الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية إلى الأصولية الهندوسية

العفيف الأخضر

2004 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل حزب "بهاراتيا جاناتا" الأصولي الهندوسي بروح رياضية من صميم الديمقراطية هزيمته في الانتخابات. هزيمته أمام من؟ أمام امرأة نقول عنها نحن المسلمين أنها ناقصة عقل في الولاية وناقصة دين في العبادة كما نقول عن قومها " لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" وهذه المرأة فضلاً عن ذلك إيطالية وأكثر من ذلك كاثوليكية ستحكم شعباً هندوسياً بغالبيته الساحقة، وهذا حدث نادر بمقاييس الأصولية الإسلامية العربية والإيرانية.
ليس هذا هو الفارق الوحيد بين الأصوليتين الهندوسية والإسلامية ، بل هناك فوارق عدة أقتصر منها على ثلاثة:


1- الأصولية الهندوسية لم تمارس الإرهاب بينما مارست الجمهورية الإسلامية الخمينية ودولة حسن الترابي في السودان ودولة الملا عمر في أفغانستان إرهاب الدولة.


2- الأصولية الهندوسية لم تستأصل أو تحاول استئصال بديلها ، أي المعارضة وليست توتاليتارية فمؤسسات دولة القانون والتعددية السياسية لم تمس بسوء ، بينما الأصولية الإسلامية العربية والإيرانية إستئصلت أو حاولت استئصال بديلها المحتمل سياسياً وجسدياً.


3- الأصولية الهندوسية استبطنت الحداثة السياسية بما هي تداول سلمي على الحكم بينما الأصولية الإسلامية استبطنت في شعورها ولا شعورها السياسيين رفض التداول السلمي على الحكم.

لعل الترابي أفصح من عبر عن ذلك :" جئنا إلى للسلطة [في السودان] بحمام دم ، ولن نخرج منها إلا بحمام دم"، لماذا قبلت الأصولية الهندوسية التداول السلمي على الحكم ورفضته الأصولية الإسلامية كما في إيران حيث ظلت الأقلية في السلطة والأغلبية برئاسة الرئيس خاتمي في المعارضة؟ ربما يكمن السر في كون الأصولية الهندوسية لا تمتلك تراثاً دينياً يردعها عن قبول التداول فيما تمتلك الأصولية الإسلامية تراثاً دينياً _ سياسياً عريقاً استرق وعيها: الخليفة عند الأصولية السنية "لا يعزله إلا الموت أو الكفر البواح" لأنه يستمد سلطته من تطبيق الشريعة لا من إرادة الناخبين، والإمام عند الأصولية الشيعية يختاره الله أما مواطنوه فمجرد متفرجين سلبيين.
كيف يمكن التحرر من عبادة الأسلاف التي شكلت وما تزال عائقاً هائلاً أمام الوعي الإسلامي حتى الآن من استقبال الحداثة الغربية عن تاريخه وتراثه الديني؟ بعاملين أساسيين، الضغط الخارجي الاقتصادي والإعلامي والسياسي والإنساني والعسكري عند الضرورة القصوى وبتحديث الإسلام بإصلاحه وتكييفه مع متطلبات ومؤسسات وقيم وعلوم الحداثة عبر تحديث وترشيد التعليم الديني على الطريقة التونسية لمساعدة الوعي الإسلامي على القطع مع الرق النفسي لعبادة الأسلاف البدائية التي مازالت تطارده كلعنة الفراعنة.

ملاحظة: عندما أمليت هذه السطور لم تكن سونيا غاندي قد فاجئت العالم بتعيين سيخي ليحكم الهند لأول مرة في تاريخها. فتحية لها مرتين: مرة لأن السلطة جاءت إليها منقادة فأبتها ومرة لأنها أحدثت هذه الثورة الثقافية _السياسية في الهند. فمتي تتعلم نخبنا السياسية والدينية والفكرية من أصولي الهند وعلمانييهم؟ متى؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran