الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية

كاظم الحسن

2009 / 9 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في عالم الانظمة الشمولية لايوجد سؤال بلا جواب انه عالم اليقين والحقيقة المطلقة ، فكل شيئ معلوم وواضح وجلي لهم فقط ، انهم يقبضون على اللحظة التاريخية او الروح المطلق ، ولذا انهم يرون مالم تره الجماهير او الجموع البشرية فالتاريخ يبد أ بهم ومنهم ، انهم القدر ومن يقف في طريقهم انما يعرقل مسيرة الامة ونهوضها التاريخي وانبعاثها الحضاري كما يزعمون.
من هذا العالم الطوباوي تبدأ رحلة العنف والقهر وسفك الدماء باسم الرسالة والايمان والوحدةوالعودة للسلف وخليط من هذايانات واساطير العقل المطلق التي تنطلق من التاريخ والذاكرة لكي تتماهى مع الارادة الفاشية ، ويكون الثقل كبيرا على النشيء والطفولة ويبدأ ما يسمى بالتأميم للاقتصاد والتعليم والثقافة وعالم نحن وهم والفضيلة والرذيلة والاخيار والاشرار والمقدس والمدنس فلابد من تطهير ( هم) من الذاكرة والارض لكي تتحقق( الجمهورية الطهرية والملائكية او الفاضلة ) ؟ .
وتبدأ سياسة التزييف والتزوير للتاريخ فيصبح الكتاتور ذا تاريخ مشرق وناصع ، وتصبح سلالته ذا اتصال عريق بالمقدس وتنتفي عنه الطبائع البشرية ، فالالهام يحيط به وصواب الرأي وسداد الفكرة والبصيرة ، مزايا مايسمى بالقائد الفذ ، فتجتمع به كل السلطات ، فيصبح القانون والشريعة هو انه المثل الاعلى للرعية والجماهير
فمن حقه ان يقتل مايشاء وهجر مايريد وينفي الملايين في بقاع الارض انه يطهر الارض من الاخر الذي يهدد
مشروعه باقامة الجمهورية الفاضلة حتى لوقامت على الملايين من الجماجم ، طالما القائد يحمل الفكرة المقدسة
طالما القائد يحمل الفكرة المقدسة والمبادئ العظيمة كما يتوهم فمن حقه ان يحرق اجيال كاملة من اجل غد مشرق لايراه سواه !
وتصبح الفكرة اقدس من الانسان ، والنص اسمى من حياة الملايين من البشر انه لايخطئ ولايفشل فالحقيقة في قبضة اصابعه .
وتكون وطاْة النظام الفاشي على التربية والتعليم قاسية ومدمرة فبصبح مايسمى ( القائد والحزب والثورة ) ثلاثي العنف والقهر هم كل الفضاء للتاريخ والذاكرة ، فما يتعارض معهم فهو الشر والرذيلة والمدنس ، وهم الاخيار والاطهار ، وحينما يظهر من داخل الحزب من يعارض الدكتاتور فيوصم بالردة ويتم التشبيه به بما حدث في عهد الراشدين من ، انه يتماهى مع المقدس .
واغتصاب الذاكرة الجماعية يكون على شكل مراحل متدرجة ويبدأ من العائلة حتى الهرم السياسي المحيط بالدكتاتور فنسيج العلاقات الاجتماعية الذي تشكل عبر مئان السنين يتغلغل به ويساهم في تفسخه وتهديم اواصر المودة والتألف والمحبة والانساية ليحل محلها البغض والحقد والانتقام والكراهية والعدوان ، فتضعف الروح الاجتماعية الا بما بما يخدم الدكتاتور وتنعدم الثقة بين الناس ويتحول بعض من الجمهور الى مخبرين عن كل مايمس الزعيم الملهم باية كلمة ولاخلاص لمن ينتهك التابو او المحرم سواء كان شيخا مسنا او امرأة او طفلا وحتى المجنون لايسلم من حقد الد كتاتور .
وتبدو مقولة الاستبداد التي تعاقب الاخ بجريرة اخيه ( انج ياسعيد فلقد هلك سعد ) فيها بعض من العدالة ازاء الهلاك العام الذي سوف عائلة سعد ومن له صلة بهم حتى لو كانو فيما وراء البحار ، انه طاعون الدكتاتورية .
وعلى الصعيد السياسي نرى الامة العراقية ، بكل مكوناتها سوف تختزل ، الى جزء او قطر لما يسمى بالامة،
وتختفي جميع الاعراق والاثنيات والتركيبات السكانية الاخرى ،لصالح عرق احادي نقي اي عنصري ، وهي دعوة للشقاقوالفرقة والتقسيم ،لاسيما حين يصبح الحزب وهو الجزء ، حيث ان(party ) مشتق من ( part ) الجزء هو الذي يمثل الامة العراقيةتحت مايسمى بالقيادة القطرية، وهذه الثلة من الحزبيين او العسكر تتحدث عن الدول العربية باسم مشروع في اذهانهم سوف يتحول بفعل العنف والقهر الى مشروع قبيلة او عشيرة لكي يحافظ اولئك الاشخاص على امتيازاتهم .
وبعد مرور عقود طويلة دون ان تتحقق الامة المثالية التي تعيش في شعارتهم العقيمة ، يبحثون عن كبش فداء اوعدو دائمي لكي يلقون باللائمة والقصور عليه.
انهم لايحملون سوى ثقافة الوعد بالمستقبل وحين لايتحقق هذا الوعد الهلامي على الارض تبدأ حروب ليس لها نهايةيفتعلها الدكتاتور لكي يعيش في هذ المناخ الموبوء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!