الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين وأثره في الرأي العام

منى عبد الوهاب

2009 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نزلت الأديان السماوية الثلاثة لكي تضع للبشرية منهاجاً للحياة الدنيا وطريقاً للنجاة في الحياة الأخرى ، ولا شك أن حياة الإنسان ليست حياة مادية فقط بل هي أيضاً مجموعة من القيم الروحية التي تساعده على مقاومة طغيان المادة فالدين هو مصدر القوة للفرد في صراعه مع الحياة ويساعد على نمو روح الجماعة بين الأفراد وبذلك نجد أن الدين ضرورة للفرد سواء في العصور البدائية أو في عصر الذرة والصاروخ .
"والعوامل العقدية " هي الركيزة الأساسية في نشأة الرأي العام السليم واستمراره وأهميته في أداء دوره الحضاري وأصحاب العقيدة الصحيحة هم الملتزمون بمبادئ الدين القويم فلا ينشأ عنهم قول أو فعل يفسد قضية بناء رأي عام سليم .
وأصحاب العقائد الفاسدة هم الذين يعللون لأنفسهم إطلاق الشائعات والإشاعات لخلق جوهم يريدونه تخطيط مرسوم لقيامهم بفعل معين كما يفعل الشيوعيون .
لقد شاركت الأديان السماوية في صياغة الفكر السياسي على مر العصور " فالمسيحية بعد أن كانت في زمن عيسى عليه السلام تقتصر على الدين فقط وتترك الدنيا للحاكم تأكيداً القول لقول المسيح عليه السلام " دع ما لقصير لقصير وما لله لله " وقوله كذلك " ليست مملكتي في هذا العالم "
وما صاحب ذلك من خضوع الكنيسة لسلطة الحكام عادت بعد أن قويت وأزداد أنصارها إلى التدخل في شئون الدنيا خلال العصور الوسطى وبدأ النزاع يشتد بين السلطة الدينية والسلطة الأمنية هذا الخلاف الحاد بين الكنيسة والحاكم أيقظ الرأي العام الأوربي بعد أن ساد الظلام أوربا قروناً طويلة .
وحينما أتى الإسلام وأنار الدنيا بنوره أهتم بالرأي العام ونشطت الدعوة الإسلامية لكسب ميول الرأي العام ناحية الإسلام في ربوع الأرض المختلفة قال تعالى " أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " دون تهديد أو إرغام قال أيضاً جل شأنه "لا إكراه في الدين قد تبن الرشد من الغي "
لذا فقد أكد الإسلام على حرية الرأي وحرية العقيدة ودعا الجماهير للتعبير عن آرائهم فيقول صلى الله عليه وسلم " لا يكن أحدكم امعه يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا أساءهم "
قال محمد دراز " إن الإسلام يعترف بوجود محكمة غير مركزية وغير رسمية في المجتمع أنها مهيبة الجانب وهي محكمة الرأي العام وهذه المحكمة هي التي تصدر الأحكام التي يرفع بها أناسا ويخفض آخرين وهي صوت الأمة .
فالدين عنصر أساسي من عناصر تكوين الرأي العام وإن أستخدم الدين في الدعاية له أهميه كبرى فإن الاستشهاد بحديث نبوي أو قدسي أو أية قرآنية لتفعل فعل السحر في النفوس وتجعل الإنسان المسلم يندفع اندفاعاً إلى الحروب .
فالعقيدة الدينية عاملا معنوياً هاماً يجعل الرأي العام ينمو ويزداد نتيجة التزامه بهذه العقيدة ومبادئها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 10 / 23 - 12:57 )
الزميله... منى

شكرا جزيلا ... تحليل واقعي


2 - مساء الخير
ابو مراد ( 2009 / 10 / 23 - 13:14 )
يا اخت منى عن اية حرية تتكلمين واي لا اكراه في الدين وماذا عن من غير دينه فقتلوه - جميع الديانات مستبدة وظالمة -نحن في اشد الحاجة للسلام وليس للحروب لك تحياتي


3 - تقصدين : تجعل الإنسان المسلم يندفع اندفاعاً إلى الارهاب
Zagal ( 2009 / 10 / 23 - 14:25 )
استاذه منى -الاستشهاد بحديث نبوي أو قدسي أو أية قرآنية لتفعل فعل السحر في النفوس وتجعل الإنسان المسلم يندفع اندفاعاً إلى الحروب- .

اليست الاحاديث القدسيه من تعاليم الدين ... اليس اطاعة الرسول من طاعة الله !!!

الله ورسوله .... عباره تملاء القران

هل الراى العام يكون مع الارهاب !!! ... ام انه ارهاب الهى ؟؟؟


4 - الأخت منى
قارئة ( 2009 / 10 / 23 - 14:51 )
لا اٍكراه في الدين و من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لم تطبق طوال التاريخ الاسلامي اٍطلاقاً .كيف تقرؤون تاريخكم ؟


5 - الدين صنعة
المتابع ( 2009 / 10 / 23 - 17:21 )
سيدتي المحترمة انت اختزلت اديان الارض بثلاث فقط اعتقدت نزولها من رب السماء وطبعا كذبت ما تبقى من ادياناخرى مع علمك الاكيد بعظيم مساحتها هكذا علمك نبيك ودينك الذي تعتقديه ولكي تكون المعادلة اكثر انصافا يجدر بنا ان نذكرك بان المسيحيون ستكون اديانهم السماوية التي يؤمنون بها هي 3-1=2وحين نذهب ابعد صوب اليهودية فسوف تكون اديان الارض التي يؤمنون بها هي 3-2=1 متساوون مع اخوانهم من الصابئة الذين لايعتقدون بغير ابراهيم نبيا ملاكا وبحسب اليهوديةفاننا سوف لن نحتاج لاي مجموعة من القيم الروحية تساعدنا على مقاومة الطغيان المادي سواها واكيدا سيكون هذا على مر العصور ما دامت قيمها الهية خاصة وان اليهودية كانت قد استحصلت ما يكفيها من راي عام وما ياتي بعدها سوف لن يكون غير عقائد فاسدة سيدتي المحترمة كيف يكون مكانا للراي العام مع نص يدعي ان اكثر الخلق للحق كارهون وكيف يكون للراي العام مقاما يناطح به نص يعتقد معتنقيه انه منزل من رب السماء وشكرا لك