الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام

بوجمع خرج

2009 / 10 / 24
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


اعتقد أن التقدمية كثقافة في إطارها النمطي الإيديولوجي أصبحت أسيرة تفكير محنط وهو ما يجعلها نقيضة لذاتها بحكم أن النمطية النضالية المرتبطة بالخط الإيديولوجي في غياب التأسيس لخلق متغيرات داخلية بل وعلى الخصوص مسايرة المتغيرات الخارجية الوليدة تفاعلات الإيديولوجيات لم تعد سوى إحدى المفردات الجميلة في متحف التاريخ الثوري. ولعل السبب الرئيسي في هذا هو تمكن الفرداني من إثبات نفسه في سلوكيات بشرية يطبعها الاستهلاكي السطحي والشكلي أكثر من التصرف الآخذ بالجوهر في المنحى الكوني والشمولي .
لقد أصبح الفكر الإنساني مغتصبا بمنتجات الحداثة الشكلانية التي استلبت وجدانه لتعيد صياغته في كتلة عضلات تشتغل آليا و سخرت لذلك رسالات متعددة يلتقطها يوميا إلى درجة إتخامه بصريا وحسيا... وطبعا هنا لا أعني المجتمع الغربي الذي هو من طبيعته ليبرالي داخل المنظومة الطبيعية والمناخية التي هي الوعاء والرحم الثقافي و التثقيفي والفكري... ولكني اعنيها في ماهية النشأة والتنظيم والمأسسة.
ومنه فإن الأزمة الحالية ليست وفقط اقتصادية أو مناخية بيئية أو ثقافية أو مجتمعية أو سياسية أو إيديولوجية ولكنها تكمن في كل هذه المكونات التعقلية والتنظيمية البشرية التي وقعت ضحية التفكيرنا التجزيئي الغارق في الذات المعرفية في سياق خمرة إثبات الذات.
فأما عن ما هو مصاغ إعلاميا من طرف القادة العولميين وحلفائهم ليس سوى خطابا يعكس بجلاء مدى سذاجتنا جميعا في أوج تعقلنا وقد ملئ ا الفضاء بما يعبر عن مستوى علمي كبير وكأننا دخلنا العلمية آليا أو بتربص داخل سياق الإغماء الأكبر. وللإشارة لقد اثبت علميا أن هذا الأخير يحكم تفكيرنا.
إنها مفارقة الطبيعة الليبيرالية. قد تكون في جدلية الخلق عادية ولكن ليس في الطبيعة إقصاء كما نمط عليه التفكير الدارويني بل العكس تماما إن كل ما في الطبيعة تضامني في برنامج كوني متجدد في سياق تقدمي وليس رجعي أو سلبي أوانقراضي كما يعتقد بعض الثيولوجيين والفيزيائيين المنمطين. فأما عن نهاية الحياة فيجب فهمها في نسبية التفكير لأنها لا تعني نهاية الكون الذي له مهمة مقدسة ألا وهي الحفاظ على الطاقة وإعطائها معنى في الوعي الخالد الذي هو الواحد الأساس أو المطلق.
لقد أبان التفكير الليبيرلي في ما له من ايجابيات أنه أسير ذاته وغير قادر على التجدد لذلك لا بد له من ضحايا بل هو ذاته ضحية ذاته في ما ينطوي عليه من نقيض لذاته ومدمرا لها. وكمثال لهذه الازدواجية البنائية المدمرة أذكر أن في ضل هاجس النمو عند الأقوياء نجد استفحال الإفقار عند منظمة التعاون و التنمية الإقتصاديةOCDE و تنامي الإرهاب كما هو متعارف عليه اصطلاحا. ربما يمكن تنزيه الليبرالية كمفهوم عن أدواتيتها من طرف الفاعل الإنساني كتفكير وإيديولوجية وهو الشيء ذاته الذي وقع للاشتراكية حينما في علميتها ارتقت وتجاوزت القدرات التفكيرية للإنسان في زمن معين لكن يبدو لي على أن الخوصصة لها تفعيل أهم في التقدمية وأقل خسارة وتضحية بالإنسان من ما عرفته الأزمة الليبريالية الحالية في ما تفشى من هشاشة ومن فقر ومن تمييع القيم بالخصوص علما أن الكون من خارجه يبين بجلاء على أن آلية اشتغاله تحكمها أم القيم التي هي العدالة الكوسمولوجية في توزيع الطاقة وتوظيفها وتجسيدها وإعطائها معنى في تعبيرية الكون الذكية الطبيعية التي هي في غرائزية المخلوقات وفي تعبيرية الكون الذكية التعقلية التي هي الإنسان.
وإجمالا لهذا المدخل لسلسلة نقاشات ستلي هذه إن طبيعة التوازن تقتضي وجود متضادين غير متساويين لأن التوازن هو صيرورة وحركية دائمة الانسياب ومادة دائمة الانصهار. فالتقدمية لا تنفي الطبيعة الليبيرالية ولا تنفي الطبيعة المحافظة ولكنها تعتمدهم في التكاملية الإنتاجية ضمن الصيرورة الكلية.
فتروتسكي كان انبجاسا تقدميا لم يفهم من داخل النمطية الإيديولوجية الاشتراكية. كذلك الثورة الثقافية الماوية كانت تجددا للفكر الثوري لم تفهم من داخل الإطار الإيديولوجي الاشتراكي كما هو السوفياتي.
هذه الحالة الذهنية التضحياتية الدرامية للرأسمالية الليبيرالية كما عرفتها الاشتراكية هي ذاتها التي قد تقع فيها التقدمية في سياق التثقيف والتفكير من داخل إطارها النمطي الإيديولوجي. لعلي بهذا افتح نقاشا على الخوصصة كأداة والتقدمية كصيرورة ومواقف.... وللتذكير فالرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت كان تقدميا في بلاد الليبيرالية ...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر: وزيران جديدان للدفاع والخارجية في تغييرات الحكومة


.. والدة ضابط إسرائيلي قُتل في غزة تستلم جثمان ابنها




.. الناخبون الإيرانيون يبدأون التصويت في الجولة الثانية من الان


.. مسؤول بالجيش الإسرائيلي: قيادة الجيش مستعدة لقبول أي صفقة مع




.. ما هو فيلق أفريقيا الذى يرث مجموعة فاغنر الروسية؟