الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسيظل المناضل عبدالرحمن النعيمي شامخا

عبدالرحمن أحمد عثمان

2009 / 9 / 19
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


إن الزيارة التي قام بها الرفاق المناضلون في (جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي) وعلى رأسهم الأمين العام للجمعية المناضل الدكتور (حسن مدن)، والرئيس الفخري للجمعية المناضل المحامي (احمد الشملان)، للمناضل التاريخي (عبدالرحمن النعيمي) شافاه الله في ليلة يوم السبت الموافق 5 سبتمبر .2009 هي زيارة ليست بالزيارة العادية او الإنسانية فحسب، بقدر ما هي زيارة تاريخية وطنية ومبدئية.. زيارة تليق بمقام المناضل الرمز الوطني (عبدالرحمن النعيمي)، وتنسجم مع تاريخه الوطني المضيء.. لأن من قام بهذه الزيارة هم رفاق الدرب الوطني الطويل لـ (أبي أمل).. هم رفاق عاهدوه بأنهم بنهجه الوطني ملتزمون، وعلى دربه النضالي سائرون.. لكون تاريخهم الوطني ينصهر بالتاريخ الوطني لرفيق دربهم في بوتقة واحدة من النضالات الرائعة والتضحيات الرائدة طوال أعوام خلت.

ولعل من دواعي الفخر ان هذه الزيارة قد حملت في جوهرها مغازي كبيرة ومعاني عظيمة.. لتجسيدها (ارثا وطنيا وتاريخيا ومبدئيا).. يمثل جزءا محوريا من حياة المناضل عبدالرحمن النعيمي، ويعكس جزءا مفصليا لأفكاره الوطنية والقومية والأممية، التي كان مسكونا بها ما بين جنبات عقله وفي اغوار دواخله، وفي مكنونات جوارحه، وما بين وجدانه وجوانحه.. وبالتالي انعكاساتها بكل جلاء في تلك الثوابت المبدئية وحقائق النضالات المستمرة والمتسمة بالنفس الطويل والعنيد.

أيها الرمز الوطني (عبدالرحمن النعيمي): مثلما عرفناك شامخا في صحتك.. فإننا وجدناك أثناء تلك الزيارة عظيما في مرضك.. لأنك قطعت فيما مضى اشواطا كبيرة من طريقك النضالي الصعب عبر عقود من الزمان، تجاوزت أوجاعها المرة قسوة مرضك.. مرضك الذي الم بك نتيجة لردود أفعال مؤلمة ومريرة، انعكاسا لواقع أكثر مرارة، وتجسيدا لظروف موضوعية هي أعمق إيلاما من ردود الأفعال تلك.

انك اليوم أيها الرفيق المناضل: طريح لفراش المرض لا تتكلم.. لأن لسانك الفصيح الصريح قد أبى أن ينطق ببنت شفة، بعد ان تجاوب هذا اللسان الطليق بما كان يعتمل في أغوار النفس من معاناة كبيرة وآلام عظيمة، حولت أهوالها وفظائعها دموع البكاء دما.. ولكن بالرغم من ذلك كله فإن نضالاتك الكبيرة وتضحياتك المبدئية من اجل شعبك ووطنك قد تنطق بجلاء في سجل الخالدين.

انك اليوم أيها الرمز الوطني: تعاني الداء الذي عجز عنه الدواء، فيلفك ثوب السكون والصمت والهدوء.. ولكن صمودك الشامخ والمشهود له بالحضور الدائم في مواجهة قسوة المنافي وأتون الفيافي، منتصرا على ويلاتها ووحشتها، قاهرا غربتها واغترابها فترة تجاوزت الثلاثة العقود.

لقد تكلمت بالفم الملآن أمام العيان والبيان، ونطقت باللسان الجريء أمام شعوب العالم العربي قاطبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى شهادة (الإنسانية والتاريخ).. بأنك كنت سفيرا للشعب ورمزا للمعارضة وكاتبا تقدميا ومثقفا ملتزما وسياسيا محنكا تبوأ أعلى المناصب الحزبية التقدمية.. ألا وهو الأمين العام للجبهة الشعبية.. مثلما أبدعت بنضالاتك في عهد الإصلاحات العامة في تبوئك منصب الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي.. منصبا تنسجم مهماته ومسئولياته ومرتبة المناضل الأول والمناضل القائد الذي امتلك صفات المناضل الحقيقي بوعي حقيقي ونضج فكري، وتجليه بجرأة المواقف الوطنية والتزامه بالمبادئ الأممية وتفانيه وقضايا شعبه وسيادة وطنه، وتميزه ببسالة الأبطال باستعداده للتضحية في الصفوف الأمامية واتصافه بالمثل القيمة والأخلاقية، وسموه بالسلوكيات الإنسانية والمجتمعية والجماهيرية.. فاستحق هذا المنصب الرفيع والمنصب المشرف.

ولعل الشيء بالشيء يذكر هو بحسب ما وجدنا المناضل التاريخي شامخا بمرضه، فإن زوجته ورفيقته وشريكة حياته (أم أمل) كانت شامخة كالجبل صامدة كالطود.. ورغم مكابدتها الآلام وعميق الحزن الذي يكتنف دواخلها واغوارها.. فإن ابتسامتها امام ضيوفها الذين استضافتهم على الرحب والسعة، كانت مضيئة بجلاء.. مثلما بدت صابرة ومتصابرة، في مجابهتها مرارة الهم العظيم فتخرج منتصرة بعد تجرعها هذه الكأس المرة بمرارة العلقم والحنظل، حتى بلغت بإرادتها ورغبتها الأكيدة عنان السماء.

وقد أصاب الفلاسفة والحكماء بمقولتهم: "وأي هم على الإنسان يكابده حينما تطحنه نوائب الدهر طحنا، وتسحقه نكبات الزمن سحقا، فيخرج منها سليما".. هكذا آمنت المناضلة (أم أمل) بالحكمة القائلة "ان الابتسام عند الشدائد يعلو على معنى الصبر".. لكون المناضلة (أم أمل) تزداد صلابة كلما ألمت بها كوارث الزمن الرديء وفي عصر التردي.. وتترسخ صمودا كلما توسعت حولها دائرة عسف الحيف والظلم وتعسف القهر السياسي.. فهي المرأة العظيمة بحسب المثل الشهير القائل: "إن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة".. حتى نسجت (أم امل) أروع الملاحم النضالية عضيدة ورفيقة درب نضالي شائك للمناضل الكبير (أبي أمل) في أسوأ اللحظات وأتعس الساعات التاريخية والمفصلية خلال سنوات الجمر.

في نهاية المطاف ينحني المناضلون إكبارا للإنجازات الوطنية المبدئية للمناضل التاريخي (عبدالرحمن النعيمي).. متمنين له الشفاء العاجل في ان يرفل بأثواب الصحة ترفرف عليها راية السعادة ورافد الحياة المعيشية الهانئة.. والنضالية الرائعة.. مثلما عاشها بمفاهيم النضالات المتألقة وعايشها بتداعيات التضحيات المضيئة، حملها على كواهله وأضاء دروبها باستنارة أفكاره وشجاعة انتماءاته انطلاقا من قناعاته وبمحض إرادته وبإحساسه بشعور من المسئولية الوطنية والمبدئية والتاريخية التي آمن بها في أنها (تكليف لا تشريف).. وواجب وطني يؤديه من اجل شعبه.. بل من اجل أناس لا يعرفهم.. ولم يلتقهم البتة، سوى تجاوب لنداء ضميره اليقظ الذي دفع به إلى ان يسمو بمواقفه الوطنية والمبدئية والأخلاقية شامخا شموخ الجبل.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة