الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة البعث بالانتخاب

فرات مهدي الحلي

2009 / 10 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


استمتع العالم بتشويق وحب كبيرين لأداء ارنولد في فيلمه الأسطورة "الماحي" و خاصة جزئه الثاني و الذي حمل عنوان " الماحي (العودة) " رغم انه فيلم لا يتصل بالواقع لا من قريب و لا من بعيد , فكان حاله حال فيلم الواقع السياسي في العراق و التخويف من "عودة البعث" غير الواقعية و غير المحتملة في اعتقادي ولا خمسة بالمئة , ورغم أن عودة البعث ليست ممتعة و ليست مشوقة لنا كعراقيين فإننا نرى اللصوص و المجرمين بعين واحدة إن كانوا من حزب البعث أو غيره ...
كلما ساءت الظروف و توتر الوضع أو كنا نستعد لانتخابات ما , جرت حملة إعلامية كبيرة للتحذير من البعث و عودته , التي يصورها لنا البعض بالممكنة و غير المستحيلة , فسياسة الكثير من الآخرين ومن بينهم "الإسلاميين الشيعة " باختلاف أحزابهم تعتمد على أساس التخويف من البعث و التباكي من جرائمه ,فلا توجد كلمة "لأبي إسراء " إلا و البعث التكفيري و الظلام الأسود ... الخ حاضر في تلك الكلمة وكذلك بعض الخطب السياسية لحركة المجلس , فقبل أيام قليلة مضت حذر احد سياسيو المنابر من "ثورة مخملية" في العراق خلال الانتخابات القادمة و وصفها بأنها ثورة على الإسلام و ما إلى ذلك ... وكان يبدو عليه الاقتناع بما يدعي رغم أني اعلم عن المشايخ صورة غير التي يراها الناس فوق المنبر , فهم يُصون الناس بشيء و يفعلون غيره , وقانونهم هو خداع الناس و استغلال بساطتهم و سذاجة بعضهم , أن الحديث عن مثل هذه العودة أصبح مستحيلا جدا ألا في حالتين , الأولى : أذا كان بعض قادة المجلس الاعلى يريد ان يعود لصفوف البعث !! , و الثانية : إذا أصيب اوباما بالجنون من هول مفاجئة حصوله على جائزة نوبل و جاء لنا البعث من جديد كما جاء لنا بوش بالعنزي و غيره ! .
أن هذه التحذيرات من البعث و إلقاء التهم عليه وليس على شخوص واقعيين و المطالبة بمحاكم دولية ضد سوريا لمجرد كون البعث حاكما هناك , و بالشكل الذي تطرح به تلك الاتهامات و التحذيرات , أذا كان نابعا عن إيمان عميق و مصداقية فانه يعني ان الحكومة و أحزابها مريضة بفوبيا البعث وهي مرتبكة و غير صالحة للحكم او انها لا تمتلك مشروعا سياسيا حقيقيا يصلح لادارة البلاد في وضعها الاستثنائي و الحرج الذي نعيشه اليوم , و بهذا فقد أصبح التخويف من عودة البعث طريقة لسلب الشعب العراقي لإرادته الحرة و تقيده بسلاسل العنصرية القومية و الرجعية الدينية , والأحزاب مثلها مثل الأم الجاهلة "العوبة" التي تخيف ابنها "بمجيء الطنطل و الواوي " كي ينام مسلوب الاردة خائفا من هول ما قد يأتي ليقطعه اربا او يأكله ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البعث ما زال موجود في مراكز القرار
علي الشمري ( 2009 / 10 / 10 - 21:24 )
شكري وتقديري لكاتب المقال المحترم,
أن البعث لم ينتهي في العراق ولم يزاح عن مفاصل الدولة الحساسة .حيث ان معظم المدراء العامون والكوادر العليا في أدارات الدولة لا زالوا موجودين في مراكزهم السابقة وربما أحتلوا مراكز أعلى , من خلال أنتمائهم الى تنظيمات الاحزاب الدينية المتسلطة حاليا , وهم من يقوم بأفشال او تخريب كل القرارات والتشريعات التي من شأنها النهوض بالعراق ,وهناك زعماء أحزاب دينية كانوا أيام صدام أما مرتبطين بالحزب العفلقي أو بأحدى دوائره الامنية,وكذلك هناك نواب برلمانيون هم أصلا من قادة البعث وأجهزته الامنية وصلوا الى البرلمان عبر القائمة المغلقة وحتى قادة الاجهزة الامنية الحاليين هم من قادة البعث بالامس, وهناك أسماء كثيرة وكثيرة يعرفها الجميع ولا داعي لذكر الاسماء ,


2 - وهل نتراجع عن الديمقراطية
البراق ( 2009 / 10 / 11 - 17:35 )
هذه فرضية تقبل الصحة والخطأ ولو حصلت فعلا فهل سنتراجع عن الديمقراطية ؟؟؟ اذا كان البعث وبعد ستة سنوات على سقوط حكمه يخيف المالكي بهذا الشكل الذي يعبر عنه في كل خطبة او تصريح ألا يعني هذا ان له جماهيره الواسعة التي من حقها الفوز ديمقراطيا بالانتخابات التي يشرف عليها المالكي وجهازه؟ ألا يعني ان المالكي واحزاب الاسلام السياسي قد فشلت فشلا كبيرا مما جعل المواطنين يعودون للحنين الى سنوات حكم البعث رغم فضاعاتها؟؟؟

اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس