الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى الفن تلبسوه عمامه

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 10 / 21
المجتمع المدني


لاحظ المتابعين حجم الصراع الدائر بين الحكومة العراقية والجهات الرياضية حول انتخابات اتحاد كرة القدم وكيف رفض الرياضيون تدخلات الحكومة مستمدين قوتهم من الفيفا المسئولة عن الرياضة في العالم وكيف قامت الفيفا بإيقاف النشاطات الرياضية لعدم مشروعية تدخل السلطة العراقية في شؤون الرياضة ولا زالت المعركة في أوجها ولكن سترضخ الحكومة لأن الفيفا على ما يبدو قوية ولا تستطيع السلطة العراقية لي يدها وإجبارها على الرضوخ لما تريد.
ولكن النقابات والاتحادات والجمعيات الأخرى على ما يبدو لا ترتبط بجهة خارجية تستمد منها العون مما حدا بالسلطة العراقية الى التدخل بشؤونها ومحاولة السيطرة عليها وتحويلها الى مؤسسات حكومية تسبح بحمد القيادة السياسية للحزب والثورة فقامت الحكومة بالسيطرة على اتحاد الأدباء واتحاد العمال والجمعيات ألفلاحيه وعشرات غيرها من المنظمات وسيطرت على أموالها وأقفلت مقراتها لجلب أشخاص موالين لها لتولي زمامها لتصبح بمرور الأيام كما كانت عليه في النظام السابق مقرات حزبية وأمنية للحزب الحاكم في العراق وفي آخر المطاف قامت بالتدخل في شؤون نقابة الفنانين مما دفع النقابة الى إدانة "تدخل الحكومة في شؤون النقابة ودعت وزارة شؤون منظمات المجتمع المدني الى مراجعة موقفها بعد أن فشلت اللجنة التحضيرية المعينة في إجراء الانتخابات. وقررت نقابة الفنانين عقد مؤتمر طارئ لمناقشة الوضع ووضع حلول للازمة.. وفيما يلي نص البيان:اجتمع رئيس وأعضاء مجلس نقابة الفنانين العراقيين المركز العام بغداد يوم الأربعاء الموافق 15/ 10/ 2009 وبعد دراسة الأوضاع الناجمة عن التدخل اللا قانوني لوزارة الدولة لشؤون منظمات المجتمع المدني في شؤون نقابتنا من خلال فرض لجنة تحضيرية معينة للإشراف على شؤون الانتخابات متحدية بذلك الإرادة المستقلة لفناني العراق ونظرا لفشل اللجنة التحضيرية في انجاز مهمتها خلال الفترة المحددة لها وتصرفها بأموال النقابة بدون أي سند قانوني وتعطيل أعمال ومصالح الفنانين ودور النقابة الرائد في بناء المجتمع العراقي الجديد. لذا قرر مجلس نقابة الفنانين استنادا الى الفقرة (الخامسة) من المادة (السابعة) من قانون نقابة الفنانين المرقم 129 لسنة 1969 وتعديلاته دعوة الهيئة العامة لنقابة الفنانين العراقيين لعقد مؤتمر طارئ لمناقشة تلك الأوضاع ووضع الحلول اللازمة للإشكالات القائمة عن ذلك التدخل. ودعت النقابة جميع أعضاء الهيئة للنقابة في بغداد وفروع المحافظات كافة لحضور الاجتماع الطارئ للنقابة يوم الأربعاء 21/ 10 في نقابة المحامين في المنصور لمناقشة الأوضاع العامة التي تمر بها النقابة واتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة تلك الأوضاع. "
ولا أدري ما علاقة الحكومة بنقابة الفنانين هل تريد جعل الفن العراقي الأصيل حاضنة لأفكارها الدينية وأن يقوم الفنانين بإقامة مراسيم العزاء وإنشاد المواليد الدينية ،وكيف لنقابة مختصة بالفنون الجميلة أن تكون مسيرة من قبل جهات دينية هي والفن على طرفي نقيض ،هل نطلب من الفنانات العراقيات وهن يؤدين الأغاني العاطفية ارتداء الحجاب أو النقاب أم ارتداء الهاشمي وأحياء مآتم اللطم والعزاء لتتحول الفنون الجميلة الى فنون أكتائبية تزهق النفس،او تتحول أفلامها ومؤسساتها ألى أفلام ومسلسلات دينية لا علاقة لها بالفن،ويقوم الرسام برسم الصور الدينية والنحات بنحت الرموز الدينية ،لتتحول حياتنا اجمعها الى دين لا مجال فيه لأي جانب آخر من جوانب الحياة.
ثم وما علاقة السلطة بمنظمات المجتمع المدني التي نص الدستور العراقي على أنها منظمات مستقلة لا ترتبط بأي جهة حكومية ولا يجوز للحكومة التدخل في شؤونها وهي مسئولة عن رعاية المنتسبين لها والمطالبة بحقوقهم ولها الأشراف على عمل الحكومة وكشف أخطائها وهل وجد في الدول الديمقراطية التي نحاول السير على غرارها تدخل للسلطة في عملها وهل يستطيع الرئيس الأمريكي عراب الديمقراطية في العراق التدخل في شؤون النقابات في بلاده،ثم كيف يكون للدولة تدخلها أو سيطرتها على النقابات والنقابات وجدت للوقوف بوجه السلطة إذا زاغت عن الطريق.
أن السعي المحموم للحكومة في لجم القوى الشعبية من خلال الهيمنة على منظمات المجتمع المدني وربطها بعجلتها سيؤدي مستقبلا الى أنتاج دكتاتورية حاكمة تفرض هيمنتها على المجتمع ولا تسمح بالرأي الآخر وهذا يتنافى والديمقراطية التي يتباكى عليها الجميع وعلى العاملين في النقابات المختلفة عدم الوقوف إزاء هذه التصرفات والقيام بالأعتصامات والمظاهرات وألأحتجاجات وإقامة الدعاوى في المحاكم الدولية لإيقاف التدخل وإلا ستكون العواقب وخيمة في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها جزء من اللغف
البراق ( 2009 / 10 / 21 - 21:57 )
الاستاذ محمد علي جميع النقابات المهنية تعاني من نفس الحالة وهي تدخل الحكومة وتعيين لجان تابعة لها للاشراف على النقابات لحين تنظيم الانتخابات وفي هذه المدة تكون اموال النقابات تحت سيطرة هذه اللجان الحكومية وانت تعرف ماذا سيحصل خصوصا ان هناك نقابات لديها اموال كبيرة وكبيرة جدا ويظهر ان الحكومة لاتعرف بان قوانين النقابات وانظمتها لاتسمح بذلك وعلى مجلس النقابة تسليم النقابة وموجوداتها الى المجلس الذي ينتخب حديثا على ان تتم الانتخابات باشراف قاضي يعينه رئيس المحاكم في المنطقة التابعة لها النقابة بل ربما تعرف الحكومة وتعمل ذلك فعلا من اجل العودة الى سيطرة الحزب الواحد والرئيس القائد .... انها تباشير الدكتاتورية الجديدة


2 - تحذير واضح
حامد حمودي عباس ( 2009 / 10 / 21 - 23:26 )
لقد رد السيد الناطق الرسمي باسم الحكومه على نائب رئيس اتحاد كرة القدم ، في حوار بينهما عرض مؤخرا على شاشة أحدى القنوات قائلا .. من يعتقد بأنه قادر على مواجهة الحكومه ، فهو واهم .. وعلى الجميع الرضوخ لارادة الدوله .. ولا يوجد بعد اليوم من يستطيع التصرف على هواه .. هكذا ردت الحكومه على لسان الناطق بإسمها لتقول للرياضيين ماذا عليهم أن يفعلوا في نهاية مطاف حوارهم معها ، وعليك سيدي ابا زاهد أن تفهم ، وإلا طالتك نتائج التحذير


3 - الديمقراطيه لا تصلح في بلد اسلامي
صبري افندي ( 2009 / 10 / 22 - 01:36 )
هذا الذي استفادته شعوبنا من الديمقراطيه
عمائم تسيطر علي الحكومه والبرلمان وتريد اسلمة كل شيئ
والفضل كله يعود للديمقراطية اللعينه تبا والما وسحقا لها
فهي التي ساعدت علي وصول هؤلاء المعممين الي صنع القرار


4 - أنت الحق
ذياب مهدي محسن ( 2009 / 10 / 22 - 07:04 )
الرائع صنو القلب والحق الذي يسير على قدميه أخي ورفيقي ابو زاهد...تحية وسلام... في النجف عندنا مبدع فطري أمي لكنه استثناء بالفن(عباس بهلوي)فلو سألت نجفي من داخل السور؟ كيف يكون عباس هذا اذا لبس العمامه!! وعندنا مثل في الفرات الاوسط كل معمم بهلوان ؟ وأغلب أهل العمائم هم سختجيه سيبنديه فنانون بالحرفه فهل من جديد ؟ وأنت خابرهم! لكن العمامه حين تقود الفن هذه فهلوه جديدة على الاحوط وجوبا؟؟ أحترامي


5 - ماورد خلاف القياس فغيره لايقاس عليه
ابا تارا ( 2009 / 10 / 22 - 10:38 )
المستغرب ان الذين يدعون بعلمهم بالقانون الدولى الذى يشمل كل المجالات التى تنضوى خلاله انه اى القانون له قواعد ومواد جاهز للتطبيق فى حالة وجود خروقات تشمل تنظيم او اتحاد او جمعية ما؟ وهذا مما يجعل صاحب الشرعية اللجوء اليها فى حالة تعرض كيانه الى تجاوز او اقصاء دون الرجوع الى الاصل وهذا ينطبق على الرياضة وغيرها ولكن المشكل ان الاتحادات الرياضية بسبب قوة انتمااتها الدولية وعلاقاتها المتينة فى شخصيات الاتحادات الدولي اصبح لها تاثير فى تصرفاتها وقراراتها وهذا مما ينطبق على اتحاد الكرة واللجن الاولمبية دون غيرها لاسباب اهمها ان الرياضة اصبحت سياس دولية تتطلب تدخلات على اعلى المستويات فى هياكل وحكومات الدول كما وانها لها من التاثيرات السياسية الداخلية تساعد على تقوية مراكز وقادة احزاب فى العالم وبالنسبة للرياضة بالعراق فانها حاليا تتخبط فيما بينها بالداخل وليس لها تاثير خارخى ولا هى ممثلة فى اية هيئة او انحاد دولى لذلك يكون تاثير قراراتها بشان رياضة ما غيلر مؤثر ولا حتى مسموع خصوصا عندما يتاتى من وضع غير قانونى وهذا مااصاب اتحاد الكرة اخير ونية الحكومة لتغيره وهنا اعيد واوكد بان العراق كان له تاثير قوى فى الساحة الرياضي العربي والاسيوية والدولي لكثرة من هم يمثلونهم فيها وكثر حضورهم للمؤتمر


6 - احالة
عبد الكريم البدري ( 2009 / 10 / 22 - 19:13 )
عزيزنا القدير محمد!
اني بدوري احيلك الى قراءة قصيدة ملا عبود الكرخي -ايصير- مثل ايصير من لندن تجي مجارية؟ وهكذا بقدرة من امريكا وبيادقها تتحقق كل اسئلته المستغربة
ودمت


7 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 22 - 19:31 )
الرفيق ذياب العراقي
عيش وشوف كما يقول سوادي في تصريحاتها لإذاعات الخارج والقادم أعظم ،وهذه الصور الكارتونية غير خافية علينا ونعرفها لأننا ولد كرية واحد يعرف أخيه وزين تدري أحنه نعرف البير وغطاه والحرامي ومن وراه
الأخ صندوق أمين البصرة
ليس العيب في الديمقراطية وإنما العيب والخلل في تطبيقها الخاطئ والخروج عن مبادئها السليمة لأن الديمقراطية ضمانة لتحقيق العدالة بشكل من الأشكال.
الأخ حامد حمودي عباس
لا ناطق ولا صامت المطلوب الوقوف بوجه هذه الهجمة وتنظيم احتجاجات جماهيرية في الداخل والخارج على التدخل الحكومي في منظمات المجتمع المدني وعدم الخلط بين السلطات لأن لذلك آثاره المستقبلية المدمرة.
الأخ البراق:
هذا شيء نبهتني أليه حول النية لسرقة أموال النقابة وموجوداتها لأن المصارف لم تسلم من السارقين فما بالك ببنايات مهجورة تكون عرضة لهذا أو ذاك المهم هناك سعي محموم للالتفاف على العمل النقابي والجماهيري وإذا لا تكون وقفة قوية للقوى الوطنية فستكون العواقب وخيمة.
الأخ ابو تارا
الف شكر على توضيحاتك التي جاءت متممة وأجهلها في الواقع لأني غير متابع للرياضة وقوانينها وفعالياتها


8 - علي الدباغ
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 10 / 23 - 07:10 )
هذا الرجل حقيقة يصح القول عليه إنه إنتهازي بامتياز سأنقل لكم أحبتي تصريحين شهيرين له كلاهما صرح به لجريدة الصباح .ز قبل الإنتخابات الأولى التي دخلها بقائمة الإئتلاف العراقي الموحد قال كلنا جنود المرجعية ورهن غشارهتها ومباركتها لقائمتنا تعبير عن وحدتنا كطيف جامع لكل شرائح الشعب فما الضير في ذلك وصرح قبيل الإنتخابات الثانية الذي دخلها بقائمة مستقلة كفاءات العراق بالقول الذين يلوذون بعباءة السيد السيستاني يعترفون بإفلاسهم وعلى مراجع الدين أن يقفوا على مسافة واحدة من الجميع ...وبعد فالرجل يبدو إنه يحسب ابعد مما نتصور فهو يتوقع إنه إنتهت ايامه سياسيا ويعد العدة ليكون مسؤولا رياضيا ..معلومة أخيرة الدكتور الدباغ لايحمل دكتوراه لاأدري لماذا يذكرني بعادل عبد المهدي رغم إنه لم يكن شيوعيا يوما من الأيام ..
المعلقون ابدعوا في نقل الصورة وليس لدي ما أضيف .. ذياب كما أنت عراقي عراقي عراقي بهلوي عيراني وليس أيراقي تحياتيلكم وللكاتب المبدع ابدا استاذي ابو زاهد


9 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 23 - 07:53 )
عزيزي تانيا جعفر الشريف
لو كان الدباغ وفيا لأسمه لكان مصداق للمثل الشعبي القائل (الياكله العنز يطلعه الدباغ)ولكن دباغنا للأسف الشديد لا يستطيع أخراج ما يأكله العنز لذلك كان يتلون تبعا للظروف فأا هو من جند المرجعية وأتباعها أذا تستر بعباءتها كما هو الحال في الانتخابات الأولى وتارة يتنصل عن المرجعية الرشيدة لأنه أصبح في الجهة الأخرى التي لا تحضا بتأييدها وتصريحاته بشكل دائم متناقضة ولو دققنا ما يصرح به ومطابقته للواقع لوجدنا الكثير من التباينات ومحاولات البعض الهيمنة على مؤسسات المجتمع المدني أسطوانة مجتها الأسماع وطريقة تعاملت بها الدول الدكتاتورية في العالم من خلال فرض هيمنتها عليها ولكن فات هؤلاء أن دوام الحال على هذا المنوال من المحال وأن الإرادة الشعبية القاهرة ستقلب الموازين رأسا على عقب وتعود المياه الى مجاريها ويلفظ الشعب هؤلاء لفظ النواة.


10 - رد
محمد وبر الزهيري ( 2009 / 10 / 23 - 09:10 )
الاستاذ الفاضل ابو زاهر المحترم
انه لا يقبل ا لشك بان الاحزاب الاسلاميه ليس لها علاقه في الديمقراطيه لا من بعيد ولا من قريب فهم يؤمنون فقط في الاليات الديمقراطيه وبمعنى الوصول الى الحكم بدل الانقلاب ا لععسكري عن طريق الانتخابات كما وصل هتلر الى الحكم .اذن لانستغرب من اي تصرف يسيء الى جوهر الحياة الديمقراطيه


11 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 23 - 13:06 )
الأخ محمد الزهيري
لا شك أن الأحزاب الأسلامية تتخذ من الديمقراطية طريقا للسلطة ولكن علينا العمل لتوعية الشعب بما ينتظره جراء منح أصواته لجهات لا تؤمن بالديمقراطية ولا تطبقها في حياتها الداخلية وهذا الأمر هو الواجب الوطني الملقى على عاتق كل عراقي شريف وأن لا نقف مكتوفي الأيدي حيال ما يجري على قاعدة آني شعليه أو كما تقول جدتي الياخذ أمي يصير عمي والعن أبو ذاك العم اللي أخذ أمي على حساب فلوسها لأن أبوي ما خله بيها شي@@@@

اخر الافلام

.. اعتقال ضابط إسرائيلي بإطار قضية التسريبات الأمنية.. ما التفا


.. هاريس وترامب يحاولان استقطاب الأقليات في ولاية ويسكونسن




.. كلمة الأمين العام للأمم المتحدة خلال فعاليات المنتدى الحضري


.. كلمة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البش




.. تغطية خاصة | طرابلس تحتضن النازحين إليها من جنوب لبنان والبق