الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبارك شعب مصر

دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)

2009 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يا ترى لو ان المسيح عاد هذه الايام كان سيقول نفس المقولة بعد ما يرى ما يحدث لابنائه من اضطهاد وقتل وتهديم كنائسهم ؟ لا اعتقد .. هل مصر اليوم التى قال فيها القرآن "ادخلوها بسلام آمنين" لا أظن ... لا أصدق كيف وصل بنا الحال لهذه الدرجة وهل صحيح كانت مصر في عصر من العصور فيها يعيش الاسلام واليهود والمسيحية معا في سلام أصبحت هذه الكلمة غريبة على مسامعى هذه الايام لانى لا اسمع غير الكراهية والحقد الذي يعم بلدنا الحبيبة مصر في الشوارع والمدارس والجامعات حتى في المواصلات العامة والمصالح العامة ماذا حدث لنا؟ ولانى لا أؤمن بنظرية المؤامرة لن اقول انها يد خفية تعبث بوحدتنا الوطنية ولكن هقول ان غياب الضمير والدين هو ما ادى بنا الى هذه الحالة السيئة من التفكك وكره الاخر ... أى دين هذا الذي يأمر بهتك الاعراض وقتل الأبرياء وهدم بيوت الله .. من يعتقد انه يدافع عن الله او دينه فالله برئ منهم .. لقد امرنا الله عز وجل ألا نعتدي على الاخرين في قوله تعالى في سورة البقرة(190)" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" وها نحن نسير وراء تعصبنا الاعمى وننسى وصايا الله ألم يأمرنا الله ان ندافع عن بيوته في قوله تعالى في سورة الحج (40) ﴿الّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاّ أَن يَقُولُواْ رَبّنَا اللّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّهُدّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً﴾... أى دين تدينون به واى إله تعبدون .. إن ما يحدث في مصر مهزلة بكل المقاييس وانى ارى بركان على وشك الانفجار وسوف نخسر جميعا لن يكون هناك فائز لان الخراب والدمار سوف يطول الجميع ومن يظنون انفسهم في مناى عن هذه الحرب فهم واهمون النار سوف تحرقنا جميعا ...
الفتنة الطائفية تزداد في مصر بشكل مرعب وهذا لغياب القانون الذي يحمى الطوائف والاديان من بعضها البعض وتكون على قدم المساواة امام هذا القانون ولا يكون هناك فرق بين مسلم سنى واخر شيعى او مسيحي او بهائى ... لماذا لا نحيد الاديان ونضعها في مكانها الاصلى الجامع او الكنيسة او .....إلخ ونعيش كمصريين مواطنين في بلد واحدة بدون النظر الى الديانة حتى نتقى شر الفتن التى قد تنتج من سيطرة دين او محاباة دين على أخر ... كم من الشهداء علينا ان نفقد حتى تقوم الدولة العلمانية ؟ كم من الدماء علينا ذرفها حتى نعيش في سلام ومحبة ... أخاف عليكي يا امى وبلدى الحبيبة من دمار الفتنة ...أخاف عليكي من فتنة دارفور وغيرها ... العلمانية هى الحل الوحيد حتى نحافظ على ادياننا ومصرنا وطريقنا للتقدم والتخلص من المشعوذين والدجالين الذين يقتاتوا من تخلفنا واختلافنا ...لن تقوم لمصر قائمة الا عندما نضع الدين في مكانه الحقيقي بعيدا عن الحياة العلمية والعملية ونحميه من عبث العابثين الذين يستغلون الدين في تغييب أبنائنا والضحك على عقولهم باسم الدين ويجعلهم يكرهون الاخر الذي من الممكن ان يكون ابوه او امه او صديقه في الجامعة او زميله في العمل ... أنقذوا مصر من الفكر الوهابي الذي أصبح مثل الوباء في كل بيت في مصر الذي لا يفرق بين غنى او فقير مثقف او جاهل حتى إن كان بلا لحية او جلباب ....انقذونا من هذا الغزو....
إن ما يحدث اليوم في كنيسة ابو فانا او اعمال الشغب التى حدثت في ديروط يجعلنا نقف ونفكر ألف مرة قبل ان نخطو اى خطوة ونسأل انفسنا الى اين نحن ذاهبون ومدى الجرم الذي نرتكبه في حق انفسنا وحق اخواتنا الاقباط وكيف اننا نعارض مشيئة الله خالقنا لانه اذا كان يريدنا مسلمين فقط كان خلقنا كذلك وإذا ارادنا مسيحين فقط كان خلقنا كذلك لو أراد نهار بدون ليل او شتاء بدون صيف كان قال له كن فيكون .. ان التنوع في الحياة هو سبب وجودنا فيها والاختلاف رحمة ولاننا لن نستطيع تغيير ذلك إذا علينا تقبل مشيئة الله وان نتعايش مع الاخريين مهما كان اختلافنا معهم... والذي لا أفهمه على ماذا الصراع هل هو على جنة الأخرة ام جحيم الدنيا ...وإذا كان على الاولى فلما لا نترك هذا لـ الله الحكم العدل الذي سوف يفصل بيننا يوم القيامة ..أما إذا كان على جحيم الدنيا فبئس الصراع لان الحياة صعبة بما فيه الكفاية حتى نصعبها على انفسنا اكتر ...
وعندما نرجع الى بشريتنا ونعلم ان هناك اله واحد فقط في السماء واننا لسنا جنود الله في الارض واننا لسنا آلهة حتى نحاسب بعضنا البعض .. حينها فقط سوف نجد انفسنا نتصارع ونتنافس في الاختراعات بدلا ما نتنافس فيمن سوف يدخل الفردوس ومن سيصلا نار جهنم .. نتنافس في إعمار بلدنا لا في دمارها ... نتنافس في مساعدة الاخريين لا في أذيتهم ...نتنافس في نشر السلام والمحبة لا في نشر الحقد والكراهية... أدعوا الله ان نرجع لصوابنا قبل فوات الاوان واخيرا أقولها كما قالها المناضل من اجل الحرية والسلام "مارتن لوثر كينج" " عندى حلم" تكون بلدنا حرة ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحتاج لفكر أعمق
أبو أحمد ( 2009 / 10 / 25 - 08:26 )
الأستاذة دينا خوفك وحرصك على بلدك شىء جميل لكن طريقة معالجة الأمور لا يجب أن تكون ذوقية أي بطريقة غير منهجية ورغم شعوري بصدق أحاسيسك إلا أن مثل هذه الكتابات ترسخ الإنقسام والأحقاد الطائفية فهل المسلمون أفضل حال من المسيحيين في بلادنا ؟؟؟ ثم ومن يستطيع نزع الدين والعقائد من حياة الناس وجعلهما في المساجد والكنائس فقط هذه أمور فردية وقناعات شخصية نحتاج للوصول إليها لشروط ومناهج علمية وعملية لا تتوفر في مجتمعاتنا في الوقت الراهن وإلى أن تتوقف ألة الإعلام ومثقفيها الفاسدين عن التزيف واللعب بعقول ومشاعر الناس ربما نجد نقطة البداية أي بداية التفكير الذاتي .


2 - كلام ممتاز
جميل ( 2009 / 10 / 25 - 13:42 )
كلامك ممتاز اختى دينا
ولكن دعنا جميعا نلوم من قال -قاتلوهم يعذبهم الله بأديكم وينصركم الله ويشفى صدور قوم مؤمنين-
الملام هنا هو من يحرض على القتل
الملام هنا هو من يجعل من القتل شفاء للصدور
الملام من قال -لقد جئتكم بالذبح-
الملام هما محمد صلعم وإلهه
تحية للجميع


3 - السيد ابو احمد
متفرج ( 2009 / 10 / 25 - 19:52 )
انا اوافقك ان طريقه العلاج يجب ان تكون منهجيه ومقننه...ولكنلا اتفق معك فى تلك المقولات مثل هل المسلمون افضل حالا من المسيحيين؟ لانها اصبحت ورقه التين التى يتغطى بها الارهاب فى مصر ...فهل لكون المسيحيين فى وضع افضل اقتصاديا من المسلمين سببا يدعو المسلمين لقتلهم و الهجوم على كنائسهم...وهل يقوم المسيحيين بالهجوم على المسلمين لمنعهم من الصلاه او هل حمل المسيحيين سلاحا ضد الدوله....هذه الكلمات لا يجب ان تلقى على عواهنها ياسيدى خصوصا لانها تبدو للبسطاء كتبرير لافعال المتطرفين والجهله والغوغاء


4 - مبارك شعبى مصر
Zagal ( 2009 / 10 / 26 - 03:28 )
هكذا يقول الكتاب المقدس - مبارك شعبى مصر -

والبركه لايتم تقسيمها خوفا من السيف ... ولاتشترى بالمال


5 - ليت مصر كلها تعمل بالمحبة التى تنشديها
مجدى ( 2009 / 10 / 26 - 06:56 )
نعم يا دينا ان عاد السيد المسيح ثانية فسوف فلن تتبدل كلماته لأنها وصاياه التى أوصى بها البشرية كلها بالمحبة كما أحب هو البشرالى المنتهى. ولولا مباركة الله لشعبه مصر لما كانت مصر لتعبر كل هذه الأزمات التى مرت عليها ليت الكثيرين يتبعوا ما تنادين به لتعود بلدنا الحبيبة أمنة يجمع الحب و التأخى أهلها بلا تعصبات و بلا السموم التى ينفثها الأشرار بين أبناء الوطن الواحد.

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب