الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار ليلة شتاء ...

سعد الغالبي

2009 / 10 / 24
المجتمع المدني


حدثني صديق بأسرار ليلتة الشتائية وكان (صلباً كالصخرة ) ، إلا في لحظة دق فيها ناقوس ضعفه عند شيء قد قاله وقد دمعت عيناه بصمت ، ذلك الصمت قد بعث في نفسي الأسى ، والذي إستمر طوال روايته التي بثها لي .
حين إنتصف الليل في الغرفة التي يعيش فيها مع زوجته وبناته الأربع الصغيرات ، كان منزوياً في أحد جوانب الغرفة كعادته لاينام ، لايفكر في يومه الذي إنقضى، بل في القادم من ايامه ، يفكر في حياته وقد عجزأن يجد الحل لنزاعه مع الصعب من أيامه ، التفت لينظربناته الأربع وقد تنازعن على الغطاء الذي يختبئن تحته من وحش الشتاء الكاسر، فإنتهى النزاع عن بقاء طفلته الصغرى تحت وطأة سوط البرد يجلدها مراراً وتكرارا .
إقترب الأب بوجل من طفلته الصغيرة لينظر في وجهها الملائكي الذي أبى الله أن يجعله كما كان منذ ولادته ، فسقطت دمعة من عينه على وجهها ،ولكنها لم تستيقط .. ربما كانت دمعة حارة ، ولكن توالي السقوط على خدها ، قد أثقل ذلك الخد الرقيق ، لذا فإنها إستيقظت في النهاية ، لتنظر في وجه أبيها ، فتبتسم له إبتسامة لم يعرف معناها ، لكنها تركته ينظراليها وقد ألصقت جسدها الصغير بأجساد أخواتها تطلب الدفء .

حديث صديق هذا ليست قصة صغيرة جداً من نسج خيالي لوصف حالة صديق ما ، بل مأساة موجودة ومكررة الى حد الملل من مفردات هذة الدنيا مفردة بعد أخرى ، ولكني أتسائل ، هل يتمكن ذلك الصديق من إمتلاك (الصبر ) ، ذلك المفتاح السحري القادرعلى فتح جميع الأبواب المقفلة ؟ وهل المالك للصبر ، بشر يختلف عن الآخرين ، وفي أي وقت يأتي لنقول هذا زمن الصبر قد حان ، ومتى ينتهي هذا الزمن لنقول إنتهي ، وفي أي الأشياء نزاول الصبرمهنة ً ، ولماذا أصبر أنا وجاري لا ينفذ تلك الضريبة ، وحين فرض الصبر ، لماذا أنا دون غيري ، لماذا فتيات ذلك الصديق يقاسين ألم الحياة ، هل لأن أباهن خلق فقير ، أو صار فيما بعد فقير الحال .

ولكن الصديق عاد كالصخرة مجدداً ليقول : علمني الفقر أن أرى كُل الناس فقراء مثلي ، وأنظرالى زمن قادم ، بأنه سوف يكون زمني ، ليحل فيه العدل ،وسوف تنام بناتي في فراش دافئ طوال الليل ، عندها أتذكر الذي قرأته يوماً ، كيف أن الملك (حمورابي ) حين أدرك منذ زمن بعيد أن يكتب قوانين الجريمة والعقاب على مسلته العمودية ، حيث كتب (العين بالعين وال......) الى آخر تصريح له في مسلته التي أصر على أن تكتب بصورة عمودية لظنه أن من يريد أن يقرأ بها ، وجب عليه الوقوف منتصباً دون حركة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا