الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث ذات صباح في البصرة ( سيناريو فلم قصير )

جمان حلاّوي

2009 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(مأخوذ عن القصة القصيرة " بقعة دم " للقاص أحمد إبراهيم السعد)
عن واقعة حقيقية حدثت بعد سقوط الدكتاتورية وسيطرة المليشيات
على مقدرات الأمور. وأعلن عنها في وسائل الإعلام


جمان حلاّوي

خارجي ، صباحا" .قبل ارتفاع الشمس بقليل:
منظر بانورامي عام يوضح الشارع المؤدي إلى متنزه الأندلس في البصرة
السيارات نادرة في هذا الوقت من الصباح . تظهر سيارة مسرعة نــــوع بك أب تحمل مسلحين مقنعين يلبسون السواد بالكامل ، يحملون أسلحة كلاشنكوف وآر بي جي 7، تلحقها سيارة نوع GMC مظللة بالكامل ،

صوت خارج الكادر
-------------
كان صباحا جميلا" مشرقا" فيه عذوبة الربيع وخضرة المكان الذي يعج بألاشجار ، لا تعكره سوى ضجة آليات المليشيات بشتى المسميات بعد سقوط الدكتاتورية بين الحين والآخر

نفس الوقت والمكان :
لقطة عامة للشارع والمتنزه ، تظهر يد المتحدث داخل الكادر مؤشرا" بسبابته إلى المتنزه

صوت المتحدث
----------
وجـّه العدسة إلى هناك حيث منتزه الأندلس ..هناك ما حصل !!

تضبب الصورة ثم تتوضح ( إيحاءا بأن المصور يحاول التركيز والتقريب للمكان المقصود ) فتظهر واجهة المتنزه بالكامل.

قطع ،
داخلي ، صباحا"
داخل حمـّام احد البيوت البصرية
لقطة مقربة لشاب ينظف أسنانه بالفرشاة بعصبية ، ثم يبصق ما بفمه ، ينظر إلى وجهه ، يخرج لسانه ليتفحصه ، ثم يمده شاتما" نفسه

(شتيمة غير واضحة ثم صوت رنين هاتف نقال خارج الكادر)

لقطة متوسطة للشاب وهو يلتفت خارجا" وبيده المنشفة ماسحا" ساعديه ووجهه

الشاب
----
كم امقت رسائل النقالات , مزعجة وتافهة ، حتى تلك النغمة التي أضعها وكأن هنودا"حمر يدورون حولي برماح مهددة بالطعن ، سأغيرها أو اكسر الجهاز .. أف ، سئمت ذلك

داخلي ، نفس الوقت :
حركة انتقالية تتبع الشاب وهو يخرج من الحمـّام إلى غرفة النوم

داخلي ، نفس الوقت:
لقطة متوسطة ، يتقدم الشاب ويرفع الهاتف النقال ، تظهر في الكادر زوجه لم تزل نائمة وهي مغطاة بشرشف زهري

داخلي ، نفس الوقت :
لقطة مقربة لوجه الشاب وهو يقرأ الرسالة , ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة ويقرأها بصوت مسموع

الشاب
----
خالي العزيز ، مساء الخير .. غدا" سيقيم قسمنا رحلة جامعية في متنزه الأندلس . يسعدني وجودك ..ابنة أختك

يرفع رأسه متذكرا" :

الشاب
----
أكثر من عشر سنوات على التحاقي بآخر سفرة جامعية

لقطة متوسطة جانبية:
الشاب صامت" ، مبحلقا

صوت الشاب
--------
كلما حاولت إغماض عيني بغية استذكار أصدقاء السفرة تنط أجسادهم بوجوه مسطحة لا معالم لها

لقطة متوسطة من جانب آخر :
الشاب لم يزل مبحلقا" في الفراغ ، وتظهر زوجه في الخلف وقد أفاقت من نومها منتبهة إليه

صوت الشاب
--------
كذلك الذاكرة رفضت بعناد بدوي أن تجري أسمائهم على لساني

لقطة متوسطة إلى الزوجة التي اتكأت ولم يزل الشرشف الزهري يغطي وسطها :
الزوجة
-----
ما بك ؟!

لقطة متوسطة إلى الشاب وهو مستمر في البحلقة لكن في وجه زوجه الآن وتظهر هي ضمن الكادر في الخلف:

صوت الشاب
--------
ولا من فرصة أمامي لاستحضارهم كما هم بعد حريق الصور الذي شبـّته خطيبتي قبل أن تكون زوجي في ذكرياتي المحنـّطة في البوم الصور

لقطة متوسطة تجمع الزوجين وفي نفس وضعيتهما في اللقطة السابقة :

الزوجة
----
أنت تخيفني ، ما بك

لقطة قريبة للشاب ( الزوج ) مبتسما" لها بعذوبة واطمئنان

الشاب
----
لا , لا شيء .. لاشيء

يستدير ويبحلق في النقال مكلما" نفسه بابتهاج :


الشاب
----
سأحضر السفرة !!
ولن أخبرك زوجي العزيز إذ ستصفينني بالبطران !!

قطع ،
خارجي ، الوقت نهارا"
الشارع المؤدي إلى متنزه الأندلس . حركة سيارات كثيرة . الشمس مرتفعة الوقت يوحي التاسعة صباحا"
تركز الكاميرا على فتيات ينزلن من سيارة أجرة عند باب المتنزه يحملن حقائب كبيرة وهن يتضاحكن ببراءة ، تقف خلفها توا سيارة أجرة أخرى وتنزل منها فتيات بنفس المواصفات السابقة , ويظهر شباب يمشون مسرعين معهم مسجلا" ويدخلون المتنزه

قطع ،
نفس المكان والوقت ،
لقطة مقربة لوجه ملثم يتخفى خلف الأشجار مراقبا المتنزه يتصبـّب عرقا"

تستدير الكاميرا لتتحول إلى لقطة عامة للمتنزه تظهر سيارة تحمل لوحة تسجيل جامعية يترجـّل منها رجال متوسطي العمر يوحى أنهم من أساتذة الجامعة
( موسيقى توجـّس وترقّب)

لقطة مقربة للملثم وهو يتكلم عن طريق الهاتف النقال:

الملثم
---
لقد حضروا ، اجلب كاميرتك الفيديو وادخل معهم ، استعجل ، صور ما يعملون!
اضمحلال للمشهد،

مشهد خارجي ، نهارا:
لقطة عامة داخل متنزه الأندلس ، مجموعة من الطلبة يحملون مسجلا يترنم بأغنية يصفقون معها ، وهناك شباب متناثرون يتمشون، توحي أللقطه أن هناك ما يقارب المائة طالب وطالبة

لقطة متوسطة لطالبات محجـّبات يمشين مع بعض وينظرن تجاه الطلبة المغنيين ( خارج الكادر حاليا" ) مبتسمات

لقطة متوسطة للشباب حاملي المسجل وهم يلقون التحية على الفتيات الطالبات بأيديهم مستمرين بالغناء دون الاختلاط مع الفتيات

لقطة متوسطة لأساتذة الجامعة ( الذين ترجلوا من السيارة الجامعية في اللقطات السابقة ) وهم يتمشون ويحيون الطلبة بإيماءة من رؤؤسهم
( موسيقى ملائمة توحي بالهدوء، لكن مع التوجس أن مكروها" سيحصل)
قطع،
خارجي نهارا"
لقطة عامة :
عند بوابة المتنزه من الخارج ،يترجل الشاب من سيارة أجرة ، ثم يقف متلفتا" منتظرا" احد ما
ثم يعتزم الدخول
لقطة متوسطة تجمع الشرطي والشاب وقد قدم له الشاب هويته
لقطة مقربة للشرطي وهو يقلب الهوية الشخصية وكأنه لا يدري من أين يبدأ لقراءتها ، ثم يخفيها بكفه ويخاطب الشاب
الشرطي
-----
من دعاك ؟

لقطة مقربة إلى الشاب:
الشاب
----
أيحتاج دخول المتنزه إلى دعوة ؟!

لقطة من فوق كتف الشاب:
الشرطي
-----
طبعا" فالمتنزه اليوم محجوز إلى سفرة جامعية

لقطة مقربة إلى الشاب
الشاب
----
الواقع أني انتظر أحدا ما من ضمن المدعوين للسفرة
لقطة مقربة إلى فتاة تدخل الكادر فجأة :

الفتاة
---
انه معي ، أنا من دعته

لقطة متوسطة تجمع الشاب والفتاة وهو ينظر إليها بذهول ، تلتفت الفتاة إلى الشرطي وتسلمه هويتها

الفتاة
---
وهذه هويتي الجامعية

لقطة متوسطة للشرطي يقلب الهوية , ثم يسلم الهويتين مبتسما"
الشرطي
-----
تفضلا ، أهلا وسهلا "

لقطة متوسطة لمدخل المتنزه:
تدخل الفتاة ويدخل الشاب خلفها: تسمع أصوات أغاني من المسجلات بصورة أوضح مما في خارج المتنزه

( صوت جلبة وحركة وأصوات اغنيات تنطلق من المسجلات هنا وهناك)
لقطة بانورامية من كاميرا ترتفع 10 متر برافعة هيدروليكية Tilt توضح المتنزه بالكامل وهو يعج بالطلبة يتحركون في إرجائه كسفرة جامعية ، والطابع العام أن الطلبة الذكور معزولين عن الفتيات

( موسيقى بآلات موسيقية هوائية تصاعدية مبهجة تلاءم ارتفاع الكاميرا)

لقطة متحركة بكاميرا محمولة تلاحق الشاب وهو يتبع الفتاة وسط ضجيج السفرة ،موضحة أن هناك بقعة من دم الطمث على تنورة الفتاة من الخلف.
تلتفت الفتاة إلى الشاب بعد أن تتوقف قرب نافورة مهجورة

الفتاة
---
إلى هنا انتهت مهمتي ، وفي المرة المقبلة اطلب ممن دعاك أن ينتظرك لا أن يهملك هكذا!

لقطة مقربة للشاب منتبها إلى قلادتها التي تحمل صليبا" فضيا"
لقطة مقربة للقلادة موضحة الصليب

لقطة مقربة للشاب
الشاب
----
أنت مسيحية

لقطة تجمعهما وسط ضجيج السفرة

الفتاة
---
عليك أن تقول شكرا"عوضا" عن هذا السؤال

الشاب
----
شكرا جزيلا"

لقطة من فوق كتف الشاب موضحا الفتاة والقلادة :

الفتاة
---
وان كنت مسيحية ألا يحق لنا أن نعيش في بلدنا في وقتكم المقلوب هذا

قطع ،
مشهد خارجي ، نفس الوقت
لقطة عامة ،الشارع الذي يقود إلى المتنزه ، تقف سيارة بك أب تحمل مسلحين ملثمين ، يخرج الملثم الذي كان يتصل بواسطة النقال من بين الأشجار ويركب معهم بعجلة وتنطلق السيارة باتجاه المتنزه تتبعها سيارة مماثلة أخرى.

قطع ، خارجي ، نفس الوقت
داخل المتنزه ، لقطة مقربة إلى الشاب ويظهر جزء من الفتاة

الشاب
----
من قال أن ليس من حقكم العيش هنا !

لقطة متحركة للفتاة وهي تسير جوار الشاب تسبقه بنصف خطوة

الفتاة
---
سؤالك يوضح ذلك، اسمح لي بالمغادرة

لقطة من فوق كتف الشاب , تسير الفتاة مبتعدة مع توضح بقعة دم الطمث فوق تنورتها

لقطة متوسطة توضح حركة الشاب المسرعة للحاق بها ، تتوقف الفتاة
لقطة مقربة للفتاة:

الفتاة
---
لا تجعلني اندم على فعلتي معك
لماذا تلاحقني

الشاب
----
أردت قضاء بعض الوقت لحين قدوم ابنة أختي التي دعتني

(يصمت اثر رنين النقال)
( صوت رنين هاتف نقال )

تفتح الفتاة حقيبتها وتجيب بلغة أرمينية , وهي تتحرك مبتعدة

قطع ،
خارجي ، نهارا"
الشارع المؤدي إلى المتنزه ، سيارتي الملثمين والمسلحين تقترب من بوابة المتنزه يخرج لهما شرطة المتنزه ،

قطع ،
خارجي ، نفس الوقت
داخل المتنزه ، لقطة متوسطة بين الشاب وهو يمشي محاولا مجاورة الفتاة وسط ضجيج السفرة

الشاب
----
لا بأس إن كنت لا تريديني مشاركتك بهجة السفرة لكني
أردت تنبيهك على بقعة الدم في تنورتك

الفتاة
---
( بارتباك )
أكيد ؟! أحسست بذلك ، علي أن اذهب !

الشاب
---
سأوقف لك سيارة أجرة

الفتاة
---
لا ، لا أستطيع المشي وسط هذه الناس وعليّ بقعة دم

الشاب
---
سأسير خلفك حتى الخارج

الفتاة
---
لا أريدك أن تتمعن فيها بعد الآن ، سأركض

الشاب
----
ستثيرين الانتباه ، لم لا نجلس !

تنظر إليه الفتاة بامتنان, وهي تهز رأسها بالموافقة

قطع ،
خارجي نهارا
في الشارع أمام بوابة المتنزه ، شرطة المتنزه تتجادل مع المسلحين الملثمين الذين ترجل قسم منهم حاملا أسلحة خفيفة وهراوات

قطع ،
خارجي ، نفس الوقت
داخل المتنزه ، لقطة متوسطة تجمع الشاب والفتاة وقد جلسا على مصطبة

الشاب
----
حقيبتك خاكية اللون وكثيرة الجيوب هل فصلتيها من قميص عسكري لأحد أقاربك
لقطة مقربة :

الفتاة
---
(باستغراب )
ماذا ؟
ثم تنفجر الفتاة بضحكة مفاجئة

لقطة متوسطة تجمعهما :
يبادلها الشاب الضحك
( صوت ضحكات وسط ضجيج السفرة )

لقطة متباعدة للشاب والفتاة وهم يتكلمون ويضحكون بود

تتحرك الكاميرا بانوراميا" موضحة ركض الطلبة الفزع يلاحقهم الملثمين صارخين

الملثمون
-----
كفرة, فاسقون ، فاسدون

لقطة متوسطة لأحد الملثمين يضرب فتاة على ظهرها ، وآخر تأتي هراوته على رأس احد الطلبة وهو يقاوم ، مع صيحة الملثم:

الملثـّم
----
يا كفرة

لقطة عامة بكاميرا محمولة مترجرجة توضح الملثمين بكل ثقلهم يضربون الطلبة وسط ساحة المتنزه
لقطة مقربة ، ينتبه الشاب لما يحصل تبرز خلفه هراوة تأتي على رأسه
( ظلام لثوان)

لقطة من فوق كتف الشاب وقد امتلأ قميصه بالدم توضح الفتاة الأرمينية مسجاة على وجهها وقد تغطت تنورنها بالدم بالكامل مخفية بقعة الدم

تتحرك الكاميرا بتثاقل وكأنها عيني الشاب :
الملثمون يتقافزون مطلقين العيار الناري في الجو ابتهاجا" بالنصر
( احمرار الكادر ، ثم ظلام )
...............................
جمان حلاّوي / أميركا
Email/ [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي