الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في دمشق: (الآن فرصة اليسار لاستنهاض قواه)

مايا جاموس

2009 / 10 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عُقِد في دمشق مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في الفترة الواقعة بين (28-30) أيلول بدعوة من الحزب الشيوعي السوري، تحت عنوان التضامن مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية. كان المؤتمر فرصةً للقاء عدد كبير من الأشخاص من أحزاب شيوعية وعمالية عالمية، لديهم مواقف داعمة للقضايا العربية تفوق بأخلاقيتها مواقف العرب أنفسهم.
ففي مسألة المقاومة والمسلحة منها تحديداً، هناك آراء عمومية يفضّل بعضها الحلول السلمية لإنهاء حالات الاحتلال في المنطقة العربية، مع اعتماد أشكال أخرى للمقاومة وعلى رأسها الثقافية، حيث يرى ممثل الحزب الشيوعي النرويجي أن المنطقة العربية قد تعبت من الحروب والدم، ولا يمكن حل الأزمة من دون ضغط دولي على "إسرائيل" والإدارة الأمريكية. بعضهم تأتي إجابته صريحة دقيقة محددة مثل الحزب الشيوعي البريطاني الذي مثلته في المؤتمر (بولين فريزر) حيث تحسم الأمر بقولها إن المقاومة بكافة أشكالها حق مشروع لأي شعب يقع تحت الاحتلال. والأمر نفسه عند الحزب الشيوعي الدانماركي حيث تقول ممثلته في المؤتمر (مسؤولة السكرتياريا في الحزب) الكلام ذاته على السؤال الأكثر حساسية (المقاومة المسلحة)، وتقول إن الاحتلال في المنطقة العربية كان من المفترض أن يكون قد انتهى منذ زمن بعيد، لكن لا يوجد من يحاسب إسرائيل، ومن حق أي شعب أن يقاتل من أجل حقوقه.
في ذلك يقترب الحزب الشيوعي البرتغالي في موقفه على لسان آنجلو ألفيس حيث عبّر أن شكل (المقاومة التي تقوم بها سورية تجاه الجولان هي الشكل الأمثل)، لكن تأتي لحظات كثيرة في تاريخ الشعوب تحتاج فيها إلى حركات التحرر الوطنية، ويعطي مثالاً من البرتغال حيث قام حزبهم بحركة تحرر لإنهاء حكم الديكتاتورية واستمر ذلك خمسين عاماً. ويقول إنهم بكل الأحوال يدعمون كافة حركات التحرر في العالم وعلى الأخص في العالم العربي وأمريكا اللاتينية. لكنّ الموقف من المقاومة ليس مسألةً تشكّل عقدة لدى الشيوعيين، رغم عدم الوضوح في مواقف بعض تلك الأحزاب مثل الحزب الشيوعي الفرنسي، إذ يعتبر أنهم مع المقاومة بكافة أشكالها مع تحفظ على المقاومة المسلحة خشية أن تتحول إلى فعل إرهابي، ويفضلون دعم القضية الفلسطينية بأشكال ثقافية تحدثت عنها danieelle bldard عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي والمسؤولة عن جمعية الدفاع عن القدس وعضو لجنة المركزية في الحزب الشيوعي الفرنسي، إذ يعمل الحزب على نشر أخبار معاناة الشعب الفلسطيني في صحيفته ويرفقون الخريطة الحقيقة لفلسطين على صفحات صحفهم، وأهم القضايا التي يركز عليها في الوقت الحاضر هي "مناهضة جدار الفصل العنصري، بالإضافة إلى مشكلة سرقة المياه التي تقوم بها إسرائيل، وبناء المستوطنات على أراضي 67".
ويجمع المشاركون على أن المسؤولية الأساسية في مسائل الاحتلال واستمرارها لزمن طويل تعود على الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة الأساسية لإسرائيل على كافة المستويات، وإنه لو كانت هنالك إرادة دولية لإنهاء هذا الوضع لانتهى بالفعل، لكنّ الأمم المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي لا يمتلكون مواقف أخلاقية وجدية للتدخل الفعلي ولممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية. وإن ما يمكن لتلك الأحزاب الشيوعية أن تقوم به هو ممارسة الضغط على حكومات بلدانها لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، إلى جانب الإجراءات الميدانية، كتنظيم حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وهذا ما تتحدث عنه ممثلة الحزب الشيوعي البريطاني، حيث تقول إنهم في الحزب وعلى الرغم من قلة عددهم (1000 عضو في الحزب) فإنهم إلى جانب نقابات العمال في بريطانيا يقومون بعمل هام للغاية من خلال تنظيم حملات دعم فلسطين، ويدخلون المحلات التجارية ويحتجون على الباعة الذين يبيعون منتجات إسرائيلية.
ويكاد يجمع جميع المشاركون أن الأزمة التي تشهدها الرأسمالية اليوم هي فرصة ثمينة لليسار لاستنهاض قواه وإعادة توحيده، فالحزب الشيوعي الفرنسي يقوم بتحالفات مع المنظمات العلمانية واليسارية من أجل تشكيل قوة جاذبة للشباب اليساري والعلماني ضمن الوسط السياسي في فرنسا من أجل تغيير الوضع السياسي القائم. ورغم عدم التفاؤل الشديد لرئيس الحزب الشيوعي السلوفاكي إذ يرى "أن القوى اليسارية الشيوعية لم تجد طريقها من أجل التوجه نحو الوحدة الحقيقية، ومن المزعج جداً وجود عدة دول فيها أكثر من حزب شيوعي" لكنه يؤكد أن "اليسار الشيوعي التقدمي يقف الآن في الخطوات الأولى من أجل الاتفاق على وجهة نظر مستقبلية طويلة المدى"
والأمر ذاته يقوله جول جبور (عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفنزويلي - عضو البرلمان الفنزولي): "علينا استغلال هذه الأزمة من أجل نهوض حركات التحرر الوطني في جميع أنحاء العالم وترسيخ مواقع اليسار العلماني وبناء دور محوري لجمع كافة القوى الوطنية في النضال لمواجهة رأس المال والآثار المدمرة لسيطرة القطب الواحد".
بل إن الحزب الشيوعي السوفياتي يرى إنه الآن أمام البشرية حلان إما الرأسمالية وهذا يعني موتها ودمارها، أو انتصار القوى الشيوعية، وهو الحل.
ولعل الدعوة التي أطلقها د.خالد حدادة (الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني) لتوحيد الشيوعيين في سورية، كذلك في لبنان، هي رغبة وحلم للكثيرين بعيداً عن أسباب انقسامات الأحزاب الشيوعية، وبعيداً عن انشقاقات اليسار وأسباب ذلك، خاصة في سورية، لكنها تبقى رغبة أن نرى جميع الشيوعيين على طاولة واحدة ضمن مشروع متكامل.
كلنا شركاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حل النظام السوري للقضية
سوري ( 2009 / 10 / 13 - 05:55 )
أعجبني رأي الشيوعي البرتغالي إعجابه بطريقة النظام السوري (المقاومة) لحل إحتلال الجولان!!!! لافض فوه
هل برأيه إنشاء فروع أمنية تتجاوز العشرين، وجيش جرار وظيفته فقط قمع الشعب، والقيام بمجازر ضد الشعب السوري وسجن وقتل مئات الألوف من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين، وهذا يشكل عشرات أضعاف ماقتلته إسرائيل المجرمة من شعبنا، هل يشكل كل ذلك منظومة مقاومة في سبيل تحرير الجولان؟؟؟؟وماذا رأى حضرته غير ذلك، قام به النظام على سبيل المقاومة الجولانية المظفرة؟؟؟ نسيت إضافة: وسجن أي مواطن يطلق نار بندقية صيد في الجولان، ربما بتهمة جر البلاد للمعركة خارج الزمان والمكان الذي فقط تحدده القيادة الملهمة الممانعة

المقاومة من أي نوع بحاجة لإرادة المقاومة التي تنبع عن شعب حر تماماً يستطيع أن يقلب معادلة القوى العسكرية الكلاسيكية
علينا البدء بالتحرر من الإستعمار (بالأحرى الإستخراب) الداخلي قبل التفكير بأي نوع من المقاومة
وكل ما عدى ذلك هو تضييع وقت كما ضاعت ال47 سنة الماضية من الشعب السوري، وأوصله النظام للحضيض الذي نعيشه اليوم


2 - صحيح اللي استحوا ماتوا ..؟
الحارث السوري ( 2009 / 10 / 13 - 21:40 )
ألا تكفي المتاجرة بالماركسية والإتحاد السوفياتي القرن المنصرم ومواصلة خدمة الديكتاتورية والإستبداد على أشلاء شعبنا وكرامة أحراره في السجون والمنافي والمقابر الجماعية في عهد الوريث الأليكتروني ... ألا يكفي التضليل في مطابخ جبهة شهود الزور التقدمية جداً جداً .. حتى استدرجتم أحزاب شيوعية أجنبية أو عربية على شاكلتكم لتعقدوا مؤتمراً في دمشق الأسيرة دعماً للديكتاتورية والإستبداد وانتهاك أبسط حقوق الإنسان ... وأحرار سورية من المناضلات والمناضلين في السجون والمنافي والعدو الصهيوني الجاثم على أبواب دمشق في جولاننا المغتصب يعيش اّمناً مستقراً خلف قوات الطوارئ الدولية منذ أربعين عاماً .. وهو الحريص على بقاء النظام الأسدي متربعاً على رقاب شعبنا لأنه لن يحلم بنظام مثله في عهد الأب والإبن والمافيا الأسدية كلها .. لما لم يجرؤ أحد من المعارضين فضح هذه المهزلة في قلب دمشق مهما كانت التضحية ...شكراً للأخ السوري على تعليقه مع التحية لأحرار شعينا والخزي والعار لأجراء نظام القتلة واللصوص في دمشق ولو تكنوا زوراً وبهتاناً بالشيوعية ...؟

اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات