الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لرسل السلام في كردستان

شيار محمد صالح

2009 / 10 / 23
القضية الكردية


وأنت تتابع وسائل الإعلام الكردية والاقليمية والعالمية بشكل عام والشاشات الفضية على وجه الخصوص وخاصة قناة "روج"، ينتابك شعور لا يمكنك التعبير عنه ببضع كلمات أو جمل أو حتى مقال وكتاب. إذ ما تراه يزيدك محبة للشعب الكردي الذي توجه بالملايين إلى الساحات لاستقبال مقاتليه الأبطال الذين يحملون معهم رسائل سلام ومحبة لكافة الشعوب وقلبهم يخفق لتحقيق ذلك الحلم الذي طالما حلمنا به على مر السنون. مئات الآلاف من الكرد نزلوا إلى الساحات بكبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونسائهم وحتى مريضهم كي يحييوا أشبال السلام من المقاتلين الكرد الذي نفذوا أوامر قائدهم السيد عبد الله أوجلان بالتوجه نحو تركيا حاملين معهم غصن الزيتون. شعور وإحساس لا يمكن لأي انسان الاحساس به مالم يعيش أوجاع وأحزان وشوق هذا الشعب لهكذا يوم من الفرح والسعادة وكلهم بصوت واحد يرددون عاش السلام، عاش القائد آبو، الكريلا هم الشعب والشعب ههنا. هكذا التحم الشعب بمقاتليه وباتوا روحاً وإرادة وقوة واحدة هزت عرش السلاطين الطورانيين العثمانيين الذين راح يسيل لعابهم على هذه المشاهد التاريخية.
الشعبب الكردي والذي يناضل من أجل حريته وكرامته لن تثنيه عن عزيمته أية قوة كانت ومهما تسلحت من عتاد ووحشية لن يمكنها الصمود في وجه هذا البركان الجماهيري الكردستاني الذي التف حول مقاتليه الأبطال من أول خطوة لهم من عرين الأسود في جبال قنديل وحتى قلب كردستان مدينة آمد. ألتف الشعب الكردي حول مناضليه في جنوب كردستان في كل منطقة وقرية وشارع وبلدة مروا بها واصطحبوهم حتى أخر نقطة في المعبر الحدودي في خابور وكذلك كان الشعب في شمال كردستان منتظرين أبطالهم بقلب ينبض بالفرحة العارمة لرؤيتهم أو تقبيلهم أو حتى التبرك بهم وإلقاء السلام عليهم. هكذا هو الشعب الكردي عبر التاريخ وحتى الآن لا يسعى وراء شيء سوى الحرية والعيش بسلام وهاهم يعيشون هذه الفرحة هذه الأيام.
بالرغم من أن حزب العمال الكردستاني قد أعلن عن وقف عملياته العسكرية منذ شهر نيسان المنصرم وحتى هذه اللحظة معرباً عن نيته الحسنة في وقف العنف وأعطاء دفعة لعملية السلام إلا أن الجانب التركي حفيد الذئب الأغبر كما يدعون لا يزدادون إلا تعنتاً وإصراراً على مواصلة النهج العنفي والخيار العسكري وليس لديهم أي مشروع غير مشروع الحسم العسكري للقضية الكردية وحتى هذه اللحظة لا يمكنهم تقبل الكرد على أنهم هم أيضاً شعب له تاريخه وثقافته ومقوماته المجتمعية بل ينظرون إلى الكرد على أنهم خُلقوا فقط لخدمة الترك. هذه النظرة الاستعلائية الطورانية هي بحد ذاتها مرض سيكولوجي بيسكولوجي يلازم الترك منذ مجيئهم إلى منطقة الشرق الأوسط. الترك بداية مجيئهم لم يكونوا سوى جند لدى المسلمين وخدم في البلاط الاسلامي لدى الخليفة الاسلامي هذه هي كانت وظيفته وكان مقتنع بها على انها بالنسبة له قدر مكتوب على جبينه بأن يبقى خادم لدى الآخرينولكن نتيجة عقد النقص التي عاشها لعقود من الزمن وبعد أن علم كيف يتقنغ بالاسلام ديناً وتعمم بالعمامة الاسلاموية جعل من ذاته خليفة على المسلمين في وقت لم يكن للخلافاء الحقيقيين أية قيمة تذكر نتيجة اسرافهم ولهوهم وبذخهم والاقتتال الداخلي الذي لم بهم، من هذه النقطة استفاد اخوتنا الأتراك في تكوين ذاتهم على أنهم كانوا ممسكين بزمام الجيش في أواخر زمن العباسيين وبذلك استولوا على الخلافة ونصبوا ذاتهم خلافاء على المسلمين. والآن لا يعترفون بالغير ليس من باب أنهم الأفضل والأنقى والأقوى حسب النظرية الداروينية، بل على العكس تماماً لأنهم الأضعف ولأبخس والأقذر والأحط من كل شيء وهذا ما يثبته تاريخهم الخدمي في أواخر زمن العباسيين وقبل عهد المماليك. عقدة النقص هذه تؤرقهم دائما في يعودوا إلى حيثما كانوا عبيد وخدم لدى الآخرين، لذلك يحاولون جلَّ قدرهم في أن يبقوا كما هم على أقل تقدير بعدما ذهبت من أيديهم الأراضي العثمانية ويقولون في قرارة ذاتهم فلنحافظ على الموجود على الأقل وإلا ذهب كل شيء من أيدينا. هذا ما يجعل الترك شوفينيون وعنجهيين كثيراً. لا يعترفون بالآخر لأنه حينما يعترفون سوف تظهر حقيقتهم التاريخية في أنهم شعب متطفل ويعيش على خيرات الآخرين الثقافية والاجتماعية.
لذلك تراهم غاضبين جداً حينما يرووا الشعب الكردي فرح ومبتهج ويعيش الغبطة يحيطون بمناضليهم وكأنهم جسد واحد مجمعين على تنفيذ مقترحات قائدهم السيد عبد الله أوجلان، الذي سحب البساط من تحت أقدام الأتراك الذين كانوا يستعدون لحملة عنفية وحشية مجدداً. السيد أوجلان قلب موازينهم رأساً على عقب وكذلك كافة مخططاتهم العدوانية التي وقعوها مع سوريا والعراق وإيران وأمريكا وبعض الدول الأوروبية. الانفتاح التركي على سوريا لم يكن هدفه سوى خدمة النظام أكثر منه خدمة المجتمعين التركي والسوري، لأن الشعبين في كلا الدولتين يعيشان المذلة والإهانة والخنوع من تسلط نظمهم الشوفينية وهذا الانفتاح لن يستفيد من الشعب البتة ولن يأكلوا من خيراته سوى ما يتبقى على موائد النظم ذاتها من فتات وبعض كسرات الخبز اليابس. وكذلك الاتفاق مع العراقيين كان الهدف الوحيد هو محاربة حركة حرية كردستان وتصفيتها وأن تركيا تلقت الضوء الأخضر من أمريكا راعية الإرهاب في المنطقة لتزيد من حالة الحروب بين الشعوب وتستفيد هي من هذه التفرقة. الحسابات السياسية والاقتصادية هي التي قربت تركيا من سوريا وإيران والعراق وليس المصالح المجتمعية. وتم الإعلان عن الهدف الرئيس من تلك الاتفاقيات مع هذه الدول وهو تصفية حزب العمال الكردستاني. وبهذه العقلية تقرب السيد أردوغان من المرحلة على أساس تصفية الكرد بشخص حزب العمال الكردستاني والوصول في النتيجة إلى انفتاح على الكرد حسب هواهم وحساباتهم ومخططاتهم. نعم اردوغان يريد الكرد ولكن عن اي كرد يتحدث، إنه يريد أن يكون الكرد عديمي الإرادة والقوة، كردي بلا ثقافة وبلا هوية وبلا لغة وبلا روح وووالخ مثل حال هؤلاء الكرد في حزبه فهم صم بكم عمي لا يفقعون شيئاً سوى التصفيق للخليفة الاسلاموي السياسي السيد أردوغان. من هنا كان لإقتراح السيد أوجلان ضربته النوعية لمخخطات الدولة التركية ومن اتفق معها ويدور في فلكها. والمثير في الأمر وكأنه محض صدفة أن تقوم أمريكا في نفس الوقت الذي يرسل حزب العمال الكردستاني، تقوم أمريكا بوضع بعض من قياديي العمال الكردستاني في لائحة تجار المخدرات بناء على قرار وزارة الخزانة الأمريكية. أنه أمر مخطط بشكل دقيق من قبل أمريكا في القيام بمثل هكذا أ‘مال كي تحرض تركيا أكثر على التوجه نحو الخيار العسكري على أساس انها ستلقى الدعم الدولي وخاصة بعد إصدارها هذه الائحة. ولكن تركيا العضو الرئيس في حلف الناتو لن تتقبل الخيار السلمي بهذه السهولة وأنها سوف تتمادى بعض الشيء وتجرب نفسها ثانية وأنها ستتبنى الخيار العسكري خاصة بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية وكذلك تقرب فرنسا الدولة في الاتحاد الأوروبي التي قامت في نفس اليوم الذي توجه فيه رسل السلام نحو شمال كردستان قامت فرنسا بالهجوم على الجمعيات الكردية في باريس هذه الجمعيات الرسمية منذ سنوات عدة تقوم بنشاطاتها الثقافية هناك ولم تتقرب منها فرنسا البتة، ولكن بعد قرار حزب العمال الكردستاني بارسال وفود السلام إلى تركيا وفي نفس اليوم قامت الاستخبارات والشرطة الفرنسية بالهجوم على الجمعيات الكردية على أراضيها وكذلك في نفس الفترة أتخذت وزارة الخزانة الأمريكية ذاك القرار، أي أن أمريكا والاتحاد الأوروبي وكأنهم يعطون تركيا رسالة مفادها أنه عليك عدم قبول وفود السلام بل على تركيا أن تختار الحسم العسكري على الكرد.
إنها مرحلة حساسة جداً يمر بها الكرد في كافة أجزاء كردستان وفي المهجر لذا يتطلب منهم أن يكونوا أكثر حذر ويقظة وأن لا يقعوا في أفخاخ الدول المستفيدة من استمرار الحرب في كردستان وكذلك على الكرد بكافة تياراتهم ومثقفيهم فضح هذه الألاعيب وعدم التقرب بالنية الحسنة من الأمور والإصرار على عقد الكونفرانس الكردستاني الوطني كي يتفق الكرد على آلية عمل مشتركة تكون لهم سلاحاً في معاركهم لنيل الحرية والسلام. وفي النهاية لا يسعني إلا أن نشكر رسل السلام على نشاطهم البطولي هذا وأنهم توجهوا إلى تركيا بالرغم من معرفتهم أنهم لن يلقوا المعاملة الحسنة من الترك وهذا ما يتردد في الفترة الأخيرة في أن محاكمتهم سوف يتم إعادتها وكذلك سوف يتم إجبارهم على أداء الخدمة الإلزامية العسكرية وهنا ستكون الطامة الكبرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Silav û Rêz
سردار أمد ( 2009 / 10 / 24 - 22:41 )
الف تحية وسلام لرسائل الحرية والسلام، وللشعب الذي وقف معهم صفاً واحداً، يداً بيد.
وللسيد شيار التحيات بالرغم من الأختلاف على بعض التفاصيل.

اخر الافلام

.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع


.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس




.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم


.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن




.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات