الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو رأينا مستقبلنا

سامي ابراهيم

2009 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لو رأينا مستقبلنا فهل نستطيع تغيره؟!. بمعنى إذا رأى أحد مستقبله أمامه فهل هو قادر على تغييره من اللحظة التي هو بها. أي اللحظة التي رأى مستقبله.
مثلا لو رأى أحدهم أنه سيمرض بالسرطان بسبب تدخينه للسيكارة فهل سوف يقلع عن التدخين أم أنه سيقتنع بأنه قدر محكم عليه. قد تتبادر الإجابة مباشرة على هذا السؤال بأنه سوف يقلع عن التدخين.
لكن الحقيقة ليست بهذه البساطة. إذا ضربنا مثل آخر وليكن مثلا الدراسة. أي لو رأى شخص أن فرعه الجامعي لم يحقق له حياة رغيدة أو حياة حلم بها وهو في الزمن الحاضر في البكلوريا مثلا فهل هو قادر على مضاعفة جهده أكثر لكي يحصل فرع جامعي يضمن له حياة رغيدة؟؟
بكل تأكيد الأمر يصعب عندما يحب شاب فتاة ويشعر أن هذه الفتاة قد خلقت من أجله وأنها نصفه الآخر وهذا هو الحب الحقيقي وفجأة أتت له رؤيا وشاهد مستقبله مع هذه الفتاة، فرأى في هذه الرؤيا بأن حياته معها جحيم لا يطاق، بينما هو في الزمن الحاضر لا يستطيع أن يعيش بدونها فهي تسيطر على كيانه وتفكيره بالمختصر هو يعشقها ويحبها بجنون ولا يستطيع الابتعاد عنها فهل سيتركها ويتخلى عنها ليرى حبيبته وقد ارتبطت بشخص آخر ليترك الغيرة والألم يعتصران قلبه أم أنه سيقرر الارتباط بها وليحدث ما يحدث، فالمهم عنده هو اللحظة التي يعيشها.
برأيي كل إنسان لديه القدرة على تغيير حياته أو بالأحرى على تغيير مستقبله.
فالإنسان يستطيع أن يميز بالمنطق الإنساني وبحسابات رياضية بسيطة بأن احتمال إصابته بالسرطان أو أمراض الرئة والقلب يزيد عندما يدخن، وكذلك إذا ضاعف جهده بالدراسة فإن سيحصل على علامات أفضل وبالتالي فرع أفضل، وكذلك اختيار الشريك يكون بعد دراسة متأنية لنفسية الآخر وطريقة تفكيره وأن لا يكون حبه عاصفا قويا فتخمد ناره بسرعة، إنما يجب أن يكون حبا من النظرة الثالثة، فيكون حبا ناجحا طويل الأمد، على الأقل في أسوأ الأحوال احتمال فشله يكون اقل بكثير من علاقة الحب من النظرة الأولى.
لكن الطرح يصبح أصعب عندما يكون الإنسان قد تجاوز مرحلة مفترق الطرق، أي عندما يكون الإنسان في فرعه الجامعي ولا يوجد مجال لاستبداله. أو يكون مدمنا على التدخين منذ زمن أو متزوجا ويمر زواجه بظروف صعبة.
فهل يستسلم الإنسان ويقول بأن قدره أن يتألم ويعاني وبأنه ليس محظوظا وأن هذا هو نصيبه في هذه الحياة؟؟!!.
بالتأكيد الإنسان الانهزامي وحده يفكر بهذه الطريقة وهو الإنسان المفتقر للطموح أي بالمختصر هو الإنسان الحي الميت.
فالتفاؤل بالمستقبل هو الذي يعطينا فرصة لكي نعيش، هو الذي يمنحنا الأمل لكي نجابه فشلنا، هو الذي يصنع نجاحنا على الصعيد العاطفي والاجتماعي وأيضا الاقتصادي. فلولا الأمل لما كان هناك خاسر نهض من كبوته وعاود الكرة ولعب أوراقه من جديد وربح ولولا التفاؤل واليقين بقدرة الإنسان على تغيير مستقبله الذي اتسم بالسواد بعد فشل معين لوجدنا الخاسرين في كل مكان ولكان الفقر والطلاق والمرض أكثر من العيش الجيد والارتباط السعيد والصحة المشرقة.
لكن أن نغير مستقبلنا نحو الأفضل معناه أن نزيد الجهد ونضاعف العزيمة ونتحمل الصعاب أكثر.
أن نغير مستقبلنا معناه أن نغير من طريقة تفكيرنا، لأن تلك الطريقة قد أثبتت فشلها وعدم جدواها.
أن نغير مستقبلنا معناه أن نعيد برمجتنا اللغوية العصبية، أي أن نحسن ونطور من برنامج التشغيل الذي يستخدمه عقلنا، هذا البرنامج هو دليل استخدام العقل وهو المسؤول عن التفوق الإنساني وبالتالي التغيير الشخصي.
أن نغير مستقبلنا معناه أن نعيد النظر في علاقاتنا، في عاداتنا، أن نعيد بناء نظام تفكيرنا بشكل يضمن لنا تغيرا نحو الأفضل، ومعاناةً وألمًا أقلا.
أن نغير مستقبلنا نحو الأفضل معناه أن نعيد رسم أهدافنا ونعيد النظر بالطريق الذي سنسلكه بما يضمن تحقيقها بأسرع الطرق الممكنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا