الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعر الأنسان

عامر شاوي

2009 / 10 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل للأنسان سعر؟ولكن قبل ان اطرح هذا السؤال تبادر لذهني ان اشرح معنى كلمة سعر اصطلاحآ..ببساطة ان كلمة سعر تطلق على كل شيئ يمكن بيعه وشرائه وذلك من باب التقييم المادي لذلك الشيئ ضمن محيط زماني ومكاني معين.وماعدا ذلك فلاسعر له اي انه اما اعلى من ذلك المفهوم (لايطاله البيع والشراء) او دون مفهوم السعر اي لاقيمة له فلا فائدة من تداوله بالبيع والشراء.
اين الأنسان من تلك المقدمة التعريفية البسيطة لمفهوم السعر والبيع والشراء...في مراحل معينة انزلق السلوك البشري بفعل عوامل مختلفه الى مستوى واطئ من التعامل والاستخفاف بالأنسان كقيمة عليا في الوجود وعلى مدى التأريخ نرى هناك الكثير من الانزلاقات الأخلاقية سواء على صعيد الأديان السماوية او الوضعية او على مستوى الأعراف الأجتماعية.
تلك المغالطات تعاملت مع الأنسان وبكل صلافه ووضوح وتحد على انه شأنه شأن بقية الأشياء يمكن ان يشترى ويباع وحددوا لكل انسان قيمه طبقآ لنسبه او مهنته وليس لما يملكه من مثل وقيم وما ينجزه من اعمال..ولكن سرعان ما ذابت تلك المقاييس السوداء وتلاشت امام ما انتجته القول البشريه الحره.
ان ما دفعني لكتابة تلك الاسطر حدثان سمعت بهما من خلال وسائل الاعلام واعتقد ان جميع سكان الارض قد سمعو بهما.هذان الحدثان هما اغتيال المرحوم رفيق الحريري الرئيس اللبناني والحدث الاخر هو اسر الجندي الاسرائيلي من قبل المقاومة الفلسطينية.
ففي حادثة اغتيال الحريري التي حزن لها كل انسان ذي ضمير حر هناك مايثير التساؤل الاوهو ما تبع حادثة الاغتيال من سجالات سياسيه ونزاعات ومحاكمه قلما حدث مثلها في التأريخ.وهذا شيئ مفرح اذا ما نظرنا الى الامر من باب ما قدمه الحريري لشعبه وما يمثله من رمزيه وما يملكه من سجل نضالي مشرف..ولكن الجانب الاخر من القضية يثير التساؤل حيث ان العشرات بل المئات من الاطفال والنساء والرجال يقتلون يوميآ بلا ذنب ولكن لا احد يسأل عنهم ولاصوت يصرخ لهم غير صوت آبائهم وامهاتهم ولاهنالك من نزاعات او محاكمات تثار بعد قتلهم..اليس هم ببشر كالحريري بالمقياس الانساني المطلق وخاصة لو وصل الامر لحد الحق في العيش؟ هذا ما اتفقت عليه كل الاديان والمذاهب والمدارس الفكرية على مدى العصور.
اما الحادثة الاخرى التي اثارت فضولي للكتابة فهي قضية الجندي الاسرائيلي الذي تم اسره حيث قامت الدنيا ولم تقعد اثر هذه الحادثة واخيرا اطلق الاسرائيليون سراح واحد وعشرون اسيرة فلسطينية مقابل بث شريط متلفز يثبت ان الجندي لازال حيا وبصحه جيده.....هل ان سعر الانسان الفلسطيني هبط الى هذا المستوى امام الانسان الاسرائيلي في بورصة الاسعار العالمية الانسانية ام اننا لازلنا نعيش ونخضع لنظرية الغابة وان الأقوى هو الأغلى؟.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|