الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبيل المنطق في الوصول إلى الأحكام

سعاد الفضلي

2009 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مقال سابق لي في الحوار المتمدن بعنوان "كيف تواجه الأزمة النفسية "تلقيت تعليقا من شخص يقول فيه :( اني اشتغل في هذا المجال وفي دولة من اكثر الدول المتقدمة وأرى أن موضوعك مبني جزء منه على الموضوعية أما الجزء الاخر على الخرافة لا بد أن تعلمي إن الدين قد يؤدي في بعض الحالات الى اكتئاب حاد ومزمن. من الدافع في رايك وراء الذين يفجرو ن انفسهم وياخذون معهم ارواح الابرياء) لم يسع المكان المخصص للتعليق للرد عليه , مما اضطرني للإجابة على هذا الشخص بمقال تحت عنوان "الموضوعية والخرافة وتشويه الحقائق "وتلقيت تعليقات على هذا المقال مما اضطرني للتعقيب بمقال كذلك ولو إني لا أحب الدخول في جدالات دينية عقيمة لا طائل منها ... فلست مع المتطرفين في الدين ولا من المدافعين عن المجرمين .
دعنا ننطلق من الطبيعة التي تعطي البعض الحق ان يختار ما يحلو له من أفكار ومعتقدات تجعله يعتقد بان الطبيعة خلقت من أجله ومن أجل الافكار والمبادئ التى يؤمن بها ويدافع عنها .
التفكير المنطقي لا يحتاج إلى ثقافة دراسية أو مستوى تعليمي معين، كل ما يحتاجه هو التأمل بعقلانيه إلى الأشياء والخروج بمنطق الاعتدال المناسب فيما يقول ويعمل لما تم التفكير فيه و التجربة التي يمر بها الإنسان لها دور فعال في ذلك.
يقيم التفكير المنطقي علاقات بين الأشياء والأحداث والأفكار، ومن دونه فإن عقولنا ستكون مستودعات من الحقائق عديمة الفائدة وغير قادرة على توليد أي فكرة جديدة، وبالتالي فإن العالم سيكون مكاناً مخيفاً ومحيراً. إنه المنطق الذي يسمح لنا أن نتوقع ونتنبأ ونعلل. وذلك ممكناً من خلال وضع الإنسان وخلال مراحل تكوينه الأولى في بيئة مثالية تمكنه من أن يبني حتى إكمال أدوات التكيف التي هي عمليات المنطق
إن التفكير مهارة عملية يمارس بها الذكاء نشاطه اعتماداً على الخبرة، وهو اكتشاف متروٍ أو متبصر أو متأن للخبرة من أجل التوصل إلى الهدف. إن التفكير مهم جداً في حياتنا اليومية لأنه يساعد على التخطيط للأهداف الفردية والعمل على تحقيقها أو حل مشكلة ما أو معرفة ماذا نعتقد أو نأخذ من غيرنا أو نترك.
أسباب غياب التفكير المنطقي، وفوائد استخدام الانسان لهذا النوع من التفكير، هي سبب المغالطات التي نمارسها ونقع ضحيتها كثيراً، وهي المغالطات التي يعيش معها الإنسان بدون أن يشعربوجودها.
فعندما كتبت مقالا في الصحة النفسية لم يكن موجها لعمرو ولا زيد من الناس لان مجتمعنا يضم اطيافا متعددة سواء رضينا أم أبينا يضم المسلم والمسيحي واليهودي وعبدة النار ومن لا دين لهم . الدين أيضا اتجاه يرتبط به الإنسان بعد تفكير لاختيار توجه يقيم على أساسه نهج حياته والقيم الإنسانية التي يسير عليها، والاتجاهات الفكرية تتقاطع فيما بينها بشكل كبير ، كما أنه يمكن لأي إنسان اتخاذ مجموعة من المباديء لا تنتمي لتوجه فكري معين واعتبارها توجها فكريا خاصا . فهذه الطائفة من الناس تاخذ من المقال الموضوعية على رأي أخينا الناقد وتاخذ الخرافة والتي هي الدين من وجهة نظره ايضا فقارئ المقال ياخذ ما يحلو له ويتفق مع معتقداته من المقال . فأنا لم أخص الوهابية ولا الشيعة ولا حتى الفكر السلفي انا اتكلم عن شريحة من الناس بفض النظر عن انتماآتهم الطائفية فكثيرا من الناس من تمس العقيدة الدينية اعماقهم وتعدل سلوكهم ولا يعني هذا ان يكون المقصود من التوجه الديني قياسا بمن قام بالتفجيرات أو نذر نفسه لها لكي يفوز بالجنة وحور العين على رائ أخينا سمير من البحرين ناهيك عن ابو علي الذي يسالني من فجر البرجين وكاني أعمل في الاستخبارات الامريكية أما منجي والذي لم يفصح عن هويته يقول :( ان اى خلل فى كيمياء الجسم حتما سيؤدى الى خلل فى السلوك وهذه نقطه تبرى ساحة الاديان من الاعمال الارهابيه التى يقوم بها معتنقيها.. فالدين ما هو الا اختراع بشرى يلبى حاجة الفرد والمجتمع ومن الملاحظ ان كل فرد او مجتمع يصنع ويختار دين يناسبه تماما) , وانا اقول لك تمام ما قدمته من عرض عن الاديان ودورها في تلبية الحاجات وهذا هو المقصود بالدين كل حسب معتقده وهذا مبرر لمن اعتبر الدين خرافة وتم الرد عليه في المقال اللاحق وهو الموضوعية والخرافة وتشويه الحقائق فحبذا لو كان تفكيرنا منطقيا كما قيل لأسباب عديدة، أولها أنه سبب من أسباب احترامنا لأنفسنا وللآخرين. حين يكون تفكيرنا منطقياً نستطيع من خلاله ربط الأمور ببعضها البعض بطريقة واضحة ونستطيع من خلاله الوصول إلى نتائج مبنية على الأدلة والبراهين فأن هذا سيمنحنا شعوراً بأننا نملك زمام أنفسنا ولا نترك للعواطف والانفعالات وللأوهام سبيلاً إلى تفكيرنا وإلى سلوكنا الناجم عن ذلك التفكير التفكير المنطقي سلاح في يدنا، لا لنتستغله من أجل مآرب ليس لنا حق فيها، ولكنه سلاح يمكننا من أن ندافع عن أنفسنا لأن غياب المنطق ثغرة ضخمة تمكن الآخرين من أن يهاجمونك من دون وجه حق
بعكس الناس الذين يستخدمون المنطق في التفكير سيجعلك تحترمهم وتشعر بالأمن معهم، لمعرفتك بأنهم يتبعون سبيل المنطق في وصولهم إلى أحكامهم على الأمور واستنتاجاتهم الخاصة حول مختلف القضايا. يجعلك تفهم الآخرين، حتى أولئك الذين لا يفكرون بطريقة منطقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah


.. 98-Al-Baqarah




.. -من غزة| -أبيع غذاء الروح