الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهاب باسم الدين

نضال حمد

2004 / 5 / 31
القضية الفلسطينية


تحدث حاخام يهودي عن الأخلاقيات الحقيقية لتوراة إسرائيل فقال أنه لا مجال للشعور بالذنب ولا حاجة إلى رحمة المدنيين الذين ليسوا يهوداً.. والحاخام المذكور أو (الملعون) يدعى دوف ليئور وهو حاخام مستوطنة كريات أربع التي تتحكم بحياة سكان منطقة الخليل قاطبة، والتي أنجبت عتاة الإرهابيين الصهاينة الجدد من أمثال ( كاهانا) و (غولدشتاين) منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي يوم 25شباط/ فبراير 1994، والذي شيد له المستوطنون قبرا أصبح مزارا مقدسا لوحوش الإرهاب و التطرف اليهودي العالمي المقيم تحت مظلة الحركة الصهيونية والاستيطان في كيان إسرائيل على ارض فلسطين المحتلة.

وكان الحاخام الملعون ليئور أصدر بيانا عقب فيه على قتل المدنيين الفلسطينيين في رفح مؤخرا حيث برر ما تقوم به وحدات الجيش من قتل وتدمير، فقال أن التوراة تسمح بذلك لان المس بالسكان المدنيين أمر مسموح به للجيش الإسرائيلي كونه من أخلاقيات التوراة الحقيقية. ولكي يرفع الحرج عن جنود جيش الإرهاب الذي يعبث بحياة الشعب الفلسطيني أكد ليئور أنه:(لا حاجة إلى رحمة المدنيين الذين ليسوا يهودا.. حكم توراة إسرائيل هو الرحمة على جنودنا ومواطنينا).. هذا الحاخام المتطرف ليس وحده في ساحة الإرهاب اليهودي المنفلت فهناك أيضا حاخام مستوطنة (عتسمونة) المدعو (رافي بيرتس) ، فقد طالب الأخير بتفجير الأحياء الفلسطينية في مدينة غزة بصناديق مليئة بالمتفجرات ، واعتبر ان شروط اللعبة تغيرت لأنه برأيه ليس كل من لا يحمل السلاح يجب اعتباره بريئا..!! وأضاف أن الأطفال الفلسطينيين ليسوا أبرياء ومذنبون وغير معفيين من تحمل المسئولية.

هذا الطرح الدموي ، الإرهابي ، ألا إنساني وغير الحضاري لرجال دين يهود ليس أمرا جديدا على الفلسطينيين ولا على البشرية، لأنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها رجال دين يهود ويطالبون بابادة وقتل الفلسطينيين والعرب. فالمسألة واضحة ولا تحتمل التجميل ، هذا دين وهذه سياسة وهذان خطان متوازيان في سيرهما نحو تطبيق النظرية المريضة، نظرية ابادة (الأغيار) الأجانب او الغرباء ( الفلسطينيون والعرب) واستئصالهم من ارض اللبن والعسل، فالصهيونية حركة تجمع في جسمها الدين والدنيا والطمع والجشع والتوسع والاستعلاء على حساب الآخرين الذين هم غرباء وبمثابة حيوانات بالنسبة لليهودي او للصهيوني.
لكن كل ذاك الكم من الإجرام والحقد والعنصرية لا يمنع وجود يهود من الخيرين ودعاة السلام والمساواة والحياة جنبا الى جنب، فلدينا يهودا احرار وشرفاء وانسانيون ، على الأقل يوم مجازر صبرا وشاتيلا في ايلول 1982 عرفت ان الممرضة الأمريكية التي ساهمت في إنقاذ حياتي كانت يهودية ، عرفت هذا بمحض الصدفة مؤخرا حيث التقيت في احدى المؤتمرات في اوسلو عاصمة النرويج بممرضتين نرويجية وسويدية كانتا أيضا ساهمتا في انقاذ حياتي بمستشفى غزة في مخيم صبرا وذلك جنبا الى جنب مع الدكتورة سونغ البريطانية من اصول ماليزية ..

نحن هنا نتحدث عن مجرمين يهود وصهاينة من أمثال ليئور وكاهانا وغولدشتاين وبيغن وشامير وشارون وموفاز ويعالون وغيرهم من إرهابيي كيان إسرائيل. ولا نريد للقارئ أن يفهم من كلامنا أن كل اليهود سواء ، لا اليهود ليسوا سواء لأنهم مثلهم مثل المسلمين والمسيحيين فيهم الناس أنواع وأصناف. نحن نتحدث هنا عن الإرهاب الذي تقوم به شخصيات وجماعات إرهابية يهودية منها من يفعل ذلك باسم الدين والرب ومنها من يقوم بذلك باسم التوسع والعنصرية والحقد. السبيل للانتصار على الإرهاب يكون بتحقيق السلام العادل والشامل أي بعودة الأرض الفلسطينية لسكانها الأصليين وبعودة السكان الأصليين للأرض التي طردوا منها بالقوة. ويكون بالقبول بمبدأ الحياة بحرية وسلام على أرض السلام التي اسمها فلسطين والتي لا يمكن أن تكون إسرائيل مهما بلغت حدة الهجمة على الفلسطينيين، لأن فلسطين هي فلسطين وطن الشعب الفلسطيني الأصيل منذ كنعان ابن سام وحتى هذا الزمان، ما عدا ذلك فهو عداء للسامية واعتداء على الحقوق الفلسطينية.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل