الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باص 18-6-2002

نضال حمد

2004 / 5 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ ثلاثة أيام والناس هنا منشغلون في ساحة عامة وسط العاصمة اوسلو بالمواجهة الإعلامية الشديدة القائمة بين أصدقاء إسرائيل في النرويج من جهة و أصدقاء وأنصار فلسطين في هذه المملكة النائية والبعيدة عن امارت وممالك البلاد العربية العتيدة من جهة أخرى. فقد قام أصدقاء الصهيونية وأنصار إسرائيل بإحضار باص (أوتوبيس) من الباصات التي أصيبت بسبب عملية فدائية نفذها استشهادي فلسطيني يوم 18 يونيو 2001 ، وقد وصل الى اوسلو قبل ثلاثة أيام وسوف يغادر عاصمة السلام الذي ولد باردا ثم تجمد بفعل السياسات الإسرائيلية المنظمة ، والتي كانت تهدف لسلب ما تبقى من أراضي وحقوق فلسطينية تحت مظلة سلام الشجعان، إلى مدن نرويجية أخرى يوم الأحد الموافق 29-05-2004.

الهدف الحقيقي من الفيلم الصهيوني المحروق هو إلهاء الناس بحالة زوغان جديدة عبر عرض الباص ومحاولة إظهار الشعب الفلسطيني على أساس انه شعب إجرامي وإلصاق تهمة الإرهاب بكل أعمال المقاومة الفلسطينية سواء تلك التي يصنفها البعض إرهابية ( كما يفهم من الفقرة التي تدين العمليات ضد المدنيين والتي وردت في نص البيان الختامي للقمة العربية في تونس مؤخرا ولو بشكل مجمل ومغطى بمصطلحات مستوردة من أمريكا) أو تلك العمليات التي تنص عليها القرارات الدولية والتي تأتي ضمن حالة الدفاع عن النفس وحالة الكفاح المشروع ضد الاحتلال.

نستطيع القول ان مهمة الباص في عاصمة سلام الشجعان فشلت عمليا لأن النرويجيين الشجعان من أصحاب الضمائر الحية يعرفون نفاق وقاحة القائمين على تلك الحملة الدعائية الصهيونية،كما أن المجتمع النرويجي الذي قال بنسبة 70% انه مع الشعب الفلسطيني وضد أعمال إسرائيل الإجرامية، المخالفة للقوانين الدولية لازال يدعو عبر أحزابه السياسية لمعاقبة إسرائيل، فقد تقدم اليوم ( السبت 28مايو/ايار الجاري) كل من حزب اليسار الاشتراكي وحزب الوسط بطلب فرض عقوبات على إسرائيل ومنها حظر تجارة الأسلحة معها بالرغم من أن طموحات الحزبين اكبر من ذلك، وبالرغم من رغبتهما فرض عقوبات اقتصادية شاملة على كيان إسرائيل، لكنهما اكتفيا مبدئيا وبسبب قناعتهما بصعوبة تحقيق ذلك أوروبيا بمطالبة الحكومة النرويجية البدء بتحرك أوروبي للقيام بحظر تجارة السلاح بين أوروبا و إسرائيل.

الذين حضروا إلى مكان وجود الباص الإسرائيلي سارعوا في التعبير عن آرائهم بشكل علني ، حيث أدانوا أولا الإرهاب الإسرائيلي وسموه إرهاب دولة، واعتبروا أن الاحتلال هو الذي يصنع الإرهاب وليس السلام، وهناك منهم من أدان أيضا العمليات ضد المدنيين من الطرفين، كما كانت هناك أقلية ضئيلة جدا عبرت عن عدائها وعنصريتها ضد العرب على طريقة شارون ولنداو وبوش ورامسفيلد ونتنياهو، هؤلاء كانوا معزولين في وسط الحضور المؤيد للقضية الفلسطينية العادلة.

هذا وكانت قد تجمعت في المكان المذكور حشود من أبناء الجالية الفلسطينية في النرويج للتعبير عن إدانتها لإرهاب إسرائيل وعنصرية وتعصب أنصارها في النرويج. وقد رفع هؤلاء صورا من المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني تظهر فداحة وهمجية الهجمة الصهيونية على شعب أعزل مبتغاه الأول والأخير العيش بحرية وسلام وبلا إرهاب ومستوطنات واحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-