الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة السمعية القصاصون فى المساجد

حسين شبّر

2009 / 10 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نريد في هذا البحث ان تلقي ضوءا كاشفا على دور القاص. ( القصاصون) في المساجد و على تطور هذا الفن من قصص الوعظ الديني الى اشكال اخرى, كالقصص السياسي والشعبي. التي دخلت في التراث الاسلامي بشكل عميق ووجهت الناس نحو اتجاهات سياسية وفكرية معينة انعكست آثارها على الحياة الاجتماعية والفكريةالسائدة آنذاك ومتدت عبر التاريخ الى يومنا هذا كحقائق لا يرقى اليها الشك .ولعل اخطر ما في هذا الإشكال أن الدور الخطر الذي راح يشكله القاص هو اختلاق الأحاديث المكذوبة عن الرسول ودخولها فيما بعد الى كتب الحديث المشهورة والمعروفة عند اهل السنة وغيرهم . ثم المتح العجيب الكثير والكبير من التوراة فيما عرف فيما بعد بالاسرائليات في كتب التفسير المختلفة ومن هنا كمنت الخطورة التي طالت هذا العلم الذي حشي بالخرافات والأساطير ولم يعد بالامكان التخلص منه لأنه اصبح جزء من بنية التفسير ذاته بل والفهم لآي القران
ولقد بأت كل المحاولات التي قام بها بعضا من المفكرين والمؤرخين بالفشل لتخليص التراث الاسلامي من الحشو الخبيث الذي استمر لقرون طويلة وباتت جزأ لا يتجزأ من التراث فمثلا :
تسربت الكثير من سير الأنبياء والرسل وأخبار الشعوب والأقوام الماضية بلاضافة الى بداية الخلق ونشأت الكون التي وردت في كتب اليهود الى كتب التفسير وأصبحت جزاء من بنية المعرفة والعقيدة .وتم وضع الحيث الذي يقول عن رسول الله : حدثوا عن بني اسرائيل لا تكذبوهم ولا تصدقوهم . وهو حديث مختلق موضوع , راح يعتمد عليه كذلك عمدة من المؤرخين الكبار في الاسلام من أمثال ابن الأثير في كتابه الكامل وابن كثير في البداية والنهاية . وبناء على هذا الحديث راحوا يحشون كتابيهما بالكم الكبير من من الخرافات والأضاليل اليهودية .

وأول من بدأ هذا النوع من القص هما كعب الأحبار ووهب بن منبه. وهما استاذا ابن عباس واول من راح يفسر القرآن ويسقط فيه هذه الأفكار الأسرايلية . ولنا هنا أن نذكر بتميم الداري
اول قاص في المسجد كان رجل نصرانيا بايع واسلم وكانت اول قصصه عن المسيح الدجال وحديثة عن( الجساسة) وهي قصة خرافية يقول التاريخ انه قصها على النبي عند مقدمه واسلامه.
ذكر المقرزي ان اول من قص في مسجد رسول الله هو تميم الداري استأذن عمر ان يذكّر الناس فأبي عليه حتى اخر ولايتة فأذن له ان يذكّر في يوم الجمعة قبل ان يخرج عمر ,فلما تولى عثمان بن عفان استأذن منه تميم في ذلك فأذن له ان يذكر يومين.
وروي حديث (لا يقص الا أمير او مأمور او محتال) ويفهم من هذا الحديث المروي ان من حق الامير الولي ان يعظهم ويذكرهم ليتفكروا ويعتبروا,اما المأمور هو الذي يقيمه الامام, واما المحتال فهو القاص الذي يرائي الناس بقوله وعمله فوعظه وحديثه في هذة الحالة مجافيان للخليفة وقد اطلق عليهم الجاهلون بالعلم.
من هنا اصبحت وضيفة القاص مرتبطة بالدولة مما رفع من شأن القاص ومكانته الاجتماعية وزادت من موارده المالية بعد نجاحه في كسب ثقة اولي الامر ورضاهم الى درجة ان زاد بعضهم من اختصاصه كقاص الى تسليمه ايظا القضاء وبيت المال كما هو الحال مع عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني قاضي مصر زمن واليها عبد العزيز بن مروان الذي شمله الامير برعايته وعطائه حتى اوصل رزقه الف دينار في السنة ذلك الزمان.
لقد نجح القصاص(المحتال)في كسب العامة والبسطاء فأقبلوا على مجالسهم واعتقدوا في علمهم وفضلهم وفضلوهم على كثير من اهل الفقة وهنا يقول التاريخ ان والدة ابي حنيفة النعمان حين افتاها في امر من الامور,قالت لا اقبل الا ما يقول
( زرعة) الذي كان يقص على الناس في المسجد فكيف بعامة الناس؟
ويذكر ان الخليفه المنصور استبدل عقبة بن مسلم الذي كان يؤم المسلمين في مسجد عمرو بالفسطاط بالقاص عبدالله بن عياش,تأثر عقبة وقال:مالي اعزل؟والله ما انا بصاحب خراج,ولا حرب وانما انا قاص اصلي بالناس, فأن كنت أطول فأحبوا أن أقصر قصرت وان كنت اقصر فأحبوا أن اطول طولت.
يتضح ان اهمية القاص وما كان يحظى بة من اهمية ان تعينة كان من اختصاص الحاكم او الخليفة حتى في الامصار البعيدة, طالما كان يحظى بة من رضا ولي الامر وطالما كان متجاوبا مع سياسة الدولة منفذا لاوامرها مهتما باظهار شرعية الحاكم واحقية البيت القائم بالخلافه.كان القصاص من اكثر عمال الدولة الاخرين قدرة على دفع الناس وتوجيهم للسير في الاتجاة الذي ترغب بة الاسرة الحاكمة
يقسم المتكلمين في المساجد طبقا لمجالسهم واصحاب الكراسي هم القصاص واصحاب الاساطين وهم المفتون واصحاب الزوايا وهم اهل المعرفة.
اخذ القصاص يفتون الناس في كل ما يسألون دون علم او معرفة حتى لا تهتز ثقة العامة بهم.ونورد هنا احد القصاصين عندما سأله احد الحاضرين عن (المزابنة والمحاقلة) لم يتردد في الاجابة قائلا: المحاقلة حلق الثياب عند السمسار والمزابنة ان تسمي المسلم زبونا. علما انها نوع من انواع البيع بالجاهلية نهي عنها.من هنا
تحولت خرافاتهم الى احاديث وكان الناس يتداولونها مصدقين لها ومعتقدين فيها مما ادى الى ان ترتبط بالدين والتاريخ.
وما الدعوة الى أولي الأمر الحكام مهما كانوا طغاة وظلمة وفجرة وفساق في خطب الجمعة إلا بدعة من بدع أولاء القصاص. والتي امتدت منذ معاوية حتى وقتنا الحاضر . وهو الأمر الذي أخذ يؤكد سلطة الحاكم ومشروعيته الدينية في الحكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى حسين شبر
نظير ( 2009 / 10 / 12 - 09:54 )
ما هذا يا صديقي
أنا معك تماما في ما ذهبت اليه ولكن نحن قد تابعنا حواركم مع هذه الثله اللعينة من الخراف الضالة الهائمة وكنا نطرب تماما الى كشف الغطاء والأوهام والأكاذيب عن هذا الدين وعن الرب الذي ينفخ الدخان من فمه وأنفه .... ومن المكان المستور ويسير على رؤوس الجبال بقدمين من الياقوت
أرجو أن تعود اليهم لأننا استفدنا كثيرا من هذه المقالات الممتعة
ودعك من القصاصين فكل ذلك اضافة من من بعض الكتبة الذين مهمتهم تشويه التاريخ
وكما قلت واذا صح ما قلت فالأساس في البلوى هي من اليهود والنصارى كعب الأحبار كان يهوديا وظل يهوديا وكذلك وهب وهما كما تقول استاذا ابن عباس حبر الأمة / اللعنة على اليهود والنصارى
عد يا عزيزي اليه والعود أحمد


2 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2009 / 10 / 13 - 01:31 )
قال ابن اسحق ..كان ابوسفيان ابن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله ابن ابي اميه بن المغيره قد لقيا رسولالله في نبيق العقاب (موضع بين مكه والمدينه )فالتمسا الدخول على النبي فكلمته ام سلمه فيهما فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك صهرك فقال لا حاجه لي بهما اما ابن عمي فهتك عرضي واما ابن عمتي فهو الذي قال في مكه ما قال ..
المراجع بالدليل والبرهان يا شبر..
اسم الكتاب -تاريخ الاسلام وطبقات المشاهير والاعلام..
المؤلف -الحافظ شمس الدين الذهبي ..
تحقيق وتقديم محمد محمود حمدان ..
السفر (المجلد) الثاني ص.448
(قثم )اسم محمد قبل ان يدعي النبؤه اليس هذا دليل تعرض نبيك الذي تتبعه للاغتصاب الذي لم يستطع الهه ان ينقذه ..من مصادركم ندينكم


3 - الى يوسف حنا بطرس التلسقوفي
حسين شبّر ( 2009 / 10 / 13 - 07:38 )
لم أكن أود أن ارد عليك يا تلسقوفي(تركيفي)وان انخرط في هذ السجال الذي اخذنا بعيدا في الأحذ والرد في اطار لم يعد يجدي نفعا اذ تبين لي اه ل من هنا ان البخث عن الحقيقة التاريخية والمنطقية كان قد توارى في زوايا بعيدة عن الهدف الذي سعينا اليه في موقع الحوار المتمدن حيث راحت ثلة من المبشرين من خلال ردودهم متتابعة وكانهم يحملون الحقيقة المطلقة للاًله الرب وهم لا يحسنون سوى الهجوم على الانتماء الديني او السكني حتى لو ان كاتب المقال ليس لة علاقة بما يفكرون لا من بعيد ولا من قريب لمجرد تشابه اللقب وهنا ارجو أن لا يعتبرني القارئ مدافعا عن الاسلام بقدر ما أنا أريد تقصي الحقيقة التاريخية عن الاديان والخزعبلات التي دخلت عليها.وعند كتابتي عن المسيح الرب الخرافي جاءت الردود من المبشرين في الحوار المتمدن هجومية وليس نقد الفكره بالفكره للوصول الى الحقيقة عن الاديان والخرافات الداخلة بها ولكن وجدت ان المسيحيون المبشرين في هذه الأثناء ومن قديم الزمان يحاولون تشويه صورة الاسلام و تعاليمه سواء كنا نختلف معها أو نتفق معها بطريقة أخرى ووجدتهم مثل اطفال لا يحسنون الرد الفكره بالفكرة من امثال هذا التركيفي الذي ينقل لي من مقالة لمبشر على الحوار المتمدن ليس لها علاقة بالمقالة المنشورة ويجعل منها ر

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب