الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعدام التخطيط التربوي

حسين علي الحمداني

2009 / 10 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


في بداية كل عام دراسي جديد تبرز الكثير من المشاكل والإعلام العراقي اعتاد أن يركز على جانب واحد أو مشكلة واحدة منذ سنوات طويلة وهي مشكلة الكتب المدرسية وتوفير القرطاسية للتلاميذ وفق قانون التعليم المجاني وقانون التعليم الإلزامي بالتأكيد هذا الجانب مهم جدا خاصة وان الكثير من مدارسنا لم تستلم الكتب المنهجية المقررة لهذا العام رغم ان تصريحات المسؤولين في وزارة التربية تؤكد على انه تم توفير كافة مستلزمات العام الدراسي الجديد وهذه التصريحات المبالغ فيها وغير واقعية تجعل المدرسة العراقية في حالة إحراج كبير أمام أولياء الأمور الذين يطالعون من شاشات التلفزة تصريحات تثلج صدورهم وفي واقعهم يجدون مخازن المدارس خالية من أي كتاب أو دفتر وتظل ادارات المدرسة لا تعرف ماذا تقول أو تفعل فلا هي قادرة على نفي وتكذيب تصريحات المسؤولين لأن هذا يتعارض مع أخلاقيات مهنة التعليم وضوابطها ولا هم قادرون على تأكيد صحتها لأن عليهم في هذه الحالة تسليم التلاميذ كتباً جديدة, فهم بين سندان ولي الأمر ومطرقة وزارة التربية , هذه من المشاكل الدائمة في مدارسنا وهي ليست وليدة السنوات هذه بل موروثة من النظام البائد الذي اعتاد على تقنين طبع الكتب وتأخيرها لأهداف وغايات سياسية واجتماعية سلبية بالتأكيد لكننا حين نجدها مستمرة بعد كل هذه السنوات من سقوط الدكتاتورية علينا أن نستغرب ونسأل ونستمع لإجابات تعلل استمرار هذه الظاهرة التي تؤثر بشكل كبير جدا على المستوى العلمي لعموم المراحل الدراسية في العراق , وربما لا يعلم السادة في وزارة التربية على سبيل المثال لا الحصر ان كتاب الرياضيات للصف السادس الابتدائي لم يوزع من العام الدراسي الماضي على الأقل في محافظة ديالى والنتيجة رسوب كبير جدا في هذه المادة في الامتحانات الوزارية على الرغم من إن كتاب الزراعة وزع أكثر من مرة على المدارس وهي مادة ملغاة من التدريس !!! إن أولياء الأمور يستطيعون معالجة نقص الكتب والقرطاسية بشرائها من الأسواق ولكن من أين لهم أن يحصلوا على الكتب والمناهج الدراسية ومنفذ توزيعها معروف عبر المدرسة فقط فهي لا تباع بالمكتبات وبالتالي فان المديرية المسؤولة عن المناهج والكتب في وزارة التربية عليها ان تهيء كتب العام الدراسي قبل بدايته كأن يبدأ طبع كتب العام الدراسي المقبل يبدأ فور بداية العام الدراسي الحالي ومع بداية العطلة الصيفية تكون جميع الكتب والمستلزمات المصاحبة في مخازن المدارس منذ اليوم الدراسي الأول واعتقد هذا من بديهات التخطيط ليس في مجال التربية فقط بل في كل المجالات ذات المساس المباشر ببناء الإنسان وإعداده , وبالتالي نستطيع ان نوفر وقت إضافياً وحصصاً دراسية إضافية دون إهدار للوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه في عصرنا هذا . وهذا الوقت في الكثير من مدارسنا يذهب سدى بسبب انعدام التخطيط المسبق لأية عملية نقوم بها ولنضرب مثالا على ذلك وهو واقعي وملموس ويتمثل بان وزارة التربية مشكورة قررت في العام الدراسي الماضي إدخال مادة اللغة الانكليزية في الصف الثالث الابتدائي وهو شيء مفرح وينم عن تفهم واقعي لتعلم لغة عالمية , ومن البديهي أن يتم إدخال اللغة الانكليزية لهذه السنة في الصف الرابع لكي تكتمل الحلقة الدراسية وبالفعل تم إدراجها كمادة لكن الخلل يكمن بأن وزارة التربية لم تفكر بإعداد معلمين لتدريسها وبالتالي فان الغاية من تدريسها لن تتحقق لأننا لم نهيء الكوادر القادرة على انجاز ما خططنا له , فتصبح العملية برمتها غير ذات جدوى.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. iOS18 من دون -ذكاء آبل-.. هل يستحق؟ #الصباح_مع_مها


.. وزير الخارجية الإسرائيلي يلوح بتدمير إيران في حال تدخلت في ا




.. وول ستريت: طهران تتحدى واشنطن وتتحول لقوة دولية مؤثرة على ال


.. رئيس الوزراء الفرنسي يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية | #ع




.. أصوات إطلاق نار واشتباكات بين الاحتلال وفلسطينيين في حي تل ا