الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن رفيق العينين : النوم

ريم الربيعي

2009 / 9 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أقولها لكَ : أغمضْ عينيكَ ....
" مُختصر عن رفيق العينين : النوم "
وجدتُ عنوان هذه المقالة مناسب لأتحدث عن مشكلةٍ مهمةٍ جداً تواجه الإنسان المعـاصر : "اضطرابات النوم" Sleep Disorders . النوم آلية معقدة يتبعها جسم الكائن الحي لتجديد أنسجته و إعادة الهيكلية البنائية له و منحه جزءاً من الراحة ، حتى العضوين الفاعلين في الجسم ( القلب و الدماغ ) يحدث لهما انخفاضاً في العمل و تباطؤ به أثناء النوم و لا يبقى يقظاً من الدماغ سوى ( المخيخ ) المسؤول عن توازن الحواس عند الإنسان كإحدى وظائفـه . و يواجه كلُّ منا عند تغير مراحل النوم لديه نوبة غريبة من الاضطراب على الصعيدين البيولوجي ( وظائف الأعضاء ) و العقلي ، حيث تستفيد كثيراً من ظاهرة النوم و الحرمان منها أو عدم نيل الكفاية يسبّب خللاً كبيراً لها ، في الكثير من الدراسات الأجنبية التي أجريت عن فوائد النوم ، اكتشفت أحداها إن الحرمان من النوم لمدة يومين (48) ساعة يسبب حالات من الهلوسة السمعية و البصرية و فقدان القدرة على التركيز ، و كذلك الحال بالنسبة للنوم المتقطع أو الراحة لساعات قليلة في اليوم ، فجميعها تحدث اضطرابات كبيرة على مستوى الجسم و تقل قابليته على معالجة الجروح و الشفاء من الأمراض . و قد يؤدي الحرمان من النوم إلى مشكلات نفسية أيضا . و ترتبط أسباب عدم القدرة على النوم إلى سببين :
1.العامل العضوي Biological Factor
2.العامل النفسي Psychological Factor

و يشمل العامل العضوي مُشكلات في الغدد و خاصةً النخامية و الدرقية ، حيث تسبب اضطرابات الغدد كالدرقية مشكلات في النوم بسبب النشاط الزائد وبالعكس في حالة انخفاض إفرازاتها إلى النوم كثيراً و هو مضُّر أيضا . و قد تحدث مشكلات في النوم بسبب أسلوب الحياة الخاطئ و تناول وجبات غذائية قبيل النوم و هو يؤثر على عمل المعدة و بالتالي الشعور بعدم الارتياح .

أما العامل النفسي فهو يؤدي دوراً هاماً جداً ، حيث تؤثر المشكلات و الصعوبات التي يواجهها الإنسان في حياته إلى شعوره بالقلق Anxiety أو الخوف Fear ، أو تعرضّه لإجهاد نفسي كبير Stress Psychological و بالتالي عدم قدرته على الراحة و استمرار مواصلته التركيز و التفكير لفترات طويلة ، مما يجهده أكثر فأكثر حتى يغدو مُعانياً من الأرق . و هناك أيضا اضطرابات و أمراض نفسية تسبب الكسل و الخمول و اليأس بالأصح كالكآبة و رهاب الأماكن والشعور بالملل الشديد و الصدمات النفسية التي تجعل الفرد يتهرب من مواجهة الواقع بالعُزلة أو بالنوم .

و أشارت بهذا الصدد إحدى الدراسات العراقية في علم النفس بخصوص النوم سنة 2008 إلى أن مجمل من يعانون من اضطرابات النوم عند عينة من المراهقين في العراق 8% من مجموع عينة الدراسة ، و هي إشارة إلى طبيعة البيئة غير السوية التي تحيط بالمواطن العراقي . حيث يقلّ أو يختفي طابع الهدوء وسط هذه الضوضاء في الشارع و أصوات الانفجارات سابقاً رغم وجود بعضاً منها متفرقة حاليا ً و ضجيج التصريحات !! فالإنسان بحاجة إلى بيئة نفسية سوية و سليمة ليستطيع متابعة حياته دون أن يعاني من مشكلات ، فما أحلى أن نعيش حياة جسمية و نفسية سليمة ، حيث تتغير كل المفاهيم أمامنا و نغدو قادرين على فعل كل ما قالوه لنا في الماضي بأنـهُ مستحيل ...

كلنا قادرون على حل ما نعانيه من مشكلات و لكن بمُساعدة مُختص ، و هو طلب ضروري لمثل هذه الحالات الخطرة التي تنعكس سلباً على صحتنا ، فتغيير أسلوب الحياة و تقليل العبء على الجسم يمكنه أن يُسهم في التخفيف من حدّة الحالة وبوسائل طبيعية تجلب الاسترخاء ، كالاستحمام بالماء الدافئ أو شرب السوائل التي تحوي على مواد مهدئة كاللبَـن ( الحليب ) و الإقلال من تناول الكافيين ( الشاي و القهوة ) إذا ثبت إنها إعاقات عضوية مع إجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة طبيعة الخلل ، أما إذا كانت نفسية الجذور ، فمحاولة التكيف مع الحياة و تقليل حدة الشعور بالقلق يسهم كثيرا في إزالة التوتر و المعاناة ، و يتم هذا من خلال الاستعانة بمختص عند عجز الإنسان نفسه عن حلّ معضلته ، و بوسائل طبية ( دوائية – يُفضل عدم الإكثار و تحت إشراف الطبيب مخافة إحداثها للاعتماد أو الإدمان ) أو التخلص من حالة القلق بواسطة الجلسات العلاجية و توفير مناخ نفسي يساعد الفرد على إعادة التوازن الداخلي لديه . و في مقالة قادمة سأشرح كيفية تقليل الشعور بالقلق فردياً .
هذه المحاولات مهمة ، نقوم بها لوحدنا رغم إننا لسنا المُذنبين الوحيدين فيها ، فظاهرة عدم القدرة على النوم نفسياً تعود إلى البيئة أيضاً و طبيعة ما تقدّمه لمن يعيشها ، فخوفنا و قلقنا المُفرطَين عما سيحصل غداً تجعلنا دائمي التفكير بمصيرنا و ما سيحل بنا ، و بهذا التفكير نُعيق كل محاولة من أنفسنا لإعادة السيطرة على البيئة السيكولوجية لدينا إلى ما كانت عليه قبل مجيء الزائرين ثقيلي الدم ( القلق و الخوف و الشدة النفسية ) .

نصيحة : عند شروق الشمس غادر السرير ، حتى لو كنت تشعر بالتعب و النعاس ، لأن ساعتك الجسمية توقف عملها عند وجود الضياء ، فلا تعُد بمقدورك الاستفادة من الراحة التي تنالها بالنوم و يغدو الأمر مجرد تسكُّع على السرير !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
قاسم الجلبي ( 2009 / 9 / 26 - 11:14 )
مقاله غزيره بمعرفه اضطرابات النوم , ننتظر مقالتكم القادمه بشوق لمزيد من المعرفه , هناك الكثيرين من يعانانون من هذه اللازمه ,نتمنى قرائتها بامعان وشكرا للكاتب


2 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 9 / 26 - 17:34 )
الزميله ريم

قال الله
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }الروم23

الظاهر ان هناك ايضا من ينام في النهار..... في الصيف الحار والمتعب ليلا من السفر
بوركتم

اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة