الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النفس والصراع !! جدل الانسان
اسعد الامارة
2009 / 10 / 24الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كلما تركت نفسي للتفكير كلما احسست بأن الامي تزداد ومشاعري تتداخل وانفعالاتي تتوتر وتزداد لدي الشحنات الانفعالية التي لا تجد لها منفذا ويزداد خوفي ان ترتد هذه الشحنات لتسحق بعضي من الداخل فلا انا افرغتها ولا انا استطعت ان احل هذا الصراع الذي اوجدته انا بنفسي !!
ترى ادبيات علم النفس ان العوامل الشخصية ربما تكون سبباً في الصراع حتى ولو كانت اسبابه متخيله او وليدة مشاعر النقص كما يقول "مصطفى الشرقاوي" ويضيف لاشك ان مثل هذه العوامل قد تمنع الفرد من محاولة اكتساب مهارات جديدة لانه ربما تخيل أنه غير مؤهل لذلك فهو قد يمتنع مثلا عن اداء شئ او تعلم مهارة معينة لاعتقاده انه غير كفوء لتعلمها وفي نفس الوقت يتولد لديه شعور بالحسد تجاه اولئك الذين يجدون متعة في تعلم هذه المهارة وهو بحد ذاته صراع ايضا .
وتقودنا رؤية اخرى ان التفكير العميق الذي يحدث الصراع يقود البعض الى التحرر من الحزن او يورث مزيداً من الحزن والألم !! ولكن دعونا نقول بشئ من تخصصنا السيكولوجي وما تعلمناه ان الامر يتوقف من ناحية على الشخص واستعداده ، ومن ناحية اخرى على نوع التفكير الذي سبب الصراع وهذا يؤكد لنا المقولة السابقة ل(فان كوخ) حينما دونها لاخيه- ثيو- "كلما تركت نفسي للتفكير كلما احسست بالامي تزداد" .
يذكر لنا عالم النفس الشهير "مصطفى زيور" قوله أما في التحليل النفسي فيشير هذا المصطلح"الصراع" الى ذلك التعارض اللاشعوري بين رغبة غريزية تنشد التفريغ وميل يعارض ذلك ويناهضه . وتدور رحى هذا الصراع بين رغبات(الهو) الغريزية اللاشعورية ووظائف الانا الدفاعية اللاشعورية كذلك. وربما يدور الصراع بين قوى الانا متمثلة لقوى الانا الاعلى وقوى"الهو" الغريزية ، كما قد يقوم صراع بين الانا والهو من ناحية وبين الانا الاعلى من ناحية اخرى كما في عصاب الحواز . ان النفس في هذا التلاطم من تيارات التفكير اقرب الى صراعين هما :
الاول .. الاستعداد الوراثي لنمط من انماط الشخصية ، او
الثاني .. الاعداد البيئي لاكتساب خبرات وعادات من الاسرة والمجتمع
ونتيجة لهذين الصراعين تتأرجح النفس بين سطوة احدهما وتغليبه ، هذا الصراع نراه في العديد من الشخصيات التي نلتقيها في حياتنا اليومية تلبس القناع واحيانا يسقطها من يكتب القصيدة او المسرحية او الادب او حتى لدى الاشخاص العاديين حينما يمثلون ادوارهم بجدارة في الحياة اليومية ولكن هل استطاع البعض التحرر من الصراع التحتي لما يدور في النفس ؟ لا اعتقد ذلك لان المؤشرات تدلنا على ان ما يصدر عن الانسان في المواقف الضاغطة ينفرط فيها عقد القيود والموانع وتنكشف النفس امام الجميع حتى وان تجملت او مثلت الدور ولكن الصراعات الداخلية تثيرها وتظهرها.
نتسائل
هل الصراع في النفس حتمي؟
هل الصراع يؤدي الى الاضطراب النفسي او العقلي ؟
هل توجد تسوية موفقة للصراع في النفس؟
اسئلة سنجيب عليها من خلال السطور التالية:
نعم .. الصراع حتمي في النفس .
نعم .. الصراع يؤدي الى الاضطراب النفسي او العقلي اذا لم يحسن حسمه.
نعم .. توجد تسوية موفقة بين الرغبات والمتطلبات تؤدي الى الصحة النفسية.
الصراع في النفس هو الذي يجعل الانسان ان يستمر بتطور ونمو ونضج لان الحياة قائمة على وجود الشئ ونقيضه ، مثل الشمس والقمر، الليل والنهار ، الصحة والمرض ، التفوق والتخلف ، النجاح والفشل .. الخ ونستعير تعبير استاذنا الجليل الدكتور محمد شعلان قوله" ان تعريف الشئ بالموجب لا ينفصل ضمنيا عن نفي نقيضه فالتعريف المطلق المجرد من المقارنة عملية لا يستطيعها العقل البشري ، فاذا تحدثنا عن الابيض فالذي يتبادر الى ذهننا هو المقارنة مع ما هو ليس ابيض وليكن الاسود مثلا او اي لون آخر ، واذا تحدثنا عما هو كبير فالذي يتبادر الى الذهن هو ما ليس كبير اي ما هو صغير وتزداد الصعوبة حينما يكون للمفهوم قيمة ما بالنسبة للشئ المعرف ، ويزداد الصراع في النفس حينما تدخل رغبة المعرف في ان يجعل الشئ افضل من ضده فهو يفضل هذا الشئ على ضده وهو لهذا يرغب في تغليب الشئ على ضده . كما هو في جدلية الخير والشر – العنف والمسالمة وتفسيرهما من داخل النفس على وفق شخصية المفسر.
اما في الاضطراب النفسي او العقلي فأن الصراع يشكل المدخل الاوسع لهما فالهلاوس صراع افكار ، والهذاءات صراع لافكار غير محسومة ، وحتى الوساوس في العصاب ما هي الا صراعات تشبثت فيها النفس وهي ابنية بها من العوج اكثر مما هو صحيح فتحصنت النفس بهذا العوج ونشأ هذا البناء الراهن في الشخصية وكانت النتائج انه كلف صاحبها سنوات من الشقاء .
واخيرا نستطيع القول ان التسوية الموفقة بين قطبي الصراع : الرغبة والدفاع ، اي الشئ ونقيضه ، قبول الصحة وقبول المرض ، قبول الابيض وقبول الاسود ، قبول اللذة وقبول الالم ، في هذه الاحوال يكون البناء النفسي في الصحة مثلا هو نجاح الذات – الانسان – الانا في تسوية متناغمة مع مقتضيات الواقع ، لان النفس تستمر في الصراع ، صراع قبل وفاق ، وصراع بعد وفاق ، وان الصراع لا ينتهي إلا بقبول وجوده.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - كتلة الثورة المصرية
امة الله عبد الرحمن
(
2012 / 1 / 4 - 07:09
)
كيف انتم ياأهل الحوار المتمدن؟
لفت نظرى شعار-كتلة الثورة المصرية - او قل رمزها وما فيه من هلال و صليب , فتذكرت نكتة لطيفة عندنا فى السودان قيها : الاسد التقى بالحمل الصغير فقال له قل لابيك و امك لقد سمعت ان الاعصار دمر بيتكم . و انا بيتى كبير تعالوا اسكونى معى و لن اكلكم . جرى الحمل الصغير الى والدها مسرعا , فاخبره فرحا بما قاله الاسد . رد عليه الخروف الكبير - طيب (اسه بالسودانى) الاكل الجابه شنو ؟
ارجو ان لا اكون قد خرجت من النص؟
.. أزمة الإنجاب في كوريا الجنوبية تعرض مستقبل البلاد للخطر
.. فليك في برشلونة.. قائد الثورة الذي سقى ورود حديقة كتالونيا ف
.. ترامب يستعد لخطوات حاسمة لإنهاء الحروب.. وعماد أديب: العرب ف
.. بعد تمزيق مشجعين إسرائيليين أعلاما فلسطينية.. صدامات بين مشج
.. الغارات الإسرائيلية على بعلبك في لبنان تطول المواقع الأثرية