الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهادة الجامعية أم الثقافة

سهام فوزي

2009 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فليسمح لي رواد موقع الحوار المتمدن أن اطرح عليهم هذه التساؤلات التي ظلت تدورفي ذهني منذ أن قرأت مقال الزميلة ياسمين يحيي انتقادات منوعه 4 أيهما أهم في رايكم كقراء وقارئات الشهادة أم الثقافة والفكرة والمضمون؟ وهل امتلاك شهادة جامعية أو درجة علمية معينة يعطي صاحبها ثقافة أكبر أو معرفة أوسع تجعله يتفوق علي من لا يمتلك ذات الشهاده لسبب أو لآخر وعلي الرغم من ذلك إلا أنه يمتلك فكرا مستنيرا وتشغله قضية مجتمعه وأمته ويحاول علي الرغم من كل القيود التي تحيط به وتكبله أن يطلق صرخاته علها توقظ أمة استعذبت ان تعيش البيات الشتوي في كل الفصول؟هل الشهاده هي دليل تحضر ومدنية وثقافة ؟
لعل بعضكم يستغرب من طرح هذه التساؤلات ويراها لا تستحق أن أضيع وقت البعض منكم ولكنها في راي تطرح قضية غاية في الخطورة قد تكون أحد أسباب العلل والأمراض التي نعيش فيها فنحن كما جاء في أحد الأفلام المصرية بلاد شهادات نعشق ونقدر ونعطي الأولوية لكل من يحمل الشهادات والدرجات العلمية ونراه الاحق بان يتبع وان نستمع له ونتناسي جميعا أن كثيرا يحملون أعلي الدرجات العلمية ومع ذلك وبعد ان يحصلوا عليها لا يتذكروا شيئا مما تعلموا ،نتناسي جميعا ان العملية التعليمية في اوطاننا العربية تقوم علي الحشو والحفظ والتلقين وترفض ان تقوم علي البحث العلمي والفهم وأثارة التلميذ من أجل ان يتعلم لاجل العلم ،نحن ومنذ فترة طويلة نتعلم كي نحسن أوضاعنا وقلة قليلة تدرس وتتعلم من أجل العلم ذاته ،ولهذا نصدم عند التعامل مع اصحاب الفخامة والسعادة أصحاب الألقاب العلمية وبالمناسبة أنا لست أحدهم لإانا لازلت طالبه في مرحلة الدكتوراة ولم أحصل علي هذه الدرجة وادعو الله صادقه أن لا احصل عليها أبدا أن كانت ستغير من طبعي وتجعلني أشعر بتفوق لا استحقه علي غيري من البشر لمجرد ان ظروفي ساعدتني علي أن أصل لهذه الدرجه
أذا ما هو الأساس في الاهتمام بالفكره أو الرأي الذي يطرح هل هو الرأي ذاته أم درجة صاحب الشهادة ،هل تستطيع الشهادة العلمية أن تكسب اراء قائلها مصداقية معينة إلي الأبد أم اننا ننبهر بها لفترة ثم سرعان ما نكتشف التناقض بين الذي يطرحها وبين مضمون فكرته فننصرف عنه ونحن غير آسفين سوي علي الوقت الذي أضعناه في قراءة ما يكتب
في رأيي المتواضع أنني كقارئه وكانسانه بالدرجة الأولي لن أهتم مطلقا بدرجة الشخص الذي يخاطبني مطلقا مالم تعجبني فكرته وآرائه التي تنبع من ثقافته التي تؤثر في طريقة تفكيره ولا تحتاج إلي شهادات أو مدارس وجامعات
كان أبي رحمه الله رجلا بسيطا لم تمكنه ظروفه أن يستكمل تعليمه فتوقف تعليمه عند المرحلة الإبتدائية ولكنه كان مثقفا وقارئا نهما حرص علي أن يغرس في نفسي وأنا طفلة تتعلم مبادئ القراءة والكتابه حب القراءة ولا أخفي سرا ان قلت انني ما وصلت إلي ما أنا عليه الا بفضل ثقافته وادراكه الفطري لاهمية القراءة وهذا ما كانت الكثيرات من صديقاتي يفتقرن اليه فلم يوجههن احد وهن صغيرات الي أهمية القراءة فكبرن وهن بعيدات عن الكتاب رغم أن الكثيرات منهن كان آبائهن يمتلكن الشهادات العلمية ولا زلت إلي الآن أتذكر كل إرشاداته وافخر أنه رغم عدم حصوله علي شهادة علمية إلا أنه أوصلني إلي ما أنا عليه الآن وليته كان حيا لاستمع إلي رأيه في وفيما أكتب وليته كان حيا حتي أعرف ان كنت نجحت في رايه أم فشلت
ليته كان حيا لاري أن كان فخورا بي أم انني خذلته.
صدقوني العلم مهما بلغت درجته أن لم يصاحبه تواضع العلماء ورغبتهم الدائمه في المعرفة والإستفادة من الآخر وارائه فهو لا شيئ وسرعان ما سيزول ولا يبقي سوي اللقب وليته يفيد ،العلم والثقافة لا يقتصران علي شهادة جامعية أو درجه علمية ولهذا فاحترامي لكي سيدة ياسمين ولكل من لم يستطع لسبب أو لآخر أن يكمل تعليمه ومع ذلك سلح نفسه بالمعرفة والثقافة وانطلق إلي مصادر المعرفة ينهل منها ويفيد غيره ويحاول أن يغير مجتمعه ويفيد غيره من علمه ،وتحية لكل من استطاع أن يستمع إلي الرأي الآخر مهما كان مخالفا له وقرأه واستوعبه وأستطاع أن يستخلص منه معلومه أو فكره تضيف إلي رصيده الإنساني وتثريه











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي دكتورة
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 15 - 20:33 )
أعتقد ما جاء في مقالتكِ مهم جداً ليس فقط حول السيدة ياسمين التي تحاول بكل جهودها أن تتعلم وتكتب وتكبر خصوصاً أنها لا زالت في بداية الطريق . الكثيرين الذين يعولون على أن لابد للكاتب ان يكون لديه شهادة جامعية مع العلم ان هذا الموضوع ليس له علاقة بالكتابة أو الثقافة فهناك الكثيرين من حملة الشهادات العليا لا يستطيعون كتابة سطر واحد أو أن يعبروا عن رأيهم في موضوع معين في حين نجد كذلك ان الكثيرين ممن لا يحملون شهادات قد برعوا في كتاباتهم . في إحدى المرات أعاب علينا شخص بأنني خريج كلية الادارة والاقتصاد ولا اعرف في الثقافة فلم ارد عليه لانني اكتشفتُ بعد ذلك أن بينه وبين الثقافة بون شاسع .
تحياتي دكتورة
مودتي وتقديري


2 - تلك مأساتنا
سهام فوزي ( 2009 / 10 / 15 - 20:46 )
ان ماساتنا كمجتمعات شرقيه تكمن في اقتصار فهمنا للثقافه واختزالها في مجرد ورقة تاتي نتيجة امتحان لساعات معدوده وننسي بعده كل ما درسناه ولهذا فلا زلنا وسنبقي نري ان الشهادة هي الامل في التقدم ولكننا نتقدم للخلف ولا اعلم الي اين سنصل
احييك لعدم الرد علي امثال من ذكرت فبالتاكيد انه لا يستحق ان تمنحه وقتك لانه قد حسم امره منذ البداية فهو لا يريد ان يستوعب بل لعله كما قلت في تعليقي للسيده ياسمين شعر بخطورة ما تطرح وخاف من تاثير كتاباتك عليه ولم يجد ما يرد عليك به سوي شهادتك
تحياتي لك واحترامي واتمني ان يكون سوء الفهم قد زال من نفسك


3 - تعليق
رياض اسماعيل ( 2009 / 10 / 16 - 01:26 )
قصة والدك تشبه كثيرآ قصة والدي الذي لم يكمل الا الصف الخامس الابتدائي ولكنه في أواخر حياته كان يترجم كتبآ من الروسية الى العربية وكان يتكلم الألمانية، والدتي لم تدرس الا الصف الأول في كتاب القرية وكانت مقتنعة أن هناك نبيآ قبل آدم اسمه وهوم لأنها كانت تردد أسماء الأنبياء كما لقنوها مبتدئة بكلمة وهم : ثم تكمل آدم نوح هود لوط وهكذا ومع الوقت كلمة وهم صارت وهوم وكانت تضربنا اذا قلنا لها لا يوجد نبي اسمه وهوم
اشادتك بالسيدة ياسمين يحيى في محلها وأنا أيضآ نوهت الى هذا الأمر فليس كل امرأة بقادرة على الخروج من ذلك السجن الكبير والحصار الخانق المفروض على العقل
قارنيها مع دكتور كبير مثل زغلول النجار والذي وبكامل قواه العقلية مازال يفسر حدوث الكوارث الطبيعية بارتكاب الناس للمعاصي
تحياتي


4 - مشاركه
مصلح المعمار ( 2009 / 10 / 16 - 03:32 )
تحيه خالصة للأستاذة الفاضله سهام وآلحقيقه اعجبتني كثيرا مقالتك الأنسانيه والهادفه وآسمحي لي بآلمشاركه في هذا النقاش الثري الجميل لأنني عشت زمن طويل مع حملة الشهادات وتعرفت على مختلف نفوس حامليها ، بأختصار ان الشهادة الدراسيه تكمل التربيه الأخلاقيه البيتيه التي يتربى بها الشخص ، ولا يمكن للشهادة الدراسيه ان تعوض او تحل محل الأخلاق التي يتربى عليها الأنسان ، فمن يتربى وهوصغير على التواضع ونكران الذات نرى ان هذه الصفات تنعكس على تصرفاته وتلازمه مهما تدرج تصاعديا في العلم ، وآلعكس صحيح لأن الشهادة الدراسيه لا تصنع الأخلاق ، وكمثال ، كان الموفدون لبعثات دراسيه خارج العراق يتصرفون بتصرفات مخجله في الدول التي يدرسون فيها وهم في مرحله الماجستير او الدكتوراه ، وعندما كانوا يعودون الى اوطانهم للتدريس ايضا كانت تربيتهم البيتيه تنعكس على كل تصرفاتهم وهم من حملة شهادات عاليه ، الذي اريد ان اصل اليه هو ان الشهادة الدراسيه ليست المقياس للمعرفة لأن المعرفه مكمله للأخلاق ، ومن يحمل الأخلاق الحسنه وحسن التصرف يعني قد حمل هو ايضا شهادة لا تقل عن الشهادة الدراسيه ، شكرا وتحياتي للجميع


5 - شكرا لكما
سهام فوزي ( 2009 / 10 / 16 - 08:02 )
الأستاذ رياض كل الإحترام والتقدير لوالدك الكريم ولوالدتك ولك انت شخصيا والسيدة ياسمين هي نموذج للمرأة القوية التي ترفض الظلم الواقع علي المراة وتحاول بكل ما استطاعت ان تغير من هذا الظلم فلها منا كل الاحترام والتقدير ولك انت مرة اخري وفي انتظار تعليقاتك علي ما اكتب دائما
الأستاذ مصلح أهلا وسهلا دائما بكل مشاركاتك فصدقني انها تضيف الي النقاش وتثريه واتفق معك تماماعن أثر المنزل والأسرة في تشكيل شخصياتنا واخلاقنا التي تعد الاساس الذي يجب ان نقيم من خلاله وليس ما نحمل من شهادات لان البعض يحمل شهادات لا يستفيد هو او غيره منا لانها نبقي مجرد شهادات تعلق علي الحائط
لكما مني كل الاحترام والتقدير واشكر لمروركما الكريم


6 - أتمنى سوء الفهم قد زال من نفسك ؟
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 16 - 08:25 )
هذه عبارتكِ . أنا أقول لكِ دكتورتي العزيزة . أنا لم يكن في نفسي شيء من سوء الفهم تجاهكِ ولكن كان هناك تعجب . المهم في مقالتي يوم 24 /10 عليك ان تدافعي عن نفسكِ ولكن دفاع أخوي وحضاري وليس شيء أخر
أتمنى لكِ التواصل مع مودتي
تحياتي للجميع


7 - في إنتظار مقالتك
سهام فوزي ( 2009 / 10 / 16 - 09:45 )
استاذ شامل انا في انتظار مقالتك واتمني ان استطيع ان ادافع عن نفسي وازيل تعجبك وان كنت اشعر اني اعلم سبب تعجبك
لك تحياتي استاذ عبدالعزيز ومودتي


8 - اكتشاف
عبد القادر أنيس ( 2009 / 10 / 16 - 13:13 )
في دراسة اطلعت عليها مؤخرا اكتشفت أن أساتذة الجامعات عندنا يحتلون مرتبة متدنية من حيث المقروئية مقارنة بغيرهم في الميادين الأخرى، أما عند مقارنتهم بجامعات خارج العالم العربي فحدث ولا حرج. لعل هذا يفسر بكل معقولية الانحدار الذي عرفته جامعاتنا واحتلالها هي الأخرى لأدنى المراتب في الترتيب العالمي. جامعاتنا طغى عليها عنصران طرحاها أرضا: الكثافة العالية التي لا تتناسب مع قدراتها الاستيعابية والمعرفية والدين الذي لجأ إليه كل الطلبة والأساتذة العاجزين عن البحث وتشغيل عقولهم.
تحياتي على موضوعك القيم وتجربتك المحترمة وسعيك للخروج من الشرنقة الاجتماعية


9 - مرحبا بك استاذ عبد القادر
سهام فوزي ( 2009 / 10 / 16 - 14:42 )
شكرا علي مرورك وتعليقك استاذ عبدالقادر واسمح لي ان اقول لك بان جامعاتنا تحولت إلي مجرد ورقة نحصل عليها بعد عدد من السنين وبعد ان نحصل علي تلك الورقة ننسي كل ما تعلمناه بل لعلنا ننساه بمجرد الخروج من قاعةالامتحان
لم يعد من المهم ان تقرا وتفهم وتستوعب وكن اصبح من المهم ان تحفظ وتردد دون ان تفكر ودون ان تحاول خاصه في مجال العلوم الاجتماعية ان تحاول ان تطبق او تطالب بتطبيق ما درسوه لك علي انه النظام الافضل فهذه مواد للدراسة فقط وليست للحياة

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد