الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآخر في الديانة اليهودية

نضال الصالح

2009 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليهودية دين التوراة واليهود هم ،كما وصفهم حاخاماتهم، أمة التوراة وهو تعبير يعني الجماعة ولا يعني القومية أو العرقية وبدون التوراة لا يوجد يهود كما أكد معظم حاخامات اليهود. تماما كما نقول الأمة الإسلامية وهي أمة القرآن وبدون القرآن لا يوجد أمة إسلامية. واليهود لا يقرأون التوراة كما يقرأها المسيحيون ولكنهم يقرأوها بعيون التلمود أي من خلال التأويل التلمودي للتوراة.
يتفق معظم رموز الدين اليهودي أن الديانه اليهودية ترجع في أصولها إلى الفريزية وهم مجموعة يهوية وجدت زمن المسيح وكانت تعلن عن وجود نص شفوي غير التوراه المكتوبه، تلقاه النبي موسى من الله ومن بعده ورث النص أنبياء إسرائيل. ولقد قامت هذه المجموعة بعد هدم هيكل هرد العربي في عام سبعين ميلادية بوضع أسس المشناه وهي اللبنة الأساسية للتلمود. ويتفق علماء اليهودية على أن التلمود هو المرجع الأساسي لليهودية ويجري قراءة التوراة من منظور تلمودي وحسب تفسيرات وتأويلات التلمود للنصوص التوراتية.
ألرابي لويس فينكيلستين الذي كان رئيسا للمؤتمر اليهودي في الولايات المتحدة والذي يعتبر فاتيكان اليهود، يؤكد في كتابه "الفريزيون-خلفيات معتقدهم-، أن أصول اليهودية هي الفريزية، التي تطورت إلى الحاخامية اليهودية التلمودية. وأن اليهودية مع كل التغييرات الي طرأت عليها بقيت محافظه على الروح الفريزية. كما أن الموسوعة العالمية اليهودية عام 1943 تؤكد كذلك على هذا القول وتعتبر أن أصول الديانة اليهودية مع كل التغييرات التي طرأت عليها هي الفريزية. ونجد هذا القول في كثير من المصادر اليهودية المعترف بها عند اليهود.
الحاخام موريس كيرتسر الذي كان رئيسا لجمعية الحاخامات اليهود في الجيش الأمريكي كتب في جريدة لووك في 17 جون عام 1952 مقالا يؤكد فيه على أن التلمود يمثل الشريعة القانونية التي تقوم عليها اليهودية وهو المصدر الأساسي الذي يستمد منه الحاخامات التعاليم وعلى أساسة يدرس ويتمرن حاخامات اليهود
ينقسم التلمود إلى قسمين أساسيين هما: الأول هو " الميشناه" والثاني " الجمارا" . المشناه هي مجموعة قوانين تقع في ستة مجلدات و 531 فصلا و كل مجلد منها يتحدث عن مواضيع معينة مكتوبة بالعبرية فمثلا المؤلف الأول يدعى زيراعيم وهويتحدث عن الزراعة وكل ما يختص بالزراعة والمؤلف الثاني يدعى موعيد ويتحدث عن الأعياد وكل ما يتعلق بها وهكذا و يعتقد أنها حررت في فلسطين حوالي العام 200 ميلادي. أما الجمارة وهي أوسع من المشناه بكثير ، فهي تناقش وتشرح المشناه وتدور حولها، وهناك مجموعتان من الجمارة، واحدة ألفت في بلاد ما بين النهرين ( بابل) حولي 200 – 500 ميلادي وكتب معظمها باللغة الآرامية، والثانية ألفت في فلسطين في زمن يعتقد أنه ملازم لكتابة الجمارة البابلية.
تعتمد اليهودية على ما يسمى التلمود البابلي وهو يحتوي على كل من المشناة والجمارة البابلية كمصدر رسمي للتشريع و يحتوي التلمود بمجمله على مجموعتين من المواضيع الأولى هي القوانين والشرائع التي على اليهودي أن يتبعها في مختلف أوجه حياته وتسمى" الهالاخاة" أي الطريق والقسم الثاني يحتوي على قصص وحكايات وفكاهات يدعى " المدراش " أو " الأغادا "، وليس لهذا القسم قيمة شرعية. الهالاخاة صارمة في أوامرها ونواهيها ومحرماتها ، فخلافا للمسيحية مثلا التي تحتوي على عشرة أوامر ونواهي مثل لا تسرق ولا تقتل إلخ فإن اليهودية تحتوي على 613 من الأوامر والنواهي التي تدعا ميتسفا وجمعها متسفات .
أول صدور للتلمود الفلسطيني كان في في إيطاليا عام 1523 أما التلمود البابلي فلقد صدر في إسبانيا عام 1482 ولكن التلمود الرسمي المستعمل في يومنا هذا فلقد صدر عام 1886 في ليتفيا. يقع التلمود في أربع وستين كتابا ولقد جرى ترجمته للغة الإنجليزية بواسطة مجموعة من الحاخامات اليهود المعترف بهم وطبعت الترجمة في دار نشر سونسينو في لندن عام 1935 وتعتبر هذه الترجمة رسمية ومعترف بها من قبل المؤسسات اليهودية. ولقد صدرت هذه الترجمة في أعداد قليلة ويوجد منها نسخ في مكتبة الكونغرس الأمريكي وفي بعض المكتبات العالمية ولقد كان الحصول على هذه الترجمة وإلى وقت قريب من الأمور الصعبة جدا. ولكن وقبل أعوام ظهرت هذه الترجمة على الإنترنت ويمكن لمن يرغب سحبها من الإنترنت وحفظها.
قراءة التلمود صعبة ومتعبة لأن هناك كثير من اللغط حول الفكرة المطروحة ويشبه إلى حد ما أسلوب الأحاديث النبوية في الإسلام حيث يجري الحديث عن وعن إلى أن يصل إلى الحديث المطلوب وهكذا في التلمود حيث يرد الخبر عن حاخام تلو الآخر حتى يصل إلى القول المراد. ولذلك ولتسهيل الأمر على اليهود العاديين صدر عن مختلف المؤسسات والحاخامات اليهود مجموعة من المصادر التلمودية مختصرة و مبسطة اللغة . ومن أهم هذه المؤلفات مؤلف أروخ شولخان الذي كتبه يوسف كارم في نهاية القرن السادس عشر ثم هناك الموسوعة التلمودية التي قام على تأليفها مجموعة من حاخامات دولة إسرائيل وغيرها من المؤلفات.
الأغيار أو غير اليهود لهم في التلمود وفي التراث اليهودي بشكل عام أسماء مختلفة حسب الظروف التاريخية لذلك الإسم مثل الكنعانيون وهم سكان فلسطين الأصليون، أو الكوتي ويشار بذلك إلى مجموعة السمرا أو أوفيد أفوداه زاراه أو أكوم، ثم هناك النوخري وهم الأغراب وغيرها كثير. الإسم الأكثر شيوعا في التلمود وفي الثقافة اليهودية لوصف غير اليهودي هو "الغوي" والتي يعني غير اليهودي.
الأغيار في نظر التلمود هم دنسون مثل الإفرازات "البول والبراز" منذ طفولتهم فولد الأغيار يكون دنسا كالسيلان عندما يبلغ العمر تسع سنوات ويوما،لأنه في نظر التلمود يكون عندئذ قادرأ على ممارسة الجنس أما بنت الأغيار فتكون دنسة كالسيلان منذ أن تبلغ من العمر ثلاث سنين ويوما لأنها تكون منذ ذلك العمر ملائمة لممارسة الجنس وصالحة للزواج.( عبودة زرة 36 ب) أما إناث الأغيار فهن في رأي التلمود" طامثات أي دنسات منذ ولادتهن وإلى الأبد"( عبودة زره 36 ب) . وفي مكان آخر يقول التلمود على لسان يهوه : أحتقر كل شعوب العالم لأنني خلقتهم من بذرة نجسة، أما أنتم بني إسرائيل فلقد خلقتكم من بذرة كريمة.anhum/tanhumabobr nši 13(16a)
حكم الأغراب في الهاخاة وفي القانون اليهودي هو الموت، ورغم وجود بعض الآراء الحديثة لبعض الحاخامات التي تخالف هذا القانون إلا أنه بشكل عام وعند الغالبية العظمى للمصادر اليهودية فإن حكم الأغراب أو غير اليهود هو الموت. هناك مجموعة من الأغراب تستثنى من حكم الموت هي تلك التي تدعى في الثقافة التلمودية والتراث اليهودي بشكل عام "غير توشاف" وهم غير اليهود الذين يعيشون بشكل دائم بكنف اليهود.
حكم الموت للأغراب في القانون اليهودي معقد ومتشعب ويحتاج إلى شرح مطول لا يحتمله هذا المقال ولكننا نستطيع أن نلخص وبشكل مبسط موقف الهلاخاة والقوانين اليهودية من هذا الحكم:
أولا: بناءأ على الغالبية العظمى من المصادر اليهودية فإن جميع عبدة الأصنام وهم الذين يعبدون غير الله أو يتوجهون في عباداتهم إلى غير الله مثل الأصنام أو يستعملون في عباداتهم الرموز الصنمية مثل الصليب وغيره وكذلك اليهود الذين خرجوا عن ملتهم فإن حكمهم في القانون اليهودي هو الموت.
ثانيا: وبناءأ على الغالبية العظمى من المصادر اليهودية فإن الغالبية العظمى للأغراب أو غير اليهود في وقتنا الحاضر لا ينطبق عليها لقب "الغير توشاف" ويعتبرون كفرة وعبدة أصنام و تستحق الموت. حتى أولئك الذين يؤمنون بالتوراة وتعاليمها من الأغراب لا يستحقون لقب "الغير توشاف" ويعتبرون كفرة وعبدة أصنام ويستحقون الموت. المسيحيون كذلك يعتبرون في المصادر اليهودية عبدة أصنام ،وبذلك وحسب الغالبية العظمى للمصادر الهالاخية فإن الملايين من الأغراب من مسيحيين و بوذيين وكونفوشيين وغيرهم من سكان هذه المعمورة يستحقون حكم الموت. أما الموقف من الإسلام والمسلمين فهو إلى حد ما موضع اختلاف. فهناك بعض المصادر التي تعلن أن أصحاب الديانة التوحيدية كالمسلمين يستحقون وضع "غير توشاف" وهم بذلك يستثنون من الحكم بالموت. وهناك من يخالف هذا الرأي ويعتبر المسلمين لكونهم يستعملون في عباداتهم الرموز الصنمية مثل الطواف في الحج حول الحجر الأسود بأنهم عبدة أصنام ويستحقون الموت.
حكم الموت على الأغيار يجب أن يصدر عن المحاكم اليهودية ولكن في غياب هذه المحاكم يحق لأي يهودي بل هو واجب على كل يهودي أن يقتل الأغيار وحتى اليهود الكفرة عبدة الأصنام أو الذين يرفضون تعاليم الهالاخاة. لقد أثار هذا القانون نقدا لاذعا في الأوساط الغير يهودية ولذلك أعلنت المؤسسات اليهودية المسؤولة بأن هذا القانون أصبح في الظروف الحالية غير ساري المفعول ومنعت من أن يقوم اليهود في حالة السلم بقتل الأغيار. ولكن في حالة وقوع ذلك وقام يهودي بقتل أحد الأغيار فإن الحكم على اليهودي القاتل و في رأي غالبية المصادر اليهودية يؤجل إلى حكم الآخرة ولا يجوز بتاتا أن يحاكم بواسطة المحاكم الأرضية. أما إذا حصل العكس وقام أحد الأغيار بقتل يهوديا فيجب أن يكون قصاصه الموت.
قتل الأغيار في حالة الحرب هو واجب على كل يهودي، وبما أن اليهود في حالة حرب مع الأغيار العرب في فلسطين فإنه من واجب كل يهودي أن يقتل العرب ويجب أن لا يقاصص اليهودي على قيامه بهذا الواجب. ولذلك ليس غريبا أن نسمع من حاخامات إسرائيل تصاريح تؤكد بشكل واضح على ضرورة قتل العرب. فلقد نشرت الصحيفة الإسرائيلية هآريتس بتاريخ 21 نوفمبر 2000 تصريحا لمجموعة من كبار حاخامات إسرائيل جاء فيه " أن واجبنا الديني يفرض علينا أن نقيم ضدهم ليس فقط الجهاد ولكن الهولوكاوست. علينا أن نقتلهم جميعهم ( (يعني العرب) بما فيهم النساء والأطفال وحتى جميع حيواناتهم إلى آخر قطة أو كلب لهم."
د. نضال الصالح/ فلسطين












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهان
حمورابي ( 2009 / 9 / 30 - 08:05 )
ولذلك يقال ...اليهودية والاسلام وجهان لعملة واحدة .


2 - شكرا
عبدالعزيز ( 2009 / 10 / 1 - 03:31 )
شكرا لك سيد نضال على ها التعريف البسيط ..الف شكر

الارهتابي الحاخام اليهودي الذي يريد ابادتنا كعرب لا يختلف كليا عن الارهاب الاسلامي الكويتي المدعو النفيسي الذي يريد قتل اكثر من ثلاث مئة الف بريء في امريكا بمادة الانتثراكس
http://www.memritv.org/clip/en/2027.htm

اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي