الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسيرات ..جرح الوطن وحلم الوطن

فاطمه قاسم

2009 / 10 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


شعرت بافتخار كبير ،وانا اتابع مشاهد الفرح العميق التي عبرت عنها الاسيرات اللواتي خرجن من السجون الاسرائيلية في الايام الاخيرة ، ابتداء من المحررة براء ابنة الخامسة عشرة وانتهاء بفاطمة الزك التي عادت الينا في غزة ومعها طفلها الرضيع .
صورة مدهشة للوعي وقوة الانتماء الوطني ،عبرت عنها الأسيرات المحررات أمام وسائل الإعلام ، حيث رفضن رفضا قاطعا ان يبعن جرحهن البالغ على طريق التراشق الإعلامي الفصائلي السائد منذ الانقسام ،بل اصررن من خلال حديثهن المضيء لوسائل الإعلام المختلفة ان يكون جرحهن جرح الأسر ، والمعاناه القاسية ، بمستوى حلم الوطن نفسه ،حلم التحرر والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، بل حاول بعض الصحفين المنغلقين او اللذين ينتمون الى المهنة ، حاولوا احراج بعضهن باسئلة محرجة ، تفرض عليهن اجابات محددة ،ولكنهن نجحن في الاختبار ، واثبتن ان التضحية الكبرى تعلم الإنسان أن يكون كبيرا ، وان من يعطي سنوات من عمره في السجون وراء القضبان وتحت ارهاب الجلادين الصهاينة ، لايمكن ان يقبل ان يتحول الى سلعة يبيعها هذا الطرف أو ذاك .
بإختصار :
فإن لحظات الفرح القصوى التي تجسدت بتحرير هؤلاء الاسيرات ، قد نحولت بفعل الوعي ، وقوة الانتماء الوطني ، وعمق التجربة إلى عرس وطني بإمتياز، والى فرح وطني شامل ،اكبر الف مرة من جدران الايديولوجيا الخانقة ،ومن صناديق الصائلية المقيتة ، بل هي فلسطين بكل عدالتها العظيمة ، وبكل جرحها النبيل ،وبكل حلمها المقدس ، وهي التي تتسع لنا جميعا ، حين نظلم ونتوجع الى اقصى مدى ، وحين نفرح الى ذلك المدى .
أسيراتنا المحررات من الشابة الكبيرة وحتى المراة السيدة ،الى الزوجة ، والأم ، هن في حقيقة الأمر حكايات لامعة حتى التوهج في ملحمتنا الكبرى ، ملحمة فلسطين ، المأساة والبطولة ، الدمار والانبثاق من بين الانقاض ، الموت والحياة من جديد .اتمنى من كتابنا البعدين عن الانغلاق الفصائلي والفئوية ،كتابنا البريئين من امراض الانغلاق الايدولجي ، ان بوثقوا قصص هؤلاء الاسيرات المحررات ، وان يقدمون لشعبهم من جديد ،في صياغات إبداعية متفوقة ، لكي يثروا الوجدان الانساني بصور من البطولة الانسانية الخارقة الحدوث .
فبماذا كانت الطقلة براء إبنة الخمسة عشر ربيعا تناجي امها عندما يسدل الليل ستائره السوداء ، وعندما تهيمن وحشة الزنزانة والجدران بحايات مرعبة ؟
وما هي أغاني قبل النوم التي كانت فاطمة الزك تهدعد بها طفلها الرضيع حتى تبعد عنه الكوابيس وأشباح التجربة القاسية .
يا أيها الكتاب والأدباء ،
يا أيها المبدعون الشعراء ، والفنانين التشكيلين ، وكتاب المسرح ،ما زالت القضية الفلسطينية تدهشنا بما هو اعظم من الخيال نفسه ،فاركبوا سقن الابداع ، وابحروا في جزر التجربة الملحمة ، وانتم تسجلون للاجيال هذا النوع الخارق من الابداع لطفلة بزهر ربيعها في السجن ، وأم تعزف اناشيد حنانها وراء القضبان ، وطفل جعلته امه يرتوي
من حليب الحرية وهي تحيطه بجسدها وروحها في ظلمة السجن الرهيب .هذه باقة محبة ، اهديها من الأعماق للأسيرات الفلسطينيات ،لكل واحدة منهن ،
بمناسبة عودة كوكبة منهن الى حضن العائلة الذي هو نفسه حضن الوطن .
والف تحية والف سلام










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - درس تليه دروس
رامز بوزيان النصري ( 2009 / 10 / 6 - 22:36 )
فعلا لقد احسنت التعبير عما يجب ان نخرج به من هذا الحدث بعيدا عن صراع المواقع و المصالح الذي بات يهدد قضية من اعدل القضايا تظافرت فيها مصالح الجميع للسكوت عن الحق ...فهنيئا الحرية للاسيرات في انتظار خروج البقية استعدادا للفرح بالتحرر الكامل

اخر الافلام

.. المشاركة تيجان شلهوب


.. المشاركة أمل المدور




.. المشاركة في الاحتجاج نجمة حطوم


.. المشاركة تفريد الباسط




.. -بالزهور وسنابل القمح مستمرون في حراكنا السلمي-