الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين لله و الوطن للجميع

بطرس بيو

2009 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين لله و الوطن للجميع
من أقوال البطل سعد زغلول المأثورة "الدين لله و الوطن للجميع" و هو من الذين جاهدوا في سبيل تحرير وطنهم من الإستعمار في عشرينات القرن الماضي رغم أنه كان أحد خريجي الأزهر.

كثيراً ما نسمع البعض يجاهد في سبيل إحلال الدين الإسلامي كنظام للحكم في بعض البلاد العربية مدعين أن الإسلام هو الحل من أمثال السيد قطب و القرضاوي و الشيخ عمر عبد الرحمن و غيرهم.

ففي سلسلة من المقالات التي كتبها الأستاذ خليل علي حيدر في جريدة الوطن الكويتية في يناير عام 1985 تحت عنوان "حزب الله و حزب الشيطان" فند هذا الإتجاه الديني بحجج و براهين لا شك في صحتها. و مما كتبه في هذا المقال أن هؤلاء السلفيين يعتمدون على حركة لا تعرف بنفسها إلى أين تتجه.

و من إطروحات هؤلاء أن الغرب بكافة دوله لا هم لها سوى القضاء على الإسلام و هم مساقون من قبل اليهود فالماركسية اللينينة حركة يهودية والرأسمالية الغربية حركة يهودية و علم النفس أدات بيد اليهود و التطور الفكري و الفلسفي و الأدبي و الفني في الشرق و الغرب ما هو إلا حلقة متصلة من التضليل اليهودي. فإذا صح هذا الإدعاء بأن اليهود قادرين على ربط الشرق و إستغلال الغرب و تجنيد المفكرين و إلتهام الأخضر و اليابس بالشكل الذي توحي لنا فيه كتب التيار الديني فلا بد أن اليهود صادقون في زعمهم بأنهم شعب الله المختارفلماذا الغضب من هذا الشعار إذاً؟

ثم يستطرد الاستاذ خليل علي حيدر في مقاله قائلاً أن السيد قطب يعيب على اليهود عدم و لائهم للأوطان التي يقيمون فيها و تمسكهم بشخصيتهم اليهودية و كل ما فعله هؤلاء هو أنهم طبقوا مذهب سيد قطب في تصنيف الأمم. فما رد التيار الديني على من يتهم المسلمين أيضاً بأنهم لا ولاء لهم للأوطان التي يقيمون فيها؟

ثم يستطرد الكاتب أن السيد قطب يصنف الدول حسب أديانها و يصبح صاحب حانوت مسلم في الفيليبين ممن لم ير مصر في حياته أقرب إلى الشعب المصري و أهم لسكانها من طبيب مصري من الأقباط و أهم للأمة العربية من مناضل مسيحي في المقاومة الفلسطينية. و يصبح أي حفار قبور في جزر الواق واق ممن أسلم لأي سبب من الأسباب أعضم مكانة من الكتاب و الشعراء المسيحيين العرب مثل أيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة ممن أثروا الأدب العربي و التراث المعاصر أيما إثراء و يصبح وجود و أنتاج أية موظفة مغمورة في مملكة بروني و جزر المالديف بالمحيط الهندي أهم بكثير في أمة قطب العقائدية من الموظفات العربيات في العراق أو السودان أو الكويت أو مصر أو في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة أو أي دولة أخرى ممن شاء سوء الحظ و نكد الطالع أن لا يكن على دين سيد قطب و حزبه.

و يتسائل الكاتب ماذا سيكون شعورك إن شاءت المقادير إن كنت مسيحياً في دولة الإخوان القادمة و أنت ترى هذه الكراهية المرعبة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة و في المناهج المدرسية و في خطب الخطباء وا لكتب التي تنشر في كل مكان ضد الصليبية و النصرانية و حتى لو حمتك الدولة مقابل الجزية فكيف شتعيش بكرامتك في مثل هذا النظام الذي يتهمك ليل نهار أنك من الطابور الخامس و بقايا الصليبيين و من أعوان الإستعمار و من جالبي المبادئ والأفكار المستوردة؟ أية تعاسة هذه على مشارف القرن الحادي و العشرين في ديار العرب كي يتحول المسيحي المصري أو السوداني أو العراقي أو الأردني أو الفلسطيني في بلده و أرض أجداده إلى مجرد أحد الرعايا ممن لا يملكون حتى حق المواطنة و الحق الكامل في الإرتقاء الوظيفي و لماذا نقيم الدنيا و لا نقعدها إذا بدرت من الأوربيين و الأميريكان أية بادرة إضطهاد ضد المسلمين في تلك الدول علماً بأن معظم المسلمين في أوربا من شمال أفريقيا و تركيا و ايران و باكستان و مصر مثلاً؟

وواقعنا الحاضر يؤيد ما ذهب إليه الأستاذ خليل علي حيدر فالأوضاع في الدول التي طبقت مبدأ السيد قطب أمثال أيران و السعودية و السودان ثبت فشلها.

ثم ينهي الكاتب مقاله بتمنياته أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه كل البشرية و تتآخى و يسود السلام في كل مكان. و تصبح حرية التدين مفتوحة لكل إنسان بلا عائق أو إضطهاد.
بطرس بيو










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صعب
fuad ( 2009 / 10 / 17 - 20:44 )
ثم ينهي الكاتب مقاله بتمنياته أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه كل البشرية و تتآخى و يسود السلام في كل مكان. و تصبح حرية التدين مفتوحة لكل إنسان بلا عائق أو إضطهاد.

برافو بطرس بيو
عند هذا يبدا الحياة ولكن صعب جدا يرادلها زمن ورجال


2 - سياتي اليوم الذي تنشده
عبد الله بوفيم ( 2009 / 10 / 18 - 10:50 )
ثم ينهي الكاتب مقاله بتمنياته أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه كل البشرية و تتآخى و يسود السلام في كل مكان. و تصبح حرية التدين مفتوحة لكل إنسان بلا عائق أو إضطهاد.
اليوم هذا الذي تنشده وينشده الجميع سياتي إن عاجلا أو آجلا, الاسلام لم يدل ولن يدل ابدا غير المتدينين به ممن يحترمون عقيدة الأغلبية ويسددون مقابل الزكاة التي يسددها المسلمون
في كافة دول العالم يسدد كل مقيم فوق أرضها ضرائب لاستفادته من الأمن والرخاء والهناء الموفر من طرف الدولة
في الدولة الاسلامية سابقا ولاحقا يعفى غير المسلمين غالبا من القتال دفاعا عن حوزة الوطن, وينشغلون بالعلم والتجارة , ويسدد المسلمون الزكاة ويعفى منها غير المسلمين, لكنهم في نفس الوقت يستفيدون هم وأبناؤهم وأملاكهم من الحماية والأمن الذي توفره الدولة الاسلامية, فهل يعقل أن لا يسددوا مقابل تلك الخدمات الجليلة؟ ما يسدده غير المسلمين المتمتعين في دول المسلمين سماه الاسلام الجزية, وضمن مقابلا عنها لغير المسلمين جميع الخدمات والحقوق التي يتمتع بها جميع المواطنين فوق تراب تلك الدولة


3 - الدين لله و الوطن للجميع
بطرس بيو ( 2009 / 10 / 18 - 18:19 )
حضرة السيد عبدالله بو فيم
مع جل إحترامي و تقديري لتعليقكم على مقالتي أود أن أنبهكم إلى نقطتين مهمتين في تعليقكم الأولى هي أغفلتم عبارة - وهم
صاغرون التي وردت في الآية الكريمة و النقطة الثانية أن الفرق بين الفريضة و الجزية أن الذي لا يتمكن من دفع الزكاة هو كالذي لا يصلي أو يصوم بينما الذي يعجز عن دفع الجزية و يمتنع عن إعتناق الإسلام جزاؤه القتل.

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah