الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرباء والسياسي

شلال الشمري

2009 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(يُحكَى بأن أهل قرية مسيحية في لبنان أصابهم ضيق شديد من كاهن الكنيسة،في سلوكه وجهله وتسلطه ورغبته في مصادرة كل شيء من الكنيسة إلى المدرسة ،فشكوه إلى مطران المنطقة،طالبين استبدال آخر به.وتكررت الشكوى ؛ولكن المطران لم يغيِّر الكاهن ،ولاتغير الكاهن فذهب وفد من أهل القرية إلى مفتي المسلمين وأعلنوا إسلامهم ،وطالبوه بإمام للكنيسة بعد تحويلها مسجدا.فاستمهلهم أياماً،وبعدها أرسل اليهم الكاهن ذاته،وقد أصبح شيخا بعمة بيضاء ،ومن دون تبديل في جبته أو عقله أو سلوكه!)ـ المفكر هاني فحص/مج5 لة الوعي المعاصر02005
عندما يكون الهدف هو الامتيازات القارونية التي سيضمنها الفوز بالانتخابات ، وليس مشروع بناء دولة تتشكل اللافتة الانتخابية على وفق مايضمن نجاحها ، ويصبح (الأمير) ـ تأليف الكاتب الإيطالي مكيافلي ـ هو الكتاب المقدس لأغلب سياسيينا الذين يحثون الخطا للقائمة التي تضمن لهم الفوز، و يصح القول : إنها أصبحت قوائم "موزائيكية كوكتيلية" غير مستساغة الطعم ، تجمع المتناقضات تذكرنا بالقائمة العراقية بزعامة الدكتور أياد علاوي القومي ، وعضوية حميد مجيد موسى الشيوعي ، و إياد جمال الدين العلماني المعمم ، و السيد حسين هادي الصدر رجل دين ، وعدنان الباججي ، وعزت الشابندر ، ومهدي الحافظ ، وصفية السهيل ، و وائل عبد اللطيف ،وميسون الدملوجي ، الديمقراطيين الليبراليين ، ورضوان حسين الكليدار ، وخير الله كريم كاظم رجلي دين ، إلى جانب التيار العشائري الذي يشمل أنور أحمد عجيل الياور ، وحسين علي الشعلان ، وفلاح حسن النقيب ، وجمال البطيخ ، وحاجم الحسني الإسلامي والقومي أسامة النجيفي ، هذا التنوع الذي يفتقر إلى وحدة المنهج ويحمل بذور تناقضاته سرعان ما تفكك بعد انتخابات عام 2005، وفشلت القائمة العراقية في أن تكون معارضة فاعلة ؛ للسبب أعلاه إلى جانب دكتاتورية السيد رئيس القائمة الذي صادر آراء و أصوات أعضاء كتلته ، ولم يعرها اهتماما ويبدو أنه يشعر بتفضله عليهم بإيصالهم إلى عرش البرلمان وأنه صاحب رأس المال والمساهم الأكبر .
وهكذا تتشكل الاصطفافات الجديدة والتي هي عبارة عن زواج مصلحة(أحدهم يموِّل والآخر عليه السمعة) ، لغرض عبور عنق الزجاجة المتمثل بالانتخابات القادمة بداية العام 2010، ونستهل شوطاً جديدًا من سياسة التوافقات والمحاصصات الطائفية ، التي تجعل عجلات الحكومة "محلك سر" تراوح في أرض موحلة بعد أن يطمئن الفرقاء الفائزون على نصيبهم من الغنائم التي تغطي مصاريف منتجعاتهم السياحية خارج العراق.
إن آلية القائمة المفتوحة التي تطرح نفسهاعلى الأطراف السياسية قد تقطع الطريق أمام العناصر الدخيلة والضعيفة من مناضلي الحواسم الذين صوَّروا الأمور وكأنهم مفجرو الثورة وقادة التحرير ، وانهم ورثة النظام البائد الذين يحاولون اتخاذ السلالم الخلفية سبيلاً لتسلق جديد واستغفال جديد.
لاشك أن الأطراف السياسية في مأزق صعب جدا ، فبعد أن استقبلهم الشعب العراقي استقبال الفاتحين في انتخبات عام 2005، فإنه يستقبلهم في العام 2010 بمنتهى الشك والريبة والفتور والرفض ، وسيفتش الشعب عن رجالاته كمن يفتش عن احجار كريمة وسط جبال من التراب ، وسوف لن تتكرر النظرة الغربية إلينا بأننا شعب 90% منه أذكياء يقوده 10% من الأغبياء لقد أدرك المواطن أن الأمن والخدمات من ماء وكهرباء وصحة وتربية وتعليم لايمكن أن تأتي إلا من خلال رؤية ومشروع لبناء دولة ، تستطيع الدفاع عن المنجز المادي الذي يكون عرضة للخلايا "الحواسمية" النائمة ، إذا لم يكن للمواطن مشروع وطني ، يعتز بالانتماء له ، يمتلك قدرة الردع على المستويين الداخلي والخارجي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لحظة من فضلك !!!
سمير البحراني ( 2009 / 10 / 27 - 10:18 )
لا خير يرتجى للعراق اذا كان حكامه من الاحزاب الاسلامية السياسيه الذين يستغلون المراسم الدينية لتدجين الفقرراء المتديننين كي يصلوا الى قبة البرلمان وعندها ينتهي كل شي. متى يستفيق الملعوب على عقولهم باسم اهل البيت (ع) واهل البيت براء من ذالك.

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال