارتعدت وتلكأت في الاجابة .. وكان العذر الوحيد الذي من خلاله هربت ووليت الادبار..هو اني لااجيد التعبير جيدا باللغة الالمانية لاني حديث العهد با

اخر الافلام

.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود


.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة




.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس