الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني في الفكر المعاصر -8-

اسماعين يعقوبي

2009 / 10 / 11
المجتمع المدني


 المجتمع المدني عند عبد السلام الموذن

يرى عبد السلام الموذن في كتابه, الدولة المغربية: قضايا الديموقراطية, القومية والاشتراكية , أن الكيان المغربي كيان متعدد. يحتوي الاقتصاد, والسياسة, والأخلاق, والقانون والإدارة, والجيش, والمدارس, والجامعات, والمستشفيات, والبطالة, والسجون, والأغنياء, والفقراء, وعناصر أخرى لا يمكن حصرها. وان الفهم العقلاني لهاته العناصر يقتضي ترتيبها بدءا. وهكذا تم ترتيبها إلى عنصرين رئيسيين: الدولة السياسية من جهة والمجتمع المدني من جهة ثانية.
وفي إطار البحث في العلاقة بين الدولة السياسية والمجتمع المدني, تجاوز عبد السلام الموذن التناقض الظاهري بين كون الدولة تحدد المجتمع المدني (السياسة الاقتصادية للدولة, التشريع القانوني المدعم لتلك السياسة, سياسة التعليم والإعلام, دور الجيش في الدفاع عن الحدود المرسومة) وكون المجتمع المدني هو الذي يحدد الدولة (المجتمع المدني يمول الدولة ماديا ويجعلها قادرة على الوجود والاستمرار, كما يمدها بالموظفين والجنود وكل الأطر البيروقراطية مدنية كانت أم عسكرية. بل أكثر من ذلك, انه هو الذي يتدخل في رسم تشريعها وقوانينها التطبيقية نفسها, لان التشريع والتنظيم ليس في الواقع سوى رد على الوضع المستجد للمجتمع المدني سواء تعلق الأمر برسم قوانين الجريمة والعقاب أو قانون الشغل أو تقسيم إداري للمدن والأقاليم ...), كما تجاوز القول بوجود علاقة تفاعل متبادل بين الاثنين - أي ان الدولة السياسية تؤثر في المجتمع المدني, والمجتمع المدني يؤثر بدوره في الدولة السياسية, لكونه –أي القول- لا يتجاوز مستوى إقرار علاقة التفاعل دون تحديد طبيعتها فبالأحرى تفسير تلك الطبيعة نفسها- ليصل إلى خلاصة مفادها ان المجتمع المدني ليس شيئا قائم الذات, وليس مجتمعا مدنيا وكفى, بل هو أيضا دولة سياسية, انه الجسم المدني الذي يعبر عن نفسه في الشكل السياسي للدولة, انه الشيء الذي يقفز من جسمه الأصلي (المدني) إلى جسمه الآخر (السياسي). وعبر عملية القفز تلك يتوحد المدني بالسياسي. كما ان الدولة السياسية ليست دولة وكفى, بل هي أيضا في نفس الوقت مجتمعا مدنيا, لأنها المرآة التي بواسطتها ينعكس الجسم المدني في الجسم السياسي، وبالتالي يتوحد السياسي بالمدني ويصبح السياسي مدنيا.
مما سبق, يصبح من المستحيل تصور وجود مجتمع مدني بدون دولة سياسية ولا دولة سياسية بدون مجتمع مدني, لان الأول هو الشكل الآخر للثاني, والثاني هو الشكل الآخر للأول, وليس غريبا عن هويته.
ان أساس المجتمع المدني حسب عبد السلام الموذن هو الطبقة الاجتماعية (البرجوازية المغربية) التي تراقب وسائل عيش البشر داخل المجتمع، وبالتالي تملك السلطة الاقتصادية والسياسية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف