الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة الحرة كالوردة الجورية

سعيد علم الدين

2009 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكلمة الحرة كالوردة الجورية الحمراء النقية ان حرمتونا من شمها، فإنما تحرمون انفسكم من عبير الحياة وبهاء الحقيقة لتتقوقعوا في جلباب الكذبة الكبرى التي لن تستطيعون الخروج منه بسهولة.
ولا عجب بعد ان حرمتونا مئات السنوات من شمها أن تتكركب الحياة بكل مساوئها وآفاتها وأمراضها وفقرها وانسداد افقها فوق رؤوس المجتمعات العربية والاسلامية الى درجة فرضت على ملايين المسلمين ترك أرض جدودهم وبلادهم ومواطنهم ومساجدهم ومقدساتهم وأوليائهم وأهلهم وبيئاتهم وقطع جذورهم ليشموا عبير الورود في المجتمعات الغربية المسيحية الديمقراطية الحرة.
وإذا كنا سنعذر هجرة أبناء فلسطين ولبنان والعراق على ما حل بهم من حروب ومآسٍ ونكبات، فكيف سنعذر هجرة ملايين المسلمين الأتراك وغيرهم؟
وإلا فلماذا لا تهاجر عشرات الملايين من الأوروبيين والأمريكيين لتعيش في شرقنا البهي الغني الزيتي النفطي السعيد.
على العكس وللأسف إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإن المسيحيين العرب والشرقيين سيصبحون عملة نادرة في بلادنا ليتيتم بهم الشرق الحزين ويبكي بدموع تفوق مياه الليطاني ودجلة والفرات والنيل العظيم حرقة على فقدانهم وإلى غير رجعة.
الكلمة الحرة الصادقة المعبرة عن فكر حر نقدي مقنع مبدع هي وردة جورية فواحة بجمال منظرها وقطرات نداها ورحيق عبيرها ينقلها الأثير دون عوائق وحدود لتأخذ مداها في اسعاد الناس واقناعهم بما تحمله من معنى متجدد للحياة والدين والفكر والفلسفة.
ومن هنا فهي يجب ان تقال بحريةٍ وعلى رأس السطح أو الجبل.
وفي الإعلام يجب أن تكتب وتنشر من دون رقيب يقصقص أجنحتها لتذوي وتذبل ويذوي معها المجتمع ويذبل.
الكلمة الحرة الناقدة بحق ان لم تنطلق على مداها فإننا في بلادنا العربية لن نتقدم خطوة واحدة حقيقية ثابتة الى الأمام ولن نلحق بالأمم الناجحة ولن نحقق ذواتنا ونتطور.
ومن يخاف على الذات الإلهية من الانتقاد عبر قصيدة او كلمة ويعلن الحرب الضروس على من ينتقدها فهو فاشل في الدفاع الفكري عنها وليس بمؤمن حقيقي بالله.
لأن المسلم المؤمن السوي لا يخاف ويجابه الموقف بإيمانه القوي بقوة الذات الإلهية في الدفاع الذاتي عن نفسها.
فالله له جنوده وملائكته ولا يحتاج لبضاعة الإخوان المسلمين الكاسدة وارهاب القاعدة الفاسدة وبسدران خامنئي المتوحش في قمع المتظاهرين المسالمين وقتل الصبية الجميلة ندا سلطان أمام أعين الناس جميعا.
ولهذا فالكلمة الحرة الصادقة بحاجة إلى المجتمع الحر الصادق والإنسان الحر الصادق، ولا يعاديها ويخاف منها ويرتجف من وقعها الا الخائف المرتعد الكذوب والمتهافت على فكر عقيم جامد سينقرض او مع الجليد يذوب.
ومن هنا فإن نجاح المجتمعات الديمقراطية الغربية وتألقها يأتي بالدرجة الأولى من خلال احترامها للكلمة الحرة الصادقة ولقائلها الحر الصادق وتركه يعبر عن افكاره على مداه.
وإذا كانت الكلمة كاذبة فيجب دحضها بالحجج والبراهين لفضحها.
الكلمة الحرة تواجه بالكلمة، ومن يواجهها بالتهديد والوعيد والسجن والارهاب والسلاح والبسدران والمخابرات والأمن فهو الخاسر الأكبر ولو بعد حين.
والتاريخ لا يرحم النائمين وبسبب تخلفنا واستلقائنا الهنيء على سرير الاتكال والمتوكلين خسرنا فلسطين ونحن في الطريق لنخسر أنفسنا أيضا، إذا لم نحترم الكلمة الحرة الصادقة ونحترم صاحبها الحر الصادق ونحميه من الأشرار والمنافقين. سعيد علم الدين. 2009.10.09








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع