الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام(الحلقة 2):التقدمية قدرية للإصلاح التعليمي بالمغرب

بوجمع خرج

2009 / 10 / 25
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


أكيد أنه في ظل فشل التحديث المؤسسي بالمغرب أو على الأقل تعثره بحكم طبيعة الخوصصة الغير المواطنة التشغيل والغير المتضامنة في سياق حقوقية الهوية تماشيا مع مفهوم الدستورية كوعي يتشخص في كينونة الدولة فإن المتعلم المغربي في حاجة إلى ما أسميه "بيداغوجيا الاقتصاداوي المتكامل" أو "بيداغوجيا النماء الاقتصاداوي"(1)
لقد أبانت الممارسة الاقتصادية بالمغرب عن عدم قدرتها على احتواء المفارقات و التشنجات المتعددة في الجسد المجتمعي المغربي. صحيح أن الماكرو اقتصادي كان له بعد إدماجي من خلال خلق بنيات ترابطية في سياق التصور الشمولي للرأسمالية الليبيرالية أو ما سمي بالعولمية ولكن المشكل طرح على مستوى الحركية الكلية للكيانات المجتمعية الشبيهة بالمغربية علما أن هذه الأخيرة لم تتمكن الدولة من محورت هذه الحركية حول مشروع وطني يكون في وحدويته منبثقا من الإرادة المجتمعية في تعبيرياتها التكتلية أو حتى الفردية إذ هذه تمثل كيانا ذا سلطة رمزية في سياق المفهوم المؤسسي أي ذات حمولة فكرية أو تاريخية...
لذلك أعتقد أن البرنامج الإصلاحي والاستعجالي يحتاج حتى من داخل بيداغوجيا الإدماج إلى خلق شروط أو ظروف لا يمكنها إلا أن تكون تقدمية أكثر منها تلك العقائدية التمويلية التي بدت كما لو أنها ثيولوجيى من نوع جديد طوطم فيها المالي النقدي في نصب تذكاري داخل المخيال الإصلاحي المغربي إلى درجة الهلوسة. ذلك أن اللغة المنافسة التي تحكم الإنتاجية والانتاجاوية الوطنية في علاقتها مع العالمية تفتقر للشروط الإدماجية على مستوى الترابط الشبكي بالرؤيا الماكرو إدماجية علما أن المحرك الأساس الذي هو الحكومة لا يسمح بالتشغيل الآلي الكلي نظرا لأن الهيكلة الحكومية ذاتها اقصائية في مفارقتها لقاعدة الهرم الإفرازي للنخب وطبعا مرورا من الكل المؤسسي تشريعيا وتنظيميا...
وفي هذه الخطاطة التشريحية تأتي التقدمية كحتمية وكقدرية لإصلاح تعليمي يؤسس لكيان حداثي متجدد في مجتمعيته وفي اقتصاديته يهدف فيه المشروع التعلمي إلى استقلالية مواطن قادر على إنتاج الثروة نظرا للطبيعة الإدماجية الوظيفية السياقية للتقدمية في لحظة هاربة يتفاعل فيها الماضي والمستقبل حيث المادة ليست سوى واسط بين الطاقة والمستهلك وليست غاية في حد ذاتها كنتيجة تراكمية للثروة تحت مبررات الرأسملة ذلك لأنها في هذه الأخيرة ستنتج التضخم. وطبعا نقصد هنا تضخم التشهيد في غير مشروع كلي مدمج يحدد ملامح المتعلم بشكل يحترم النمو الطبيعي للمتعلم وما يلائم كفاءاته الانتجاوي... وهو ما سيؤدي إلى متعلمين متحفيين(2) افتراضيي القيمة التعلمية الإدماجية في ما لديهم من تشهيد.
لعلنا مرة أخرى نقف عند الأزمة الحقيقية الاقتصادية الحالية والتي هي أكثر من كارثة السيولة كما يروج لها إنها حسب الخبراء أزمة "مبالغة في تضخم الأصول المالية" نسبة للثروة الواقعية. وبعبارة أخرى فالسوق في حجم الأوراق الظاهرية أو الافتراضية يكبر بكثير عن المتاجرة في الواقع الاقتصادي المجتمعي. وفي هذا الصدد وللتذكير فإن السيدة وزيرة التعليم تحدثت عن إشكالية السيولة استعارة في المسالة التعليمية. ربما تقصد بها انعدام الثقة في المدرسة كمؤسسة من طرف محيطها المؤسساتي الإنتاجي كما تنعدم الثقة بين الأبناك ولكن الحقيقة تتجاوز ذلك في الفارق الكبير بين ما أدت إليه الخوصصة بالمغرب في عجز المقاولات النخبوية أو "النخب الاقتصادية المغربية " ظاهريا على الانخراط في التنافسية العولمية وواقع المتاجرة الاقتصادية المجتمعية وطبيعة الإنتاجية المفارقة للتشهيدات المدرسية وهو ما كرس التشنجات التي ليست فيها السيولة سوى جزء من كل يتطلب بالضرورة تصورا تقدميا وقد منح المغرب وضعا متقدما لا يمكنه إلا أن يغرقه في وضعية اقتراضية يستحال على الثروة الواقعية أن تكافئ حجم القروض. هذه الواقعية حتى لا أعارض الأستاذ الجامعي المحترم(علوم الاقتصاد) السيد الكراوي في كتابه"النخب الاقتصادية المغربية" الذي قال خلال لقاء في شأن مضمونه أن دراسة شملت 100 مقاول أبانت عن ظهور طبقة جديدة من المقاولين الشباب يتحلون بقيم الوطنية و المواطنة ... أقول أن هذه ستبقى أسيرة لبريستيجية الاقتصادية كظل الليبيرالية التي ترى أمنها في ثرائها علما أن هذه من أسس السيكولوجية الاقتصادية النقدية والميركونتيلية. قد نعتبر هذه حالة عادية في التقطع الاقتصادي الذي يعرفه المغرب وإن صحيح أن لبريستيجية كما هي المقاولاتية بالمغرب لا تليق بالمجتمع المغربي ولكن الإصلاح التعليمي لا يجب أن ينظر إلى المتعلم كمواطن قادر على الاندماج في مثل هذه المقاولات بل يجب على الإصلاح التعليمي أن ينتج عقليات مقاولاتية ليست أسيرة الفردانية في نخبوية المقاولة وإنما مستثمرة لها تشهيديا في كل مقاولاتي مجتمعي يسمح بتنمية المواطنة والوطنية في سياق لا يمكنه إلا أن يكون تقدميا إدماجيا للطبقية في انسجامية تعتمد مؤشرات ومعايير تعاقدية حقوقية ممأسسة تحت ضمانات دستورية تفاديا للتصدقية التي تختلط بالتضامنية في ضل الأزمة الرأسمالية الليبيرالية في عدم إدراكها أن الأدواتية الأيديولوجية تعني أن التناوب وإن في حتميته فإنه لا يعني إقصاء أي من الأدوات الأخرى بحكم أن التكاملية ليست في التطابق على نحو إيديولوجي دون آخر ولكنها في التنوع الذي ينصهر في التقدمية ليتشكل وفق الحاجة التي تجعل الإنسان محور تصميمها وتنظيم شغالاتها (3) .
لذلك أقترح لتطويع بيداغوجيا الإدماج ما اخترت له كترجمة نسبية "بيداغوجيا النماء الاقتصاداوي" علما أن المصطلح كما فكرته فيه بالفرنسية هو: La pédagogie de l’intégralité oeconomicus ... يتبع
(1) لا أخفي أني لا زلت لم أحسم في الترجمة
(2)اقرأ مقال سابق في الحوار المتمدن تحت عنوان: قراءة في بيداغوجيا
(3) تنظيم الشغالة هو تكييف الأداة وفق ما يلاءم الإنسان في اشتعالهl’ergonomie
*بوجمع خرج/باحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر: وزيران جديدان للدفاع والخارجية في تغييرات الحكومة


.. والدة ضابط إسرائيلي قُتل في غزة تستلم جثمان ابنها




.. الناخبون الإيرانيون يبدأون التصويت في الجولة الثانية من الان


.. مسؤول بالجيش الإسرائيلي: قيادة الجيش مستعدة لقبول أي صفقة مع




.. ما هو فيلق أفريقيا الذى يرث مجموعة فاغنر الروسية؟