الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرف في المفهوم الشرقي ووافع الطبقة العاملة

وسام يوسف

2009 / 9 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في محاولة لاعادة قراة سلسة من المفاهيم التي تخيم على الواقع وتحاول ان تصبغه بمفاهيم مثالية بعيدة كل البعد عن الحركة المادية للبشر اي هي محاولة لقراة مفاهيم وقيم تبني العقل المثالي من زاوية مادية وذلك لهدم تلك المفاهيم واحلال النظرة الواقعية العلمية وبسبب ان تلك المفاهيم اصبحت عبء على تقدم الحياة في الشرق لانها تعطي حلول سريعة ومن دون تحليل مما جعل العقل العربي عقل اتكالي يعيش على مفاهيم وحلول سريعة وغيبية ومن دون عنا مما جعلنا خارج الحياة المادية وساتناول في هذه الحلقة موضوع الشرف فتحت هذا المفهوم تتم اكثر الممارسات غرابة والتي تدل على بدائية العقل المثالي .

الشرف في المفهوم الشرقي وواقع الطبقة العاملة
حقيقة كثيرا ما نرى الحياة تقف عند مفهوم معين فنرى ان هناك الكثير من النساء يحرمن من فرصة العمل تحت عنوان الحفاض على الشرف اي بمعنى ان تتحمل الجوع والعوز وحقهى في اختيار العيش الملائم لها .ولكي نحلل الموضوع بصورة علمية ماهوة الشرف في المفهوم السائد هوة ان لا تخرج المراة من البيت وان تحافض على شرفها اي بمعنى جسدها فمفهوم الشرف يدور حول موضوعة الجنس ولا يدور حول طريقة عيش المراة فالشرف لا يعني سوى ان لايرى احد تلك المراة ولايهم ان كانت تعاني من سوء التغذية فهذا موضوع ياتي بالدرجة الثانية فالمهم انها لم تخرج من ملكية الرجل الذي يعاني الامرين كونه اجير عند رب عمل وتحت مفهوم الشرف تعاني الاسرة العاملة تدني المستوى المعيشي وذلك بتعطيل انسان في تلك الاسرة عن العمل بسبب مفهوم اسمه الشرف وحقيقة الموضوع شائك وله اكثر من جانب وانني لا اود اغور في اكثر من نفق واريد ان ابقى في موضوع الشرف بمعنى الحفاض على الجسد من الممارسة الجنسية اي الشكل العذري للمراة هل واقعا موجود في الطبقة العاملة ام هوة محاولة للتشبه باخلاقيات المراة في الاسرة البرجوازية واستحالة الوصول الى الحياة العذرية في ضروف الطبقة العاملة وناتي اولا ان من يحاول ان يدشن مفهوم المراة العذرية اي التي لا تعمل ولا تشارك في الانتاج وان همها الوحيد هوة ان تكون شهرزاد لذلك الراسمالي المثقل بالعمل المربح لذلك من ناحية واقعية ان تلك المراة موجودة في قصر الراسمالي فقط فكل شي متوفر لها من الناحية المادية الى شي واحد حق الاختيار هذا من جانب المراة في بيت الراسمالي وكون الراسمالي هوة الذي يسن القوانين والتشريعات فتكون عائلته هي النموذج الذي يجب ان نقتدي به كعمال فن عائلته اشرف عائلة وان نسائه لايخرجن للعمل وان همهن ارضاء زوجهن المنتج الفحل هذا من جهة الراسمالي وكون العامل تابع بحكم الاجر المقطوع يكون تابع ومتلقي للثقافة الراسمالية ونظرتها الى المراة ولكن هذا يتعارض مع القوانين التي تحدد معيشته وهي الاجر فترى العامل يحاول جاهدا ان لا تخرج زوجته للعمل وان تصبح كزوجة الراسمالي ساكنة في قصر الشرف الوهمي ولكن مع ازدياد الاستثمار وازدياد تدني الاجر تزداد فرص استخدام ايدي عاملة ارخص وتكون الاسرة مستعدة عند ذلك الوقت بالتضحية بالمراة فعمليا هي اكثر قوة من الاطفال الذين هم في المرتبة الثالثة من الاستخدام وهنا يتبين ان من تعمل هي زوجة العامل وان من تملك هي زوجة الراسمالي .وتحاول الاسرة العاملة من التشبه جاهدة باخلاقيات الاسرة الراسمالية ولكن دون جدوى .وفي دراسة ميدانية اجريتها على مدينة عمالية هي مدينة الثورة ومدينة اخرى هي مدينة المنصور ومحاولة لرصد سلوكيات الافراد والفرق بينهما في المدينتين وذلك باخذ اكثر من عينة من نساء واطفال وشباب واسر واي المدينتين اقرب الى المفهوم الشرقي للشرف وما الاسباب في ذلك .
اولا .هل هناك شرف بمعنى ان لاينظر احد لجسد امراة في مدينة الثورة الجواب لا يوجد وذلك بسب عوامل عملية وهي ان مساحة المساكن التي تسكن بها الاسرة العاملة في مدينة الثورة هي مساحات صغير تصل الى سبعون متر واقل مما يعطي مساحة للمراة في ان تتحرك وسط الاسرة من دون ان يظهر جزء من جسدها هوة ظرب من الخيال وخصوصا لو علمنا ان اغلب العوائل تتكون من ستة افراد كحد ادنى وان الاناث في الاسرة والذكور ينامون في اغلب الاحيان في غرفة نوم واحدة مساحته الثلاثة امتار في اربعة اي ان البنت سيظهر جزء من جسدها وسيكون مكشوف للذكور في تلك الاسرة لذلك هناك اكثر من قصة لسفك المحارم تكثر في تلك المدن العمالية وفي قطاع واحد هناك سبعة حالات وصلت الى حد القتل او الزواج كون هم من الاقارب مثل بنت العم والخال هذا من ناحية الاسرة الواحدة اما من ناحية المجتمع فان مساحة المساكن الصغيرة والتي غير ملائمة للعيش البشري جعل اغلب سكان تلك المدينة ينامون في الصيف على سطوح المنازل وكون المنازل قديمة اصبح هناك الكثير من الشباب المحرومين جنسيا من المتربصين على جدران المنازل فترى هناك الكثير من المشاكل التي حصلت كون هناك شاب ينظر خلسة الى فتاة نائمة على السطح او ينظر الى ازواج وفي احصاية بسيطة في قطاع واحد ومنذ عام 2007الى عام 2009 هناك اكثر من عشرون عملية نزاع عشائري بسبب تلك الممارسات .هذا من جانب وكون المراة لاتملك في الاسرة الواحدة مكان خاص بها فانها ايضا لا تملك ادوات لحفظ اغراضها النسائية هذا من جانبه يبدد فكرة ان لها اسرار ون ملابسها الداخلية بعيدة عن الانظار مما يبدد الاخير فكرة المراة العذرية التي حتى زينتها يعد سرا من اسرار الجنس الشرقي .اما من جانب اخر وبعيد قليلا عن مذينة الثورة نرى مدينة المنصور وهي مدينة سكانها من الراسماليون والطبقى الوسطى فكون هناك مساحة المنازل تتجاوز الالف متر نرى على العكس ما يحصل في المدينة العمالية ففي حديث مع اكثر من عينة فان اغلب الفتيات التي يسكنن في منازل كبيرة انهن لم يتعرضن للتحرش الجنسي او سفك المحارم كونهن يتمتعن بمساحة خاصة بهن في المنازل ففي حديث مع (ع) تقول انها في غرفتها قد تعيش اياما من دون حتى ان ترى احد من عائلتها وان هناك عندها من الملابس والحلي والاشياء الخاصة التي لم يرها اقرب الناس لها حتى امها وهنا نقارن بين الفتاة التي تعيش في بيت واسع كيف انها اقرب الى العفة التي يحاول العامل جاهدا ان يوصل ابنته لكن دون جدوى فهوة لايعلم ان الوضع الاقتصادي هوة العامل الرئيسي في شكل الحياة .اما من ناحية المشاكل مع الشباب والجيران وقضايا التربص فانها نادرة الوجود وذلك بسبب المساحة الكبيرة للمنازل والضروف الاملائمة للسكن في داخل المنازل وعدم استخدام السطوح كحل من ازمة الكهرباء والحر واستغلال المكان . اما من ناحية الطفولة فن هناك الكثير من الملاحظات حول المفردات التي يستخدمها اطفال المدن العمالية واطفال المدن الراسمالية ففي مدينة الثورة نلاحض الكثير من الاطفال يتبادلون الشتائم والممارسات الجنسية بينهم شائعة وتكاد تكون مقبولة حتى من المجتمع وذلك بسبب ان المساحات الصغيرة لغرف النوم حتمت على الاطفال ان ينامون مع الاباء في غرف النوم مما اتاح امكانية تقليد ممارسات الاباء وخصوصا نحن نعلم ان الوعي يتشكل عند الطفل وبصورة مكثفة من خلال التقليد للاسرة ولذلك نلاحض الكثير من الاطفال يفشون اسرار ابائهم الجنسية امام المجتمع مما يعرض الكثير من الاباء الى الحرج وقد يتحول الموضوع الى نوع من السخرية او نوع من العقاب للطفل اما من الجانب الاخر وفي مدينة المنصور ومن خلال ملاحظة الكثير من الاطفال فاننا نراهم نادرا ما يستخدمون عبارات بذيئة ونادرا مانسمع عن ممارسات جنسية بين الاطفال مما يدل على ان المساحة الكبيرة اتاحت للطفل ان لا يشاهد ممارسات الاباء الجنسية لذلك تراه الطفل في عمر العشرة سنين وهوة لا يعرف اسماء الجهاز الجنسي ولكن في مدينة الثورة عند عمر السنتين والنصف يعرف اغلب المسيمات الجنسية . وعند البلوغ الى سن المراهقة نرى اولويات الشاب في الاسرة العمالية هي تكوين اسرة قائمة على الجنس وذلك بسبب الضغط الذي يعيشه منذ الطفولة كونه يرى الممارسات الجنسية الابوية اويتحسس ذلك بسبب ضيق مساحة السكن مما يعزز الدور الابوي لديه ويحاول جاهدا ان يكون الفحل الجديد لذلك تراه يراقب اخته حين تخرج بل ويصل الحد في محاولة فرض سيطرته حتى على امه فيحاول منعها من الخروج او فرض قيود عليها ويبدا الحفل لذكوري باقامة مراسيمه بعبارات صار رجال او زلمة . اما في الجانب الاخر فنرى الشاب الذي نما في مساحة واسعة انه قليل التشكيك في اخته او امه وانه لا يحاول ان يراقب تصرافتهن او متى خرجت او دخلت لانه اصلا يتمتع بمساحة مما يبين ان هناك جو من الثقة يسود في العائلة بل حتى تكوين اسرة يكون من الامور المتاخرة في اهتمامته كونه لم يتعرض للضغط الجنسي الذي تعرض له الطفل كثير المشاهدة للمارسة الابوية .اما من ناحية المجتمع وممارسة الحياة اليومية فان المراة في مدينة الثورة عندما تستقل سيارة للذهاب الى السوق او اي مكان تقصده من الناحية العملية انها تتعرض للاحتكاك الجنسي اي الملامسة الجسدية كون اغلب السيارات الموجودة هي للاستخدام الجماعي مثل الباص وانواع قديمة مثل (الواز ,الجيب)وغيرها مما يبرهن من الناحية العملية انها ليست شي هلامي بل هي قابلة للتواصل ورغم المحاولات الحثيثة للفصل بين الجنسين في السيارات فان ذلك يبدوا مستحيلا بسبب التردي الاقتصادي للطبقة العاملة اما من الجانب الاخر فان زوجة الراسمالي عندما تذهب الى السوق اوي مكان اخر فانها تستقل التكسي او سيارتها الخاصة مما يخلق مساحة وحيز جسدي بعيد عن الاحتكاك والسبب في ذلك هوة ان الوضع الاقتصادي لها جيد مما يجعلها وفق مفهوم الشرف القائم على اساس الجنس ودرجة عفته اشرف من المراة العاملة .هنا لا احاول ان ابين من هي التي تتمتع بالشرف ومن التي لا تتمتع به بل احاول ان من يدافعون عن الشرف العربي المبني على موسسة الحريم المملوكة للرجل انه بعيد عن الطبقة العاملة من ناحية عملية واقتصادية وان الذي يحاول ان يدافع عنه هم الراسمالية ومؤسساتها الدينية التي تحاول جاهدة ان تجعل هدف العامل ان يتتبع حياة الراسمالي ولكن لا يعلمن ان الظروف الانتاجية وعلاقة العامل بالثروة هي التي تحدد اخلاقياته وهنا اود ان ابين ان المؤسسة الاخلاقية في الطبقة العملة مبنية على اوهام وانها منخورة ليس بسبب رغبة العمال بل بسب حرمان العمال من الثروة الاجتماعية .علما هناك ابواب لم اتناولها في هذه المقارنة كنسب الجريمة والبغاء واتجار الاعضاء وغيرها .
وسام يوسف
11-10-2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟