الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تواجه الأزمة النفسية

سعاد الفضلي

2009 / 10 / 28
المجتمع المدني


كيف تواجه الأزمة النفسية

المساعدة لتخطي الأزمة وتداعياتها على المستوى النفسي بالعديد من التوجهات
أثبتت الدراسات وتجارب التحليل النفسي أن السلوك البشري هو عبارة عن استجابة داخلية للمثيرات الخارجية، لذا فان موقف الإنسان من المثيرات الخارجية التي يواجهها: كالمثير المالي، أو الجنسي ، أو الوجداني، والتحديات التي يواجهها...الخ، تتوقف على طبيعة الملكة النفسية، ونوعية المحتوى الداخلي للإنسان، فانطلاقاً من هذا المحتوى يتحدد موقفه من المثير، ومدى الاستجابة له. إن جانباً من الأمراض الروحية والعصبية التي يصاب بها الناس ناتج من الانحرافات الخلقية وسوء القصد .
يتمتع بعض الناس بالقدرة على الاسترخاء والمحافظة على برودة الأعصاب مهما كانت التوترات والضغوط المسلطة عليهم، بينما تشكل أي مشكلة صغيرة كارثة كبيرة ومصدرا متواصلا للقلق والغضب بالنسبة للآخرين، فإذا كنت من الفئة الثانية فيجب أن تحافظ على سلامة حالتك العقلية والبد نية طبعا، فلابد لكل إنسان أن يواجه خلال مسيرة حياته أزمة نفسية عرضية تنتج عن متاعب الحياة الكثيرة والإجهاد والقلق. وأسباب الأزمات النفسية كثيرة لا مجال لذكرها أهمها ضعف الإيمان فالمؤمن قوي الإيمان لا يعرف القلق قال الله تعالى: "ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة"، ومنها أيضا المصائب كالخسارة المادية أو فقد عزيز أو مرض عضال فما قدر الله كان. أما المعاصي فهي سبب مباشر لحدوث الأزمة النفسية نتيجة القلق والاكتئآب قال تعالى:"وما أصابك من سيئة فمن نفسك".والإنسان الذي يرغب في الفضائل الإنسانية ويحب الكمال والتعالي الروحي ينزه نفسه عن ظلمة الذنب والإجرام. يقول الإمام علي (رضي الله عنه) : « من أحب المكارم أجتنب المحارم. كذلك التعلق بالدنيا والخوف من الموت.
وإن أفضل سلوك في مثل هذه الحالات كي تبقى محافظا على اتزانك هو اللجوء إلى السلوك الصحيح وممارسة أنماط من التصرف تجعلك قادرا على مواجهة أزمتك النفسية:
استعن بالصبر والصلاة وقراءة القران ففيه شفاء ورحمة للمؤمنين، توجه إلى الله بالدعاء الذي بيده ملكوت كل شيء يستجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
إشغل نفسك وعقلك وذلك بمشاركتك في أي نشاط اجتماعي كممارسة الرياضة مشاهدة التلفاز رؤية مسرحية، المشاركة في ندوات، فهي أفضل من الوحدة في حالة التوتر العاطفي الكبير.
المشي حول المبنى يمثل إحدى الطرق التي يمكن أن تمنح الشخص مزاجا جديدا وهناك أدلة تشير إلى أن هذا الأمر ممكن. صحيح أن مضادات التوتر والاكتئاب تعمل بشكل أسرع ، ولكن هناك دراسة أظهرت بان الذين بدؤا بممارسة المشي بدلا من الأدوية أقل عرضة للانتكاس وتطور الحالة، مقارنة بالذين تناولوا المضاد فقط.

لا تزيد متاعبك بالتفكير بالماضي، حاول تفريغ العقل من الأفكار المشوشة والمقلقة ولا تعلق حول أمور مستقبلية لا تستطيع التحكم بها.
لا تفكر بكل المشاكل في وقت واحد، لان تفاعلك مع مجموعة من الاجهادات الفكرية يؤدي غالبا إلى عدم قدرتك على اتخاذ إجراء ايجابي، كما يؤدي ذلك إلى احتمال إصابتك بمرض عقلي.
لا تكثر من التذمر أمام الآخرين، ولا تحمّل الآخرين همومك بل اختار أعز صديق وتحدث معه وانصت إليه.
اعترف بأزمتك النفسية، اطلب المساعدة، من الجهات المختصة، فسوف تجد إمكانية التغلب على مشاكلك ومخاوفك العقلية بعد أن تتحدث عنها الى الآخرين.
التحق بمعاهد لتعلم رياضة اليوجا التي تكتسب بواسطتها الأساليب الفنية لإرخاء العضلات، فلم تعد اليوجا مجرد رياضة أو فلسفة نظرية تفيد العقل، ولكنها صارت نظام حياتيا كاملا ووسيلة علاجية تساعد على التخلص من الأمراض النفسية والعضوية والجسدية، فبواسطة تدريبات اليوجا يمكن للفرد أن يكون أكثر سعادة واطمئنان. ويطرح بعيدا عباءة الإجهاد وسحابات القلق. فقد باتت من أبرز الوسائل الحديثة المستخدمة في العلاج النفسي والجسدي، فإننا نجد على شبكة الإنترنت مواقع كثيرة جدا متخصصة في هذا المجال مثل موقع اليوجا المركزي:www.yogaclass.com/central.html
اكتساب عادة التأمل الفكري، وذلك بالجلوس في غرفة هادئة وأنت مغمض العينين، وذلك في مقعد له ظهر منتصب ومريح، وإذا مرت في ذهنك أثناء ذلك أي فكرة لا تتابع الاهتمام بها، بل ركز اهتمامك كله على التفوه بكلمات منتقاة، أو التركيز على شىء مرئي كمنظر جميل أو شمعة، فالمهم هنا طرد الأفكار من خلال التركيز على المثير للعواطف.
لا تلم الآخرين على مشكلتك الحالية حتى ولو كنت بالفعل قد ظُلمت من الآخرين، لا تضمر ضغينة لأحد، فالشعور الثابت بالعداء والحقد والكره لن يحقق شيئا سوى المزيد من الضرر لصحتك العقلية. إن النشاطات الجسدية والروحية تتكامل بدافع الحب فتكسب الشخصية قوة ورصانة. وعلى العكس فإن الكراهية تحط من الشخصية وتسحقها . للحب تجري قافلة الإنسانية نحو الكمالات والفضائل المادية والمعنوية.
لا تكسل ولا تتردد لان الكسل والتردد في الرأي مثلاً من أهم العوامل على جمود الفكر وكذلك العجب بالنفس والغرور والحسد فإنها من عوامل التفرقة والتباعد بين الناس ، وهي جميعاً تمنع النفس البشرية من التكامل وتخلق الأزمات النفسية الحادة .
لا تأخذ مشاغلك وهمومك إلى سريرك، فإن نقص النوم ولو لسويعات قليلة قد يضعف النشاط الحيوي اليومي للإنسان ويؤثر في الوظائف البد نية والعقلية، وكان الأطباء قد حذروا مسبقا من النوم الكثير أو الحرمان منه لأنه يمثل خطرا رئيسيا مهددا لصحة الإنسان وحياته.
الضحك و أقصد بالضحك الشافي ليس فقط الضحك العادي و الابتسام بل مجابهة الحياة بروح ساخرة من تقلبات الأيام و شدائدها التي يجب أن نقابلها بالسخرية و الابتسام. للأمل والإيمان والإرادة القوية أثر كبير على الجسم .
اعتبار هذه الأزمة فرصة ذهبية لتعميق العديد من المفاهيم الإيمانية، ومن أهمها: "أن الله هو الحافظ؛ بل هو خير الحافظين". "واعلم أن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك…".إذاً يا عباد الله، لا تخش غمًّا ولا تشكُ هماً، ولا يصبك قلق مادام أمرك متعلقا بقول الله - جل وعلا ـ في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " [رواه البخاري ومسلم .



د . سعاد الفضلي













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قانون السعاده
مناير ( 2012 / 2 / 7 - 21:33 )
يجب علينا أن قبل كل شئ أن نتقبل كل شئ لأن الحياه ليست على وتيره واحده ليست كلها سعاده ولا كلها تعاسه بل فيها جانب جميل وقبيح ومفرح ومحزن فأذا تقبلنها بما فيها استطعنا نجعل من القبيح جميل ومن المحزن مفرح

اخر الافلام

.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ


.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|




.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي


.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل




.. قد تصدر مذكرات اعتقال لنتانياهو.. ما هي الجنائية الدولية؟